دراسة: «كورونا» أصاب البشر لعقود قبل تحوله إلى فيروس قاتل

موظفون يعملون داخل مركز اختبار مؤقت خاص بفيروس كورونا في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
موظفون يعملون داخل مركز اختبار مؤقت خاص بفيروس كورونا في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
TT

دراسة: «كورونا» أصاب البشر لعقود قبل تحوله إلى فيروس قاتل

موظفون يعملون داخل مركز اختبار مؤقت خاص بفيروس كورونا في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
موظفون يعملون داخل مركز اختبار مؤقت خاص بفيروس كورونا في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

تشير دراسة جديدة إلى أن فيروس كورنا المستجد المعروف باسم «كوفيد - 19» ربما يكون قد انتشر بين الناس، لسنوات، أو حتى لعقود، قبل أن يصبح قاتلاً ويقضي على حوالي 38 ألف شخص حتى الآن في جميع أنحاء العالم.
وتتبع فريق دولي من العلماء تطور الفيروس، واقترحوا قصتين أصليتين محتملتين له، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ويشير أحد الاحتمالات إلى أن الفيروس ربما يكون قد طور البروتينات التي تمكنه من الالتصاق بخلايا الرئة البشرية، أثناء تنقله بين الحيوانات.
لكن نظريتهم الثانية تقول إن البشر يصابون منذ فترة طويلة بنسخة غير ضارة نسبياً من الفيروس، التي تحولت وأصبحت خطيرة خلال تنقلها بين الناس.
وبغض النظر عن أي من الاحتمالين هو الأصح، فإن نتائج الدراسة لا تترك مجالاً كبيراً لصحة النظريات التي تشير إلى أن الفيروس تم صنعه في المختبر، حسبما أوضح مدير المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، الدكتور فرانسيس كولينز، الذي لم يشارك في البحث.
وقال كولينز: «بعض الناس يدّعون بشكل فظيع أن الفيروس التاجي الجديد تم تصميمه في مختبر، وتم تطويره عمداً لإيذاء البشر».
وتابع: «تدحض الدراسة الجديدة مثل هذه الادعاءات من خلال تقديم أدلة علمية على أن الفيروس التاجي الجديد ظهر بشكل طبيعي».
وتعتبر الفيروسات التاجية، كعائلة واسعة، شائعة بين الحيوانات والبشر في جميع أنحاء العالم.
وهناك أربعة أشكال شائعة للفيروس الذي يصيب البشر، بشكل متكرر، ويسبب نزلة برد منتظمة، وثلاثة أنواع إضافية قادرة على التسبب في أعراض شديدة، بما في ذلك «كوفيد - 19» والعديد من الأنواع الأخرى التي تنتشر بين الحيوانات، بما في ذلك القطط والكلاب والخفافيش وحتى الزواحف.
ومنذ الإبلاغ عن الحالات الأولى من فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان بالصين، وربطها بسوق الأسماك والحياة البرية هناك، حاول علماء الأوبئة تتبع أصل المرض، وربطوه ببعض أنواع الحيوانات التي شملت الثعابين والخفافيش والبنغولين (آكل النمل).
وتم إلقاء اللوم على الحيوانات الصغيرة التي تسمى «الزباد» في تفشي فيروس «السارس»، وهو من عائلة «كورونا» في عامي 2002 و2003.


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الرئيس الفرنسي يزور معالم العُلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)
الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)
TT

الرئيس الفرنسي يزور معالم العُلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)
الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)

شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، الأربعاء، إطلاق مشروع «فيلا الحِجر»، أحدث مشروعات الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة الملكية للمحافظة العُلا، والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، وتعدّ أول مؤسسة ثقافية سعودية - فرنسية تقام في المملكة، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية على نطاق عالمي من خلال التعاون والإبداع المشترك، بما يسهم في تمكين المجتمعات ودعم الحوار الثقافي.

الرئيس الفرنسي وأمير المدينة المنورة ووزراء الثقافة والخارجية والتجارة ومسؤولون من الجانبين في صورة جماعية بمنطقة «الحِجر» التاريخية (واس)

الشراكة السعودية - الفرنسية

واستعرض الرئيس الفرنسي خلال جولة قام بها في «معرض الشراكة السعودية - الفرنسية» في قاعة مرايا، بحضور الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، ووزير التجارة الدكتور ماجد القصبي (الوزير المرافق)، وعدد من المسؤولين من الجانبين السعودي والفرنسي، مجالات الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وفرنسا التي انطلقت في عام 2018 لتطوير العُلا بصفتها وجهة عالمية، مع الالتزام بحماية تراثها الثقافي والتاريخي الغني.

وتجول الرئيس ماكرون في المعرض الذي يضم نماذج ولوحات مصورة من عدة مواقع في العُلا، تجسد الشراكات والتعاون بين الجانبين في مجالات الثقافة، والفنون، والتنمية الزراعية المستدامة، والتدريب، والتبادل المعرفي، والرياضة، وصناعة الأفلام، والتعاون في مجالات السياحة والضيافة والنقل، وتبادل الخبرات والتدريب في مجالات حفظ المقتنيات الأثرية وإدارتها.

كما استعرضت الزيارة، العلاقة طويلة الأمد والمتطورة بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وشركائها الفرنسيين، بالإضافة إلى الطموحات المشتركة التي تشمل التنمية البيئية والتراثية والثقافية والاجتماعية، مع التركيز على مواصلة الالتزام المتبادل بالتطوير المسؤول والمستدام للعُلا.

الرئيس الفرنسي مع وزير الثقافة السعودي خلال زيارته منطقة «الحِجر» في العُلا (واس)

مجالات التعاون

وتضمنت مجالات التعاون والشراكة بين الجانبين إطلاق برامج تمهيدية لـ«فيلا الحِجر» خلال عامي 2023 و2024، بالتعاون مع شركاء فرنسيين، إذ ركزت المرحلة الأولية من البرامج على الشباب ومجتمع العُلا وشملت عروضاً سينمائية، وحفلات موسيقية رقمية، وورش عمل إبداعية، بالإضافة إلى برامج تبادل طلابي وأبحاث أكاديمية.

واطَّلع الرئيس الفرنسي على التقدم والإنجازات والمعالم البارزة منذ بدء الاتفاق الحكومي في عام 2018، من خلال معرض أُقيم في قاعة مرايا، مستوحى من المناظر الطبيعية للعُلا. ونوقشت الشراكة الأكاديمية بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وجامعة «باريس 1 بانثيون سوربون»، والاكتشافات الأثرية، وتقدم العمل في بناء منتجع «شرعان» ومركز القمة الدولي، بتصميم من المعماري الفرنسي «جان نوفيل».

وكان قد أُعلن رسمياً عن الشراكة الأكاديمية بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وجامعة «باريس 1 بانثيون سوربون» العام الماضي، وتتمحور في مرحلتها الأولى على الكرسي الأكاديمي «جوسين وسافينياك» لتعزيز روابط مشتركة في التعليم والبحث وبناء القدرات، بالإضافة إلى توفير الفرص للشباب في العُلا لدراسة موضوعات كثيرة.

الرئيس الفرنسي خلال زيارته أول موقع تراثي سعودي يُسجَّل ضمن قائمة «اليونسكو» (واس)

وعُرضت أحدث الأبحاث عن الاكتشاف الأثري في واحة خيبر، التي أظهرت مدينة تعود إلى العصر البرونزي تُعرف باسم «النطاة»، مما يُعد دليلاً على وجود مجتمعات متحضرة مستقرة في شمال غربي شبه الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي، مما يُغير المفاهيم السابقة حول طبيعة الحياة في تلك الفترة.

واطَّلع الرئيس الفرنسي على التحديثات الخاصة ببناء منتجع «شرعان» ومركز القمة الدولي، الذي سيُنحت بعناية داخل جبل من الحِجر الرملي يعود تاريخه إلى 500 مليون عام، حيث يُجسد المشروع الابتكار في التصميم والهندسة المعمارية، ويستخدم أحدث التقنيات السعودية والفرنسية مع مراعاة المعايير البيئية والثقافية للمنطقة.

عمق التعاون

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، عمق التعاون الثقافي بين السعودية وفرنسا، مبيناً أن هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في محافظة العُلا تجسّد قدرة التعاون الثقافي الدولي بين الأصدقاء على فتح مساحات أرحب للإبداع الثقافي باعتبار الثقافة مساهمة في تعزيز التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن ما تحقق في العُلا على أثر الشراكة السعودية - الفرنسية، يفتح الباب لإنجازات أكبر، بقيادة وتوجيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، مشيراً إلى أن مشروع مؤسسة «فيلا الحِجر من شأنه تحويل العُلا إلى منصة عالمية للإبداع والحوار الثقافي، بما يعزز الحفاظ على التراث الإنساني، ويفتح للعالم منافذ جديدة للإبداع الثقافي».

الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى محافظة العُلا وفي مقدمة مستقبليه أمير المدينة المنورة ووزيرا الثقافة والخارجية وعدد من المسؤولين (واس)

كان الرئيس ماكرون قد استهل زيارته لـ«العُلا» بجولة في منطقة «الحجر» التاريخية التي تعد أول موقع تراثي سعودي يسجّل ضمن قائمة المنظمة العالمية للتراث والعلوم والثقافة «يونسكو»، حيث اطلع خلالها على أبرز المعالم والمواقع الأثرية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، وشُيدت خلال حقب زمنية ماضية.

وشملت الزيارة «قصر الفريد» الذي يعدّ أحد أبرز المعالم الأثرية القديمة في منطقة «الحجر» بالعُلا، وموقع «الديوان» وهو أحد المعالم التاريخية في شمال شرقي منطقة الحِجر، وعدداً من المواقع والشواهد التاريخية القديمة التي تزخر بها محافظة العُلا، وتشكل مقصداً لكثير من السياح من مختلف الدول.

كانت السعودية وفرنسا قد عززت التعاون الثقافي بين البلدين، الثلاثاء، بإبرام 9 برامج تنفيذية بين عدد من الهيئات الثقافية في البلدين، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لحي الطريف التاريخي في الدرعية.

ووقّع وزير الثقافة السعودية، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في حي البجيري بالدرعية، على البرامج التنفيذية المشتركة، بحضور ماكرون، على هامش زيارته الرسمية للمملكة.

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية (واس)

وأوضحت عبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية للعلا، أن زيارة الرئيس الفرنسي تجسّد فرصة لعرض منجزات بُنِيَت على إرث من التعاون المتبادل، والالتزام بطموح مشترك، وابتكار مستقبل مستدام من النجاح.

من جانبه، أفاد جان إيف لودريان، رئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، بأن الزيارة الرسمية للرئيس ماكرون تشكّل خطوة مهمة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين فرنسا والسعودية، وتأتي بالتزامن مع توقيع اتفاقيات جديدة في المجال الثقافي في الرياض، مما يوفر فرصة للاحتفاء بالإنجازات السابقة وإطلاق المرحلة الثانية من هذه الشراكة الثنائية المميزة، وقد أُسّست الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا في عام 2018 لتحقيق أهداف طموحة تدعم هذه الجهود.

فيلا الحِجر

يشار إلى أن مؤسسة «فيلا الحِجر»، التي أُطلقت خلال الزيارة، تُعد أول مؤسسة ثقافية فرنسية سعودية على أرض المملكة، ومثالاً بارزاً على هذه الجهود، إذ تتضمن هذه المبادرة مجموعة من المشاريع الطموحة المدعومة بالخبرات الفرنسية في مجالات البحوث والفنون والسياحة والابتكار والتدريب والهندسة المتقدمة والتنمية المستدامة.

وتتميز المرحلة الثانية من الشراكة بين الهيئة والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا بزيادة كبيرة وتنوع في العروض الفنية والثقافية في محافظة العُلا، مع التركيز على السياحة المستدامة والمسؤولة، وتحقيق إنجازات واسعة النطاق في جميع المجالات دعماً لـ«رؤية المملكة 2030».

تأتي اتفاقيات وشراكات التعاون بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وفرنسا ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة العُلا بصفتها أيقونة ثقافية عالمية، وتحقيق رؤية متكاملة تعزز التفاهم الثقافي، وإيجاد فرص جديدة للإبداع والابتكار، مما يجعل العُلا نموذجاً ملهماً للتنمية الثقافية والاقتصادية المستدامة.

رافق الرئيس الفرنسي خلال زيارته العلا وفد ضمّ وزراء ومسؤولين من بينهم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ووزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، ووزيرة الثقافة الفرنسية، ورئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا جان إيف لودريان.