معنويات المستهلكين الأميركيين تتراجع من أعلى مستوى في 11 عامًا

على الرغم من مكاسب قوية لسوق الوظائف على مدى الأشهر الثلاثة الماضية

معنويات المستهلكين الأميركيين تتراجع من أعلى مستوى في 11 عامًا
TT

معنويات المستهلكين الأميركيين تتراجع من أعلى مستوى في 11 عامًا

معنويات المستهلكين الأميركيين تتراجع من أعلى مستوى في 11 عامًا

أظهر مسح نشر أمس (الجمعة) أن معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعت في فبراير (شباط) من أعلى مستوى لها في 11 عاما وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، مما يشير إلى أن ضعفا في الإنفاق بدأ مؤخرا قد يستمر لبعض الوقت.
وبلغت القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميتشيغان لثقة المستهلك 6.‏93 منخفضة عن القراءة النهائية لشهر يناير (كانون الثاني) والبالغة 1.‏98.
وهي أيضا منخفضة عن متوسط توقعات خبراء اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم، والذي كان يشير إلى قراءة قدرها 1.‏98.
ومع هذا فإن المؤشر سجل ثاني أعلى مستوى منذ يناير 2007.
وجاء التراجع في معنويات المستهلكين على الرغم من مكاسب قوية لسوق الوظائف على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وعلامات على تسارع نمو الأجور وأيضا هبوط أسعار البنزين وهي عوامل كان خبراء اقتصاديون توقعوا أن تدعم إنفاق المستهلكين في الأشهر المقبلة.
ولم تظهر الأسواق المالية الأميركية تأثرا يذكر بالبيانات.
وتراجع مؤشر الظروف الاقتصادية الحالية في مسح جامعة ميتشيغان إلى 1.‏103 في فبراير من 3.‏109 في الشهر السابق ودون متوسط التوقعات البالغ 110.
وانخفض أيضا مؤشر توقعات المستهلكين في المسح إلى 5.‏87 من 0.‏91 في يناير ودون متوسط التوقعات البالغ 2.‏92.
وانخفض إنفاق المستهلكين - الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة - في ديسمبر (كانون الأول) ويناير في مفاجأة لخبراء اقتصاديين كانوا يأملون بأن الهبوط في أسعار البنزين والانتعاش النسبي لسوق الوظائف سيطلقان موجة من الإنفاق الاختياري.
ودفع تراجع إنفاق المستهلكين خبراء اقتصاديين إلى خفض توقعاتهم لنمو أكبر اقتصاد في العالم في الربع الأول من 2015. ومع هذا فإنهم يبقون متفائلين بشأن فرص النمو لباقي العام.
ومن المتوقع أن يكون نمو الاقتصاد الأميركي هذا العام الأقوى منذ 2005 مدفوعا بين عوامل أخرى بإنفاق المستهلكين، خصوصا مع استجماع سوق العمل قوة دافعة. وأوجد الاقتصاد الأميركي أكثر من مليون وظيفة في الأشهر الثلاثة الماضية وهو إنجاز لم يحققه منذ 1997. وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل الأميركية، أن أسعار الاستيراد سجلت أكبر هبوط في ست سنوات في يناير مع تراجع تكلفة المنتجات البترولية ومجموعة واسعة من السلع الأخرى مما يشير إلى ضغوط تضخم محدودة في الأجل القصير.
وانخفضت أسعار الاستيراد 8.‏2 في المائة الشهر الماضي وهو أكبر هبوط منذ ديسمبر 2008 بعد أن تراجعت 9.‏1 في المائة في الشهر السابق. ويعكس هبوط أسعار الاستيراد للشهر السابع على التوالي أيضا قوة الدولار أمام عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.
وعلى مدى الاثني عشر شهرا حتى نهاية يناير انخفضت أسعار الاستيراد بنسبة 0.‏8 في المائة وهو أكبر هبوط على أساس سنوي منذ سبتمبر (أيلول) 2009.



بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.