مطعم تقليدي في واشنطن يكافح للبقاء

جون غودوين في مطعمه الذي يقدم أطباقاً جنوبية بسعر زهيد في واشنطن (أ.ف.ب)
جون غودوين في مطعمه الذي يقدم أطباقاً جنوبية بسعر زهيد في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

مطعم تقليدي في واشنطن يكافح للبقاء

جون غودوين في مطعمه الذي يقدم أطباقاً جنوبية بسعر زهيد في واشنطن (أ.ف.ب)
جون غودوين في مطعمه الذي يقدم أطباقاً جنوبية بسعر زهيد في واشنطن (أ.ف.ب)

ملايين المنشآت التجارية حول العالم تأثرت من الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا، وبعضها لم يستطع النجاة من الضائقة المالية التي تبعت الإغلاق، لكن هناك قصصاً كثيرة عن المنشآت التي نجت حتى الآن وتحاول المقاومة. من تلك المنشآت مطعم للمأكولات الأميركية الجنوبية التقليدية في واشنطن يحاول صاحبه التكيف مع الأوضاع الجديدة التي أضافت عبئاً مالياً جديداً على المطعم.
فقد أجبر وباء «كوفيد – 19» جون غودوين على إغلاق مطعمه الذي يقدم أطباقاً جنوبية رخيصة في واشنطن، وكان كل يوم منذ وصول الفيروس إلى الولايات المتحدة، يأتي لطهو الطعام لعدد صغير من الزبائن، مع إدراكه أن الوجود الضعيف أصلاً لمطاعم تقدم هذه الأنواع من الأطباق معرض للخطر.
وقال غودوين البالغ من العمر 69 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «عندما ترفع حالة الإغلاق (...) لن يكون هناك مكان مماثل».
وكان على مطعم «توريز» الواقع في مبنى في أحد الأحياء السريعة التطور في واشنطن، خفض ساعات العمل بسبب ورشة البناء القريبة منه قبل ظهور الوباء. وقد خلقت الأشهر الأخيرة من عمليات الإغلاق تحدياً إضافياً لم ير غودوين مثيلاً له خلال مسيرته المهنية، لكنه تحدٍ يعزم الطاهي على التغلب عليه. تواجه الولايات المتحدة انكماشاً اقتصادياً كبيراً، ويواجه مطعم «توريز» وغيره من الأعمال الصغيرة التي قدرت الحكومة العام الماضي أنها توفر ما يقرب من نصف إجمالي الوظائف، الخطر بشكل خاص.
بدأ غودوين المتخرج في كلية للطهو وأحد قدامى المحاربين في حرب فيتنام، توفير الطعام للكليات التي ارتادها السود تاريخياً في جنوب الولايات المتحدة وإنشاء مطاعم سميت على اسم ابنته توري منذ أوائل الثمانينات مع نحو سبع عمليات منفصلة و250 موظفاً.
وكان العمل ناجحاً، لكن بحلول عام 2005، قرر غودوين وهو من ساوث كارولاينا تقليص الأعمال والعودة إلى موقعه في واشنطن. وأوضح غودوين «نحن نفعل الشيء نفسه الذي تقوم به سلسلة (إيهوب) نوفر وجبة الإفطار». لكن في «توريز» يمكن الحصول على أطباق جنوبية مثل كعكات السلمون وكبد الدجاج. كانت غالبية قاعدة زبائن غودوين في البداية من الأميركيين السود تماشياً مع مدينة كانت في الغالب كذلك. لكن مع زيادة عدد السكان البيض وانتقال الكثير من العائلات السوداء، أصبح زبائن المطعم أكثر تنوعاً. وهو قال «كان يأتي إلينا زبائن كثر. كان المكان مكتظاً في عطلة نهاية الأسبوع. الكثير من الناس من أعراق مختلفة أشخاص من المجتمع...».
تزين جدران المطعم صور لمشاهير وزبائن دائمين جلسوا في المطعم إلى جانب خوذات كرة القدم الأميركية والأحذية ذات الكعب العالي التي جلبها الزبائن. في أحد الأقسام، توجد هدايا تذكارية من الأخويات والجمعيات النسائية في جامعة هوارد التي تقع عبر الشارع.
وضع غودوين صوراً لجميع الرؤساء الأميركيين فوق آلة المشروبات الغازية على أمل إعطاء الناس شيئاً يتحدثون عنه.وتابع غودوين «توابل الحياة هي التغييرات التي تقوم بها والتي تكون قادراً على التعامل معها، وعلى الجميع فهم ذلك». وتغير أيضاً مشهد المدينة خارج أبواب المطعم.
على بعد مبنى واحد من مطعم «توريز»، شُيّد مبنى سكني جديد مؤلف من عشرة طوابق من الزجاج والفولاذ حيث تبدأ الإيجارات بأكثر من 2100 دولار شهرياً. قبل أشهر قليلة، خسر المطعم جزءاً كبيراً من موقف السيارات الخاصة به بسبب أعمال البناء الجارية قربه ما أجبر غودوين على خفض ساعات العمل وافتتاحه فقط في عطل نهاية الأسبوع.
وبعد تفشي وباء «كوفيد – 19» تقدم غودوين بطلب للحصول على أموال من برنامج حماية الرواتب للبقاء إلا أنه قيل له إن الأموال نفدت من صندوق الإعانات.
وترتبط تجربته بنتائج استطلاع أجرته «غولدمان ساكس» نشر في أبريل (نيسان) يفيد بأن الشركات التي يديرها أميركيون سود تواجه فرصاً أقل في الحصول على موافقة من برنامج حماية الرواتب.
وفي الآونة الأخيرة، كان يعمل بخسارة كما اضطر إلى استخدام مدخرات شركته لإبقاء العمل جارياً، لكنه يخطط لفتح أبوابه مرة أخرى بعدما سمحت المدينة للمطاعم بذلك بنصف قدرتها الاستيعابية الاثنين.
وختم قائلاً «لدي الكثير من الإيمان (...) لذلك ليس لدي خوف من أي شيء».


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.