مصر تراقب بيع 13 أثراً فرعونياً في «كريستيز للمزادات» بلندن

تمثال ابنة إخناتون من أبرزها

مصر تراقب بيع 13 أثراً فرعونياً في «كريستيز للمزادات» بلندن
TT

مصر تراقب بيع 13 أثراً فرعونياً في «كريستيز للمزادات» بلندن

مصر تراقب بيع 13 أثراً فرعونياً في «كريستيز للمزادات» بلندن

تراقب مصر، ممثلة بوزارة السياحة والآثار، المزاد الذي تنظمه دار «كريستيز للمزادات» في العاصمة البريطانية، لندن، يوم غد الأربعاء، لمجموعة من القطع الأثرية، بينها آثار مصرية تنتمي لعصور مختلفة، من بينها تمثال لابنة الملك المصري إخناتون، تتوقع «كريستيز» أن يُباع بسعر يتراوح من 400 ألف إلى 600 ألف جنيه إسترليني.
وقال شعبان عبد الجواد، مدير إدارة الآثار المستردة في وزارة السياحة والآثار المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «وزارة السياحة والآثار تتابع هذا المزاد، وغيره من المزادات، وتتعامل بشأن مزاد (كريستيز) مع السفارة المصرية في لندن، عبر وزارة الخارجية، التي تتولى بدورها التعامل مع السلطات البريطانية بهذا الشأن».
ودعت دار «كريستيز» لمزاد على مجموعة من الآثار يوم غد الأربعاء، يضم 75 قطعة، بينها 13 قطعة آثار مصرية، تنتمي للعصر المتوسط، والبطلمي والحديث، وفترة العمارنة، وتتوقع «كريستيز» أن يصل عائد بيعها إلى مليون و169 ألف جنيه إسترليني، بينما يرى خبراء أنها ستتجاوز هذا المبلغ.
ووصف الباحث في علم المصريات الدكتور بسام الشماع، مجموعة الآثار المصرية المعروضة في المزاد، بأنها «أقوى مجموعة أثرية يراها في مزاد على مدار العشر سنوات الماضية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه المجموعة تمثل مختلف العصور، وتنتمي لمدارس فنية مختلفة، مما يجعلها تواكب كل الأذواق الفنية، وهذا يدل على فهم ودراية كبيرة من منظم هذا المزاد، لأصول التاريخ المصري، والتذوق الفني للآثار المصرية».
وتضم المجموعة تمثالاً صدرياً من الحجر الجيري الأصفر يعود للدولة الوسطى، وتمثالاً من الخشب الملون يعود للدولة الوسطى أيضاً، وهي فترة من الفترات المهمة والحساسة في التاريخ المصري، التي خرج منها أهم الكتابات الأدبية والسياسية في مصر القديمة، وهي فترة مهمة انتقلت فيها مصر من حالة انفلات أمني امتدت لنحو 120 عاماً، تشرذمت فيها البلاد خلال ما يعرف بالعصر الوسيط الأول، حتى جاءت الدولة الوسطى ووُحد شطرا البلاد مجدداً، حسب الشماع.
وتتوقع دار «كريستيز» أن يصل سعر التمثال الصدري للمسؤول المصري إلى 35 ألف جنيه إسترليني، بينما قد يصل سعر تمثال من الخشب الملون لمسؤول مصري إلى 50 ألف جنيه إسترليني، بينما يعرض تمثال لسيدة من التراكوتا بسعر 15 ألف جنيه إسترليني.
ومن بين القطع المهمة التي يضمها المزاد، «قناع من الكارتوناج لمومياء مسؤول كبير أو أميرة، وهو تمثال جميل جداً معروض بثمن بخس جداً، حيث تتوقع دار (كريستيز) أن يصل سعره إلى 20 ألف جنيه إسترليني»، حسب الشماع الذي يشير إلى أن «المزاد يضم أيضاً آنية تركواز من الخزف، وتابوتاً جميلاً من الأسرة 26 لخاع ماحور».
ووفق الشماع، فإن «تمثال الأميرة الفرعونية الذي يعرضه المزاد، تظهر فيه بوضوح فنون فترة العمارنة، التي تتميز بالرأس البيضاوي، والعينين اللوزيتين، والشفاه الغليظة ونتوءة البطن»، مشيراً إلى أنه «على ما يبدو أن التمثال غير مكتمل من الخلف، أو تم تحطيمه عمداً، وهذا مصدر غرابة للتمثال»، موضحاً أن «التمثال لطفلة، ونعلم أن نفرتيتي أنجبت من إخناتون ست بنات، توفيت اثنتان منهما في الصغر»، متوقعاً أن «يتجاوز سعر التمثال السعر الذي توقعته دار (كريستيز)، لأن التمثال يساوي في أهميته تمثال سخم كا، الذي باعه متحف تورثامبتون في بريطانيا عام 2014»، مشيراً إلى أن «عدم اكتمال التمثال يزيده جاذبية، لا سيما أن آثار العمارنة تملأ متاحف اللوفر وبرلين والمتحف البريطاني، بينما لا نجد منها سوى القليل في مصر».
ويثير بيع الآثار المصرية في مزادات أو متاحف عالمية الكثير من الجدل، حيث يحظر قانون الآثار المصري الصادر عام 1983 الاتجار بالآثار وبيعها، ولكن هناك الكثير من الآثار المصرية التي خرجت قبل هذا التاريخ، عن طريق الإهداء، أو بموجب قانون القسمة الذي كان يسمح للبعثات الأثرية الأجنبية باقتسام الآثار المكتشفة مع مصر، لكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الآثار التي خرجت بطريقة غير شرعية، التي تعمل مصر على استردادها بالتعاون مع المسؤولين في الدول التي تعرض فيها هذه الآثار، يعد من أشهرها مؤخراً استراد تابوت الكاهن نجم عنخ من متحف المتروبوليتان في الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد عبد الجواد أنه «لا يمكن الجزم بما إذا كانت القطع التي تعرضها دار (كريستيز) حالياً قد خرجت بطريقة مشروعة أم لا»، مشيراً إلى أنه «تم دراسة كافة القطع مع الجهات والقطاعات المختلفة، ولا يمكن الإفصاح عن أي معلومة في الوقت الراهن».
وهذا ليس المزاد الأول الذي تنظمه دار «كريستيز» لقطع آثار مصرية، إذ أثارت الدار أزمة في منتصف العام الماضي، في أعقاب بيعها تمثال رأسي للمعبود آمون على هيئة الملك توت عنخ آمون بأكثر من 4 ملايين جنيه إسترليني، رغم مطالبة مصر بالتمثال، وتأكيدها على أنه «خرج بصورة غير شرعية».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)
يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)
TT

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)
يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

أسباب كثرة التفكير ليلاً

قال الدكتور راماسوامي فيسواناثان، رئيس الجمعية الأميركية للطب النفسي، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إن التوتر والقلق هما السببان الرئيسيان لكثرة التفكير في الليل.

وأضاف: «التوتر من شيء حدث بالفعل، والقلق بشأن اليوم المقبل، يمكن أن يسبِّبا هذه المشكلة. كما يمكن أن تؤدي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، مثل اضطرابات القلق والاضطراب ثنائي القطب إلى فرط التفكير وقت النوم».

وتابع: «تميل هذه الأفكار إلى أن تكون أكثر نشاطاً في الليل، عندما لا تكون هناك أنشطة أخرى تشغل العقل».

وقال فيسواناثان، وهو أيضاً أستاذ ورئيس مؤقت لقسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة داون ستيت للعلوم الصحية ببروكلين: «في الليل، عندما يكون هناك عدد أقل من عوامل التشتيت، يكون من الأسهل التفكير في اليوم الذي قضيناه للتو والقلق بشأن مشاكل العمل أو الأسرة، أو المخاوف المالية».

وأشار إلى أن تناول المنبهات، مثل الكافيين، أو تناول بعض الأدوية قبل وقت النوم، يمكن أن يتداخل أيضاً مع الاسترخاء، ويتسبب في النشاط العقلي المفرط.

كيف يؤثر الحرمان من النوم على صحتنا

قال فيسواناثان إن النوم غير الكافي أو رديء الجودة يمكن أن يكون له آثار سلبية خطيرة على العقل والجسم، بما في ذلك انخفاض وظائف المخ وصعوبة اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتنظيم المشاعر.

وأوضح قائلاً: «إنه يسبب الصداع والتعب والتوتر، ويقلِّل من الانتباه والكفاءة الوظيفية. كما أنه يساهم في حوادث المرور وأخطاء العمل وضعف العلاقات».

كما حذر فيسواناثان من أن مشكلات النوم قد تؤثر على الصحة على المدى الطويل؛ حيث يمكن أن تثبط وظيفة المناعة، وتجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وتدفع الشخص إلى تناول الأكل غير الصحي، وبالتالي تتسبب في زيادة الوزن.

وأضاف أنها يمكن أن تزيد أيضاً من خطر الإصابة بمشاكل صحية مزمنة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسكتة الدماغية، ويمكن أن تقصر العمر.

التوتر والقلق هما السببان الرئيسيان لكثرة التفكير في الليل (رويترز)

كيف يمكن التغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

1- وضع روتين لوقت النوم

يقول فيسواناثان إن الالتزام بروتين ليلي منتظم مع وقت ثابت للنوم والاستيقاظ «مهم للغاية»، وهو الأساس في خطة التغلب على كثرة التفكير وقت النوم.

2- احذر تناول بعض المشروبات والطعام في وقت متأخر

أوصى فيسواناثان بالامتناع عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو الأطعمة الثقيلة قبل وقت النوم مباشرة.

3- امتنع عن استخدام الشاشات قبل النوم بساعة

اقترح فيسواناثان التوقُّف عن استخدام شاشات الهواتف الذكية وشاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر قبل النوم بساعة.

وقال: «الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يتداخل مع النوم وإيقاع الساعة البيولوجية»، التي تنظم فترات النعاس واليقظة خلال اليوم.

بدلاً من ذلك، اقترح فيسواناثان الاستماع إلى موسيقى خفيفة أو قراءة كتاب أو استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل.

4- جرب الاستحمام بماء دافئ

قد يساعد الاستحمام بماء دافئ قبل النوم بـ3 ساعات على تهدئة العقل، لكن فيسواناثان حذر من القيام بهذا الأمر قبل النوم مباشرة، مشيراً إلى أنه قد يأتي بنتائج عكسية في هذه الحالة.

5- خلق بيئة مشجعة على النوم

للحصول على نوم مثالي، يجب أن تكون غرفة النوم هادئة ومظلمة وباردة، كما ينبغي أن يكون الفراش مريحاً، كما أوصى فيسواناثان.

6- حدد وقتًا للقلق

إذا لم تكن هذه التقنيات وحدها كافية لتقليل فرط التفكير خلال النوم، يقترح فيسواناثان تحديد «وقت للقلق»، ووضع نافذة زمنية محددة للتفكير في مخاوفك وتحديد مسار للحلول الممكنة.

وقال الطبيب: «هذا يطمئنك إلى أنك ستتعامل مع مخاوفك، لكنه يمنعها من الامتداد إلى وقت نومك».

7- دوِّن مخاوفك

يقترح فيسواناثان أن تحتفظ بدفتر ملاحظات بجوار سريرك حتى تتمكَّن من تدوين مخاوفك فور حدوثها، وأن تخبر نفسك بأنك ستتصرف حيالها في اليوم التالي.