ليبيا: مخاوف من الشتاء وسط تصاعد منحنى الإصابات

الحصيلة الإجمالية تجاوزت 65 ألف حالة

الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)
الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)
TT
20

ليبيا: مخاوف من الشتاء وسط تصاعد منحنى الإصابات

الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)
الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة يتفقد المركز التخصصي لطب الأسنان التعليمي في بنغازي (وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة)

تُسارع ليبيا الخطى بغية التصدي لجائحة «كوفيد - 19»، في ظل ارتفاع متصاعد لأعداد الإصابات والوفيات، بينما أعلنت اللجنة العليا لمكافحة الوباء التابعة للحكومة المؤقتة بشرق البلاد عن إعادة تشكيل اللجنة الطبية الاستشارية بهدف وضع خطط جديدة لمواجهة الجائحة.
وسجل الوطني لمكافحة الأمراض أمس (الخميس)، 853 إصابة إيجابية جديدة، بينها 476 حالة في مدنية طرابلس، ليرتفع العدد التراكمي إلى 65440 إصابة، تعافى منه 38110. بينما توفي 907 حالات.
ووصل إجمالي الإصابات في مدينة مصراتة إلى 5412 حالة، وتوفي 165 آخرون، بعدما أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمجابهة «كورونا» بالبلدية تسجيل 97 إصابة جديدة. كما أعلنت اللجنة الرئيسية لمكافحة وباء «كورونا» ببلدية الكفرة بـ(جنوب البلاد) تسجيل 292 حالة أيضاً.
وفي ظل سقوط عديد الضحايا بين وفيات ومصابين، كشف عضو مجلس النواب الليبي عصام الجهاني عن إصابته بفيروس «كوفيد - 19»، مشيراً إلى أنه اكتشف ذلك خلال تواجده في المملكة المغربية لاستكمال مشاورات سياسية تتعلق بالحوار الليبي - الليبي.
وفي سياق إعادة استعداد الأجهزة الطبية ورفع الجهازية للتصدي لفيروس «كورونا»، خصوصاً في ظل تخوفات من موجهة جديدة بالتزامن مع فصل الشتاء في البلاد، أعلنت اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا» التابعة للحكومة المؤقتة مساء أول من أمس، عن إعادة تشكيل اللجنة الطبية الاستشارية التابعة لها.
وتضطلع اللجنة بتشكيلها الجديد، بمهام أكثر حسماً في التصدي للفيروس، إذ أنها تضم أساتذة واستشاريين في مختلف التخصصات الطبية من مختلف المدن والمناطق، كما أعيد تشكيل اللجان الفرعية بالبلديات «على أن تكون مهنية طبية تنفيذية بحتة».
واللجنة العليا لمكافحة «كورونا» يرأسها الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني» وبعضوية وزير الداخلية إبراهيم بوشناف، ووزير الصحة الدكتور سعد عقوب، حيث التقت الأعضاء الجدد في مقر القيادة العامة بالرجمة، بشرق ليبيا، واستمعت لآرائهم وخططهم للمرحلة المقبلة، وما يمكن أن يقدموه في مكافحة الفيروس.
وللحد من انتشار العدوى لا سيما مع الأجواء الشتوية التي تسود ليبيا، ذكر مركز مصرات الطبي المواطنين بضرورة الحفاظ على تهوية الأماكن التي يقيمون بها، في ظل الاهتمام بالإجراءات الوقائية بما فيها المحافظة على غسل اليدين باستمرار، والتباعد بين الأفراد والابتعاد عن عدم الازدحام، وارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة.
وحذر مصدر طبي بالمركز الوطني، المواطنين من تداعيات أجواء فصل الشتاء وتأثير ذلك على تزايد الإصابة الفيروس خصوصاً في الأجواء سيئة التهوية، داعياً إلى توخي الحذر من الإصابة بالأنفلونزا نظراً لتشابه أعراضها مع «كورونا».


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.