بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* الجمع بين طرق فقدان الوزن.. أفضل
> يحتار أصحاب الأوزان الزائدة أيا من الطرق يسلكون من أجل تخفيض أوزانهم إلى المستوى الطبيعي. وفي الحقيقة يمكن تحقيق فقدان الوزن بطرق كثيرة، منها عن طريق مراقبة النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، واليوغا، والأدوية، إلخ.
أما أفضل هذه الطرق فهو اتباع مزيج من الكل وذلك لضمان الحصول على نتيجة جيدة مع عدم التأثير على الحياة اليومية بأي شكل من الأشكال، واتباع قاعدة بسيطة جدا تدعو إلى «أن تكون سعيدا دائما»، ثم الابتعاد عن التوتر والمخاوف الأخرى، والانطلاق وعدم التردد، أو تقليد الآخرين في الشعور بالثقل والتعب كلما فكروا في تطبيق إحدى طرق تخفيف الوزن. كن واثقا في قدرتك وإرادتك.
وفيما يلي نقدم نصائح لتخفيف الوزن، وهي تعتبر استراتيجيات للمحافظة على الوزن المثالي بشكل دائم:
• ممارسة الرياضة، ليس هناك جديد يذكر أكثر من التأكيد على أن الرياضة أمر أساسي وضروري لفقدان الوزن وهي أهم مؤشر لنجاح الخطة المتبعة واستمرار نتائجها في فقدان الوزن على المدى الطويل. ولكي تكون ممارسة الرياضة مفيدة في إنقاص الوزن، يجب السعي جاهدا للانتظام عليها لمدة لا تقل عن خمس «دورات» في الأسبوع مدة كل منها 30 دقيقة. والخبر السار هو أن البحوث التي أجريت مؤخرا أظهرت أن ممارسة 3 دورات (كل منها 10 دقائق) في اليوم الواحد هي أفضل من مرة واحدة مدتها 30 دقيقة.
• فقدان الوزن وتدريب العضلات، تعمدنا فصل هذه الطريقة عن التمارين الرياضية العادية لما لهذه الطريقة من فوائد كبيرة في فقدان الوزن المتعلق بتدريب العضلات. المعادلة الأساسية في هذه الطريقة: أنه كلما زادت الأنسجة العضلية عند الشخص، زادت كمية السعرات الحرارية التي سوف يحرقها. وهذا هو السبب الذي يجعل رافعي الأثقال العالميين يتناولون آلاف السعرات الحرارية يوميا للحفاظ على أوزانهم. العضلات هي الأنسجة النشطة أما الدهون فهي ليست كذلك، وبالتالي فإن العضلات تحرق عددا كبيرا من السعرات الحرارية كل يوم لتحافظ على وزنها الطبيعي.
• يجب السعي وراء المحافظة على الصحة وليس على النحافة، فلقد وجد من الدراسات أن الذين نجحوا في الوصول إلى مستويات مرضية من فقدان الوزن، على المدى الطويل، هم أولئك الذين تغيرت دوافعهم من البحث عن النحافة إلى التركيز على أن يكونوا أصحاء، واستطاعوا تغيير تفكيرهم إلى اختيار الأطعمة الصحية التي تساعد الجسم على اللياقة بدلا من القلق والبعد عن الأطعمة التي من شأنها أن تؤثر على وزن الجسم. ويمكن الاستعانة بالهرم الغذائي الذي يقدم لنا مخططا أساسيا لأنواع وكميات المواد الغذائية التي يجب أن نأكلها كل يوم لإعطاء أجسامنا العناصر الغذائية التي نحتاجها لصحة أفضل.
• تناول الطعام ببطء، فلقد وجد من الدراسات أيضا أن الأشخاص النحفاء، دائما، يتناولون طعامهم ببطء ويستغرقون وقتا أطول لإنهاء وجبتهم. إن تفسير ذلك يكمن في الحقيقة العلمية التي تشير إلى أن الوقت الذي يستغرقه الدماغ من بداية الأكل وحتى يشعر بالشبع والامتلاء لا يقل عن 20 دقيقة. أما الأشخاص الذين تعودوا الأكل سريعا، فإنهم سوف يأكلون كثيرا عن المستوى الحقيقي لهم للامتلاء. إن كمية السعرات الحرارية المستهلكة قبل أن تبدأ في الشعور بالشبع يمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر اعتمادا على كيفية السرعة في تناول الأكل. عليه فإننا ننصح بالإبطاء في تناول الطعام، أخذ قطعات أصغر والتمتع بتذوق كل لقمة نأكلها.

* حمض الفوليك والوقاية من العيوب الخلقية

* من الأخطاء الشائعة عند كثير، من النساء وخصوصا في الدول النامية، عدم زيارة عيادة النساء والتوليد إلا قبل موعد الولادة بأسابيع معدودة، وهو أمر يفقدها الكثير من الفوائد التي ستعود عليها نفسها وعلى جنينها، والاستفادة من البرامج الصحية المعدة لهذه الفترة من حياة المرأة والتي تهدف إلى سلامتها وسلامة الجنين. فهذه العيادات لم تنشأ من أجل التوليد فحسب وإنما هدفها الرئيسي هو الاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية التي تتعرض لها المرأة الحامل خلال فترة الحمل وكذلك اكتشاف وجود أي أمراض تكوينية لدى الجنين، ومن ثم يتم تداركها مبكرا خلال الحمل لا بعد الولادة.
إن التحضير والإعداد للحمل والإنجاب هو مشروع يجب التفكير فيه قبل شهور من الحمل، وأخذ الاستشارة من عيادة الأسرة، ثم التوجه إلى العيادة المتخصصة للنساء والولادة فور حصول الحمل حيث تعمل الفحوصات والتصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من سلامة الحامل وجنينها وتصنيف الحمل بأنه «طبيعي». وهنا يصف الطبيب عادة ما تحتاج إليه الحامل من مكملات الفيتامينات الإضافية وخصوصا حمض الفوليك الذي ثبت أنه يقلل من خطر ولادة طفل بعيوب خلقية في العمود الفقري، أو أن يولد الطفل أقل من الوزن الطبيعي.
ومن الطبيعي أن تتعرض المرأة الحامل بسبب الحمل لخطر نقص الفيتامينات ومنها حمض الفوليك، حيث يستهلك الجنين مخزون الأم من حمض الفوليك. وهذا ما دعا لوصف هذا الفيتامين للمرأة قبل الحمل لتوفير الكمية الكافية في جسمها خلال الحمل، مما ثبت أنه يساعد على منع العيوب الخلقية الرئيسية التي تصيب دماغ الطفل الرضيع وعموده الفقري. هذه العيوب الخلقية تدعى عيوب الأنبوب العصبية، فتحتاج النساء لأخذ حامض الفوليك كل يوم بانتظام، وحتى في الفترة التي تسبق الحمل، للمساعدة على منع حدوث تشوهات للجنين.
ليس ذلك فحسب بل هناك من الدراسات، التي أجريت خلال فترة الحمل وتم فيها إعطاء نصف عدد النساء الحوامل مكملات من الحديد وحمض الفوليك ومزيج من فيتامينات «بي»، وأعطي لباقي النساء أقراصا وهمية، مما أثبتت نتائجها فوائد جمة لتناول المرأة الحامل لمجموعة الفيتامينات. وقد جاءت النتائج لتثبت أن الإكثار من تناول الأغذية الغنية بفئة فيتامينات B التي ينتمي لها حمض الفوليك (مثل الحبوب وبعض الفاكهة والخضار الداكنة والخضراء) أمر مفيد في معالجة جملة من الأمراض، منها الخفض من احتمالات المرأة لوضع أطفال بتشوهات خلقية مدمرة في الدماغ والحبل الشوكي، ومن الأبحاث ما يوحي بأنه يقي أيضا من مرض القلب والنوبات الدماغية. وأظهرت أيضا معظم النتائج انخفاض خطر ولادة أطفال منخفضي الوزن من 4.9 إلى 7.8 في المائة بين الأطفال الذين حصلت أمهاتهم على المكملات.
وعليه يجب على المرأة أن تقوم بزيارة الطبيب متى ما قررت الحمل ثم عليها بالمتابعة المنتظمة وتناول ما يصفه الطبيب من فيتامينات متعددة ومنها أقراص حامض الفوليك، لمردودها الكبير على المرأة الحامل وعلى جنينها.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».