الإدارة الأميركية تهدّد مدناً بحجب المال الفدرالي عنها لتقاعسها في فرض النظام

وزير العدل الأميركي بيل بار (إ.ب.أ)
وزير العدل الأميركي بيل بار (إ.ب.أ)
TT

الإدارة الأميركية تهدّد مدناً بحجب المال الفدرالي عنها لتقاعسها في فرض النظام

وزير العدل الأميركي بيل بار (إ.ب.أ)
وزير العدل الأميركي بيل بار (إ.ب.أ)

هدّدت الإدارة الأميركية، الإثنين، نيويورك وسياتل وبورتلاند بحرمانها من المساعدات الفدرالية على خلفية ما تشهده من اضطرابات، متّهمة سلطات هذه المدن بالتراخي في فرض النظام.
وتأتي الخطوة في توقيت يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تسليط الضوء على رفعه لواء القانون والنظام لتعزيز حظوظه بالفوز بولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). وكان قد طلب هذا الشهر من وزارة العدل تحديد الإدارات البلدية المتراخية في التصدي لمثيري الفوضى والعنف.
وفي الأشهر الأخيرة تزايدت التحركات الاحتجاجية ضد العنصرية في أنحاء البلاد ردا على العنف الذي تمارسه الشرطة والذي يقع ضحيته السود بنسب أعلى بكثير من غيرهم.
والإثنين اتّهمت وزارة العدل الإدارات البلدية في نيويورك وبورتلاند وسياتل بأنها فشلت في ضبط الأوضاع، مشيرة إلى تزايد حوادث إطلاق النار والاحتجاجات وأعمال النهب. كما أشارت إلى أن نيويورك خفّضت موازنة شرطتها بعد تعرّضها لضغوط متزايدة تطالب باستخدام الأموال لتعزيز موارد الصحة والتربية والرعاية النفسية.
ولم تشر وزارة العدل إلى تحرّكات احتجاجية تخلّلتها أعمال عنف في ولايتي مينيسوتا وويسكونسن اللتين ستشهدان معركة محتدمة في الاستحقاق الرئاسي في الثالث من نوفمبر، وذلك على الرّغم من طول أمد التظاهرات فيهما احتجاجا على عنف الشرطة.
وجاء في بيان لوزير العدل بيل بار: «حين يعيق مسؤولون على صعيدي الولاية والبلدية عمل عناصر إنفاذ القانون ووكالاته، فإن هذا الأمر يعرّض للخطر المواطنين السلميين الذين يستحقون الحماية، بمن فيهم أولئك الذين يحاولون التجمّع والتظاهر سلمياً». وأضاف: «آمل أن تعكس المدن التي حدّدتها اليوم وزارة العدل المسار وأن تصبح جادة في ممارسة الوظيفة الأساسية للإدارة وأن تشرع في حماية سكانها».
وندّد رئيس بلدية مدينة نيويورك الديموقراطي بيل دي بلاسيو بالخطوة، واصفا إياها بأنها «إحدى ألاعيب الرئيس ترمب». وقال إن الخطوة «على أقل تقدير غير مبنية على حقائق»، وهي «إهانة بحقّ سكان مدينة نيويورك»، معتبراً الجهود التي يبذلها ترامب لـ«حجب التمويل عنّا غير دستورية».
وقال جيمس جونسون كبير محامي مدينة نيويورك إن الرئيس لا يملك صلاحية تغيير إرادة الكونغرس. وأضاف: «نحن نتهيّأ لمواجهة هذا الأمر في المحكمة إذا اتّخذ (ترمب) خطوات ملموسة باتجاه سحب التمويل الفدرالي».


مقالات ذات صلة

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.