إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

التهاب الجراب في المرفق
> متى تكون الجراحة هي العلاج لالتهاب الجراب في مفصل المرفق؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تشخيص الطبيب إصابتك بالتهاب الجراب في مفصل المرفق، وطرحه الجراحة كوسيلة لمعالجة هذه المشكلة لديك.
ولاحظ معي أن المفاصل الرئيسية في الجسم تحتوي ضمن مكوناتها، على عدد من الجراب، أو الأكياس، الصغيرة المملؤة بسائل زلالي، كسائل بياض البيض. ولذا فإن في الجسم أكثر من 150 جرابا. وهي تعمل كوسادة لتقليل الاحتكاك بين تراكيب المفصل وما حوله، أي العظام والأوتار والعضلات، ما يوفر مزيداً من الراحة لتراكيب المفصل ونطاق حركته.
وعادةً ما يحدث التهاب الجراب بالقرب من المفاصل التي يكون أداؤها الحركي متكرراً، ولذا فإن أيا من هذه الأكياس عرضة للالتهاب غير الميكروبي، نتيجة إما لحركات وأوضاع متكررة يتعرض لها المفصل، ما يتسبب في حصول ضغط على أحد الأجربة الموجودة حول ذلك المفاصل. ويحصل في حالات أخرى التهاب ميكروبي في أحد تلك الجراب.
وفي حال مفصل المرفق على سبيل المثال، فمن الأسباب الشائعة لالتهاب الجراب فيه الإصابة في الحوادث، مثل السقوط على المرفق أو ضرب المرفق على سطح صلب أو استخدامه في قذف ورمي الكرات وغيرها، كما يحصل غالباً لدى الرياضيين.
وأيضاً يحصل هذا نتيجة الاستناد بالمرفق لفترات طويلة من الوقت على سطح صلب، كما عند الكتابة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر.
وكذلك لدى الأشخاص في المهن الأخرى مثل السباكين والميكانيكيين والمزارعين عند إجهاد مفصل المرفق بالحركات الشديدة والمتكررة. كما أنه عرضة للالتهاب في حالات التهابات المفاصل المرضية كالالتهابات الروماتيزمية بأنواعها.
وعندما يحصل الالتهاب، تصبح الحالة مؤلمة بشكل مفاجئ. ويعاني المفصل آنذاك من الألم والتصلب في الحركة، ويزداد الألم مع تحريك المفصل، وقد يبدو المفصل متورماً ومحمراً.
ويمكن للطبيب تشخيص هذه الحالة بالفحص الإكلينيكي وبإجراء أنواع من التصوير بالأشعة للمفصل وخاصة بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، مع إجراء بعض التحاليل للدم.
وعادةً ما يشمل العلاج إعطاء المفصل المصاب راحة عن الحركة، والعمل على حمايته من التعرض إلى صدمات أخرى. وفي معظم الحالات، يختفي ألم التهاب الجراب خلال بضعة أسابيع مع تلقي العلاج المناسب، ولكن قد يتكرر التهاب الجراب مرة أخرى.
ولذا قد يتحسن الالتهاب الجرابي بالراحة، وتقليل استخدام المفصل أو إجهاده أو الضغط عليه، ووضع كمادات الثلج (لمدة 15 دقيقة 3 مرات في اليوم). كما يمكن يفيد استخدام «وسادة المرفق «للمساعدة في تبطين المرفق وتوفير الحماية له من تأثير الضغط المباشر. وربما يكون الألم شديداً بما يتطلب تناول أدوية مسكنة للألم. كما يمكن للعلاج الطبيعي أو التمارين أن تقوي العضلات في المنطقة المصابة لتخفيف الألم ومنع تكراره أن تخفف من الشعور بعدم الراحة، وهو ما يقرر الطبيب متى يمكن البدء في ذلك.
وإذا حصل التهاب ميكروبي، فقد يصف الطبيب تناول مضاد حيوي. وإذا استمر التورم والألم رغم هذه العلاجات، فيمكن تصريف السائل من الجراب بإبرة، كما يمكن حقن الجراب بمشتقات الكورتيزون.
وإذا لم تنجح هذه العلاجات وكان الشخص لا يزال يعاني من التورم والألم وانخفاض القدرة الوظيفية للمفصل، قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي في بعض الحالات لإفراغ وتصريف السوائل من الجراب الملتهب، وربما لاستئصال الجراب المصاب.



التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.