هل تقي المكملات الغذائية من الأمراض؟ ومن يحتاجها؟

أكثر من نصف الأميركيين يتناولون مكملاً غذائياً واحداً أو أكثر يومياً (أرشيفية - رويترز)
أكثر من نصف الأميركيين يتناولون مكملاً غذائياً واحداً أو أكثر يومياً (أرشيفية - رويترز)
TT

هل تقي المكملات الغذائية من الأمراض؟ ومن يحتاجها؟

أكثر من نصف الأميركيين يتناولون مكملاً غذائياً واحداً أو أكثر يومياً (أرشيفية - رويترز)
أكثر من نصف الأميركيين يتناولون مكملاً غذائياً واحداً أو أكثر يومياً (أرشيفية - رويترز)

إذا كنت تشعر بقلق بشأن صحتك مؤخراً، فقد تتساءل عما إذا كان تناول مكمل غذائي يحتوي على فيتامينات أو معادن يعتبر أمراً ضرورياً.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الأميركيين يتناولون مكملاً غذائياً واحداً أو أكثر يومياً، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
والحبوب شائعة في أوروبا أيضاً، فوفقاً لأحد التقديرات بلغت قيمة سوق المكملات الغذائية أكثر من 14 مليار دولار في عام 2018، على الرغم من أن الأبحاث أشارت إلى أن الاستخدام يختلف اختلافاً كبيراً وفقاً لكل بلد.
ولكن، هل تقوم بهدر أموالك على الفيتامينات والمعادن التي لا تحتاجها، أو ربما تضر بصحتك عن طريق تناول جرعات عالية منها؟

النظام الغذائي الصحي يأتي أولاً

يقول الخبراء إن إضافة المكملات الغذائية أمر منطقي بالنسبة لبعض منا، مثل كبار السن والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض أو حالات مرضية معينة قد تؤدي إلى نقص التغذية.
في الواقع، إن علاج نقص التغذية هو السبب الأنسب الذي «تستخدم فيه المكملات بشكل أفضل» وفقاً لكريغ هوب، من المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، وهو جزء من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة.
وقالت اختصاصية التغذية المسجلة ميليسا ماجومدار، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية: «في أي وقت يفتقد شخص ما مجموعات غذائية رئيسية، السؤال الأول الذي يجب طرحه هو: هل يمكننا استهداف العناصر الغذائية المفقودة بالأغذية؟ إذا لم يكن كذلك، فسننظر في المكمل الغذائي». وتابعت: «ولكن هناك فرقاً كبيراً بين تناول المكملات على أنها (تأمين غذائي) إذا كان نظامك الغذائي ينقصه واحد أو أكثر من العناصر الغذائية، وبين تناولها على أمل درء المرض. وحتى إذا كنت تفكر في تناول المكملات لزيادة استهلاكك من فيتامين سي أو الكالسيوم مثلاً، فيتفق اختصاصيو الصحة على أن ذلك لا يعتبر بديلاً لنظام غذائي صحي».
وقالت مارثا إتش ستيبانوك، أستاذة التغذية في جامعة كورنيل: «إن اتباع نظام غذائي صحي سيقدم لك فوائد أكثر من أي مكمل غذائي يمكنك تناوله، ومع ذلك لدينا صناعة كاملة تقوم على بيع جميع أنواع المكملات الغذائية لنا». وأضافت: «عندما ننظر إلى النتائج الصحية، فلن يكون لأحد المكملات الغذائية تأثير النظام الغذائي الصحي الشامل نفسه؛ من حيث المناعة أو منع الأمراض المزمنة».

المكملات الغذائية: نظرة العلم

قال هوب: «في الوقت الحالي، الأدلة التي تدعم استخدام الفيتامينات والمعادن الفردية للعلاج أو الوقاية من نتائج الأمراض المزمنة، ضعيفة». وتابع: «النظام الغذائي الغني بالفاكهة والخضراوات يتضمن كثيراً من الفيتامينات والمعادن... ويرتبط وبائياً بانخفاض مجموعة كاملة من الأمراض المزمنة... ولكننا لم نرَ أنه يمكنك استبدال ذلك بالمكملات الغذائية».
بدورها، أوضحت ستيبانوك: «هناك بعض البيانات التي تدعم فوائد المكملات الغذائية، ولكن عديداً من المراجعات المنهجية الأخيرة توصلت إلى أنه بالنسبة لمعظم المكملات الغذائية، ليست لدينا بيانات كافية للسماح لنا بتقديم توصيات قوية».
وفي الواقع، يمكن أن تتراكم الجرعات العالية من بعض الفيتامينات والمعادن - خصوصاً فيتامين إيه وفيتامين دي والنياسين وحمض الفوليك والكالسيوم والحديد - إلى مستويات سامة، وقد تكون لها آثار جانبية ضارة.
وأشارت ستيبانوك إلى أنه بمجرد أن تتجاوز الخمسين من العمر، فأنت في خطر منخفض جداً لنقص الحديد، ولا توجد حاجة لمكملات غذائية، ولكن يمكن أن تعاني من خلل في الجهاز الهضمي أو ترسب الحديد بشكل أكثر خطورة في الكبد والأنسجة الأخرى، إذا تناولت جرعات زائدة من الحديد بشكل روتيني.
وقالت ماجومدار إن تناول كثير من الزنك يمكن أن يتداخل مع امتصاص الحديد أو الكالسيوم: «نريد إبعاد الناس عن تناول المكملات الغذائية دون توجيه اختصاصي تغذية مسجل، أو اختصاصي طبي يفهم مسارات وتفاعلات معادن معينة».
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن مكملات فيتامين إي قد تزيد بالفعل من خطر الإصابة بسرطان البروستات.

الأشخاص الذين يحتاجون المكملات الغذائية

- النباتيون: النباتيون من أي عمر معرضون لخطر نقص فيتامين بي 12، كما توضح ستيبانوك. إذا كنت نباتياً فيجب عليك تناول مصدر فيتامين بي 12 موثوق به، مثل الأطعمة أو المكملات الغذائية. ومتوسط الكمية اليومية الموصى بها للبالغين هو 2.4 ميكروغرام.
- النساء الحوامل: من المهم أثناء الحمل الحصول على كمية كافية من حمض الفوليك، مما يساعد على منع العيوب الخلقية، وكذلك الحديد والكالسيوم وفيتامين دي والكولين وأحماض أوميغا 3 الدهنية، وفيتامين بي، وفيتامين جي.
- الأطفال الرضَّع: بما أن حليب الأم لا يحتوي على كميات كافية من فيتامين دي، توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بإعطاء الرضع الذين يتناولون الحليب الطبيعي 400 وحدة يومياً من فيتامين دي، بدءاً من الأيام القليلة الأولى من الحياة.
- الأشخاص فوق سن الخمسين: كبار السن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بنقص فيتامين بي 12 مع تقدمهم في العمر، ويمكنهم الحصول عليه إما من تناول الأطعمة المدعمة بالفيتامين، مثل الحبوب، وإما من مكمل غذائي.
بالإضافة إلى «بي 12»، قد يحتاج الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً إلى كميات أكبر من الكالسيوم وفيتامين دي وفيتامين بي 6. إذا كنت قلقاً بشأن خطر انخفاض مستويات هذه الفيتامينات والمعادن، فاطلب من طبيبك إحالتك إلى اختصاصي تغذية يمكنه تقديم طرق لتحسين تناولك لهذه المركبات.


مقالات ذات صلة

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي (أ.ف.ب)

الوحدة تخفض مستويات العناصر الغذائية الأساسية بأجسام كبار السن

قال علماء إن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو المعزولين اجتماعياً هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي طفل يعاني سوء تغذية في مستشفى «ناصر» بخان يونس يوم 10 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسيف» تحذر: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط يعانون سوء التغذية

حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ما لا يقل عن 77 مليون طفل ويافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون شكلاً من أشكال سوء التغذية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
يوميات الشرق المستشار الألماني أولاف شولتز تناول الطعام مع فريق بلاده في القرية الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

أطعمة صديقة للبيئة وأثاث غير مريح يثيران الانتقادات في القرية الأولمبية بباريس

للطعام الفرنسي سمعة شهية تخطت الحواجز والثقافات، ولذلك عندما يشتكي الرياضيون المشاركون في أولمبياد باريس من مستوى الطعام، يصبح الأمر مثاراً للتعجب. فعلى الرغم…

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك صورة لحساء القرع والفاصولياء من بيكسباي

3 أغذية تسهم في إطالة العمر

هل أنت مستعد للحصول على صحة أفضل؟ إليك طرق ينصح بها الخبراء تسهم في إطالة العمر بنمط تغذية سليم

كوثر وكيل (لندن)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.