سائقو «أوبر» يقاضون الشركة لاستخدامها «الطرد الآلي المفاجئ»

شعار تطبيق أوبر يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار تطبيق أوبر يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

سائقو «أوبر» يقاضون الشركة لاستخدامها «الطرد الآلي المفاجئ»

شعار تطبيق أوبر يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار تطبيق أوبر يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

اتهم سائقو «أوبر» السابقون الشركة التي تقدم خدمات النقل عبر تطبيقها الإلكتروني، باستخدام خوارزميات آلية لطردهم من العمل، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ويريد السائقون البريطانيون من محاكم في هولندا، حيث توجد جميع بيانات «أوبر»، نقض الخوارزمية التي يقولون إنها تسببت في طردهم.
ويقول الخبراء إن التحدي القانوني هو الأول من نوعه لاختبار مدى فاعلية المادة 22 من اللائحة العامة لحماية البيانات.
وقالت شركة «أوبر» لـ«بي بي سي» إنه تم إلغاء بعض حسابات السائقين عبر تطبيقها فقط بعد مراجعة النقد والتقييم الخاص بالزبائن.
وقالت متحدثة باسم «أوبر»: «تقدم أوبر البيانات والمعلومات الشخصية المطلوبة التي يحق للأفراد الحصول عليها». وتابعت: «سنقدم تفسيرات عندما لا يمكننا تقديم بيانات معينة، أي عندما لا تكون موجودة أو حين يكون الكشف عنها من شأنه أن ينتهك حقوق شخص آخر بموجب القانون العام لحماية البيانات».
وتفرض اللائحة العامة لحماية البيانات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2018، التزامات على الشركات التي تجمع المعلومات الشخصية للأشخاص، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم، إذا كانت هذه البيانات متعلقة بالمستهلكين في الاتحاد الأوروبي.
وأضافت المتحدثة: «كجزء من عملياتنا المعتادة، تم طرد السائقين في هذه الحالة فقط بعد التقييمات والتعليقات التي جمعها فريقنا المتخصص من الزبائن».
وقال اتحاد سائقي التطبيقات وشركات التوصيل، الذي يقدم الطعن القانوني، إنه منذ عام 2018، شهد أكثر من ألف حالة فردية، حيث يُزعم أن السائقين قد اتهموا خطأً بالقيام بنشاط احتيالي وتم إلغاء حساباتهم من التطبيقات على الفور وبشكل مفاجئ دون إعطائهم حق الدفاع عن النفس.
وقال جيمس فارار، السكرتير العام للاتحاد: «بالنسبة لأي شركة نقل خاصة في لندن، إذا قامت بطرد شخص ما، فهناك شرط حيث يتعين عليها إبلاغ هيئة النقل في لندن». وتابع: «هذا يضع السائقين في موقف صعب، حيث قد يتم استدعاؤهم من قبل هيئة النقل في لندن، ويتم منحهم 14 يوماً لشرح الموقف ولمحاولة الاحتفاظ برخصتهم. وإن سائقينا في وضع سيئ لأنهم لا يعرفون ما المشكلة، وذلك لأن (أوبر) لا تخبرهم».
ويدعي فارار كذلك أنه عند طلب تفاصيل إضافية، تقول «أوبر» إنها لا تستطيع توفيرها، لأنها ستعرض أمنها للخطر.
وقال سائق «أوبر» سابق طلب عدم نشر اسمه، لـ«بي بي سي» إنه كان يقود سيارته مع «أوبر» لمدة عامين تقريباً، وكان تقييم العملاء له 4.94 عندما تم إنهاء عمله فجأة. وأوضح: «في اليوم الذي حدث فيه ذلك، ذهبت إلى العمل وعلى تطبيقي، قال لي إنه غير مسموح لي بتسجيل الدخول. قال التطبيق إنه يتوجب الاتصال بخدمة دعم العملاء... وعندما قمت بذلك أُبلغت أن حسابي معطّل لأنني كنت أشارك في أنشطة احتيالية». وأوضح أنه اتصل بالشركة أكثر من 50 مرة على مدار عام ونصف العام وأرسل لهم رسائل عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، لكنه يدعي أنه لم يتم إخباره أبداً بسبب طرده الأساسي. وقيل له إن «فريقاً متخصصاً» يتعامل مع المشكلة، وإنهم سيتصلون به مرة أخرى، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط. وأضاف: «كنت أتوسل إليهم في رسائلي الإلكترونية مراراً وتكراراً. حتى إنني سألت إذا كان بإمكاني عقد اجتماع وجهاً لوجه مع الفريق المتخصص. كنت على استعداد للسفر إلى دولة أخرى لمقابلتهم». وتابع: «لدي عائلة مطلوب مني إطعامها. أنا لست محتالاً أو مجرماً».
وشرح أنطون إيكر، محامٍ متخصص في الخصوصية يقيم في أمستردام ويمثل سائقي «أوبر» البريطانيين السابقين، قائلاً: «نعلم على وجه اليقين أن (أوبر) تستخدم الخوارزميات لاتخاذ قرارات بشأن الاحتيال وإلغاء حسابات السائقين. وهذا يحدث في كل مكان».
وفيما يتعلق بادعاءات «أوبر» بأن قرارات إنهاء الخدمة يتخذها الزبائن بسبب تقييمهم الآلي، قال إيكر: «إذا كان اتخاذ القرار آلياً، فإن اللائحة العامة لحماية البيانات تقول إنه يجب أن يكون لدى الشركة أسباب قانونية لاستخدام مثل هذه التكنولوجيا، ويجب أن يُمنح السائقون إمكانية الاعتراض على القرار الآلي».
وأضاف إيكر أنه شاهد على «تويتر» آلاف الشكاوى من سائقي «أوبر» في جميع أنحاء العالم، قائلين إنه تم طردهم تلقائياً لارتكابهم عمليات احتيال دون تفسير.


مقالات ذات صلة

الرئيس التنفيذي لـ«أوبر»: ندرس شراكات في قطاع النقل الجوي والمركبات ذاتية القيادة

الاقتصاد دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لـ«أوبر» (تصوير: عبد العزيز النومان)

الرئيس التنفيذي لـ«أوبر»: ندرس شراكات في قطاع النقل الجوي والمركبات ذاتية القيادة

كشفت شركة «أوبر» للنقل التشاركي أنها تدرس فرص عقد الشراكات في قطاع النقل الجوي المتقدم بما يشمل طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
شمال افريقيا مطالِب بوقف التعامل مع شركات «النقل الذكي» في مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«واقعة تحرش جديدة» في مصر تصعّد الحملة ضد شركات «النقل الذكي»

تصاعدت وتيرة الحملة ضد شركات «النقل الذكي» في مصر خلال الساعات الماضية، بعد تكرر وقائع مضايقات ومحاولات خطف تسبب فيها سائقوها، ودخل مشاهير وبرلمانيون على الخط.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)

واقعة اعتداء جديدة تعيد الجدل حول تطبيقات النقل الذكي في مصر

أثارت واقعة جديدة لسائق تابع لأحد تطبيقات النقل الذكي في مصر، حالة من الغضب والاستياء، بعد ما تم تداوله حول محاولة اختطاف والاعتداء على إحدى السيدات.

سارة ربيع (القاهرة)
تكنولوجيا تم تصميم حسابات «أوبر» الخاصة بالشباب لتوفير مزيد من المرونة للعائلات عند تنقلهم مع المحافظة على الأمان (شاترستوك)

«أوبر للشباب» خدمة جديدة حصرية للمراهقين في السعودية

مبادرة جديدة من «أوبر» للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً تسمح بطلب توصيلات خاصة بهم بإشراف أولياء الأمور إلى جانب مجموعة من ميزات الأمان.

نسيم رمضان (لندن)
العالم مشاة يسيرون أمام صف من سيارات الأجرة في وسط سيدني (أ.ف.ب)

الحكم على أوبر بتعويضات 178 مليون دولار لسائقي الأجرة الأستراليين

حصل سائقو سيارات الأجرة الأستراليون المتأثرون بصعود شركة أوبر العملاقة لخدمات النقل التشاركي على تعويضات بقيمة 178 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.