«النقد الدولي» يتوقع انتعاشاً تدريجياً للاقتصاد السعودي

كالين لـ «الشرق الأوسط» : مواصلة الدعم الصحي ونمو القطاع الخاص وتوليد الوظائف تحديات للمملكة

تيم كالين
تيم كالين
TT
20

«النقد الدولي» يتوقع انتعاشاً تدريجياً للاقتصاد السعودي

تيم كالين
تيم كالين

في وقت، أكدت توقعاتٌ أن مستجدات الاقتصاد العالمي لا تزال تقبع في تصنيف حالة «عدم اليقين»، توقع مسؤول رفيع في صندوق النقد الدولي انتعاشاً تدريجياً للاقتصاد السعودي في النصف الثاني من العام 2020. لافتاً إلى أن ذلك لا يخلو من وجود تحديات ماثلة في هذه الظروف، ترتكز على استمرار دعم الرعاية الصحية، وتحفيز القطاع الخاص، وتوليد الوظائف.
وقال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السعودية تيم كالين لـ«الشرق الأوسط»، إن أحدث توقعات صندوق النقد الدولي في تنبؤات الاقتصاد العالمي في يونيو (حزيران) 2020 أشارت إلى أن الاقتصاد العالمي سينكمش بنسبة 4.9 في المائة هذا العام وينمو بنسبة 5.4 في المائة في عام 2021. فيما لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية.
وعن تقييمه للوضع السعودي بشكل خاص بعد العودة الكاملة للأنشطة الاقتصادية والتجارية في المرحلة الحالية، أفاد كالين: «نتوقع انتعاشاً تدريجياً للاقتصاد في النصف الثاني من العام مع انتهاء عمليات الإغلاق»، مضيفاً: «ستعمل بعض القطاعات بشكل أفضل من غيرها، وستعتمد قوة التعافي على استعادة الناس الثقة في القيام بالنشاط الاقتصادي واليقظة المستمرة بشأن الفيروس للتأكد من احتواء الحالات الجديدة بشكل جيد». وعن تقييمه لحزمة الإجراءات التي اتخذتها السعودية من حيث السياسات المالية لمواجهة آثار «كورونا» وأثرها في تعزيز اقتصادها وقوتها المالية، أوضح كالين: «وضعت المملكة حزمة قوية من تدابير الدعم للاقتصاد، ساعدت بلا شك في تخفيف التداعيات الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا».
ومع ذلك، أوضح رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السعودية، أن هناك تحديات ربما ستواجهها المملكة في المرحلة المقبلة على المدى القصير والطويل، مبيناً أنه على المدى القصير يتمثل التحدي في مواصلة دعم الاقتصاد وقطاع الرعاية الصحية مع استمرار المعركة ضد فيروس كورونا، ولكن بطريقة مستهدفة.
وعلى المدى الطويل، يتمثل التحدي الثاني في وجه السعودية، وفق كالين، في الحصول على نمو يقوده القطاع الخاص، ويخلق فرص عمل للسعوديين، تساند الحكومة السعودية في أن تكون قادرة بعد الآن على دفع نمو أقوى من خلال إنفاقها الخاص نظراً لأنه من المرجح أن تظل أسعار النفط أقل مما كانت عليه في الماضي.
واستطرد رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السعودية بالقول: «إن المملكة ستحتاج إلى النظر في مزيد من الإجراءات لتشجيع شركات القطاع الخاص على الاستثمار وتوظيف السعوديين والنمو».
وكان صندوق النقد الدولي قال، في أحدث توقعاته للاقتصاد العالمي بعد أزمة «كورونا»، إن الجائحة ستترك بصمتها في العالم وتتسبب بأعلى مستويات ركود منذ نحو 100 عام، بجانب تسببها بتباطؤ الانتعاش الاقتصادي بمستويات أعلى من تلك المتوقعة سابقاً.
وذكر في شأن الاقتصاد العربي أنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد السعودي في العام 2020 بنسبة 6.8 في المائة، على أن يعود للانتعاش مجدداً في العام 2021 بنسبة 3.1 في المائة، في وقت وصفها وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي توقعات صندوق النقد بأنها «متشائمة».


مقالات ذات صلة

نائب رئيس وزراء أذربيجان: نؤسس لشراكة مع السعودية لتصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا

خاص نائب رئيس وزراء أذربيجان سمير شريفوف يتحدث إلى «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط) play-circle 01:01

نائب رئيس وزراء أذربيجان: نؤسس لشراكة مع السعودية لتصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا

كشف نائب رئيس وزراء أذربيجان، سمير شريفوف، عن شراكة استراتيجية مع السعودية لإطلاق استثمارات مشتركة، داخل وخارج البلدين، في مجالات الطاقة المتجددة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
خاص إريك ترمب

خاص  إريك ترمب لـ«الشرق الأوسط»: دول الخليج تؤمن بالنمو وتحتفي بالمشاريع الطموحة

وصف إريك ترمب، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة «ترمب العالمية»، دول الخليج بأنها تمتلك «عقلية منفتحة تؤمن بالنمو، وتحتفي بالمشاريع الطموحة»

مساعد الزياني (دبي)
الاقتصاد رجل يحمل مظلة وعليها شعار «بنك نيويورك ميلون» (رويترز)

«بنك نيويورك» يحصل على ترخيص لمقر إقليمي في السعودية

أعلن بنك «نيويورك ميلون» والمعروف باسم «بنك نيويورك» يوم الخميس حصوله على ترخيص لإنشاء مقر إقليمي له في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري أحد مشاريع الإسكان في السعودية (الشرق الأوسط)

تحليل إخباري السعودية تدفع ملّاك الأراضي البيضاء إلى إحياء العقارات وزيادة المعروض

وصف مختصون عقاريون قرار مجلس الوزراء السعودي تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء بالنقلة النوعية في موازنة العرض والطلب العقاري

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تراجع نظام التحكيم لتعزيز البيئة التجارية

علمت «الشرق الأوسط» أن وزارة التجارة تعمل في الوقت الراهن على مراجعة نظام التحكيم الحالي بما يسهم في تعزيز البيئة التجارية في المملكة.

بندر مسلم (الرياض)

ترمب: هناك صفقات تجارية «محتملة» مع الهند وكوريا واليابان

الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير في زيارة سابقة لمقر الكونغرس بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)
الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير في زيارة سابقة لمقر الكونغرس بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب: هناك صفقات تجارية «محتملة» مع الهند وكوريا واليابان

الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير في زيارة سابقة لمقر الكونغرس بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)
الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير في زيارة سابقة لمقر الكونغرس بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)

صرّح الرئيس دونالد ترمب بوجود «صفقات محتملة» مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان، في إطار سعيه لتحويل سياسته المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى اتفاقيات تجارية.

وفي لقاءٍ مفتوح على قناة «نيوز نيشن» التلفزيونية مساء الأربعاء، سُئل ترمب عن موعد إعلانه عن اتفاقيات مع هذه الدول الثلاث، فأجاب: «لدينا صفقات محتملة» معها.

وبالتزامن، قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، يوم الأربعاء، إن إدارة ترمب تتوقع إبرام اتفاقيات أولية بشأن الرسوم الجمركية مع بعض الشركاء التجاريين في غضون أسابيع، وذكر أنه لا تجري حالياً محادثات رسمية مع الصين.

وأوضح غرير لقناة «فوكس نيوز» أن إدارة ترمب تركز على الصفقات «محددة الأهداف» التي تركز على زيادة وصول الصادرات الأميركية للأسواق، فضلاً عن خفض الرسوم الجمركية والحواجز التجارية غير الجمركية، وتعزيز الأمن الاقتصادي الأميركي.

وأضاف: «أعتقد أنه ستكون لدينا صفقات قريباً... ولأنني المفاوض، فأنا لا أرغب في التفاوض علناً، لكنني أقول إننا نتحدث عن أسابيع وليس عن أشهر من أجل الإعلان عن بعض الصفقات الأولية».

وفي الأيام الأخيرة، صرّح مسؤولو الإدارة الأميركية بأنه تم التوصل إلى اتفاق مع شريك تجاري رئيس لم يُذكر اسمه، لكن الاتفاق يتطلب موافقة برلمان هذا البلد ورئيس الوزراء. وعندما سُئل عما إذا كان الاتفاق مع الهند وشيكاً، قال غرير إنه «ليس قريباً من النهاية، لكن لدي مكالمة هاتفية دائمة مع وزير التجارة الهندي». كما أشار إلى الاجتماعات المتكررة بين الولايات المتحدة والهند في الأيام الأخيرة.

وقال غرير إنه سيلتقي بممثلين عن اليابان وجيانا والسعودية يوم الخميس، ثم سيلتقي بممثلين عن الفلبين يوم الجمعة. وأشار إلى تعاون وثيق مع كوريا الجنوبية وبريطانيا.

وأضاف غرير أنه يُبلغ نظراءه بضرورة خفض مستويات التعريفات الجمركية، و«إزالة الحواجز غير الجمركية التي تمنعني من إرسال منتجاتي الصناعية والزراعية إلى بلادكم».

وأضاف أن الولايات المتحدة تطلب منهم أيضاً تحقيق تكافؤ الفرص في التجارة الرقمية، وحقوق الملكية الفكرية، ومعايير العمل والبيئة. لكن مع تسجيل عجز تجاري قياسي بلغ 1.2 تريليون دولار العام الماضي، صرّح غرير بأن الولايات المتحدة سترغب في الإبقاء على مستوى معين من الرسوم الجمركية المرتفعة «حتى يتم حل هذه المشكلة».

وأوضح غرير أنه لا توجد محادثات رسمية مع الصين، على الرغم من أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينغ، أعلن فيه عن فرض رسوم جمركية متبادلة باهظة في 2 أبريل (نيسان).

وأكد غرير أن إدارة ترمب تريد تجارة عادلة مع الصين. وأضاف: «بدلاً من اقتصاد ممول من الحكومة، نريد أن نصنع ونبيع منتجات حقيقية، وهذا يعني أن علينا التعامل مع ممارسات التجارة الخارجية الضارة، ومنها ما يحدث في الصين».