قرح القدم السكرية... وآخر تقنيات علاجها

ندوة «عربية» افتراضية في جدة

قرح القدم السكرية... وآخر تقنيات علاجها
TT

قرح القدم السكرية... وآخر تقنيات علاجها

قرح القدم السكرية... وآخر تقنيات علاجها

أصبح داء السكري من المشاكل الصحية الخطيرة التي تعانى منها المجتمعات العالمية، وباتت ترصد لها الميزانيات الطائلة لإيقاف التزايد المطرد للحالات والتي أثقلت كاهل مقدرات الكثير من الدول بسبب ارتفاع كلفة علاج المرض والتعامل مع مضاعفاته الخطيرة. ولعل من يلقي نظرة فاحصة وناقدة لمنهجيات هذه الأنظمة في التعامل مع المشكلة، يجد أنها ما زالت تركز على الجوانب العلاجية للمرض ومضاعفاته دون الاهتمام بالجوانب الوقائية.

ندوة افتراضية

تنطلق مساء يوم غد السبت الندوة العلمية الافتراضية لمستجدات علاج القدم السكرية والأولى على مستوى الوطن العربي، ينظمها ملتقى الخبرات للمعارض والمؤتمرات الطبية بالتعاون مع المجال الطبي وعناية الطبية، والتي تحظى بمشاركة نخبة علمية وطبية واسعة من العلماء والمتخصصين في مجال علاج وجراحات القدم السكرية من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. وسوف تناقش الندوة أهم المستجدات العلاجية لأحد أهم وأخطر مضاعفات السكري وهي مشاكل القدم السكرية والتقرحات العميقة في القدم أو بقية أجزاء الجسم والتي قد تصل إلى حد البتر لأحد الأطراف بجسم الإنسان. وتكمن أهمية هذه الندوة في مناقشة مستجدات العلاج باستخدام تقنيات «تترا سيلفر» العلاجية للحد من بتر الأطراف للقدم السكرية ومساعدة مرضى السكري والمصابين بالتقرحات المختلفة على إنهاء معاناتهم بعد عناية الله.

الاعتلال العصبي

وحول الاعتلال العصبي الطرفي السكري، عامل الخطورة المهمل في القدم السكرية التقرحية، تحدث إلى «صحتك» البروفسور أشرف أمير استشاري طب الأسرة بالمركز الطبي الدولي نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة وأحد المتحدثين في الندوة – مسلطا الضوء على أحد المضاعفات الخطيرة لداء السكري المتفاقمة وهو الاعتلال العصبي الطرفي السكري التقرحي (Diabetic peripheral neuropathy) والذي يحدث كنتيجة حتمية لعدم تحكم المريض جيدا بمستويات المعدلات الطبيعية لسكر الدم والتزامه بالنمط الغذائي والحركي المقنن واستخدام الأدوية المناسبة التي تمنحه فرصة التحكم بالسكري والوقاية من المضاعفات الأخرى مثل انسداد الشرايين التاجية والفشل الكلوي واعتلال شبكية العين.
وأشار في هذا السياق لأحد الأبحاث التي أجريت على 1039 مريضا سكريا بالسعودية وأظهرت أن 65.3 في المائة يعانون من الاعتلال العصبي الطرفي السكري، ولدراسات أخرى محلية وعالمية أوضحت أن هذه المشكلة لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل كل من المريض والطبيب إلا في مراحل متقدمة تستفحل فيها المشكلة لتصل إلى مراحل متطورة من القدم السكرية التقرحية تستدعي التدخل الجراحي وربما البتر.
وعلميا، فقد ثبت ارتباط الاعتلال العصبي السكري الطرفي بعلاقة طردية مع كل من ارتفاع سكر الدم، المدة التي يعاني منها المريض من داء السكري، وعوامل أخرى كالتدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم ودهون الدم. وهذه الخصائص هي ما يعاني منها المريض في مجتمعاتنا، لتجعل منا أكثر الشعوب عرضة ومعاناة لهذه المضاعفة الخطيرة والتي قد تنتهي بتقرح القدم ومن ثم البتر أو الوفاة.
ولعل توفر العديد من الأدوية الفاعلة في تخفيف حدة الألم يضع حلا علاجيا لتسكين الأعراض، ولكن تبقى قدم مريض السكري المصاب بالاعتلال العصبي الطرفي معرضة لتصبح قدما سكرية ما لم يتم التحكم والسيطرة جيدا على معدلات السكر في الدم.

القرحة السكرية

كيف تحدث القرحة السكرية؟ وكيف تعالج جراحيا؟ أوضح الدكتور نشأت غندورة استشاري جراحة عامة وقدم سكري رئيس وحدة القدم السكرية بمستشفى الملك فهد بجدة وأحد المتحدثين في الندوة – أن القدم السكرية مشكلة كبرى تصيب المريض نتيجة عدم الوعي الكافي بها، فنصف المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، لذا فهم معرضون لفقد أقدامهم أكثر بـ25 مرة من الأشخاص العاديين، وحدوث القدم السكرية لديهم شائع بنسبة 15 إلى 20 في المائة، وقد تستدعي البتر في العديد من الحالات، وهي السبب الأول والرئيسي لبتر القدم، بناء على أبحاث ودراسات عالمية حديثة.
تبدأ القدم السكرية بظهور بعض الأعراض المرضية في القدم المصابة كالتورم والقروح والجروح نتيجة الاعتلال العصبي أو قصور الدورة الدموية أو الالتهابات الجرثومية.
والأسباب متعددة، منها التهاب الأعصاب الطرفية، اختلال وظائف الجهاز العصبي، وضيق أو انسداد الشرايين الطرفية التي تغذي الساقين من تحت الركبتين. أما عن العامل المسبب، فهو ميكانيكي مثل الكدمات أو الاحتراق بماء ساخن، أو مادة من مواد التنظيف، حيث يمكن أن تحدث الإصابة بسبب عدم الإحساس بالألم. كما أن هناك سببا آخر على درجة من الأهمية وهو العدوى الجرثومية التي تسبب اهتراء أنسجة القدم المصابة.
ويزداد خطر الإصابة بقرحة القدمين عندما ينتعل مريض السكري حذاء جديداً وقد يكون صلباً أو ضيقاً فيقلل من دوران الدم في القدمين، ومع ضعف الإحساس يسبب القروح والجروح، وصعوبة الالتئام، خاصةً مع وزن الجسم الزائد وقلة التهوية داخل الحذاء، وزيادة السكر في الجلد.

العلاج الجراحي

يؤكد الدكتور نشأت غندورة على أن أهم خطوة في علاج القدم السكرية تكمن في إزالة الضغط عن القدم في حالة حدوث القرحة لإتاحة الفرصة للالتئام ومنها التقليل من الوقوف والمشي، والقولبة التامة (التجبيس)، واستخدام أحذية خاصةً مؤقتة، وتفصيل قوالب داخلية للأحذية، مع التحكم الجيد في السكري وضغط الدم والدهون. كما يجب:
- تعديل سريان الدم وعلاج انسداد الأوعية الدموية إن وجد لتحسين مستوى التروية الدموية بالجرح.
- علاج الالتهاب الجرثومي بواسطة المضادات الحيوية المناسبة.
- تنظيف وتضميد الجروح والقرح وإزالة الجلد القاسي والأنسجة الملتهبة والخلايا الميتة والمتعفنة.
- استخدام الضمادات الماصة وغير اللاصقة ذات المسامات الواسعة.
- مراقبة الجروح بصورة منتظمة.
- والأهم، العلاج المبكر للقروح أو الجروح السطحية فور ظهورها وقبل أن تتفاقم وتصل الجرثومة إلى العظام وعندها لا مناص من البتر.

إنقاذ القدم من البتر

أوضح الدكتور خالد إدريس استشاري جراحة القدم والكاحل وأحد المتحدثين في الندوة – أن مصطلح إنقاذ (salvage) القدم السكرية من البتر يكون بنشر المعرفة والمعلومات لمنع مضاعفات القدم السكرية قبل مجرد حدوثها بين مرضى السكري وكذلك الممارسين ومقدمي الرعاية الصحية الأولية والاختصاصيين الذين يتعاملون مع القدم السكرية. إن هدف كل جراح يعمل في مجال القدم السكرية المحافظة على القدمين ومنع البتر. إن إزالة وبتر القدم أو خسارة جزء منها بسبب وجود تسويس بالعظام أو تعفن شديد وغرغرينا لا يزال يندرج تحت مسمى الإنقاذ للطرف السفلي وهو بعكس بتر الساق من تحت أو فوق الركبة وهذا هو ما نعمل جاهدين لمنعه لأن التداعيات الصحية والاجتماعية والمادية بعد ذلك ستكون كبيرة جدا.

آخر المستجدات

> تقنية تيتراسيلفر. «التيتراسيلفر»، هي التقنية الأحدث في العالم حاليا للمساعدة على التئام الجروح خاصةً المزمن منها وإنقاذ العديد من المرضى من المستقبل المظلم المترتب على بتر الأطراف. وهي تقنية من النانو فضة، حاصلة على براءة اختراع ومعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).
أفاد الدكتور أحمد السواح الخبير في مجال الصيدلة المحلية والدولية لما يقرب من 40 عامًا من الخبرة نائب رئيس مجموعة «عاليا» والرئيس التنفيذي لـ«ثيرد آي» للرعاية الصحية - أن الجديد في هذه التقنية هو القطر المميز للنانو فضة الذي تم استحداثه بشكل فريد لتمتلك إلكترونا إضافيا يتحرك تردديا ما بين ذرات الأكسجين في البلورة بسرعة الضوء، مما ينتج عنه طاقة كهرومغناطيسية بتردد ٩١٠ تيراهيرتز مما يؤدي إلى موت الخلية البكتيرية لا سيما المقاوم منها للمضادات الحيوية التقليدية والتي تؤدي إلى تفاقم الجرح المزمن وعدم التئامه. وهذه القدرة الفريدة تجعلها قادرة على القضاء على أكثر السلالات البكتيرية مقاومة مثل المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين والزائفة الزنجارية والمكورات المعوية المقاومة للفانكومايسين.
تساعد تقنية التيتراسيلفر في تسريع عملية الالتئام الطبيعية للجروح، من خلال قدرتها على اجتذاب الخلايا الجذعية الوسيطة إلى مكان الجرح؛ مما يزيد من تركيز الخلايا الجذعية في الأنسجة حديثة التكوين بالجرح فيؤدي لتحولها إلى خلايا الجلد المختلفة طبقا لحاجة الجرح؛ وبالتالي تسريع عملية الشفاء وإغلاق الجرح.
ومن الفوائد الإضافية لهذه التقنية قدرتها على تقليل تراكم الشحنات في النهايات العصبية الحسية، مما يؤدي إلى تقليل النبضات الكهربائية العصبية المنبعثة وبالتالي تقليل الشعور بالألم.
ومن السهل جدًا استخدام تقنية التيتراسيلفر على الجروح، حيث تقدم على شكل بخاخ مائي و«جل» مما يجعلها سهلة الاستخدام، وسوف تساعد الكثير من مرضى الجروح المزمنة المختلفة على التخلص من جروحهم المؤلمة بشكل نهائي. فهي تعتبر الحل الأمثل لتجربة التئام طبيعية للجروح تقضي على مشكلة بتر الأطراف وممارسة الحياة بشكل طبيعي.
ومن الجانب العملي الإكلينيكي، أوضح البروفسور مصطفى سليمان رئيس قسم جراحات الأوعية الدموية بجامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية وأحد المتحدثين في الندوة على أن التجارب، حتى الآن، تفيد بأن تقنية تيتراسيلفر هي من أحدث وسائل العلاج نجاعة في علاج تقرحات القدم السكرية والتي تعتمد على جزيئات بالغة الدقة من رباعي أكسيد الفضة والتي تحتوي على مستويات طاقة عالية جدا تعطيها القدرة على قتل جميع أنواع الميكروبات كما تزيد وتسرع القدرة على الالتئام وعلاج أصعب الجروح بما فيها حالات تسوس العظام وخلل الأربطة المعروف بمرض شاركوت.
وأضاف الدكتور طارق رضوان رئيس جراحات الأوعية الدموية بالمركز الطبي الدولي بالقاهرة وأحد المتحدثين في الندوة بأن هناك تقدما كبيرا في علاج قرح القدم السكرية مع تطبيق تكنولوجيا النانو تترا سيلفر في الغيار على الجروح أحدث تأثيرا واسع النطاق ضد البكتيريا المقاومة والفطريات والفيروسات وقوة تجديد عالية للأنسجة من خلال العمل على الخلايا الجذعية مع مهاجمة نهايات الألم العصبية مما يكون له أثر إيجابي على تقبل المريض وسرعة الاستجابة للعلاج والشفاء السريع وتجنب التكاليف الإضافية. علما بأن هناك حوالي 8.9 مليون مصري يعانون من القدم السكرية بما يمثل 15.2 في المائة من إجمالي عدد البالغين، كما تشغل مصر المرتبة التاسعة عالمياً من حيث معدلات انتشار المرض.

زراعة الدهون

> تقنية ‏زراعة الدهون. أشارت الدكتورة ثريا طاشكندي استشارية جراحة التجميل والقدم السكرية وأحد المتحدثين في الندوة إلى ‏أن 6 في المائة من مرضى السكري ‏‏معرضون للإصابة بالقدم السكرية وأن أكثر من 15 في المائة ‏‏منهم يخضعون للبتر. وكان دور الجراحة التجميلية معتمدا على الرقعة أو الطعم الجلدي، وبدأ مؤخراً باستخدام الدهون الذاتية وما تحتويه من خلايا جذعية ‏وهرمونات لها تأثير فعال في إعادة ترميم ‏التئام الجروح بطريقة آمنة.
لقد حظيت تقنية زراعة الدهون باهتمام بالغ في شتى المجالات الطبية، وسيكون لاستخدامها ‏كبديل لكثير من طرق العلاج التقليدية وخصوصا في مجال علاج القدم السكرية إنقاذ لكثير من الحالات من البتر وتحسين نوعية العيش لمريض السكري. وتمت دراسة الخلايا الدهنية المزروعة عن كثب، ‏ووجد أنها تحتوي على خلايا جذعية وهرمونات النمو، وكلها تؤثر ‏وتساعد في عملية ترميم وتجديد الخلايا في الجسم. و‏بحقنها ‏في القرحة وما حولها، كان لها تأثير أيضا في ازدياد تدفق الدم في هذه الجروح، ‏وهذا مثبت بالأشعة الملونة. كما أن استخدام البلازما ‏مع الخلايا الجذعية يزيد من فعاليتها كثيرا.

* استشاري طب المجتمع



ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين
TT

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

أثارت التقارير عن زيادة حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف اختصاراً بـHMPV في الصين أصداء قاتمة لبداية مماثلة لجائحة كوفيد - 19 قبل خمس سنوات تقريباً، كما كتبت ستيفاني نولين(*).

ولكن رغم أوجه التشابه السطحية، فإن هذا الوضع مختلف تماماً، وأقل إثارة للقلق، كما يقول خبراء الطب.

وإليك ما نعرفه عن «الفيروس المتحور الرئوي البشري» Human Metapneumovirus المعروف اختصاراً HMPV. ويسمى أحياناً أخرى بـ«الميتانيوفيروس البشري».

ما «الفيروس المتحور الرئوي البشري»؟

إنه أحد مسببات الأمراض العديدة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم كل عام، وتسبب أمراض الجهاز التنفسي. وهو فيروس شائع؛ بل شائع جداً لدرجة أن معظم الناس يصابون به وهم ما زالوا أطفالاً وقد يعانون من عدة إصابات في حياتهم. وفي البلدان التي تشهد شهوراً من الطقس البارد، يمكن أن يكون لفيروس الجهاز التنفسي البشري موسم سنوي، تماماً مثل الإنفلونزا، بينما في الأماكن الأقرب إلى خط الاستواء، فإنه ينتشر بمستويات أقل طوال العام.

هذا الفيروس يشبه فيروساً معروفاً بشكل أفضل في الولايات المتحدة، «الفيروس المخلوي التنفسي»، RSV الذي يسبب أعراضاً تشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بالإنفلونزا وكوفيد، بما في ذلك السعال والحمى واحتقان الأنف والصفير.

معظم عدوى فيروس HMPV خفيفة، تشبه نوبات البرد الشائعة. لكن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، وخاصة بين الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. أما المرضى الذين يعانون من حالات الرئة السابقة، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو انتفاخ الرئة، فهم أكثر عرضة لنتائج وخيمة.

منذ متى كان الفيروس موجوداً؟

تم التعرف على الفيروس في عام 2001، لكن الباحثين يقولون إنه انتشر بين البشر لمدة 60 عاماً على الأقل. ورغم أنه ليس جديداً، فإنها لا يحظى بالقدر نفسه من التعرف على الإنفلونزا أو كوفيد - 19 أو حتى الفيروس المخلوي التنفسي، كما يقول الدكتور لي هوارد، الأستاذ المساعد لأمراض الأطفال المعدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت.

أحد الأسباب هو أنه نادراً ما تتم مناقشته بالاسم، إلا عندما يتم إدخال الأشخاص إلى المستشفى بسبب حالة مؤكدة منه.

ويضيف هوارد: «من الصعب حقاً التمييز بين السمات السريرية والأمراض الفيروسية الأخرى. إننا لا نختبر بشكل روتيني فيروس الجهاز التنفسي البشري بالطريقة التي نفعلها لكوفيد - 19 أو الإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي، لذا فإن معظم حالات العدوى لا يتم التعرف عليها ويتم إرجاعها إلى أي عدوى تنفسية موجودة».

كيف يصاب الشخص بالفيروس التنفسي البشري؟

ينتشر الفيروس في المقام الأول من خلال الرذاذ أو الهباء الجوي من السعال أو العطس، ومن خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب أو من خلال التعرض للأسطح الملوثة - وهي نفس الطرق التي يصاب بها الناس بنزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19.

هل يوجد لقاح أو علاج له؟

لا يوجد لقاح ضد فيروسات الجهاز التنفسي البشري. ولكن هناك لقاح ضد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، ويجري البحث حالياً لإيجاد لقاح يمكنه الحماية ضد الفيروسين بجرعة واحدة، لأنهما متشابهان. لا يوجد علاج مضاد للفيروسات مخصص لفيروسات الجهاز التنفسي البشري؛ إذ يركز العلاج على إدارة الأعراض.

ماذا تقول الصين عن انتشاره؟

أقرت السلطات الصينية بارتفاع حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري، لكنها أكدت أن الفيروس كيان معروف وليس مصدر قلق كبير. ويذكر أن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد - 19 كان مسبباً جديداً للأمراض، لذا لم تتمكن أجهزة المناعة لدى الناس من بناء دفاعات ضده.

وفي مؤتمر صحافي عقدته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين في 27 ديسمبر (كانون الأول)، قال كان بياو، مدير معهد الأمراض المعدية التابع للمركز، إن حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري آخذة في الارتفاع بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً أو أقل. وقال إن الزيادة كانت ملحوظة بشكل خاص في شمال الصين. وأضاف أن حالات الإنفلونزا زادت أيضاً.

وقال إن الحالات قد ترتفع خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، في نهاية يناير (كانون الثاني)، عندما يسافر العديد من الناس ويتجمعون في مجموعات كبيرة.

لكن كان قال بشكل عام: «بالحكم على الوضع الحالي، فإن نطاق وشدة انتشار الأمراض المعدية التنفسية هذا العام سيكونان أقل من العام الماضي».

وأظهرت البيانات الصينية الرسمية أن حالات فيروس التهاب الرئة البشري كانت في ارتفاع منذ منتصف الشهر الماضي، سواء في العيادات الخارجية أو في حالات الطوارئ، وفقاً لـ«وكالة أنباء شينخوا» الرسمية. وقالت الوكالة إن بعض الآباء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لم يكونوا على دراية بالفيروس وكانوا يطلبون المشورة عبر الإنترنت؛ وحثت على اتخاذ الاحتياطات الهادئة والعادية مثل غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة.

في إحاطة إعلامية روتينية يوم الجمعة الماضي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن حالات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى تزداد بشكل روتيني في هذا الوقت من العام ولكنها «تبدو أقل حدة وتنتشر على نطاق أصغر مقارنة بالعام السابق».

وقال المسؤولون الصينيون الأسبوع الماضي إنهم سيضعون نظام مراقبة للالتهاب الرئوي من أصل غير معروف. وسيشمل النظام إجراءات للمختبرات للإبلاغ عن الحالات وللوكالات المعنية بمكافحة الأمراض والوقاية منها للتحقق منها والتعامل معها، حسبما ذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» الصينية.

ماذا تقول «منظمة الصحة العالمية»؟

لم تعرب «منظمة الصحة العالمية» عن قلقها. واستشهدت الدكتورة مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، بتقارير أسبوعية من السلطات الصينية أظهرت ارتفاعاً متوقعاً في الحالات.

«كما هو متوقع في هذا الوقت من العام، أي شتاء نصف الكرة الشمالي، فإن هناك زيادة شهرية في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وكذلك RSV وفيروس الميتانيوفيروس» هذا، كما قالت هاريس عبر البريد الإلكتروني.

هل يجب أن نقلق؟

التقارير الواردة من الصين تذكرنا بتلك التي وردت في الأيام الأولى المربكة لجائحة كوفيد، ولا تزال «منظمة الصحة العالمية» تحث الصين على مشاركة المزيد من المعلومات حول أصل هذا التفشي، بعد خمس سنوات.

لكن الوضع الحالي مختلف في جوانب رئيسة. كان كوفيد فيروساً انتقل إلى البشر من الحيوانات ولم يكن معروفاً من قبل. أما فيروس الإنسان الميتانيوفيروس هذا فقد تمت دراسته جيداً، وهناك قدرة واسعة النطاق لاختباره.

هناك مناعة واسعة النطاق على مستوى السكان من هذا الفيروس على مستوى العالم؛ لم تكن هناك مناعة لكوفيد. يمكن لموسم فيروس الإنسان الميتانيوفيروس الشديد أن يجهد سعة المستشفيات -وخاصة أجنحة الأطفال- لكنه لا يرهق المراكز الطبية.

وقال الدكتور سانجايا سينانياكي، المتخصص في الأمراض المعدية وأستاذ مشارك في الطب في الجامعة الوطنية الأسترالية: «ومع ذلك، من الضروري أيضاً أن تشارك الصين بياناتها حول هذا التفشي في الوقت المناسب». «يتضمن هذا بيانات وبائية حول من يصاب بالعدوى. وسنحتاج أيضاً إلى بيانات جينومية تؤكد أن فيروس HMPV هو السبب، وأنه لا توجد أي طفرات كبيرة مثيرة للقلق».

* خدمة «نيويورك تايمز»