السجائر الإلكترونية.. هل تهدد صحة القلب؟

تساؤلات طبية حول أضرارها

السجائر الإلكترونية.. هل تهدد صحة القلب؟
TT

السجائر الإلكترونية.. هل تهدد صحة القلب؟

السجائر الإلكترونية.. هل تهدد صحة القلب؟

ما دام التدخين سيئا جدا للقلب، فقد راود الأمل بعض المدخنين بأن السجائر الإلكترونية e - cigs ربما توفر بديلا صحيا للقلب. وهذه السجائر التي تعمل على البطارية تصمم على شكل السجائر التقليدية، لكنها تنفث البخار الذي يحتوي على النيكوتين. وهي تمنح المدخنين السرور عند تنشقهم للنيكوتين من دون تعريضهم إلى أخطار دخان التبغ. ورغم أن السجائر الإلكترونية ربما تكون أقل ضررا من السجائر الحقيقية فإنها تحمل مع ذلك مخاطرها.

* وعود وأوهام

* تبدو فكرة السجائر الإلكترونية معقولة، بوصفها نظاما لتجهيز النيكوتين يهدف إلى مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين أو تقليل المخاطر الصحية على الأقل بعد التخلي عن التبغ ومشتقاته. وهي من الناحية النظرية يمكن أن تبدو أداة جيدة.
وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة «الإدمان» Addiction أن نسبة النجاح في الإقلاع عن التدخين لدى الأشخاص الراغبين في الإقلاع فعلا عن التدخين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية زادت بنسبة 60 في المائة مقارنة بالآخرين الذين استخدموا وسائل أخرى للإقلاع عن التدخين مثل لبان (علكة) أو لصقة النيكوتين. إلا أن الدراسات الأخرى جاءت بنتائج متفاوتة أو ملتبسة حول فوائد السجائر الإلكترونية.
ويشكك الدكتور فوغان ريس المدير المؤقت لـ«مركز الأبحاث العالمية للتحكم بالتبغ» في كلية هارفارد للصحة العامة، في إمكانات السجائر الإلكترونية بوصفها أداة للإقلاع عن التدخين. ويقول: «إن السجائر الإلكترونية لا تتمكن من تجهيز النيكوتين بشكل كاف لإشباع رغبات المدخنين المدمنين، الأمر الذي لا يجعلها خيارا حيويا للإقلاع عن التدخين».
الخطر الآخر لهذه السجائر هو أن المدخنين لها يستخدمونها إضافة إلى استخدامهم لمشتقات التبغ الأخرى، ما يؤخر جهود إقلاعهم عن التدخين. وما دامت الأخطار الصحية طيلة حياة المدخن، الناجمة عن استخدام التبغ، مرتبطة بعدد سنوات التدخين، وليس فقط بعدد السجائر التي جرى تدخينها، فإن هذا الاستخدام المزدوج لن يفيد الصحة على الأكثر.
وإضافة إلى ذلك فإن من الصعب اعتبار النيكوتين نفسه مادة غير ضارة، إذ إنه يرفع ضغط الدم ويسرع عمل القلب، الأمر الذي قد يكون خطيرا للمصابين بأمراض الشرايين التاجية. ويحذر الدكتور ريس: «بما أن التدخين أضحى أقل قبولا وغير محبذ اجتماعيا، فإن وتيرة التدخين قد انخفضت. وقد يؤدي استخدام السجائر الإلكترونية إلى تخريب هذه المنجزات».

* إهمال السلطات الصحية

* الجانب المثير للحذر هو أن قطاع صناعة السجائر الإلكترونية أخذ يسوقها بقوة بين الشباب مقدما عروضا من أنواعها المطعمة بنكهة الفواكه والحلويات. ويقول الدكتور ريس: «الأطفال الذين لا يفكرون في تدخين السجائر التقليدية ربما سيحاولون تجريب السجائر الإلكترونية ثم وبعد ذلك قد ينتقلون لتدخين السجائر التقليدية».
وما دامت السجائر الإلكترونية غير خاضعة لضوابط قانونية حاليا ولا تخضع لمقاييس ومواصفات صارمة فإن الملوثات الخطرة التي تشمل المعادن السامة والمواد المسرطنة الأخرى، ربما تكون موجودة في داخل السائل الذي يجهز النيكوتين. واستجابة لهذه المخاوف أعلنت إدارة الغذاء والدواء FDA في أبريل (نيسان) الماضي عن نيتها في الإشراف على تنظيم الرقابة على السجائر الإلكترونية. وتشمل الإجراءات المقترحة منع بيعها للأطفال، لكنها لا تحظر إنتاج السجائر ذات النكهة، كما لا تمنع بيعها عبر الإنترنت. وبما أن هذه الإجراءات قد تسفر عن تقديم الشركات المنتجة لهذه السجائر دعاوى قضائية مادة، فإن علينا أن ننتظر سنوات قبل أن توضع مقاييس الصحة والسلامة الخاصة بالسجائر الإلكترونية موضع التطبيق.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال