مقتل مدنيين اثنين في الحديدة والميليشيات تصفي مشرفاً على زرع الألغام

TT

مقتل مدنيين اثنين في الحديدة والميليشيات تصفي مشرفاً على زرع الألغام

قتل مدنيان بانفجار لغمين من مخلفات ميليشيات الحوثي الانقلابية التي زرعتها بالقرب من الأحياء السكنية جنوب الحديدة (غربا)، بعد ساعات من اندلاع حريق في مخازن شركة تجارية بقصف حوثي في مدينة الحديدة وإعدام ميليشيات الحوثي الانقلابية قياديا مسؤولا بصفوفها ممن يطلق عليهم لقب «مشرف» عن زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الساحل الغربي من أجل إخفاء معالم وخرائط حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات، بالإضافة إلى مقتل مشرف حوثي آخر خلال معارك مع القوات المشتركة من الجيش الوطني جنوب حيس، جنوب الحديدة.
يأتي ذلك في إطار رفع ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، من وتيرة انتهاكاتهم وعملياتهم العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، وعلى امتداد الساحل الغربي لليمن باستهداف الأحياء السكنية والمؤسسات العامة والخاصة لتدمير البنية التحتية في مدينة الحديدة وعدد من المناطق والقرى في المديريات الجنوبية للمحافظة، علاوة على زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات والمزارع وبالقرب من منازل المواطنين التي تحصد مئات من أرواح المدنيين العُزل بينهم النساء والأطفال.
وقال مصدر طبي بالخوخة، نقل عنه المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «المواطنين أحمد عبده قزان وهيثم محمد سعيد جبلي، استشهدا على أثر انفجار لغمين أرضيين بدراجتين ناريتين أثناء ذهابهما إلى السوق، مما أدى إلى إحراق الدراجات النارية وتمزيق أجسادهما إلى أشلاء حتى فارقا الحياة على الفور».
وعقب ذلك باشرت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة من الجيش الوطني عملية مسح للألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها ميليشيات الحوثي في المنطقة.
ومن أجل طمس إخفاء معالم وخرائط الألغام والعبوات الناسفة التي قامت ميليشيات الحوثي الانقلابية بزراعتها في الساحل الغربي أقدمت الميليشيات الحوثية على «تصفية القيادي الحوثي المدعو محمد سليمان حمران مشرف زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الساحل الغربي إثر خلاف بينهما حيث قامت الميليشيات بتصفيته بكمين مسلح أدى إلى مقتله»، بحسب ما أكدته مصادر ميدانية نقل عنها المركز الإعلامي لقوات العمالقة.
وبحسب المصادر فإن «تصفية القيادي محمد سليمان جاءت من أجل طمس معالم وخرائط الألغام التي قام بزراعتها في الساحل الغربي خشية منها أن يقوم بالإفصاح عن خرائط حقول الألغام؛ الأمر الذي يشير إلى أن ميليشيات الحوثي تواصل تآكلها من الداخل وتصفية قيادتها الميدانية في جبهة الساحل الغربي إثر الخلافات المتصاعدة بين جماعات الميليشيات الحوثية».
في المقابل، قالت «العمالقة» إن «ميليشيات الحوثي أغلقت المنفذ الرئيسي في قرية مفرق سقم، إحدى النقاط العسكرية التابعة لها في قرية ظمي جنوب حيس ومنعت العابرين من الدخول والخروج في إحدى النقاط التابعة لها جنوب مديرية حيس بالحديدة بعد مصرع أحد مشرفيها بنيران القوات المشتركة، إضافة إلى قيامها بتلغيم أجزاء واسعة من الطرق الفرعية».
وأضافت أن «الميليشيات الحوثية أغلقت المنفذ ومنعت الشاحنات والمركبات من الدخول والخروج إلى مركز مدينة حيس التي تعتبر شريان حياة للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقامت بمنع المواطنين من المرور والاعتداء على المواطنين وأصحاب الشاحنات والمركبات بالضرب المبرح لمن حاول معها العبور حتى عن طريق الخفية أو دفع الرشا».
وأكدت أن «هذا الإجراء جاء بعد مصرع أحد مشرفي ميليشيات الحوثي على أيدي أبطال القوات المشتركة بعد إفشالها هجوماً حوثياً صباح الخميس على مواقع القوات المرابطة جنوب مدينة حيس».
وأشارت إلى أن «الميليشيات الحوثية قامت بتلغيم أجزاء واسعة من الطرق الفرعية في قرية ظمي ودار العموص والتي اتخذها المواطنون طرقا بديلة للدخول إلى مدينة حيس والمناطق المحررة بدلاً عن الطريق الرئيسية التي ملأتها الميليشيات بالألغام والعبوات الناسفة خوفاً من تقدم القوات المشتركة بعد دحرها من مركز مدينة حيس في فبراير (شباط) 2018».
ويعد مفرق سقم من أهم المنافذ الرئيسية على مستوى المناطق المحررة في الساحل الغربي والذي تعبر منه الشاحنات والمركبات والمواد الغذائية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والمناطق المحررة.
واندلع، الأربعاء، حريق في مخازن شركة تجارية بقصف حوثي تعود لشركة العامري، بحسب ما أفادت به مصادر، إذ قالت إن «الميليشيات الحوثية أحرقت مخازن شركة العامري في شارع صنعاء داخل مدينة الحديدة إثر قصفها المدفعي وخرقها المتكرر لوقف إطلاق النار، وإن القوات المشتركة ردت على مصادر النيران الحوثية وأوقعت إصابات مباشرة في صفوف بقايا الميليشيات أعقبت بإخمادها».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.