إردوغان يطيح رئيس {المركزي} التركي بعد أقل من 5 أشهر على تعيينه

{المركزي} التركي
{المركزي} التركي
TT

إردوغان يطيح رئيس {المركزي} التركي بعد أقل من 5 أشهر على تعيينه

{المركزي} التركي
{المركزي} التركي

أقال الرئيس التركي رجب طيب رئيس البنك المركزي ناجي أغبال من منصبه بعد أقل من 5 أشهر من تعيينه وقرر تعيين شهاب كاواكجي أوغلو خلفاً له ليكون أغبال بذلك هو ثالث رئيس للبنك يقيله إردوغان في أقل من 3 سنوات بسبب رفضه رفع سعر الفائدة التي أعلن نفسه «عدواً» لها وعدم القدرة على ضبط أداء الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية.
ونشرت الجريدة الرسمية فجر أمس السبت، مرسوماً وقعه إردوغان في ساعة متأخرة من ليل الجمعة بإقالة أغبال بعد أقل من 48 ساعة من قرار لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي التركي رفع سعر الفائدة الرئيسي بواقع 2 في المائة بأعلى من توقعات سابقة أشارت إلى زيادة بنسبة 1 في المائة، وذلك بالنظر إلى المخاوف المتصاعدة بسبب ظروف الطلب المحلي وارتفاع أسعار الصرف وأسعار المواد الغذائية الأساسية التي تؤثر سلباً على سلوك التسعير وتوقعات التضخم.
وعين إردوغان وزير المالية الأسبق ناجي أغبال رئيساً للبنك المركزي في أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد تقارير عن استنزاف احتياطي البنك من النقد الأجنبي وانهيار الليرة أمام العملات الأجنبية وهبوطها القياسي إلى مستوى 8.58 ليرة للدولار و10 ليرات لليورو، ما أدى أيضاً إلى استقالة وزير الخزانة والمالية صهر إردوغان برات البيراق وتعيين لطفي إلون مكانه.
وفي يونيو (حزيران) 2019 أقال إردوغان رئيس البنك المركزي الأسبق مراد شتينكايا بعد رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 24 في المائة لمواجهة انهيار الليرة التركية الذي بدأ في منتصف أغسطس (آب) من العام ذاته على خلفية توتر في العلاقات التركية الأميركية وعوامل جيوسياسية، وعين بدلاً منه مراد أويصال الذي كانت مهمته الأساسية هي خفض سعر الفائدة الذي نزل به إلى 8.25 في المائة، لكن ذلك استنزف 128 مليار دولار من احتياطيات المركزي التركي على دعم الليرة المنهارة كما أكدت المعارضة.
ورغم اعتراف إردوغان بهذا الاستنزاف فإنه أرجع ذلك إلى الظروف التي صاحبت أزمة وباء كورونا.
ونجح أغبال منذ تعيينه في خفض سعر الدولار إلى مستوى 6.88 ليرة للدولار لكن لم يتمكن من منع التقلبات وباتت الليرة تتداول عند متوسط 7.5 ليرة للدولار وارتفعت منذ رفع سعر الفائدة، الخميس الماضي، إلى مستوى 7.25 ليرة للدولار. وفي المقابل كان تشديد السياسة النقدية المعتمد على رفع سعر الفائدة هو الآلية التي يملكها البنك لكن كل ذلك لم يؤد إلى النجاح في خفض التضخم، الذي ارتفع بسبب قرارات وزير الخزانة والمالية السابق برات البيراق، صهر الرئيس التركي، وواصل ارتفاعه بسبب التضخم الشديد في أسعار المواد الغذائية والتوسع في الائتمان والقروض الفردية وعجز الحساب الجاري والميزانية كما أوضح البنك في تقرير مرسل إلى الحكومة مؤخراً.
ووصل معدل التضخم إلى مستوى 15.6 في المائة في نهاية الشهر الماضي، ويعتمد إردوغان نهجاً اقتصادياً مخالفاً للقواعد المتعارف عليها ويرى أن خفض سعر الفائدة هو الذي يقود إلى خفض التضخم.
وفي تغريدة على «تويتر»، أمس، عبر أغبال عن شكره لإردوغان «على جميع المهام التي رآها مناسبة وكلفني بها لغاية اليوم (أمس) بما في ذلك رئاسة البنك المركزي... وحيال إعفائي من المنصب اعتباراً من اليوم (أمس)».
وشهاب كاواكجي أوغلو، الرئيس الجديد للمركزي التركي، من مواليد 23 مايو (أيار) 1967 بولاية بايبورت (شمال شرقي تركيا)، وتخرج في قسم الإدارة بكلية العلوم الاقتصادية والإدارية في جامعة 9 أيلول. ودرس في معهد المحاسبة التابع لجامعة إسطنبول، كاختصاصي تدقيق ومراقبة، وواصل دراسة إدارة الأعمال في كلية «هاستينغز» في إنجلترا. وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه بمعهد القطاع المصرفي والتأمين التابع لجامعة مرمرة في إسطنبول، وتولى العديد من المناصب في عدد من البنوك التركية. وفاز بعضوية البرلمان خلال الدورة التشريعية 2015 - 2018 عن مدينة بايبورت.
ويرفض إردوغان علناً أسعار الفائدة المرتفعة، لاعتقاده بأنها تزيد التضخم، وسبق له أن وصفها بأنها «أم وأب كل الشرور». ويرغب في خفضها إلى أقل من 5 في المائة كما يرغب في خفض معدل التضخم السنوي إلى أقل من 10 في المائة بحلول نهاية العام المقبل، وإلى 5 في المائة بحلول الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في 2023.
وأثار قرار إردوغان إقالة أغبال من منصبه في ساعة متأخرة من ليل الجمعة ونشر القرار فجر السبت العديد من التساؤلات لدى المراقبين وفي الشارع التركي. واعتبر المراقبون أن إردوغان يلجأ إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بالاقتصاد في عطلة نهاية الأسبوع لتلافي التأثير على البورصة، لكنهم أكدوا أيضاً أن التغيير المستمر في رؤساء {المركزي} بصورة مقبولة يؤكد أن البنك فقد استقلاليته وهو ما يؤثر سلباً على المستثمرين. كما انتقدت المعارضة التدخل المستمر لإردوغان في شؤون البنك المركزي.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».