قد يستمر بعد انتهاء الوباء... كل ما تود معرفته عن «كورونا طويل الأمد»

ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلندن (أ.ب)
ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلندن (أ.ب)
TT

قد يستمر بعد انتهاء الوباء... كل ما تود معرفته عن «كورونا طويل الأمد»

ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلندن (أ.ب)
ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس «كورونا» في مستشفى بلندن (أ.ب)

قد يكون الشفاء التام من فيروس «كورونا» المستجد هدفا بعيد المنال بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من تأثيرات مستمرة للفيروس بعد أشهر من إصابتهم به.
ووفقا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد توقع بعض خبراء الصحة أن يستمر تأثير «كورونا طويل الأمد» بعد انتهاء الوباء «بنفس الطريقة التي ستستمر بها الأزمة الاقتصادية واستنزاف الموارد الصحية» حسب قولهم.
ويحاول الباحثون في مختلف أنحاء العالم إجراء دراسات مفصلة للبحث في خطورة «كورونا طويل الأمد» وأعراضه ومدى إمكانية استمراره، وسط قيام بعض الدول بفتح عدد متزايد من العيادات المتخصصة للتعامل مع المرضى الذين يعانون من تأثيرات مستمرة للفيروس.
فما هي الأعراض الشائعة التي يشكو منها أغلب مرضى «كورونا طويل الأمد»؟
أبلغ معظم المرضى عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل.
وتم الإبلاغ أيضا عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.
ولا يبدو أن معظم أعراض «كورونا طويل الأمد» مهددة للحياة. لكن دراسة أجريت على 1250 مريضا بـ«كورونا» في ميشيغان، وجدت أن 6.7 في المائة ماتوا في غضون 60 يوما من الخروج من المستشفى فيما تطلبت الحالة الصحية لـ15.1 في المائة منهم إعادة إدخالهم للمستشفى، مما يشير إلى أن الآثار يمكن أن تكون خطيرة بالنسبة للبعض.
هل فيروس «كورونا» هو المسؤول الوحيد عن هذه الأعراض؟
ليس بالضرورة. فقد تكون الأعراض ناتجة عن مشكلات صحية قديمة يعاني منها المريض، كما أنها قد تكون ناجمة عن التوتر والقلق من الوباء، وفقا لعدد من خبراء الصحة.
ما مدى انتشار «كورونا طويل الأمد»؟
لا نعرف حتى الآن لأن فيروس «كورونا» هو مرض جديد في الأساس. وقد تتفاوت المخاطر بين المرضى المقيمين في المستشفى وغير المقيمين، وتتأثر بشدة المرض والعمر والجنس والعرق والدخل والحالات الطبية الأساسية.
ولم يدرس الباحثون عددا كافيا من المرضى على مدى فترة زمنية طويلة كافية لقياس مدى انتشار «كورونا طويل الأمد»، إلا أن بعض العيادات المتخصصة في مساعدة المتعافين من «كورونا» على التعامل مع مشكلات الرئة، والقلب والتعب العام، أشارت إلى انتشار كبير لتلك الحالات.
إلى متى تستمر أعراض «كورونا طويل الأمد»؟
قدر مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنه من بين الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بـ«كورونا»، تظهر على حوالي 1 من كل 5 أعراض تستمر لمدة خمسة أسابيع أو أكثر، وعلى 1 من كل 10 أعراض تستمر لمدة 12 أسبوعاً أو أكثر.
وأبلغت دراسة صغيرة من جامعة واشنطن عن استمرار الأعراض مع بعض الأشخاص لمدة تصل إلى تسعة أشهر، فيما وجدت دراسة أكبر بكثير شملت ما يقرب من 240 ألف مريض بـ«كورونا» أن واحداً من كل ثلاثة عانى من مشكلات عصبية أو نفسية في غضون ستة أشهر من الإصابة.
ويتوقع الكثير من الباحثين الذين تحدثت إليهم «بلومبرغ» أن تستمر أعراض «كورونا طويل الأمد» مع البعض بعد انتهاء الوباء.
واستشهد الباحثون بما يحدث مع عدد من الفيروسات الأخرى، بما في ذلك نزلات البرد والإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية وداء كريات الدم البيضاء المعدية والحصبة، حيث تستمر متلازمات ما بعد الإصابة بهذه الأمراض مع العديد من الأشخاص لسنوات طويلة بعد إصابتهم بها.
ووجدت دراسة كندية أن 21 من العاملين في مجال الرعاية الصحية من تورونتو عانوا من أعراض ما بعد الفيروس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات بعد إصابتهم بـ«سارس» في عام 2003 ولم يتمكنوا من العودة إلى عملهم بنفس أدائهم المعتاد.
ووجدت دراسة أجريت على 55 مريضاً نُشرت في عام 2010 أن بعض الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب «سارس» في هونغ كونغ عانوا من ضعف وظائف الرئة بعد عامين من الإصابة.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
TT

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل مُجدداً، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي، لكنها عاشت «المساكنة» مع زوجها السابق بعد أن جمعتهما قصة حب لـ9 سنوات قبل زواجهما، نافية الاتهامات بأنها مخرجة «أفلام الإغراء»، وقالت إن «أفلامها أصدق من أعمال المخرج خالد يوسف، كاشفة عن أنها أتمت السبعين من عمرها ولا تفكر بالموت».

وأضافت في حوارها أن سعاد حسني لم تُقتل لكنها انتحرت، وأن العاملين في الوسط السينمائي كانوا يتوقعون لها ولأحمد زكي أن ينتحرا لأنهما عاشا حياتهما من دون تخطيط، وسعاد كانت تشعر بتراجع نجوميتها الكبيرة، وعدّت ياسمين صبري ممثلة مثيرة أكثر من هيفاء وهبي.

وحلّت إيناس الدغيدي ضيفة على الإعلامية ناديا الزغبي عبر برنامجها «القرار» الذي تقدمه على قناة «الغد»، ووصفت ناديا المخرجة المصرية بأنها امرأة «دون خطوط حمراء»، ويليق بها لقب «الجريئة» بوصفها واحدة من أهم مخرجات السينما في مصر، وتحدثت الدغيدي قائلة إنها «بالفعل جريئة وحياتها كلّها جرأة، لكنها لم تكن تعرف ذلك عن نفسها»، لافتة إلى أن «جُرأتها بدأت منذ قرّرت دخول معهد السينما لتصبح مخرجة، ولم يكن لأي من أسرتها علاقة بالفن لكونها من عائلة ملتزمة دينياً، ووالدها كان يعمل مدرساً للغة العربية والدين».

ورفضت المخرجة خلال الحوار لقب «مخرجة أفلام الإغراء»، مؤكدة أنها «تقدم مشاهد إغراء داخل أفلام لها قيمة».

إيناس الدغيدي في أحد البرامج (إنستغرام)

وبسؤالها عن الأكثر جرأة في أفلامها... هي أم المخرج خالد يوسف؟ قالت إن أفلامها أصدق لأن جُرأتها بلا أهداف، بل تعبّر عن فكرها الحقيقي، بينما يوسف قد تكون لديه أهداف سياسية يتحرك من أجلها، لا سيما في الفترة الأخيرة.

وذكرت الدغيدي أنها أتمت عامها السبعين وأنها سعيدة بعمرها ولا تشعر أنها كبرت، ولديها قدرة كبيرة على العطاء، نافية أنها تفكر بالموت الذي تراه «حياة فيها جمال»، لكونه أكثر هدوءاً وروحانية وسلاماً.

وقالت إنها من المستحيل أن تختلف مع كلٍّ من يسرا وإلهام شاهين، مؤكدة أنها بدأت مشوارها ويسرا معاً وعاشتا مع بعضهما العمر كله.

وعن فيلم «الصمت» الذي تُعِدّ له، وتتطرّق فيه لمشكلة «زنا المحارم»، قالت إن منصة «نتفليكس» سترحب بعرضه وسينجح في صالات السينما بمصر لكونه فيلم إثارة تقدمه بشكل يشوّق الناس لمشاهدته من خلال مواصفات درامية جيدة، لافتة إلى أنه لا توجد علاقة بالفيلم بين محارم لأنها لا تستسيغ ذلك، لكن الموضوع كله يرتبط به، وقد التقت بنات تعرضن لذلك والفيلم يتطرق لحياتهن بعدما كبرن، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تناقش هذه المشكلة التي تحدث في كثير من دول العالم.

وعبّرت المخرجة المصرية عن فخرها باكتشاف النجمين أحمد عز وهند صبري، وأنهما من أهم اكتشافاتها مخرجة، وقدمتهما أبطالاً لفيلم «مذكرات مراهقة» قائلة، كانت لديهما الجرأة لعمل الفيلم في بداياتهما، ربما يخافا الآن على اسميهما ونجوميتهما لو عُرض عليهما عمل مماثل، لأننا صرنا نعيش في مجتمع يحاسب الفنان على أفلامه وليس على تصرفاته.

وذكرت أن خلافاً وقع بينها وبين النجم الراحل أحمد زكي خلال تصوير فيلم «استاكوزا» كاد يهدّد بعدم إكمال الفيلم لانصرافه في أثناء التصوير دون أن يخبر أحداً، فقالت له: «نجوميتك تتعامل بها خارج الاستوديو، لكنك هنا تتعامل بالشخصية التي تؤديها»، وقالت إنه «قد عاد وقال لي حقك عليَّ»، مؤكدة أنه كان صديقها وجارها.

إيناس الدغيدي (إنستغرام)

وعن اعتزال «الزعيم» عادل إمام قالت إنه اكتفى نجاحاً وشهرة، ويريد الآن أن يستمتع بحياته، يقول لمن حوله لو أن هناك خبراً سيئاً لا تخبروني به، لذا أرجو أن نتركه ونحترم تاريخه.

وحمّلت المرأة المسؤولية في ظاهرة «التحرش»: «عندما نقول إنه تم التحرش بي، لو كان المتحرش مريضاً فسيُصفع على وجهه وسيتوقف». مضيفة أن «بعض السيدات في جزء من تصرفاتهن يشجعن الرجل على التحرّش بهنّ».

وعن الفنانة الأكثر إثارة في الوقت الحالي اختارت ياسمين صبري على هيفاء وهبي، قائلة إنه قبل 5 سنوات كانت هيفاء والآن ياسمين.

وتخرجت إيناس الدغيدي في معهد السينما بالقاهرة عام 1975 وعملت مساعدة مخرج لكبار المخرجين، أمثال بركات الذي أقنعها بالتمثيل أيضاً في فيلم «أفواه وأرانب» أمام فاتن حمامة ومحمود ياسين، وأخرجت أول أفلامها الطويلة «عفواً أيها القانون» عام 1985 من بطولة نجلاء فتحي، ومحمود عبد العزيز، ووصل عدد الأفلام التي أخرجتها 16 فيلماً طويلاً من بينها «امرأة واحدة لا تكفي»، و«قضية سميحة بدران»، و«زمن الممنوع»، و«كلام الليل»، و«مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية»؛ وأنتجت من بينها 7 أفلام، ونالت أفلامها جوائز عدة في مهرجانات «القاهرة السينمائي» و«الإسكندرية»، و«جمعية الفيلم»، وقد أثارت أفلامها وأحاديثها الجريئة جدلاً كبيراً على مدار مشوارها.