حيوانات مصر القديمة قُتلت بـ«احترافية» قبل تحنيطها

صور فوتوغرافية بالترتيب لمومياء الطائر والقطة والكوبرا
صور فوتوغرافية بالترتيب لمومياء الطائر والقطة والكوبرا
TT

حيوانات مصر القديمة قُتلت بـ«احترافية» قبل تحنيطها

صور فوتوغرافية بالترتيب لمومياء الطائر والقطة والكوبرا
صور فوتوغرافية بالترتيب لمومياء الطائر والقطة والكوبرا

يمكن أن تظل أسرار وفاة الحيوانات التي حنطتها الفراعنة مخفية تحت أغلفتها، ولكنّ التطورات في التصوير غير الجراحي، مكنت فريقاً بحثياً بريطاني من إجراء دراسة تفصيلية لهياكل هذه الحيوانات الداخلية، مما ساعد في الكشف عن أسرار وفاتها.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، استخدم الفريق البحثي من مرفق التصوير المتقدم للمواد في جامعة سوانسي البريطانية، تقنية التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية، لتصوير ثلاث مومياوات حيوانية لقطة وكوبرا وصقر من مقتنيات الجامعة، مما ساهم في الكشف عن طرق احترافية لقتل هذه الحيوانات لاستخدامها في ممارسات التحنيط ذات الأغراض العقائدية.
وعُثر على دليل أنّ الكوبرا قُتلت بسبب كسر في العمود الفقري، نتج على ما يبدو من قتلها باستخدام طريقة تعتمد على الإمساك بالذيل، ثم دفعها مراراً وتكراراً في جسم صلب، ويدعم ذلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بالجانب الأيمن من الجمجمة وفقدان الأنف، والفك العلوي، والأنياب.
وأظهر الفحص الذي أجري على مومياء القطة أن عمرها كان أقل من خمسة أشهر عند الوفاة وأنها توفيت عن طريق كسر رقبتها عن قصد، وتم الإبلاغ عن الوفاة المفترضة بهذه الطريقة سابقاً عبر التصوير الشعاعي ثنائي الأبعاد، وهذا هو أول مثال محتمل لهذه الممارسة في قطة مصرية قديمة تم تحديدها من خلال وسائل ثلاثية الأبعاد لا تحتاج إلى إزالة أغلفة التحنيط لإجراء الدراسة.
أما مومياء الصقر، فقد كشفت الدراسة أن هناك أضراراً لحقت بالمنقار جعلت هناك صعوبة في التعرف البصري السطحي للطائر، ومع ذلك سمح التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية بقياس عناصر العظام، مما مكن الباحثين من تحديد النوع على أنه (العاسوق)، وهو اسم يُطـلق على أفراد جنس الصقر الحر، وكشف التصوير أيضاً، أنه تم كسر كل من العضد والرسغ الأيسر مما تسبب في وفاة الطائر. يذكر أن الثلاثة حيوانات التي تم تناولها في الدراسة لها مكانة عقائدية في مصر الفرعونية، حيث أطلقوا على القطة لقب «باستيت»، وهي إلهة الحنان والوداعة عندهم، وكانت أيضاً رمزاً للخصوبة والحب والحنان.
أما الكوبرا، فكانت ترمز إلى الإلهة «واجيت»، راعية وحامية مصر السفلى، وكانت شعاراً على تاج حكامها، وبعد الوحدة مع مصر العليا أصبحت حامية مشتركة للوجهين القبلي والبحري، وتظهر مكانة الصقر في أن الإله حورس يمثل برجل برأس صقر.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.