متلازمة النفق الرسغي ووخز اليد
* أنا امرأة عمرها 91 سنة، أشعر بالتنميل والوخز الشديد كالدبابيس والسخونة في أصابع كف اليد اليسرى، خاصة بالليل، وأستيقظ منزعجة جداً بسبب ذلك. لديّ زيادة في الوزن، وكسل في الغدة الدرقية وأتناول الهرمون التعويضي، ولدي ارتفاع في ضغط الدم وأتناول علاجاً لذلك. المشكلة لها أربع سنوات، وزادت في السنتين الأخيرتين. أتناول فيتاميني «بي - 12» و«بي - 6» اللذين خفّفا في البداية فقط من هذه الأعراض. بمَ تنصح؟
> هذا ملخص أسئلتك. ولاحظي أن الشكوى هي من خدر التنميل في اليد، مع الوخز في أنامل أصابع اليد، الذي يظهر بشكل مزعج بعد النوم في الليل، نتيجة لعدم تحريك اليد واستخدامها، بخلاف ذلك في فترات النهار، مما يوقظ من النوم، ويكون مصحوباً بألم حارق لديك، وأنك لا تعانين من مرض السكري أو من إصابة بسكتة دماغية.
الحالة لها سببان محتملان، ويحتاجان إلى التأكد أو الاستبعاد من قبل الطبيب، وهما: «متلازمة النفق الرسغي» و«الضغط الموضعي» على أحد الأعصاب المغذية لليد في إحدى المناطق التي تسبق النفق الرسغي، أي في الرقبة أو منطقة المرفق. ولذا من الضروري التفكير في احتمال أن يكون السبب أحدهما قبل البحث عن أسباب أخرى.
وتحدث متلازمة النفق الرسغي بسبب الضغط على «العصب المتوسِط» الذي يغذي أصابع اليد. وهذا العصب مسؤول عن وظيفة الإحساس في الجانب الخارجي لليد، أي الإبهام والسبابة والوسطى والبنصر، ولكن ليس خنصر الإصبع الصغير. وكذلك مسؤول عن الحركة العضلية لعضلات الإبهام.
«النفق الرسغي» على اسمه، هو نفق لممر ضيق في منطقة الرسغ (بين الساعد واليد). ويتكون هذا النفق الضيق نتيجة إحاطته بالعظام والأربطة. وخلال هذا النفق يجري «العصب المتوسط»، ثم بعده تتوزع فروعه لتزويد أصابع اليد بالأعصاب. وعندما يحصل «ضغط» على «العصب المتوسط» في هذه المنطقة الضيقة بالأصل، تنشأ عدة أعراض مزعجة، ومنها: الشعور بخدر التنميل والوخز كالدبابيس في مناطق اليد، وخاصة أطراف الأصابع. وعادة ما يحصل الشعور بذلك في الإبهام والسبابة، أو الإصبع الوسطى، أو البنصر. إلاّ أنه لا يحصل في إصبع الخنصر الأصغر.
وقد يشعر المُصاب بشعور يشبه مرور تيار كهربي في هذه الأصابع. ولدى البعض، قد ينتقل هذا الشعور من اليد إلى أجزاء من ذراع الساعد. وقد توقظ هذه الأعراض من النوم.
ويلجأ معظم الأشخاص لـ«هزّ» اليد كمحاولة منهم للتخلص من هذا الإحساس، ولكن مع الوقت قد يصبح إحساس الخدر موجوداً دائماً، وإن كان أقل أثناء النهار مع تحريك اليد.
كما أن من المحتمل أن يشعر المصاب بالضعف في يده وقد تسقط منه الأشياء التي يُمسك بها. وهو ما يحدث نتيجة خدر اليد أو ضعف عضلات الإبهام القابضة، التي يسيطر عليها العصب المتوسط.
ولاحظي أن حجم منطقة النفق الرسغي صغير نسبياً عند النساء مقارنة بالرجال، ما يجعلهن أعلى عُرضة للإصابة بهذه الحالة. كما أن أي شيء من شأنه أن يضغط أو يثير «العصب المتوسط» في منطقة النفق الرسغي قد يُؤدِي إلى الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي. ومن ذلك: كسر سابق في منطقة الرسغ، أو تورم نتيجة إصابة الحوادث أو التهاب المفاصل الروماتويدي. كما قد تزيد من احتمالات ذلك بعض الأمراض المزمنة، مثل: داء السكري، وزيادة الوزن والسمنة، وكذلك كسل الغدة الدرقية.
ويسهل التشخيص عند مراجعة الطبيب للأعراض التي يشكو منها المصاب بدقة، وقيامه بإجراء الفحص العصبي للإحساس في الأصابع، وتقييم قوة العضلات في اليد، وتأثير ثني الرسغ أو النقر على العصب أو الضغط عليه، لأن ذلك قد يثير ظهور الأعراض لدى بعض المصابين.
وقد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأشعة السينية للرسغ، وذلك فقط لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لآلام الرسغ، مثل التهاب المفاصل أو الكسر، وليس لتشخيص متلازمة النفق الرسغي. ولكن الأهم هو إجراء «فحص دراسة توصيل الأعصاب»، وذلك لمعرفة قدرة التوصيل في العصب المتوسط قبل وبعد النفق الرسغي. وهي التي تضعف عند وجود متلازمة النفق الرسغي.
وإذا تم التوصل إلى التشخيص الصحيح في البدايات، فإن عدة وسائل غير جراحية مفيدة جداً في تخفيف أو إزالة المشكلة. ولكن مع استمرارها قد يفيد تجنب الأنشطة التي تُفاقم الألم، وإعطاء اليد فترات من الراحة، ووضع كمادات باردة، أو وضع جبيرة على منطقة الرسغ. وقد يصف الطبيب مسكنات الألم، أو حقن الكورتيزون داخل النفق الرسغي لتخفيف الألم. ولكن قد تكون الجراحة مناسبة إذا كانت الأعراض شديدة أو لا تستجيب للعلاجات الأخرى. والهدف من جراحة النفق الرسغي هو تخفيف الضغط عن طريق قطع الرباط الذي يضغط على العصب المتوسط. وثمة تقنيات متعددة لهذه العملية الجراحية الدقيقة. وهذا ما يقيمه الطبيب عند متابعة المصاب.
اللون الداكن لمنطقة الإبط
* ما سبب وجود لون داكن في منطقة الإبط، وكيف يمكن تخفيف ذلك؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أن الأمر في الغالب ليس مدعاة للقلق، ولكن قد يجده البعض محرجاً، رغم أنه لا يجب أن يكون اللون الطبيعي للإبطين بنفس درجة لون باقي بشرة الجسم.
وثمة عدة أسباب لذلك، ويمكن بمراجعة الطبيب توضيح أي منها السبب لدى الشخص. ومنها الحلاقة، خاصة إذا كان شعر الإبط أغمق بكثير من لون البشرة، فإن الحلاقة يمكن أن تسبب الإبط الداكن بسبب بصيلات الشعر الموجودة تحت سطح بشرتك مباشرة. كما قد تسبب الحلاقة حكة جلدية أيضاً في حالة عدم استخدام ماكينة حلاقة ذات شفرة حادة. وأيضاً يؤدي الإفراط في الحلاقة إلى تصلب الجلد وتسميره بسبب التهيج والجروح.
ومن المؤكد أن استخدام مزيلات العرق ومضادات التعرق تحمي الجسم من الرائحة الكريهة، ولكنها تحتوي أيضاً على مواد كيميائية قد تكون السبب لدى البعض في تغير لون بشرة الإبط.
كما أن زيادة تراكم خلايا الجلد الميتة على سطح جلد الإبط سبب آخر، ما يتطلب الاهتمام في الفرك برفق أثناء تنظيف منطقة الإبط.
وقد يكون من أسباب ذلك أيضا الاحتكاك الناجم عن الملابس الضيقة، لأن بشرة الإبطين تعتبر من المناطق الحساسة، وقد يؤدي ارتداء الملابس الضيقة إلى الاحتكاك بين القماش والجلد، وهذا يمكن أن يسبب تغير اللون.
وقد يكون أيضاً من أسباب ذلك حصول عدوى بكتيرية في الطبقات العميقة من الجلد.
وهناك حالة تُسمى «فرط التصبغ» التي هي حالة شائعة، وغالباً ما تكون غير ضارة، حيث تظهر بقع معينة على الجلد أغمق من الجلد المحيط. ويرجع ذلك إلى زيادة إنتاج وتراكم الميلانين، الصبغة التي تعطي لون الجلد.
والتدخين قد يكون السبب في ظهور بقع داكنة بمنطقة الإبط لدى البعض، وتزول مع الإقلاع عن التدخين.
وهناك حالة أخرى، تظهر فيها بقع داكنة سميكة في جلد الإبط وحول الفخذ والرقبة وأحياناً في طيات الجلد الأخرى، رمادية بنية أو سوداء. وعادة ما تكون هذه الحالة الطبية علامة على السمنة أو السكري أو اضطرابات في مستويات الهرمونات غير الطبيعية.
ولذا في هذه الحالات، من الأفضل استشارة طبيب أمراض جلدية، لمعرفة السبب المحتمل وكيفية التعامل معه قبل استخدام أي وسائل علاجية قد تكون محتملة الفائدة أو الضرر.