لبنان: قوائم المساعدات تشعل سجالاً بين «القوات» و«الوطني الحر»

لبنان: قوائم المساعدات تشعل سجالاً بين «القوات» و«الوطني الحر»
TT

لبنان: قوائم المساعدات تشعل سجالاً بين «القوات» و«الوطني الحر»

لبنان: قوائم المساعدات تشعل سجالاً بين «القوات» و«الوطني الحر»

أشعلت القوائم المعدة لتلقي مساعدات مالية من الحكومة للأسر الأكثر فقراً، سجالاً عنيفاً واتهامات بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية»، توعّد فيها «التيار» باللجوء إلى القضاء، وهو ما أثار ردوداً من الوزيرين السابقين للشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي وريشار قيومجيان اللذين ينتميان إلى «القوات».
ووضعت وزارة الشؤون في العام 2012 قوائم للأسر الواقعة تحت خط الفقر لتلقي مساعدات مالية من الحكومة، يقول الوزراء السابقون إنها تستند إلى زيارات ميدانية إلى المنازل، وتمّت وفق استمارات دقيقة صادق عليها مجلس الوزراء وتمت تحت إشراف البنك الدولي، وصدرت على أساسها 15 ألف بطاقة للأسر الواقعة تحت خط الفقر.
لكن «التيار الوطني الحر» يقول إنها غير دقيقة، وتعتريها محسوبيات من قبل الوزراء المتعاقبين، في إشارة إلى وزير الشؤون الأسبق وائل أبو فاعور ووزيري حزب «القوات»، وشن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أخيراً هجوماً على تلك اللوائح.
وإثر أزمة «كورونا»، تم اللجوء إلى تلك القوائم، إضافة إلى قوائم أخرى، لتوزيع المساعدات، وهو ما رفضه وزير الشؤون الحالي رمزي المشرفية، وأحالها إلى الجيش لإعادة التدقيق فيها.
وعلى ضوء هذا الملف، واصل «التيار الوطني الحر» هجومه على اللوائح، وتوعد النائب زياد أسود (من التيار) باللجوء إلى القضاء. وقال: «جاءت لوائح البلديات لتضيف تزويرا وتلاعبا أو تقصيرا على لوائح الشؤون الاجتماعية وبالنتيجة لا قامت بعملها ولا أحسنت لإن الإدارة فاسدة والضحية الناس». وأضاف «اليوم إخبار وقريبا سيقف من يجب أن يقف أمام القضاء إذا عدل بلا تدخلات يتباكى على قضاء لم يجد فيه قاضيا غير منحاز لحماية مرتكب أو السماح له بالتلطي خلفه بحجة انتماء سياسي أو حزبي أو عائلي أو إقطاعي غير مؤهل».
وأثار هذا التوعد ردوداً من وزيري الشؤون اللذين ينتميان الى حزب «القوات». وقال الوزير السابق ريشار قيومجيان: «أي إخبار أو اتهام بحقي أو بحق الوزير بيار بوعاصي كوزيرين سابقين للشؤون الاجتماعية سيكون مصيره كمصير الإخبار الذي قُدِم بحق الوزير أبو سليمان في وزارة العمل، سيسقط بضربة قضائية قاضية بسواعد القانون والحقيقة والشفافية. كفاكم تزويراً واستغلالاً لفقر الناس المتزايد في عهدكم المشؤوم». وأضاف «سجلنا أبيض عكس سواد صفقاتكم».
من جهته، قال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بوعاصي: «اليوم استفاقتم على الشؤون الاجتماعية. أين كنتم حين رفعنا الصوت مطالبين بدفع مستحقات مؤسسات الرعاية واستشفاء وتعليم للأسر الأكثر فقرا؟ أو حين ضبطنا مشروع الفقر من 104 آلاف بطاقة إلى 44 ألفا؟».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.