«دانتيل»... دراما مطرّزة بـ «الاحترافية»

بطولة سيرين عبد النور ومحمود نصر

يحصد مسلسل «دانتيل» نسبة مشاهدة عالية في لبنان والعالم العربي  -  سيرين عبد النور في مسلسل «دانتيل»
يحصد مسلسل «دانتيل» نسبة مشاهدة عالية في لبنان والعالم العربي - سيرين عبد النور في مسلسل «دانتيل»
TT

«دانتيل»... دراما مطرّزة بـ «الاحترافية»

يحصد مسلسل «دانتيل» نسبة مشاهدة عالية في لبنان والعالم العربي  -  سيرين عبد النور في مسلسل «دانتيل»
يحصد مسلسل «دانتيل» نسبة مشاهدة عالية في لبنان والعالم العربي - سيرين عبد النور في مسلسل «دانتيل»

يشدّك مسلسل «دانتيل» منذ حلقاته الأولى والتي بدأ عرضها في 23 أغسطس (آب) الفائت. فإضافة إلى اسمه الذي يحرّك لدى المشاهد فانتازيا الحلم والرومانسية، فهو يعد عملاً يصبّ في تجديد وتحديث الدراما العربية بشكل عام. ولعلّ عملية الكاستينغ الصائبة التي تغلف العمل، إضافة إلى أسلوب إخراجه المتألق بكاميرا المثنى صبح أسهما في جذب المشاهد وتعلقه به.
عبر تطبيق «شاهد في أي بي» بدأ عرض حلقات مسلسل «دانتيل» وعددها ثلاثون حلقة، وهو من بطولة سيرين عبد النور والممثّل السوري محمود نصر. ثنائي تمثيلي سبق وشارك في عمل درامي رمضاني (قناديل العشاق) في عام 2017 ولاقى صدى طيباً.
يحكي المسلسل قصة ثنائي مشوّقة وغريبة من نوعها، في قالب رومانسي اجتماعي لافت، إذ يطرح قصة حب مختلفة مع قصص اجتماعية منوّعة تطاول كل عائلة عربية.
ومنذ عرض حلقاته الأولى يحقق هذا العمل الدرامي نسبة مشاهدة مرتفعة عربياً بحيث تصدّر الـ«ترند» في السعودية. أمّا قصة المسلسل التي شارك في كتابتها كل من إنجي القاسم وسماء عبد الخالق، فهي مأخوذة عن عمل إسباني سبق وعرض على منصة «نتفليكس» الإلكترونية تحت عنوان «فلفيت». ويستهل المسلسل حلقته الأولى بعبارة «منذ عشرين عاماً» لنصغي إلى حوار يجري بين رجلين يبقيان محجوبين عن أعين المشاهد. وليتخلل هذا المشهد إطلالة لولدين وهما ميرنا وسارة، البطلان الأساسيان في القصة. وضمن مجريات قصة مشوقة تجمع باقة من نجوم التمثيل بين لبنان وسوريا تبدأ رحلتك مع هذا العمل الدرامي المطرّز بالاحترافية.
سيرين عبد النور كما محمود نصر عبرا عن سعادتهما بالنجاح الذي يحققه العمل في تغريدات لهما عبر «تويتر». وعندما راح بعض متابعيه يتكهنون بأحداثه المستقبلية علّقت عبد النور على أحداهن تقول: «حدا مسرّبلك النص؟
أصبح مسلسل «دانتيل» (إنتاج شركة إيغل فيلمز) متنفساً لدى المشاهد اللبناني الغارق بأحزانه ومآسيه وبأوضاع سياسية معقدة. وصار ينتظره يومياً من الأحد إلى الخميس ليهرب معه إلى أجواء الحب والهدوء وكذلك إلى أخبار الموضة. فــ«دانتيل» هو اسم دار الأزياء الذي تعمل به ميرنا (سيرين عبد النور) خياطة مع زميلاتها سارة أبي كنعان وزينة مكي وتاتيانا مرعب. وتدير المشغل نهلة داود، فيما يتولى نقولا دانييل إدارة الدار. أما محمود نصر (يوسف) فهو ابن صاحب الدار الذي يعود بعد غياب إلى البلاد، ليصطدم بمشكلات كثيرة تقف عقبة في إكمال قصة حبّه المستحيلة مع ميرنا الخيّاطة وصاحبة موهبة تصميم الأزياء.
حتى اليوم مرّ الثلث الأول من المسلسل (10 حلقات).
«هناك أحداث كثيرة في انتظاركم تحمل الكثير من التشويق والإثارة» تقول سيرين عبد النور في حديث لـ«الشرق الأوسط». أمّا شريك سيرين عبد النور في العمل محمود نصر، فيعرب في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بما استطاع تحقيقه المسلسل من نجاح منذ حلقاته الأولى. ويقول: «أتمنى أن يحصد (دانتيل) نجاحاً أكبر بعد عندما يجري عرضه على شاشات التلفزة».
باحتراف ونضج لافتين يطالعنا بطلا المسلسل في أدائهما الذي يدور ضمن إيقاع غير كلاسيكي، إن في التصوير والإضاءة، وإن في حركة الكاميرا بقيادة ضابط إيقاعها المثنى صبح.
فسيرين عبد النور تقدم أحد أجمل أدوارها الدرامية، تفرض نجوميتها على المشاهد بأسلوبها السهل الممتنع. محمود نصر يتعرف عليه المشاهد اللبناني عن قرب هذه المرة، بعدما تعلّق به في مسلسل بعنوان «الأخوة». فهو تحول إلى رجل أحلام نساء كثيرات في زمن قلّ وفاء الحبيب لحبيبته. أمّا المخرج السوري المثنى صبح فسبق ووقّع عشرات الأعمال الدّرامية التي كان لها وقعها الإيجابي على المشاهد. فقد أتحفنا بإدارته لمسلسل «العراب» و«حارة الشيخ» و«العاصوف» وغيرها. واليوم يطبع مسيرته بعمل خارج عن المألوف بدءاً من الموضوعات التي يتناولها مروراً بكيفية إدارته لفريق التمثيل بأسلوب تلقائي وحقيقي ووصولا إلى مشهدية إخراجية محدّثة تأخذنا إلى عالم الفن الجميل العصري. ولا يمكن أن ننسى باقي فريق التمثيل الذي يؤدي كل منهم دور البطولة على طريقته كسلوم حداد ونقولا دانييل ونهلة داود وريموند عازار وزينة مكي وسارة أبي كنعان.
على غيمة حالمة محفوفة بأجواء ماطرة مرّة ومشمسة مرّة أخرى، يتفاعل المشاهد مع دموع ميرنا وحالات الخيبة لدى يوسف، وهما يأخذان المشاهد بأدائهما الطبيعي إلى أجواء التحدي والرومانسية ضمن قصة حب صعبة يحاولان تذليل عقباتها.
مساحة فنية بامتياز يشكلها مسلسل «دانتيل» لمتابعيه التواقين لمشاهدة عمل درامي من هذا النوع بعد طول غياب. فهو نجح في فتح ثغرة مضيئة في يومياتهم المثقلة بالهموم وبالجائحة وبالأزمات الاقتصادية والسياسية. ولمدة 45 دقيقة وهو الوقت الذي يستغرقه عرض كل حلقة منه، يتيح للمشاهد فرصة الانفصال عن واقعه ليحلّق معه في أجواء حالمة.


مقالات ذات صلة

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى شعبان (حسابه على فيسبوك)

مصطفى شعبان يخطف الاهتمام بالحديث عن كواليس زواجه

خطف الفنان المصري مصطفى شعبان الأنظار بعد حديثه للمرة الأولى عن كواليس حياته الشخصية وزواجه قبل أشهر عدّة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انطلق عرض الموسم الثاني من «Squid Game» قبل أيام (نتفليكس)

«الحبّار 2» يقع ضحيّة لعبته... المسلسل العائد بعد 3 سنوات يخسر عنصر الدهشة

بعض المسلسلات لم يُكتب لها أن تفرز مواسم جديدة، إنما عليها الاكتفاء بمجد الموسم الواحد. لكن يبدو أن فريق «لعبة الحبّار» لم يستوعب هذا الأمر.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق طه دسوقي من مسلسل «حالة خاصة» (الشركة المنتجة)

مصر: «البطولة المطلقة» تعانق فنانين شباباً للمرة الأولى في 2024

شهدت خريطة الفن المصري على مدار عام كامل في 2024 العديد من المتغيرات على مستوى بطولة الأفلام والمسلسلات.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق إنجي المقدّم قدَّمت أدواراً درامية عدّة (فيسبوك)

إنجي المقدم: «كاميليا» الشريرة في «وتر حساس» غيَّرت جلدي الفنّي

عن شخصيتها بعيداً عن التمثيل، أكدت إنجي المقدّم أن أسرتها تشكّل أولوية، فهي تحبّ البقاء في البيت، لكونها ليست اجتماعية أو منطلقة، فتفضل الطبخ وصنع الحلويات.

داليا ماهر (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.