مصر تُرجع زيادة الإصابات إلى «تراجع استجابة» المواطنين للإجراءات

استمرار توافد العالقين من دول عربية وأفريقية

مصر تُرجع زيادة الإصابات إلى «تراجع استجابة» المواطنين للإجراءات
TT

مصر تُرجع زيادة الإصابات إلى «تراجع استجابة» المواطنين للإجراءات

مصر تُرجع زيادة الإصابات إلى «تراجع استجابة» المواطنين للإجراءات

في الوقت الذي أرجعت فيه الحكومة المصرية، زيادة أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد إلى «تراجع استجابة المواطنين» للإجراءات الاحترازية التي تدعو لها السلطات، تواصلت عمليات إجلاء العالقين من دول مختلفة بهدف الانتهاء من نقل جميع الرعايا الراغبين في العودة إلى القاهرة «قبل حلول عيد الفطر»، بحسب ما تعهد به مسؤولون رسميون.
وسجلت مصر على مدار الأيام القليلة الماضية، أرقاماً قياسية مقارنة بما سبق في أعداد الإصابات بكورونا، وكان أحدثها، أول من أمس، إذ أعلنت «وزارة الصحة» عن رصد 388 حالة جديدة بينما خرج 98 شخصاً من المستشفيات بعد ثبوت تعافيهم. ورأى المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، أن «ارتفاع عدد الحالات المصابة يرجع في جانب منه إلى التزاحم قبل حلول شهر رمضان لشراء حاجيات الموسم، فضلاً عن التراجع الراهن في التزام المواطنين بالتعليمات الصحية، مقارنة بالأسابيع الأولى لإعلان الحظر المؤقت على التنقل».
وفرضت مصر حظر التجول الليلي، أواخر مارس (آذار) الماضي، بهدف منع تفشي العدوى، كما أرجأت افتتاح مشروعات كبرى تعول عليها في خططها للتنمية.
وفي السياق ذاته ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، اجتماعاً لمتابعة الموقف الطبي الحالي بشأن مجابهة الفيروس، وشدد خلاله على «ضرورة الحرص على متابعة الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بفيروس (كورونا) في جميع قطاعات الدولة ومختلف المؤسسات الأخرى». وكلّف مدبولي بالتعاقد على «الأمصال الخاصة بالإنفلونزا الموسمية، لتكون متوافرة مع بداية موسم الشتاء المقبل، وذلك ضمن الخطوات الاستباقية لتجنب وقوع أي أزمات مستقبلية.
وخلال الاجتماع، شرحت وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، المنظومة الإلكترونية لمتابعة «الحالات الإيجابية للفيروس والتي سيتم من خلالها تسجيل الحالات الإيجابية وتجميعها من مستشفيات الحميات والصدر والمعامل المركزية، وتسجيل البيانات الشخصية لحالات العزل وتحويلها للغرفة المركزية لإعادة توزيعها على النزل ومستشفيات العزل».
وأفاد بيان رسمي، للحكومة، بأن «متوسط حجم الاستقبال اليومي للاتصالات على الخط الساخن 105 الخاص بخدمات قطاع الطب الوقائي التابع للوزارة بلغ 3650 مكالمة بشكل يومي في آخر أسبوع، منها نحو 3000 استفسار و200 بلاغ و450 شكوى ومقترحاً».
كما دعا رئيس الوزراء إلى «سرعة التوسع في صناعة الكمامات الطبية، على أن يتم تحديد المواصفات الخاصة بالكمامات المستدامة واعتمادها من جانب الجهات المختصة»، مشيراً إلى أنه «سيتم التنسيق مع المصانع على الفور لسرعة تخصيص خطوط إنتاج لها في أقرب وقت ممكن».
وتواصلت أمس، عمليات إجلاء العالقين المصريين من دول مختلفة، وأعلنت وزارة الهجرة، وصول رحلات استثنائية قادمة من مدينة دار السلام بتنزانيا والعاصمة السودانية الخرطوم وعلى متنها 174 من المصريين العالقين، فضلاً عن رحلتين من الكويت تحمل 596 راكباً في الرحلتين.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.