5 سلوكيات حياتية تتسبب في الإمساك

نصائح لتناول الألياف الغذائية وممارسة الرياضة

5 سلوكيات حياتية تتسبب في الإمساك
TT

5 سلوكيات حياتية تتسبب في الإمساك

5 سلوكيات حياتية تتسبب في الإمساك

رغم أن الإمساك حالة شائعة ومزعجة، فإن عدم إخراج الفضلات في يوم ما لا يعني تلقائياً وجود حالة الإمساك لدى الشخص.
وتعريف الإمساك من الناحية الطبية، هو التبرز أقل من ثلاث مرات في الأسبوع. ومع ذلك، تجدر ملاحظة أن هناك «اختلافا طبيعيا» واسعا بين الناس في عدد مرات التبرز، إذْ إن الطبيعي لدى البعض هو الذهاب إلى المرحاض 2 - 3 مرات في اليوم، ولكن لدى آخرين ربما الطبيعي 2 - 3 مرات في الأسبوع. ولذا فإن «تغيّر العادة الطبيعية» في التبرز بشكل واضح، قد تكون علامة على وجود الإمساك. والطبيعي إخراج فضلات بوزن حوالي 200 غرام في اليوم.

أعراض الحالات

وبغض النظر عن نمط الإخراج لدى الشخص، هناك حقيقة واحدة مؤكدة: كلما طالت المدة قبل «الذهاب» للتبرز، أصبح من الصعب إخراج البراز.
ويتم تشخيص الإمساك إذا حصل واحد أو أكثر من العناصر التالية:
- التبرز أقل من ثلاث مراتٍ في الأسبوع
- إخراج براز صلب أو مُتكتِل
- الإجهاد أو الشعور بألم أثناء التبرز
- الشعور وكأن هناك انسدادا في المُستقيم يمنع حركة الأمعاء
- الشعور بعدم القُدرة على تفريغ المُستقيم بالكامل من البراز
- الحاجة إلى المُساعدة لتفريغِ المُستقيمِ، مثل استخدام اليدين للضغطِ على البطنِ
وإذا كان لدى الشخص اثنان أو أكثر من هذه الأعراض خلال الثلاثة أشهر الماضية، فيكون الإمساك مزمناً.

سلوكيات حياتية

صحيح أن كبار السن والحوامل والمُرضعات أكثر عُرضة للإصابة بالإمساك. ولكن هناك سلوكيات حياتية وحالات صحية عدة قد تتسبب وتفاقم مشكلة الإمساك لدى الشخص الطبيعي. وهي:
1- > تناول الأطعمة قليلة الألياف. السبب الشائع جداً للإمساك هو عدم تناول ما يكفي من الألياف. ووسيلة الوقاية والعلاج الأكثر شيوعاً لحالات الإمساك هي تناول الكثير من الألياف. والألياف بالأصل جزء من الغذاء النباتي الذي لا يتم هضمه ولا امتصاصه. ولذا تبقى الألياف في الأمعاء لتساعدها على العمل بشكل جيد ولتزيد من وَزن وحجم البراز ولِينِه.
وبالتالي تجعل من السهل تمرير البراز الضخم، مما يُقلل من فرص الإصابة بالإمساك. وعند وجود براز مائي لَيِن، قد تُساعد الألياف على تصلب البراز، لأنها تمتص الماء وتُضيف حجماً إلى البُراز. وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف: الفاكهة والخضراوات والحبوب وخبز حبوب القمح الكاملة والبقوليات. وأحد أبسط وأقوى أدوية علاج الإمساك هي المُسهّلات المكونة للكتل Bulk - Forming Laxatives المحتوية بشكل رئيسي على الألياف.
وإضافة إلى قدرتها على منع الإمساك وتخفيفه، توفر الأطعمة الغنية بالألياف فوائد صحية أخرى أيضاً، مثل المساعدة في الحفاظ على وزن صحي للجسم، وخفض خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب، أو بعض أنواع السرطان. وفي كل يوم، يحتاج الرجل البالغ إلى كمية 38 غراما من الألياف، والمرأة إلى 25 غراما.
2- > عدم شرب كمية كافية من الماء. شرب كميات وفيرة من الماء أمر ضروري لتسهيل إخراج الفضلات، ولتسهيل عمل الألياف في المساعدة على الإخراج، لأن الألياف تحقق أفضل فوائد لها عندما تمتص الماء، جاعلة البراز بذلك ليّناً ومتكتلاً. وعدم شرب الكمية اليومية التي يحتاجها الجسم من الماء، هو من أقوى أسباب الإمساك لدى الكثيرين. ووسيلة التأكد من نيل الجسم حاجته من الماء هي إخراج بول ذي لون أصفر باهت جداً وشفاف. ويجدر التأكد من هذا الأمر لدى كبار السن، وعند العيش في الأجواء الحارة، ومع تناول أدوية إدرار البول، وعند الإكثار من المشروبات المحتوية على الكافيين (الكافيين يتسبب بزيادة إدرار البول).

الرياضة والروتين اليومي

3- > عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ. تساعد ممارسة التمارين الرياضية على إزالة أو تخفيف الإمساك عن طريق تقليل الوقت الذي يستغرقه الطعام للتنقل عبر الأمعاء الغليظة، وبالتالي الحد من كمية الماء التي تمتصها الأمعاء تلك من الفضلات. وعند عدم ممارسة الرياضة، يزداد وقت بقاء الفضلات في الأمعاء، وتصبح صلبة وجافة، ويصعب إخراجها حينئذ.
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل تمارين أيروبيك الهوائية (كالهرولة والسباحة وركوب الدراجة الهوائية) على تسريع التنفس ومعدل ضربات القلب. وهذا يساعد على تحفيز الانقباض الطبيعي لعضلات الأمعاء. وتوالي انقباض عضلات الأمعاء بكفاءة، يعمل على تسهيل إخراج البراز بسرعة. وهذا لا يعني بذل جهد كبير في ممارسة الرياضة، بل مجرد النهوض وتقليل الجلوس والتحرك، يمكن أن يساعد في تخفيف الإمساك، والمشي من 10 إلى 15 دقيقة عدة مرات في اليوم، يمكن أن يساعد الجسم والجهاز الهضمي على أداء وظيفته في أفضل حالاته.
4- > تغييرات في الروتين اليومي المعتاد. يمكن أن يحدث الإمساك عندما يتغير الروتين اليومي لحياة المرء، أو نتيجة الاضطرار إلى البقاء خارج المنزل للعمل وغيره، خاصة أن كثيراً من الأشخاص يرتاحون بشكل أكبر للإخراج في مرحاض المنزل الذي تعودوا عليه. وهناك ظروف أخرى كالحمل والتقدم في العمر والسفر، كلها قد تتسبب بالإمساك نتيجة تغير عدة ظروف تعود المرء فيها على الإخراج الطبيعي، وأيضاً بسبب بعض التغيرات الهرمونية المرافقة.
وكذلك الحال مع تغير مقدار ما يأكله المرء من أطعمة، أو تغير نوعية الأطعمة. وأيضاً مع عدم الذهاب إلى الفراش في الأوقات المعتادة للنوم وحصول الأرق. وكذلك عند البدء بتناول بعض أنواع الأدوية، مثل: مسكنات الألم القوية، والأدوية المضادة للالتهابات، وأدوية حموضة المعدة المحتوية على الكالسيوم أو الألمنيوم، وأدوية الحساسية، ومضادات الاحتقان، وأدوية الحديد لفقر الدم، وبعض أنواع الأدوية النفسية.
5- > مقاومة الرغبة في التبرز. وقد يكتم أو يتجاهل البعض شعوره بالحاجة إلى المرحاض إذا كانوا مشغولين. وهذا قد يؤدي إلى تراكم البراز الذي يصعب تمريره لاحقاً، لأن تأخير حركة الأمعاء سيؤدي إلى تفاقم الإمساك. كما يُفوّت فرصة تهيؤ الجسم لإخراج الفضلات. وتجدر ملاحظة أن الأمعاء تكون أكثر استعداداً للإخراج في الصباح الباكر، وأيضاً خلال النصف ساعة التالية لتناول وجبة الطعام. ولذا يجدر الاستماع إلى رسائل الجسم بالرغبة في الإخراج والتوجه إلى الحمام، حتى لو كان المرء مشغولاً أو يشعر بالحرج عند استخدام المرحاض خارج منزله. وتضع المؤسسة القومية الأميركية للشيخوخة كبح حركات الأمعاء ضمن أسباب الإمساك الرئيسية لدى كبار السن، وتقول: «يمكن أن يؤدي تجاهل الرغبة في التبرز إلى الإمساك. يفضل بعض الناس التبرز في المنزل. لكن كبح حركة الأمعاء يمكن أن يسبب الإمساك إذا كان التأخير طويلاً». ويضيف أطباء مايو كلينيك: «لا تتجاهل الحاجة الشديدة إلى التبرز. خذ وقتك في الحمام، واسمح لنفسك بوقت كافٍ للتبرز دون مضايقات ودون الشعور بالاستعجال».

عادة إفراغ الفضلات بطريقة جيدة لتخفيف المعاناة والتوتر

> يقول المتخصصون الطبيون في كليفلاند كلينك: «تحدث العديد من مشاكل الشرج والمستقيم بسبب العادة السيئة لإفراغ فضلات الأمعاء. والوقت الأكثر فاعلية لتفريغ أمعائك هو عندما تشعر بالحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض. وأول شيء في الصباح أو بعد الوجبة، هي الأوقات الشائعة للحصول على هذه الرغبة. لا تجهد نفسك لتفريغ الأمعاء، لأنه يؤدي إلى الضغط على العضلات التي تدعم منطقة الحوض، ما يمنع إفراغ الأمعاء بشكل فعّال ويتسبب أيضاً بالبواسير. يجب ألا يستغرق فتح الأمعاء أكثر من دقيقتين أو ثلاث دقائق ويجب أن يكون البراز شبه صلب».
ويوضحون ضرورة إتمام الإخراج دون إجهاد ودون كتم النفس. ولضمان الحصول على أفضل فرصة لتمرير البراز يطرحون الأفكار التالية:
- حاول الذهاب إلى المرحاض في أوقات منتظمة كل يوم، مثل بعد الإفطار أو بعد تناول قهوة الصباح.
- خذ وقتك، وحاول أن تتأكد من أنه سيكون لديك حوالي 10 دقائق للبقاء في المرحاض دون مقاطعة.
- تأكد أولاً من أنك مرتاح على المرحاض. ومن الطبيعي جداً أن تجد أن وضع قدميك على مسند قدم بارتفاع 20 - 30 سم قد يساعد في تحسين زاوية المستقيم داخل تجويف الحوض، مما يسهل إخراج البراز. حافظ على قدميك متباعدتين بحوالي 40 - 50 سم. وضع المرفقين على الركبتين، والانحناء قليلاً إلى الأمام.
- استرخ وتنفس بشكل طبيعي. لا تحبس أنفاسك لأن هذا سيتسبب بالإجهاد.
- من الأفضل استخدام عضلات بطنك بشكل فعال باستخدام يد واحدة على أسفل البطن وواحدة على خصرك. عندما تشد عضلات بطنك، يجب أن تشعر بأن يديك يتم دفعها للأمام وللجانب، وهذا ما يسمى «الدعامة والانتفاخ».
- ركز على إرخاء فتحة الشرج للسماح للبراز بالمرور. لا تضغط للإخراج دون إرخاء فتحة الشرج.
- لا تقضي وقتاً طويلاً في عملية الإخراج، إذا لم تفتح الأمعاء لا داعي للضيق، وحاول مرة أخرى في نفس الوقت في اليوم التالي. قد لا يكون من الطبيعي بالنسبة لك إخراج البراز كل يوم.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر
TT

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

أواني الطهي الحديدية

والواقع أن هناك سبباً وجيهاً لاستخدام البشر منذ آلاف السنين هذه النوعية من أواني الطهي، فهي متينة للغاية وغير قابلة للتلف وطويلة الأمد في دوام الاستخدام، وتتحسن جودتها وجودة طعم الأطعمة المطهية بها بمرور الوقت. ولكن حتى مع توفر أنواع كثيرة متطورة من أواني الطهي، سواء بدواعٍ ذات صلة بسهولة الطهي بها أو إعطاء نكهات زكية من خلال استخدامها في طهي الأطعمة أو حتى بدواعٍ صحية، تظل اليوم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هي أداة الطهي الكلاسيكية الشائعة كما كانت دائماً في السابق.

وهناك نوعان رئيسان من أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر: أوانٍ عارية مصنوعة من الحديد الزهر Bare Cast Iron، وهي التي يمكن استخدامها على مواقد المطابخ وعلى الحطب. والأخرى أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر المطلية بالمينا Enameled Finish، وتُسمى تجارياً الأفران الهولندية Dutch Ovens التي يجب استخدامها فقط على الموقد أو في الفرن، وليس على الحطب.

ويختلف عموم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر تماماً، ومن جوانب عدة صحية وغير صحية، عن أواني الطهي المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ Stainless Steel.

حقائق عن أواني الحديد

ولكن قد يشعر البعض بالقلق بشأن المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، وخاصة تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان. ولهذا إليك المزيد من الحقائق التالية حول أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر وفوائدها الصحية وكيفية التعامل معها، بما يغطي لديك غالبية المعلومات التي تود معرفتها عنها، وهي:

1. أحد الأسباب الرئيسة وراء تفضيل البشر لأواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنها تتحمل طويلاً وغير قابلة للتلف، مقارنة بغيرها. ولكن إذا تم إهمالها لفترة طويلة فإنها تصدأ. ومقلاة الحديد الزهر مثلاً هي حرفياً قطعة من الحديد الزهر المصبوب على شكل أواني الطهي.

والحديد الزهر بمفرده رمادي اللون وشديد التفاعل، وقادر على الصدأ في غضون دقائق في الهواء الرطب وحده، ما يؤدي تلقائياً إلى التصاق الأطعمة عند الطهي به.

وعملية «التتبيل» Seasoning تقوم بتشكيل طبقة صلبة واقية على سطح أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، عن طريق تسخين طبقات رقيقة للغاية من الدهون (مثل الزيت) على الحديد الزهر، وإعادة تكوين طبقة من «الزيت المتفحم» عملية تسمى البلمرة Polymerization، ما يشكل طبقة واقية فوق سطح الطهي. وكلما طهينا بمقلاة الحديد الزهر، أصبحت هذه الطبقة من الزيت أكثر سمكاً، ما يحول المقلاة إلى «قطعة أثرية» ذات سطح طهي أكثر نعومة وداكنة.

ومن دون هذه الطبقة من الزيت المتفحم، تتآكل أواني الطهي المصنوعة من الحديد وتصدأ بسبب الأكسجين والرطوبة في الهواء، وتلتصق عليها الأطعمة. ولذا فإنه مع القليل من التنظيف والعناية، يمكن استعادتها إلى حالة شبه جديدة وملائمة للطهي بطريقة صحية. وخاصة عند كثرة طهي الأطعمة الحمضية مثل الطماطم وعصير الليمون والخل، التي قد تزيل بعض الطبقة الطبيعية غير اللاصقة لمقلاة حديد الزهر.

2. عملية «التتبيل» يتم إجراؤها لأول مرة في مصانع أواني الطهي المصنوعة من حديد الزهر، قبل تقديمها للمستهلك. حيث يتم رش طبقة رقيقة من الزيت النباتي على السطح، ثم خبزها في درجة حرارة عالية في فرن كبير. ولكن يجدر التأكد من إجراء المصنع لهذه العملية عند شراء تلك الأواني للطهي وقبل استخدامها في المطبخ المنزلي.

هناك طريقتان للحفاظ على تتبيل أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر. الطريقة الأفضل والأسهل هي الطهي فيها بانتظام، حيث إنه في كل مرة يُطبخ فيها بالزيت أو الدهن، تُضاف طبقة أخرى من التتبيل إلى المقلاة. وبمرور الوقت، تتراكم هذه الطبقات لتشكل سطح طهي قوي غير لاصق. والطريقة الأخرى يُلجأ إليها إذا تمت ملاحظة أن المقلاة أو القدر أصبحا باهتي اللون أو رماديي اللون. ويتم أولاً غسل مقلاة الحديد الزهر بالماء الدافئ والصابون. ثم تجفيفها تماماً بمنشفة ورقية أو قطعة قماش خالية من النسالة. ويمكن وضعها على الموقد على نار خفيفة لبضع دقائق للتأكد من أنها جافة تماماً. بعد ذلك تُضاف طبقة رقيقة جداً من زيت الطهي (القليل من الزيت) على سطح الحديد الزهر (من الداخل والخارج) بقطعة قماش أو منشفة ورقية خالية من النسالة. ثم سخن الفرن إلى 350 - 450 درجة فهرنهايت (177 - 232 درجة مئوية). ثم ضع أواني الطهي مقلوبة على الرف الأوسط. يساعد هذا في منع الزيت من التجمع على سطح الطهي. اخبز لمدة ساعة. بعد ذلك أطفئ النار واترك المقلاة المصنوعة من الحديد الزهر تبرد في الفرن، ليسمح ذلك للدهون بالتصلب والالتصاق بالحديد.

فوائد ومخاوف صحية

3.هل الطهي باستخدام الحديد الزهر له فوائد صحية؟ هذا سؤال يتم طرحه كثيراً. وهناك جانبان للأمر، هما: موضوع الحديد وموضوع سلامة نضج الطهي. ونظراً لأن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر موصل ممتاز للحرارة، فيمكنها الحفاظ على درجات حرارة عالية لفترات طويلة من الزمن، ما يعزز الطهي «المتساوي» لأجزاء اللحم أو الدواجن أو الأسماك، سواء كانت قطعاً، أو مفرومة. كما أن الخبز في مقلاة من الحديد الزهر يصنع قشرة مقرمشة على القطع المخبوزة. ومعلوم أن الطبقة المقرمشة من الخبز أغنى بالمواد المضادة للأكسدة من اللب الأبيض داخلها، ما يعزز الفوائد الصحية.

ويقول بعض خبراء التغذية الصحية إن أواني الحديد الزهر تتناسب مع طرق الطهي الصحية منخفضة السعرات الحرارية التي تحافظ على الطعام خالياً من الدهون ولا تتطلب الكثير من الزيت، مثل الطرق القائمة على الغلي في الماء، بما في ذلك السلق والطهي على نار هادئة، بالإضافة إلى الشواء والشواء السريع.

4. أحد أكبر المخاوف المتعلقة بالطهي باستخدام المقالي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنه نظراً لقدرتها على نقل كمية معينة من الحديد إلى طعامك، فقد يكون ذلك ضاراً بصحتك. والحديد هو معدن رئيس في مكونات بروتين يسمى الهيموغلوبين، الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الدم الحمراء في جميع أنحاء الجسم.

ولكن كمية الحديد التي تنتقل إلى الطعام من المقالي المصنوعة من الحديد الزهر ضئيلة للغاية لأنها «متبلة» بطبقة عازلة، كما تقدم توضيحه، والذي لا يتسرب منه كمية كبيرة من الحديد إلى الأطعمة. وبالتالي لا يشكل هذا الأمر مصدر قلق صحي كبير. كما لا ينبغي اعتبار الطهي باستخدام الحديد الزهر مكملاً للحديد (أي لتزويد الجسم بالحديد) أو بديلاً عن تناول الأطعمة الغنية بالحديد. ومع ذلك، فإن استخدام مقلاة من الحديد الزهر غير متبلة، أو متبلة بشكل سيئ، يمكن أن يساهم في زيادة الحديد الذي يدخل الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن طهي الأطعمة الحمضية، مثل الطماطم والحمضيات، قد يؤدي إلى تسرب المزيد من الحديد من المقلاة، لأنها يمكن أن تجرد طبقة التتبيل الدهنية، ووفقاً لما يشير إليه أطباء مايو كلينيك، فإن الطهي باستخدام الحديد الزهر قد يشكل خطراً في بعض الحالات النادرة مثل «مرض ترسب الأصبغة الدموية» Hemochromatosis الذي يتسبب في امتصاص الجسم للكثير من حديد الأطعمة التي يتناولها الشخص. وبالتالي تخزين الجسم لكميات زائدة من الحديد في أعضائه، وخاصة في الكبد والقلب والبنكرياس، ما يعرضه لخطر الإصابة بمشكلات صحية تهدد الحياة، مثل أمراض الكبد ومشكلات القلب والسكري.

و«مرض ترسب الأصبغة الدموية» هو حالة وراثية، ومعظم الأشخاص لا يعانون من علامات وأعراض حتى منتصف العمر، أي بعد سن الأربعين للذكور وبعد سن الستين للإناث. وإذا كان لدى شخص ما أقارب مصابون بالمرض، فيمكنهم إجراء الاختبار لمعرفة ما إذا كانوا مصابين به.

من مخاطرها تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان

مواد مسرطنة محتملة

5. تتمثل إحدى الفوائد الرئيسة الأخرى في أنه عند اختيارك أواني الحديد الزهر بدلاً من أواني الطهي الحديثة غير اللاصقة، فإنك ستتجنب حمض البيرفلورو الأوكتانويك PFOA، وهو مادة مسرطنة محتملة. ولكن هناك بعض المخاوف من أن المقالي المصنوعة من الحديد الزهر قد تنتج مواد كيميائية تعرف باسم الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات PAHs، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ وذلك لأن هذه المواد الكيميائية تتشكل عندما يتم طهي اللحوم، بما في ذلك لحم البقر ولحم الضأن والأسماك والدجاج، باستخدام تقنيات الطهي عالية الحرارة، مثل القلي في المقلاة والشواء على لهب مكشوف، وفقاً لما يقوله المعهد الوطني الأميركي للسرطان National Cancer Institute. ولكن تفيد المصادر الطبية بأن مخاطر الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات تشكل مصدر قلق صحي في المقام الأول فقط عند شواء الأطعمة الحيوانية مباشرة على اللهب. حيث تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحوم على نار مفتوحة أو سطح ساخن، ما يتسبب في حدوث ألسنة اللهب والدخان. وتتواجد الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الدخان ثم تلتصق بسطح اللحم، وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للسرطان. وصحيح أن أواني الحديد الزهر تتحمل درجات الحرارة العالية، لكن هذا لا يعني أنك تطبخ على الموقد أو في الفرن بدرجة حرارة عالية بما يكفي للقلق بشأن المواد المسرطنة. وعادة ما تكون هذه مشكلة فقط عند الشواء، ولا ينبغي أن يؤدي الطهي في الداخل باستخدام مقلاة من الحديد الزهر إلى حدوث أي من هذه المشكلات المسببة للسرطان.

6. مزايا أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل ما يلي:

-تحتفظ بالحرارة جيداً. حيث إنه بمجرد تسخين الحديد الزهر، يظل دافئاً مما يساعد في الحفاظ على سخونة الطعام. ولكن يجب أن تعلم أيضاً أن هذا يعني أن الحديد الزهر يستغرق بعض الوقت حتى يسخن تماماً ويبرد تماماً.

- تعمل جيداً مع العديد من مصادر الحرارة. إذ يمكن استخدام الحديد الزهر على أي نوع من مواقد الطهي (الغاز أو الكهرباء). ويمكن استخدامه أيضاً على لهب مكشوف مثل نار الحطب والفحم، أو وضعه مباشرة في الفرن مثل طبق الخبز.

- سهلة التنظيف. بمجرد أن تعرف أساسيات تنظيف الحديد الزهر، فلن يكون تنظيفه أكثر صعوبة من أنواع أخرى من أواني الطهي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سطحه الطبيعي غير اللاصق قد يجعل تنظيفه أسهل من الزجاج أو الألمنيوم.

- توفر أواني حديد الزهر بأسعار معقولة. غالباً ما تُباع أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر بأسعار معقولة ونظراً لأنها تدوم إلى الأبد تقريباً، يمكنك اعتبارها استثماراً لمرة واحدة. من السهل عادةً العثور على الحديد الزهر في متاجر التوفير والمتاجر المستعملة أيضاً.

- تأتي بأشكال وأحجام عديدة. ربما تكون مقالي الحديد الزهر هي الشكل الأكثر شيوعاً لهذه الأواني، ولكن يستخدم الحديد الزهر أيضاً لصنع الأواني والمقالي وأطباق الكيك وأطباق البيتزا والمزيد.

- يمكن استخدامها للطهي والتقديم. يجد العديد من الأشخاص أن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر جميلة من الناحية الجمالية ويمكن أن تشكل إضافة رائعة لأي طاولة طعام. في الواقع، تستخدم العديد من المطاعم الراقية مقالي صغيرة مصنوعة من الحديد الزهر كأطباق تقديم.

* استشارية في الباطنية