في اليوم العالمي للطاقة: كيف نحدّ من الهدر في المنزل؟

عامل يقوم بتنظيف خلايا لتوليد الطاقة الشمسية (إ.ب.أ)
عامل يقوم بتنظيف خلايا لتوليد الطاقة الشمسية (إ.ب.أ)
TT

في اليوم العالمي للطاقة: كيف نحدّ من الهدر في المنزل؟

عامل يقوم بتنظيف خلايا لتوليد الطاقة الشمسية (إ.ب.أ)
عامل يقوم بتنظيف خلايا لتوليد الطاقة الشمسية (إ.ب.أ)

يحتفل العالم سنوياً بيوم الطاقة العالمي، في 22 أكتوبر (تشرين الأول)، لزيادة الوعي بالقضايا العالمية المتعلقة بالطاقة، ومن أجل وضع السياسات التي تزيد من الكفاءة وتحافظ على الموارد الطبيعية وتحثّ على تنفيذها. ويهدف الاحتفال بيوم الطاقة العالمي إلى إظهار تأثير خياراتنا على البيئة، فيما يتعلق بالإنتاج والاستهلاك عامةً.
بتنا نسمع أكثر فأكثر تعابير مثل «كفاءة الطاقة» و«الطاقة المتجددة»، بعد أن أصبح موضوع الحفاظ على الطاقة مدار اهتمام خلال السنوات الماضية. وبينما نحن على استعداد للقيام بدورنا في إطار الحفاظ على الطاقة واستهلاكها على نحو مستدام، فليس من السهل دائماً معرفة كيفية تطبيق ذلك على المستوى الفردي.
قد يكون من الأسهل أن نبدأ في المنزل، حيث نقضي الجزء الأكبر من وقتنا، وحيث يمكننا أن نسيطر بشكل أكبر على أسلوب حياتنا.
> لماذا يُعتبر الحفاظ على الطاقة في المنزل مهماً؟
خلال العام الماضي، وجراء تبعات جائحة كورونا، أصبح المزيد من الناس متحمّسين للحفاظ على الطاقة في المنزل، لسببين أساسيين: توفير المال وتقليل مقدار الضرر الذي يلحق بالبيئة. فقد فرضت الجائحة على جميع سكان العالم البقاء في منازلهم بشكل مستمر، وجعلت من فكرة العمل من المنزل أمراً واقعاً قد يستمر طويلاً إلى ما بعد انتهاء الوباء.
إذا استخدم عدد أكبر من الأُسر طاقة أقل، أو مصدر طاقة أنظف، فلا بد أننا سنرى انخفاضاً في انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري وتغيُّر المناخ، إلى جانب تخفيف الضرر الذي يلحق بطبقة الأوزون. ولكي يحدث ذلك بطريقة فعّالة، يتعيّن علينا جميعاً القيام بدورنا. لكن العيش بأسلوب حياة أكثر استدامة وصديق للبيئة لا يعني بالضرورة التنازل عن أمور ضرورية في حياتنا، لأن مجرد اتخاذ خطوات صغيرة للعيش بمزيد من الوعي يعدّ أمراً مفيداً لناحية معالجة بعض الأضرار التي لحقت بالبيئة.
ويمكن أن تتضمن هذه الخطوات، على سبيل المثال: التحول إلى الطاقة المتجددة، إطفاء الأنوار عند مغادرة أي غرفة، استخدام المصابيح الموفّرة للطاقة، استخدام كمية أقل من الماء، إيقاف تشغيل الأدوات الكهربائية بدلاً من تركها في وضع الاستعداد، عدم تدفئة أو تبريد المنزل في حال عدم وجود أحد فيه.
> ما الذي يهدر معظم الكهرباء في المنزل؟
تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على المكان الذي تعيش فيه. ولكن الاستهلاك الأكبر للكهرباء يأتي من التدفئة وتكييف الهواء. ومع أن تدفئة المنزل أو تبريده أمر ضروري، إلا أنه يمكن التقليل من استهلاك الطاقة من خلال استخدام التدفئة والتبريد بحرارة معتدلة وعند الحاجة فقط، والاعتماد قدر الإمكان على وسائل طبيعية.
> هل فصل الأدوات عن الكهرباء يوفّر المال؟
أكيد! إذا تم فصل الأدوات والآلات عن التيار الكهربائي، فلا يمكنها استخدام الكهرباء. فحتى عند إيقاف التشغيل، يستمر العديد من الأجهزة في استنزاف الطاقة، والشيء نفسه ينطبق على أجهزة الشحن، سواء كان الجهاز يشحن أم لا. وهذا يعني أن جهاز الكمبيوتر المحمول وشاحن الهاتف قد يستمران في استخدام الطاقة حتى عندما لا يكونان قيد الاستخدام. هذه المشكلة التي تبدو صغيرة يمكن أن تعادل قيمة 8 في المائة من الكهرباء السنوية المستخدمة في المنزل. فلماذا لا نفصل الأجهزة المنزلية حين نكون في عطلة، مثلاً؟
> كيف يمكن خفض فاتورة الكهرباء؟
إن اعتماد كفاءة الطاقة والتوفير في استخدامها مرتبطان ارتباطاً جوهرياً بخفض فاتورة الكهرباء، لذا إذا قمت بعمل أحدهما، فستفعل الآخر. وفيما يأتي 6 طرائق يمكنك من خلالها خفض فاتورة الكهرباء:
1. أطفئ الإضاءة: 5 في المائة من الفاتورة ناتجة عن الإضاءة، ولكن هذا قد يزيد إذا لم تكن حذراً. تتمثل إحدى العادات البسيطة في إطفاء الإضاءة عندما تغادر الغرفة.
2. استبدل بالمصابيح القديمة مصابيح موفّرة للطاقة: وإذا كنت تستخدم المصابيح الفلورية المتضامة ومصابيح «ليد» الموفّرة، فلا تقم بإيقاف تشغيلها إذا كنت ستخرج من الغرفة لمدة 10 دقائق أو أقل، لأنها في الواقع تستخدم طاقة أكبر في التشغيل والإيقاف، أكثر مما تستخدمه للتشغيل خلال تلك الفترة القصيرة.
3. لا تترك الأدوات الكهربائية في وضع «الاستعداد» أو «الانتظار»: هذا يضاعف الاستهلاك، خاصة إذا كان لديك إلكترونيات قديمة.
4. استخدم التكنولوجيا الذكية: تُعتبر التكنولوجيا الذكية استثماراً مكلفاً حالياً، ولكنها ستوفّر المال والطاقة على المدى الطويل. ويمكن لنظام منزلي ذكي، مثلاً، تشغيل وإطفاء الأنوار إذا أنت نسيت، والتحكم بالتدفئة والتبريد حسب الحاجة.
5. استبدل الأجهزة القديمة: من المحتمل أن تستخدم غسالة الصحون القديمة، مثلاً، طاقة أكثر بكثير من الغسالة الحديثة، حتى لو كانت رخيصة الثمن.
> كيف يمكن توفير المزيد من الطاقة في المنزل؟
غالباً ما تترافق المستويات العالية من استخدام المياه مع مستويات عالية من استخدام الكهرباء في المنزل. ويمكن للطريقة التي نستخدمها لتشغيل غسالات الصحون وغسالات الملابس أن تُحدث فرقاً كبيراً في كمية الطاقة التي نستخدمها في المنزل.
> فيما يأتي بعض النصائح حول كيفية توفير المزيد من الطاقة في المنزل:
1. تأكد من أن غسالة الأطباق ممتلئة قبل استخدامها، لأن تشغيلها نصف فارغة يهدر كميات كبيرة من الكهرباء.
2. تأكد من امتلاء غسالة الملابس.
3. حاول استخدام درجة حرارة أقل سخونة لغسل الملابس.
4. جفّف ملابسك في الخارج إذا كان الطقس دافئاً بدلاً من استخدام المجففة.
> في فصل الصيف تحديداً، يمكن توفير استهلاك الطاقة في المنزل من طريق:
1. غسل المرشحات (الفلتر) الخاصة بمكيفات الهواء دورياً، واستبدال بها أخرى جديدة، وفق التعليمات. ولأن نصف فاتورة الكهرباء في معظم البلدان العربية ترجع إلى مكيفات الهواء، فإن العناية بالمرشحات تساعد المكيفات على عدم العمل بشكل إضافي للتبريد.
2. تأكد من إغلاق الثلاجة تماماً.
3. استحمّ بماء فاتر خلال أشهر الصيف الحارة.
4. أوقف تشغيل مكيفات الهواء عندما تستطيع.
> أما في فصل الشتاء، فيمكن توفير الطاقة في المنزل عن طريق تصرفات شخصية، منها:
1. خفض حرارة التدفئة، والتعويض عنها بارتداء كنزة سميكة.
2. وضع التدفئة على جهاز توقيت حراري، بحيث يجري تشغيلها عند الحاجة فقط.
3. التأكد من امتلاء مجففة الملابس تماماً قبل استخدامها.
4. استخدام الموقد أو المدفأة إذا توفّرت لديك.
> كيف يمكن توفير الطاقة في حياتنا اليومية خارج المنزل؟
تماماً مثل التعوّد على إيقاف تشغيل الأجهزة غير المستخدمة، فليس محتوماً أن يكون العيش بأسلوب حياة أكثر استدامة أمراً معقداً. وفيما يأتي بعض التغييرات البسيطة التي يمكن إجراؤها في الحياة اليومية:
1. استعمل فقط ما هو قابل لإعادة الاستخدام، فالمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مثلاً، وغيرها من الأدوات، تستهلك كثيراً من الطاقة لصُنعها، وتذهب هدراً.
2. أغلق جهاز الكمبيوتر في عملك تماماً عند الانتهاء من استخدامه.
3. ضع هاتفك الجوال في وضع توفير الطاقة حتى لا تضطر إلى شحنه بشكل متكرر.
4. أعِد التدوير كلّما أمكن ذلك، فمعظم ما يتم تدويره يستهلك طاقة أقل لإنتاجه.
قد تشمل أمثلة استخدام الطاقة النظيفة في المنزل المصابيح الموفّرة للطاقة والألواح الشمسية وعزل السقف والجدران. وبشكلٍ عام، هناك عدد قليل جداً من الجوانب السلبية، إن وجدت، لتقليل كمية الطاقة التي تستخدمها في منزلك؛ فأنت ستوفّر المال وتحسّن جودة البيئة، مع اتباعك خطوات نحو أسلوب حياة أنظف وأكثر استدامة. لكن العمل الشخصي وحده لا يكفي؛ فالسياسات العامة الملائمة تبقى الوسيلة الضرورية التي لا غنى عنها لإحداث تغييرات كبيرة في المجتمع، وذلك عن طريق الضرائب والحوافز، التي تردع التصرفات الضارة وتشجع التصرفات المفيدة. ذلك لأن الالتزام العام يحتاج الى إلزام.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.