طاهٍ مغربي يطبخ للمشرّدين والعاملين في مستشفيات لندن

خالد دهبي حَوّل مطعمه إلى قاعدة لعون المحتاجين في زمن {كورونا}

دهبي يقوم بتحضير المأكولات للطاقم الطبي في لندن  -  يعمل الفريق على توصيل المأكولات إلى المستشفيات والمشردين  -  إحدى الممرضات تتلقى وجبات طعام لزملائها في المستشفى الملكي بلندن
دهبي يقوم بتحضير المأكولات للطاقم الطبي في لندن - يعمل الفريق على توصيل المأكولات إلى المستشفيات والمشردين - إحدى الممرضات تتلقى وجبات طعام لزملائها في المستشفى الملكي بلندن
TT

طاهٍ مغربي يطبخ للمشرّدين والعاملين في مستشفيات لندن

دهبي يقوم بتحضير المأكولات للطاقم الطبي في لندن  -  يعمل الفريق على توصيل المأكولات إلى المستشفيات والمشردين  -  إحدى الممرضات تتلقى وجبات طعام لزملائها في المستشفى الملكي بلندن
دهبي يقوم بتحضير المأكولات للطاقم الطبي في لندن - يعمل الفريق على توصيل المأكولات إلى المستشفيات والمشردين - إحدى الممرضات تتلقى وجبات طعام لزملائها في المستشفى الملكي بلندن

الـ«كورونا فيروس» لا تراه ولا تلمسه ولكنه جعل الجميع على المستوى نفسه، سواء الغني والفقير، والأبيض، والأسود... الفيروس لا يميز بين دين وآخر، وكانت رسالته بأن الإنسان لا يميزه عن الحيوان في هذه الظروف إلا إنسانيته ومد يد العون للغير بأي طريقة ممكنة. وهذا ما اختار القيام به الطاهي المغربي خالد دهبي المقيم ما بين لندن والمغرب وسويسرا، الذي سخر خبرته في مجال الطهي لتأمين الطعام للمحتاجين في أحلك الأوقات.
في اتصال لـ«الشرق الأوسط» قال الشيف دهبي، إن ما يفعله لا يجد فيه أي نوع من البطولة إنما هو شيء طبيعي، لأن الناس يجب أن تكون في خدمة بعضها البعض، واليوم هناك من هم بحاجة ماسة للمساعدة.
وتابع دهبي: «بعد قرار الحكومة بإقفال المطاعم في لندن، أقفلت مطعمي (Beso) الواقع في منطقة كوفنت غاردن في وسط العاصمة، بالإضافة إلى مطعم (كوينتيسينشللي) الذي أشرف على مطبخه وأديره في لندن أيضاً، وولد لدي شعور بالحزن على المشردين في طرقات العاصمة والعاملين في القطاع الصحي الذين يضحون بصحتهم من أجل الغير، وكبار السن العاجزين عن الخروج لشراء المواد الغذائية، وكان علي القيام بشيء يشعرني بالسعادة في ظل هذه الأزمة، فقررت فتح المطبخ في (كوينتيسينشللي)، وتبرع بعض من فريق العمل في مطعمي للمساعدة، وبدأنا بتجهيز علب الطعام التي تضم الخضار والفاكهة والمأكولات الصحية، واستأجرت 5 حافلات صغيرة لتوصيل المأكولات إلى المحتاجين».
ويقول الشيف دهبي إنه بدأ بتوزيع الطعام على المشردين ومن ثم اتصل ببعض مستشفيات لندن ووحدات الإسعاف، ولاقى طلبه لتقديم المساعدة صدى جيداً من قبل المسؤولين، واليوم يقوم إلى جانب فريقه بتحضير أكثر من 150 حاوية طعام يومياً تضم مأكولات ساخنة أيضاً ويتولى مهمة توصيل المأكولات بنفسه إلى كل من وحدة الإسعاف في يوستون والمستشفى الملكي في لندن.
وعن المأكولات التي يقوم بتحضيرها، يقول الشيف دهبي إنه يراعي مسألة الحساسية، ولهذا يقوم بطرح السؤال على المتلقين قبل توصيل الأكل إليهم، ويحرص كل يوم على التغيير في الأطباق واختيار المكونات الطازجة والصحية ولا يبخل على الممرضين والأطباء بالنكهات اللذيذة التي اشتهر بها في أطباقه المتوسطية مثل زيت الكمأة والمعكرونة بالفطر وغيرها.
وناشد الشيف دهبي القراء عبر «الشرق الأوسط» بالاتصال به على موقعه الخيري KD foundation لإبلاغه وفريقه عن أي عائلة بحاجة للمساعدة في لندن، وأضاف أنه يدرس آلية جديدة للعمل مع العاملين بجانبه للوصول إلى أكبر عدد من الناس المحتاجين لمساعدتهم.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها الشيف دهبي، الذي يملك جمعية خيرية تحمل اسمه في المغرب تعمل على تأمين العمل للأطفال المحتاجين والأيتام، إنما قام أيضاً بطهي الطعام الحلال للناجين من حريق برج غيرنفيل في لندن منذ سنتين.
الشيف خالد دهبي يتحدر من عائلة دبلوماسية، يعشق الطهي ويملك مطعماً حاصلاً على نجمة ميشلان في منتجع «فيربييه» الشتوي في سويسرا.
المغربي خالد ولد في الرباط وعاش معظم حياته ما بين لندن وإيطاليا وسويسرا والمغرب، يعشق الثقافة العربية والشمال أفريقية وتتلمذ على يد عباقرة في عالم الطهي.
ورداً على سؤال عما إذا يتأثر بالشخصية التي يحضر لها الطعام، أجاب الشيف دهبي: «لا يهمني لمن أحضر الطعام، المهم أن أضع كل طاقتي فيما أقوم به بغض النظر عن هوية الذواقة وأهميتهم الاجتماعية».


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.