«كورونا» يعرقل آخر جولات «الفرعون الذهبي» الخارجية

يبقى موعد افتتاح معرضه في بوسطن الأميركية مجهولاً

تمثال توت عنخ آمون  -   قطعة أثرية ضمن معرض توت عنخ آمون الخارجي
تمثال توت عنخ آمون - قطعة أثرية ضمن معرض توت عنخ آمون الخارجي
TT

«كورونا» يعرقل آخر جولات «الفرعون الذهبي» الخارجية

تمثال توت عنخ آمون  -   قطعة أثرية ضمن معرض توت عنخ آمون الخارجي
تمثال توت عنخ آمون - قطعة أثرية ضمن معرض توت عنخ آمون الخارجي

عرقل فيروس «كورونا المستجد» جدول آخر جولات آثار «الفرعون الذهبي» توت عنخ آمون، الخارجية، قبل عودتها بشكل نهائي إلى مصر، لعرضها في المتحف المصري الكبير الذي تأجل افتتاحه إلى العام المقبل، بسبب جائحة «كورونا».
وأغلق معرض توت عنخ آمون أبوابه في العاصمة البريطانية لندن، في 18 مارس (آذار) الماضي، في أعقاب قرارات الإغلاق الحكومية للحد من انتشار «كورونا»، وبدأت إدارة المعرض إجراءات إعادة ثمن التذاكر المبيعة في الفترة من 18 مارس، وحتى 3 مايو (أيار) الماضي.
ورغم قرار الإغلاق المفتوح، غير محدد المدة، وإعادة ثمن التذاكر، فإن عشاق الآثار المصرية في لندن كانوا يأملون في إعادة افتتاح المعرض عندما تخف حدة الوباء. وتساءل عدد من زوار صفحة المعرض على موقع «فيسبوك» عن موعد إعادة افتتاح المعرض، دون إجابة، في حين طالب آخرون بعمل فيديوهات وعرض صور من المعرض، معربين عن أسفهم لعدم تمكنهم من زيارته.
وعلى مدار الفترة الماضية، نشر «غاليري ساتشي» الذي يستضيف المعرض مجموعة من الفيديوهات والصور من داخل المعرض، لتعويض زواره عن خسارة فرصة زيارته الميدانية، من دون أن يوضح ما إذا كان المعرض سيعاد افتتاحه من جديد أم لا، مكتفياً بعبارة: «المعرض مغلق حتى إشعار آخر».
وحسم الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الجدل بشأن إمكانية عودة افتتاح معرض توت عنخ آمون في لندن، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدة عرض آثار الفرعون الذهبي في لندن انتهت يوم 3 مايو الماضي، ولن يعاد فتح المعرض في لندن مرة أخرى».
وافتتح معرض توت عنخ آمون في لندن، في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، تحت عنوان «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون الذهبي»، ضمن المحطة الثالثة للمعرض في آخر جولاته الخارجية التي بدأت بمدينة لوس أنجليس الأميركية، ثم العاصمة الفرنسية باريس التي حطمت رقماً قياسياً في عدد الزوار؛ حيث بلغ 1.4 مليون زائر. وكان يتوقع أن يشهد المعرض في لندن إقبالاً كبيراً، لا سيما مع الحفاوة اللافتة التي استُقبلت بها آثار الفرعون الذهبي، والتي زارها في معرض مماثل عام 1972 نحو 1.7 مليون زائر.
وكانت آخر زيارة لآثار توت لبريطانيا عام 2007، ضمن معرض للآثار المصرية ضم 131 قطعة أثرية، بينها 50 قطعة أثرية من آثار توت عنخ آمون. ويعد معرض مدينة بوسطن الأميركية آخر المعارض التي اتُّفق عليها حتى الآن مع السلطات المصرية.
وفي الوقت الذي اكتفى فيه عشاق توت في لندن بزيارة آثاره افتراضياً عبر شبكة الإنترنت، ينتظر نظراؤهم في الولايات المتحدة الأميركية، وصول القطع الأثرية إلى «متحف التاريخ» بولاية بوسطن الأميركية؛ حيث المحطة الرابعة للمعرض التي كانت من المنتظر أن تبدأ في 12 يونيو (حزيران) الجاري.
وأكد وزيري أن «تحديد مصير المعرض، وما إذا كان سيذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية أو يعود إلى مصر، مرتبط بعدة عوامل، من بينها موعد فتح حركة الطيران بين بريطانيا وأميركا، ومصر، بجانب وضع انتشار وباء (كورونا) في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى مراقبة المظاهرات التي تشهدها الولايات الأميركية حالياً، في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض»؛ مضيفاً أنه «حتى الآن لم يُتخذ قرار بهذا الشأن، وسيُقيم الوضع ويُتخذ قرار إما بسفر القطع الأثرية إلى أميركا، وإما بعودتها إلى مصر، لحين استقرار الأوضاع».
في السياق، نشرت إدارة «متحف التاريخ»، في ولاية بوسطن الأميركية بيانًا، أعلنت فيه تأجيل موعد افتتاح المعرض إلى الخريف المقبل، وقالت: «في ضوء الأوضاع الصحية على مستوى العالم، بفعل (كورونا)، أُجل افتتاح معرض آثار توت عنخ آمون. ونحن نعمل مع الحكومة المصرية، والإدارة العامة للصحة في بوسطن، على مراقبة الأوضاع، ونأمل في استضافة المعرض الخريف المقبل».
وتأتي جولة توت عنخ آمون الخارجية بالتزامن مع الاحتفال بمرور نحو 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر، في 22 نوفمبر عام 1922. وتنظم الجولة بموجب اتفاق مع جون نورمان، رئيس شركة المعارض الدولية (EI)، والمجموعة الدولية للإدارة العالمية (IMG)، وينص على حصول مصر على مبلغ خمسة ملايين دولار عن كل مدينة يُستضاف بها المعرض، إضافة إلى 10 في المائة من نسبة المبيعات، على أن تحصل مصر على دولارين من ثمن كل تذكرة، بعد تجاوز عدد الزوار 400 ألف زائر، وأربعة دولارات إذا تجاوز عدد الزوار في المدينة الواحدة 700 ألف زائر.
ويضم معرض «الفرعون الذهبي» قطعاً نادرة، من بينها تماثيل الأوشابتي المذهبة، والصناديق الخشبية، والأواني الكانوبية، وتمثال «الكا» الخشبي المذهب، وأوانٍ من الألباستر، وغيرها.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.