روبوتات طائرة مستوحاة من البوم

رسم تخطيطي يوضح آلية عمل الروبوت
رسم تخطيطي يوضح آلية عمل الروبوت
TT

روبوتات طائرة مستوحاة من البوم

رسم تخطيطي يوضح آلية عمل الروبوت
رسم تخطيطي يوضح آلية عمل الروبوت

عند تطوير الأنظمة الآلية، غالباً ما يستلهم علماء الكومبيوتر من الحيوانات أو الأنظمة البيولوجية الأخرى بعض التفاصيل، إذ تقدم الطبيعة عادة، أمثلة محدّدة لكيفية تحقيق أهداف سريعة وفعّالة، وكان طائر البوم، آخر الحيوانات الملهمة للعلماء. واستلهم الباحثون من جامعة شنغهاي جياوتونغ الصينية، آلية الطيران عند البوم، لتطوير روبوتات طائرة يمكنها تجنب العقبات في محيطها وتجنبها، ونشروا ورقة بحثية عن هذا النظام على موقع (arXiv). وكتب الباحثون في دراستهم أنّه «رغم أنّ البوم غير قادر على تحريك أعينه في أي اتجاه (على غرار الكاميرات الاستريو)، فإنها تتمتّع برقبة مرنة للغاية يمكن أن تدور حتى 270 درجة، مما يمكنها من المراقبة بسرعة حتى خلفها من دون تغيير موضع جذعها».
ولتكرار الطريقة التي تحرك بها البوم عيونها في اتجاهات مختلفة واكتشاف كل من الأجسام الثابتة والمتحركة من حولها، ركّب الباحثون محركاً وكاميرا استريو على رباعي المحركات (أي روبوت طائر من دون طيار بأربعة دوارات). وفي التصميم الذي نُفّذ للروبوتات، يعمل المحرك كرقبة وكاميرا الاستريو كرأس، ونظراً للوزن الخفيف للكاميرا الاستريو، يمكن أن تتحرك أسرع بكثير من جسم الروبوت، كما أنّ حركاتها بالكاد تؤثّر على جودة حركات الروبوت أو الاتجاه الذي يحلق فيه.
وذكر تقرير نشرته شبكة «ساينس نيتورك» أول من أمس، أنّ هذا النّظام يساعد الروبوت على استشعار الأشياء في اتجاهات مختلفة ويخطط للزاوية التي يجب أن يدور بها «رأسه» (أي كاميرا الاستريو) وفقاً لذلك، وهكذا، فإنّ المحرك الرّباعي يستشعر محيطه بشكل مستمر وفعال، ويحدد العوائق التي تعيق طريقه بسرعة.
بالإضافة إلى ذلك، يتنبأ بمسارات العوائق المتحركة في جواره، ويكيف تحركاته مع التغيرات في البيئة المحيطة، أخيراً، فإنّه استناداً إلى البيانات التي جُمعت بواسطة كاميرا الاستريو، يخطط مساراً خالياً من الاصطدامات، بما يسمح للروبوت بالوصول إلى موقع معين أو إكمال مهمة من دون الاصطدام بأي شيء، وهو ما يفيد في تنفيذ المهام بمجموعة واسعة من البيئات، بدءاً من المناطق الحضرية إلى البيئات الطبيعية المأهولة بشكل كبير بالحياة البرية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.