هل أفلت فيروس كورونا الجديد من المختبرات؟https://aawsat.com/home/article/2177326/%D9%87%D9%84-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%AA-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%9F
منذ الأيام الأولى لوباء «كوفيد - 19» (COVID - 19)، انتشرت النظريات حول أصل فيروس كورونا الجديد، الذي تسبب في حدوث المرض، وهو «سارس - 2» (COV - 2). ومن الشائعات البارزة أنه أفلت أولاً من مختبر في ووهان، ثم تطورت هذه النظرية أيضاً إلى ادعاءات مفادها بأن الفيروس تم تصميمه وراثياً، ليكون سلاحاً بيولوجياً.
تساؤلات وإجابات
لكن العلماء يقولون إنه على الرغم من عدم وجود معلومات كافية لتحديد من أين أتى الفيروس، فإنه لا يوجد دليل على أن الفيروس تم صنعه في المختبر.
كانت نظرية الهروب من المختبر تدور على وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف المدونات لعدة أسابيع، ولكنها اكتسبت وضوحاً كبيراً في مقال نشر في صحيفة «نيويورك بوست»، في أواخر فبراير (شباط) الماضي، عندما لخص ستيفن موشر، عالم اجتماع ورئيس معهد أبحاث السكان في فرونت رويال، فرجينيا، سبب اعتقاده أن «كوفيد - 19» انتشر عن طريق الخطأ من المختبر الوطني للسلامة البيولوجية في الصين في «معهد ووهان» لعلم الفيروسات، حيث إن الباحثين هناك كانوا يدرسون فيروسات «كورونا» في الخفافيش.
ويبعد المختبر أقل من 10 أميال (16 كلم) عن سوق المأكولات البحرية، حيث تم اكتشاف مجموعة من حالات «كوفيد - 19»، لأول مرة. تجدر الإشارة إلى أنه، وبعد اندلاع مرض «سارس» عام 2003، تأكد للباحثين أن فيروس «سارس» قد هرب من مختبرات الفيروسات عدة مرات.
إلا أن الدكتور يحيى مكي عبد المؤمن رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية، في المعهد الطبي الفرنسي التابع للمستشفى الجامعي «كلود برنار» في مدينة ليون الفرنسية، صرح، في حديث إعلامي، بأنه لا يتفق مع الرأي القائل بأن فيروس كورونا مطور في المختبر كسلاح بيولوجي. ويقول إنها نظرية غير منطقية، فكيف يعقل تطوير فيروس نتج عنه شلل في القطاعات الحيوية في مختلف دول العالم، وأزمة اقتصادية، وانهيار للبورصات الغربية، على وجه الخصوص؟ ويضيف أن هذا الفيروس ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، ولا دخل للمختبرات والمؤامرات في انتشاره.
أصل الفيروس
إحدى المشكلات التي أدت إلى الكثير من المخاوف والتكهنات حول فيروس كورونا الجديد هي أن العلماء «لا يعرفون ما هو المصدر الفعلي للفيروس»، كما يقول أنتوني فير، باحث في فيروس كورونا بجامعة كانساس في الولايات المتحدة، في حديثه إلى مجلة «ساينتست» (The Scientist)، بالإضافة إلى ذلك، لا يعرف الباحثون ما إذا كان قد بدأ انتشار الفيروس على الفور في البشر بعد انتقاله من الحيوان، أو إذا كان قد انتقل عدة مرات من حيوان إلى آخر بين مجموعة من الحيوانات المصابة والبشر.
وعلى الرغم من أن هناك تساؤلات كثيرة حول مصدر المرض، لكن يبدو أنه جاء أصلاً من الحياة البرية، وفقاً لفريق من علماء الصحة العامة الدوليين الذين كتبوا بياناً نُشر في مجلة «لانسيت» (The Lancet). يشير تحليل جينوم «كوفيد - 19» في معهد ووهان لعلم الفيروسات إلى أن جينوم الفيروس يشبه بنسبة 96 في المائة، فيروس كورونا الموجود في الخفافيش. لكن ستيفن موشر يؤكد مع ذلك على أن الفيروس هو في الأصل حيواني، قد تم جمعه ونقله إلى المختبر، وهرب من المختبر عند إجراء الاختبارات عليه، وأن الصين تجمع مسببات الأمراض الخطيرة، ولديها تاريخ في السماح لتلك المسببات بالهروب من المختبر.
إن انتقال الفيروس من الحيوان، دون تجربة مختبرية أو معالجة وراثية يتناسب تماماً مع ما يعرفه العلماء عن كيفية انتقال فيروسات «كورونا» الأخرى إلى البشر.
وفي الماضي، انتشرت هذه الفيروسات من خلال الخفافيش البرية التي تصيب أنواعاً أخرى من الحيوانات، أو ما يعرف بالمضيف الوسطي، ثم انتشر بعد ذلك إلى البشر، فعلى سبيل المثال، تم نقل مرض «السارس» من الخفافيش إلى قط الزباد للبشر، في حين أن الجمال كانت مضيفة وسيطة في «ميرس» (MERS)، ووفقاً لمجلة «كونتا» (Online Magazine Quanta) في فبراير 2020، كانت نسخة قط الزباد من «السارس» مماثلة لتلك الموجودة في البشر بنسبة 99.8 بالمائة. ووفقاً لمجلة «نيتشر» (Nature)، يعتقد الباحثون أن فيروس كورونا الجديد أصاب أيضاً نوعاً آخر من الحيوانات في طريقها من الخفافيش إلى البشر، لكنهم لم يجدوا ذلك الحيوان حتى الآن.
«جينوم» غير مهندس
ولم يرصد العلماء أي علامات هندسية في جينوم «كورونا» الجديد. وقال ديميتريوس باراسكيفيس عالم وبائيات في جامعة «كابوديستريان» الوطنية في أثينا في اليونان، لمجلة «ساينتست» (The Scientist)، إن بعض نظريات المؤامرة افترضت أن فيروس كورونا الجديد قد تم تصميمه وراثياً في المختبر، في حين أن الباحثين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة والصين يؤكدون على عدم وجود دليل على أن فيروس كورونا الجديد قد تم تصميمه وراثياً.
وتقوم فيروسات «الحامض النووي الرايبوزي» (RNA)، التي تشمل فيروسات كورونا، بطفرات بمعدل أسرع بمليون مرة عندما تستفيد من الحامض النووي البشري (DNA)، مما يمنحها القدرة على البقاء على قيد الحياة ضد الاستجابة المناعية. ويضيف الباحث أنه وفي حين أن فيروس كورونا الجديد لديه بعض الاختلافات الوراثية عن الفيروسات المعروفة الأخرى بسبب الطفرات، إلا أنه لا يوجد أي دليل على أن هذا هو نتيجة للتجربة البشرية، مشيراً إلى أنه لو تم تصميم الفيروس، فإن العلماء يتوقعون رؤية مواد وراثية إضافية في «جينومه».
تحديد 5 أنواع لقصور القلب باستخدام الذكاء الاصطناعيhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4350416-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-5-%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A
تحديد 5 أنواع لقصور القلب باستخدام الذكاء الاصطناعي
التعليم الآلي حدد 5 أنواع لقصور القلب (أرشيفية)
نجح باحثون من كلية لندن الجامعية، باستخدام أدوات الذكاء الصناعي، في تحديد خمسة أنواع فرعية من قصور القلب، يمكن استخدامها لتوقّع الأخطار المستقبلية للمرضى.
وقصور القلب، مصطلح شامل عندما يكون القلب غير قادر على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بشكل صحيح، ولا ننوقع الطرق الحالية لتصنيف قصور القلب بدقة طريقة تقدم المرض.
وخلال الدراسة المنشورة الجمعة في دورية «ذا لانسيت ديجيتال هيلث»، نظر الباحثون في بيانات مفصلة لأكثر من 300 ألف مريض تفوق أعمارهم 30 عاماً ممن جرى تشخيص إصابتهم بقصور القلب في المملكة المتحدة على مدى 20 عاماً.
وباستخدام طرق عدة للتعلم الآلي، حددوا خمسة أنواع فرعية، وهي البداية المبكرة للمرض، والظهور المتأخر، والرجفان الأذيني المرتبط (الرجفان الأذيني هو حالة تسبب عدم انتظام ضربات القلب)، والتمثيل الغذائي المرتبط بالسمنة، ولكن مع انخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتمثيل الغذائي المرتبط بالسمنة مع أمراض القلب والأوعية الدموية.
ووجد الباحثون اختلافات بين الأنواع الفرعية في خطر وفاة المرضى في العام التالي للتشخيص، وكانت مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب في عام واحد، كالتالي: البداية المبكرة (20 في المائة)، والظهور المتأخر (46 في المائة)، والرجفان الأذيني المرتبط (61 في المائة)، والتمثيل الغذائي المرتبط بالسمنة، ولكن مع انخفاض معدل الإصابة (11 في المائة)، والتمثيل الغذائي المرتبط بالسمنة مع أمراض القلب (37 في المائة).
وطوّر فريق البحث أيضاً تطبيقاً يمكن للأطباء استخدامه لتحديد النوع الفرعي الذي يعاني منه الشخص المصاب بقصور القلب، ما قد يحسن التنبؤات بالمخاطر المستقبلية.
ويقول أميتافا بانيرجي من معهد المعلوماتية الصحية بكلية لندن الجامعية، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي للكلية، بالتزامن مع نشر الدراسة: «لقد سعينا إلى تحسين كيفية تصنيفنا لفشل القلب، بهدف فهم أفضل للمسار المحتمل للمرض وإيصال هذا إلى المرضى، فحالياً، من الصعب التنبؤ بتطور المرض، وقد يؤدي التمييز الأفضل بين أنواع قصور القلب إلى علاجات أكثر استهدافاً، وقد يساعدنا على التفكير بطريقة مختلفة حول العلاجات المحتملة».
الإصابة بمقدمات السكري في عمر صغير تزيد مخاطر الخرفhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4348386-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%81
ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يعانون من مقدمات السكري (رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
الإصابة بمقدمات السكري في عمر صغير تزيد مخاطر الخرف
ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يعانون من مقدمات السكري (رويترز)
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يصابون بمقدمات السكري في عمر أصغر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من حياتهم، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
تبرز مقدمات السكري عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المستوى الأمثل، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري طبياً. لسوء الحظ، يعاني ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً من مقدمات السكري، ولا يدرك الكثيرون ذلك.
وقال المؤلفان إليزابيث سيلفين أستاذة علم الأوبئة، وجياكي هو طالب الدكتوراه، كلاهما في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور: «ترتبط مقدمات السكري بخطر الإصابة بالخرف، لكن هذا الخطر يفسر من خلال تطور مرض السكري».
حللت الدراسة، التي نُشرت يوم الأربعاء، بيانات من دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات، وتضمنت أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً في ست مقاطعات أميركية: مقاطعة فورسيث، نورث كارولينا، جاكسون، ميسيسيبي، ضواحي مينيابوليس، ومقاطعة واشنطن بولاية ماريلاند.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أصيبوا بالنوع الثاني من داء السكري قبل سن الستين تعرضوا لخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم أكثر بثلاث مرات، مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالسكري من النوع الثاني قبل سن الستين. إذا تطورت مقدمات السكري إلى داء السكري من النوع الثاني بين سن 60 إلى 69، فإن الخطر ينخفض، ولكن فقط ببضع نقاط.
وأشارت الدراسة إلى أنه إذا لم يتم تشخيص مرض السكري من النوع الثاني حتى يبلغ الشخص السبعينات من العمر، فإن خطر الإصابة بالخرف ينخفض إلى 23 في المائة. وإذا أصيب شخص بمرض السكري من النوع الثاني في الثمانينات أو التسعينات من عمره، فإن الخطر لا يكون أكبر مقارنة بغير المصابين به.
وقالت سيلفين لشبكة «سي إن إن» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «كان هناك ارتباط قوي بين مقدمات السكري والخرف، لكن هذه العلاقة كانت موجودة فقط بين الأشخاص الذين أصيبوا بمرض السكري... تشير هذه النتيجة إلى أن منع التقدم من مقدمات السكري إلى مرض السكري يمكن أن يساعد في منع الخرف عند كبار السن».
من جهته، أوضح الباحث في مرض ألزهايمر الدكتور ريتشارد إيزاكسون، طبيب الأعصاب الوقائي في معهد الأمراض العصبية التنكسية في فلوريدا، إن النتائج لم تكن مفاجئة. وقال: «لقد كنت أتحدث عن ذلك منذ أكثر من عقد... إذا دفعت هذه الدراسة الأشخاص لاتخاذ إجراءات فعلية عند تقديم تشخيص لمقدمات السكري، فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى تحسين نتائج صحة الدماغ».
البطيخ... محاولات علمية مستمرة لمعرفة فوائده الصحية
مستوى جودة التغذية الإجمالية لدى الأطفال والبالغين كان أعلى بين متناولي البطيخ
تستمر نتائج أبحاث ودراسات التغذية الإكلينيكية في إعطاء دعم لاحتمالات الفوائد الصحية لتناول البطيخ (الأحمر) Watermelon. وإضافة إلى طعمه اللذيذ، وغناه بالماء والألياف وعدد من المعادن والفيتامينات - المفيدة كلها مع أجواء الصيف - فإن الدراسات حوله تطرح تأثيرات إيجابية محتملة على عدد من أجزاء الجسم. وهذه الفوائد تُعزى لاحتواء البطيخ على عدد من المركبات الكيميائية ذات التأثيرات الحيوية الإيجابية داخل الجسم، مثل مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهابات، ومنشطات كفاءة عمل الأوعية الدموية، وغيرها.
فوائد البطيخ
وضمن فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية للتغذية Nutrition 2023، الذي يُعقد في الفترة ما بين 22 إلى 25 يونيو (حزيران) المقبل في بوسطن، سيتم عرض إحدى الدراسات الأميركية عن البطيخ، التي كانت قد أفادت نتائجها بأن مستوى جودة التغذية الإجمالية لدى كل من الأطفال والبالغين، كان أعلى بين متناولي البطيخ، مقارنة بغير المستهلكين له. وتوصلت هذه الدراسة إلى هذه النتيجة بعد تحليلها بيانات المسح الوطني الأميركي لفحص الصحة والتغذية NHANES، وتم نشرها في مجلة المُغذيات Nutrients، لسان حال الجمعية الأميركية للتغذية American Society for Nutrition.
وأوضحت كريستين فولغوني، المتخصصة في التحليل البحثي ومؤلفة الدراسة، أن متناولي البطيخ من الأطفال والبالغين يتناولون كميات أكبر من الألياف الغذائية والمغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين سي وفيتامين إيه، بالإضافة إلى المركبات المضادة للأكسدة Antioxidants، وخاصة مركبات الليكوبين Lycopene (الحمراء اللون) وسيترولين Citrulline والكاروتينات الأخرى. وفي الوقت نفسه كانوا أقل تناولاً للسكريات المضافة ولإجمالي الأحماض الدهنية المشبعة.
وبالإضافة إلى هذه الدراسة، هناك دراسة أميركية جديدة أخرى بحثت في تأثيرات المركبات الكيميائية في البطيخ على مدى تفاعل الأوعية الدموية ومدى حصول تغيرات في معدل نبض القلب HRV، عند التعرّض لمستويات عالية من سكر الغلوكوز في الدم. ونشرت نتائج هذه الدراسة التي تم إجراؤها في جامعة ولاية لويزيانا، ضمن عدد فبراير (شباط) الماضي من مجلة «المُغذيات» Nutrients، وأظهرت أن تناول المُكمّلات المستخلصة من عصير البطيخ الطبيعي Watermelon Juice Supplementation، يحمي كفاءة عمل الأوعية الدموية Vascular Function، ويضمن حصول تغيرات في معدل نبض القلب، عند ارتفاع السكر في الدم، وذلك مقارنة بتناول مُكمّلات وهمية.
وفي دراسة جامعة ولاية لويزيانا، فحص الباحثون على وجه التحديد، التأثيرات المحتملة الفائدة لمركبات أرجنين L-arginineوسيترولين L-citrulline الطبيعيين الموجودين بغزارة في البطيخ، على التوافر البيولوجي لأكسيد النتريك Nitric Oxide في بطانة الأوعية الدموية. وكذلك على مدى حصول تقلبات في معدل ضربات القلب.
الدراسات تطرح تأثيرات إيجابية محتملة للبطيخ على عدد من أجزاء الجسم
وكان عنوان الدراسة «تأثير مكملات عصير البطيخ على تقلب معدل ضربات القلب والاستجابة الأيضية أثناء تحدي الغلوكوز الفموي».
وسبب استخدامهم في الدراسة للمُكمّلات المستخلصة من عصير البطيخ الطبيعي، وليس قطع البطيخ الطبيعي، هو لمنع تسبب كمية السكر في البطيخ الطبيعي، بأي اختلال في متابعة تأثير تناول كمية عالية و«محددة» من السكر عبر الفم Oral Glucose Challenge خلال الدراسة.
وكانت فكرة الدراسة ذكية، وهي فحص مدى حماية تناول هذه المركبات المستخلصة من البطيخ الطبيعي، لكفاءة توسع ومرونة الأوعية الدموية، عند ارتفاع نسبة سكر الدم. وكذلك مدى حصول التغيرات الطبيعية لمعدل نبض القلب، بالرغم من ارتفاع نسبة السكر في الدم.
تخفيف سكّر الدم
ومعلوم أن لدى الإنسان الطبيعي لا بد أن يختلف معدل نبض القلب خلال اليوم بفعل ممارسة الأنشطة خلاله، وهو ما يُسمى Heart Rate Variability. ومن أبسط الأنشطة أخذ هواء الشهيق (يرتفع معدل نبض القلب) وإخراج هواء الزفير (ينخفض معدل نبض القلب) عند التنفس، أو القيام بعد الجلوس لفترة (يرتفع معدل نبض القلب)، وغيرها من الأنشطة. وهذا الاختلاف الطبيعي في معدل النبض يعكس سلامة الجهاز العصبي اللاإرادي. وبالمقابل، يُعتبر عدم حصول اختلاف في معدل النبض خللاً وظيفياً، ويرتبط بجوانب من أمراض القلب والأوعية الدموية، وبضعف الجهاز العصبي اللاإرادي Autonomic Dysfunction. وهو ما قد يحصل لدى مرضى السكري وبعض الأمراض العصبية. وارتفاع نسبة السكر في الدم، هو من أمثلة مسببات عدم حصول هذه التغيرات في النبض.
وفي هذه الدراسة، تبين للباحثين أن تناول مستخلصات عصير البطيخ خفف من التأثير السلبي لارتفاع نسبة سكر الدم على حصول هذا الاختلاف الطبيعي والمتوقع في نبض القلب.
والجانب الإيجابي الآخر الذي لاحظه الباحثون، هو مساعدة تناول مستخلصات عصير البطيخ في زيادة التوفر البيولوجي Bioavailability لمركبات أكسيد النتريك في الأوعية الدموية، ما يضمن توسعها وكفاءة عملها بشكل أكبر حتى مع وجود ارتفاع في نسبة السكر في الدم.
وأفاد الباحثون بأنه وبالرغم من الحاجة إلى إجراء مزيد من البحث والدراسات حول هذا الأمر، فإن النتائج الإيجابية المبدئية في هذه الدراسة، تُضاف إلى المجموعة الحالية المتوفرة من الأدلة العلمية التي تدعم أن تناول البطيخ بانتظام هو سلوك غذائي مفيد لصحة القلب وعمليات الأيض الكيميائية الحيوية في الجسم Cardio-Metabolic Health.
القيمة الغذائية للبطيخ... ماء وفيتامينات ومعادن
بعد الموز، يأتي البطيخ بالمرتبة الثانية في مقدار الإنتاج العالمي للفواكه الحلوة الطعم. وبشكل تقريبي في مقدار الوزن، يفوق إنتاج البطيخ العالمي إنتاج كل من البرتقال واليوسف أفندي معاً، وإنتاج كل من العنب والمانغو معاً، وكذلك يفوق مجموع إنتاج كل من التفاح والفراولة والأفوكادو.
وهذه الوفرة الإنتاجية له، والإقبال الواسع على تناوله، هي سبب اهتمام الباحثين العلميين في دراسة التأثيرات الصحية المحتملة لتناوله.
والبطيخ أحد أنواع «الفواكه» الصيفية. ولذا فإن الإقبال على تناوله بالأساس يهدف إلى توفير السوائل للجسم، لتبريد الجسم وتعويض نقص السوائل فيه خلال أيام الصيف الحارة. ولذا تأتي القيمة الغذائية للبطيخ، مقارنة ببقية المنتجات النباتية، من احتوائه على كمية عالية من الماء بنسبة 91 في المائة.
كما تشكل السكريات الحلوة الطعم فيه نسبة 6 في المائة، والألياف حوالي 2 في المائة، إضافة إلى مجموعة واسعة من المعادن والفيتامينات والألياف، وأكثر من 100 مركب كيميائي ذي تأثيرات بيولوجية وظيفية في جسم الإنسان.
وبالتحليل الكيميائي، فإن كل 100 غرام (2/3 كوب) من قطع البطيخ الطازج تحتوي فقط على 30 كالوري من السعرات الحرارية. وتأتي هذه السعرات الحرارية من السكريات، لأن كمية البروتينات والدهون ضئيلة جداً في لب البطيخ. وهذه الكمية من البطيخ توفر للجسم حاجته اليومية من فيتامين سي بنسبة 10 في المائة، ومن فيتامينات إيه وبي -1 وبي -2 وبي-3 وبي-5 وبي-6 بنسبة 4 في المائة، ومن معادن الكالسيوم والحديد والمنغنيز والمغنيسيوم والفسفور والبوتاسيوم والزنك بنسبة 3 في المائة.
ولكن الميزة الأهم في القيمة الغذائية للبطيخ، هي للمركبات الكيميائية ذات التأثيرات البيولوجية في الجسم، التي تُصنّف «مغذيات نباتية» Phytonutrients. ومنها فئة الكاروتينات وغيرها، التي هي مركبات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، غزيرة التوفر في البطيخ الأحمر، مثل مركبات ليكوبين الحمراء في اللبّ، ومركبات سيترولين (من الأحماض الأمينية) في اللب والقشرة. وعلى سبيل المثال، فبتناول 100 غرام من البطيخ الأحمر الطازج، يمكن الحصول على حوالي 5 ملّيغرامات من الليكوبين. وهذه الكمية تجعل البطيخ الأحمر يحتوي على كمية ليكوبين أعلى من الطماطم الحمراء.
كما أن بذور البطيخ غنية بالمواد المغذية، مثل مركبات الفلافونويد، والكاروتينات، والأحماض الفينولية، والبروتينات، والكربوهيدرات، والدهون. وكقيمة غذائية، وبمراجعة عدة مصادر غذائية، يحتوي كل 30 غراما من بذور البطيخ المقشرة، على حوالي 160 كالوري، 50 في المائة منها تأتي من الدهون التي تبلغ حوالي 9 غرامات، والتي 90 في المائة منها دهون صحية غير مشبعة. وتشكل الكربوهيدرات 16 غراما، 90 في المائة منها ألياف كربوهيدراتية. وتشكل البروتينات حوالي 6 غرامات. وتتركز في البذور ومعادن الحديد والفسفور والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والمنغنيز بكميات تغطي ما يفوق 30 في المائة من حاجة الجسم اليومية إليها.
مضادات الأكسدة في البطيخ... تأثيرات صحية محتملة
بالرغم من الهدف العلمي حالياً ليس إثبات أن تناول البطيخ علاج لأي من الأمراض، إلاّ أن التعرف العلمي على المركبات الكيميائية في البطيخ، والتأثيرات الصحية الإيجابية المحتملة لها، قد يعزز طرحه بوصفه منتجا غذائيا صحيا يجدر الحرص على تناوله.
ومن تلك المركبات التي يُركّز الباحثون عليها، مركبات الليكوبين Lycopene ذات الخصائص المضادة للأكسدة في عائلة الكاروتين. وذات الصبغة التي تعطي البطيخ لون لبّه الأحمر المميز. وتم ربط الليكوبين بفوائد صحية تتراوح من صحة القلب إلى الحماية من حروق الشمس وأنواع معينة من السرطانات.
وتشير المصادر العلمية إلى نظرية الحماية التي توفرها مضادات الأكسدة، التي مفادها أن مضادات الأكسدة، مثل الليكوبين، تحمي الجسم من الأضرار التي تسببها المركبات المعروفة باسم الجذور الحرة Free Radical. وعندما تفوق مستويات الجذور الحرة مستويات مضادات الأكسدة، فإن ذلك يصنع حالة من الإجهاد التأكسدي Oxidative Stress. ويرتبط هذا الإجهاد ببعض الأمراض المزمنة، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب ومرض ألزهايمر.
وبالمقابل، تظهر الأبحاث أن خصائص مضادات الأكسدة في الليكوبين يمكن أن تساعد في الحفاظ على توازن مستويات الجذور الحرة، وحماية الجسم من بعض هذه الحالات. ومن الفرضيات المطروحة، أن مفعول الليكوبين القوي المضاد للأكسدة، قد يمنع أو يبطئ تطور بعض أنواع السرطان. وغالبية الدراسات المؤيدة لهذه الفرضية على الخلايا الحية في المختبرات وعلى حيوانات التجارب.
ولكن دراسة استمرت 23 عاماً على حوالي 50 ألف رجل نظرت في العلاقة بين الليكوبين وسرطان البروستاتا بمزيد من التفصيل. وكان الرجال الذين تناولوا الأطعمة الغنية بالليكوبين أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا. كما وجدت مراجعة علمية لـ26 دراسة سابقة، أن ثمة رابطاً إيجابياً بين تناول كميات كبيرة من الليكوبين وانخفاض احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك بالنسبة لكمية الليكوبين التي يوفرها تناول كمية معتدلة من البطيخ، على تحقيق أي فوائد صحية في هذا الجانب. وكذلك بالنسبة لاحتمالات استفادة الأوعية الدموية في القلب والدماغ والجهاز الهضمي، من خلال التفاعلات المضادة للأكسدة في التعامل مع الدهون في الجسم، وخاصة في جدران الشرايين.
كما تطرح بعض الدراسات مركبات كيكيربيتيسين Cucurbitacin الموجودة في البطيخ، والتي تعمل مكملة لعمل الليكوبين لجهة تقليل شدة الالتهابات عن طريق تنشيطها لإنزيم سيكلوكسي جينز -2COX-2. وأيضاً الحمض الأميني سيترولين Citrulline، الذي وإن كان يتركز بشكل أكبر في قشور البطيخ والطبقة البيضاء منه، إلا أن تناول 100 غرام من لب البطيخ الأحمر يوفر للجسم حوالي 300 مليغرام منه.
وترتكز فرضية دور السيترولين في دعم صحة الأوعية الدموية، على دوره في عملية التمثيل الغذائي المعروفة باسم دورة اليوريا Urea Cycle، التي تشارك فيها ثلاثة أحماض أمينية (سيترولين وأرجينين وأورنيثين) في عملية إنتاج أكسيد النيتريك Nitric Oxide، وهو مركب كيميائي مهم جداً في كفاءة عمل شرايين القلب والدماغ، وكذلك وتوسع شرايين الجهاز الهضمي أثناء عملية هضم الطعام. وهو الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم تدفق الدم ومقدار ضغط الدم من خلال الشرايين، عبر عمله على توسيع تلك الشرايين، وأيضاً في تنظيم مستويات سكر الغلوكوز في الدم.
مرضى السكري واعتلال الأعصاب... مُعالجات جديدة بالتحفيز الكهربائي
ضمن الوقائع العلمية للمؤتمر السنوي لـ«الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب» AAN 2023، الذي عُقد في الفترة من 22 إلى 27 أبريل (نيسان)، عرضت الدكتورة إريكا بيترسن، استشارية جراحة المخ والأعصاب بجامعة أركنساس في ليتل روك، دراستها حول مُعالج حالات الاعتلال العصبي بسبب مرض السكري «Diabetic Neuropathy»، عبر تقنية تحفيز الحبل الشوكي «Spinal Cord Stimulation»؛ بغية تخفيف الآلام والمعاناة لدى المرضى.
وعند عرضها مقتطفات من أهم الدراسات التي جرى طرحها في المؤتمر، أفادت مجلة «كليفلاند كلينك» الطبية بأن من بين 36 مليون أميركي مُصابين بالسكري، يعاني حوالي 8.5 مليون منهم من الأعراض المؤلمة لاعتلال السكري العصبي، ما يجعل هذه الحالة المؤلمة والمزعجة أحد أهم تداعيات ومضاعفات مرض السكري. وأضافوا أنه في الوقت نفسه، تظل المعالجة الطبية الدوائية، وهي المعالجة التقليدية، غير فعّالة لكثير من المرضى في تخفيف معاناتهم، التي ترتفع، خلال فترات الليل، وتعوق راحتهم وخلودهم إلى النوم.
تحفيز الحبل الشوكي
وفي محاولة إكلينيكية ذات مسار علاجي مختلف، طرحت الدراسة الحديثة تقنية «تحفيز الحبل الشوكي» بوصفها خياراً علاجياً، عبر استخدام جهاز تجري زراعته تحت الجلد، كي يوفر تحفيزاً كهربائياً «Electrical Stimulation» للحبل الشوكي. والهدف من هذا التحفيز الكهربائي بترددات 10 كيلوهرتز، هو قطع الطريق لوصول إشارات الألم من أطراف الجسم إلى الدماغ. ومن نتائج هذه الدراسة، التي استمرت 24 شهراً، أثبتت هذه الوسيلة التدخلية جدواها لدى المرضى في تخفيف معاناتهم، مقارنة بالمعالجات الدوائية التقليدية.
وقالت الدكتورة إريكا بيترسن: «غالباً ما يؤدي اعتلال الأعصاب السكري إلى تدنّي نوعية الحياة والاكتئاب والقلق وضعف النوم. والأدوية المتاحة حالياً غير فعالة لكثير من المرضى، أو قد تكون لها آثار جانبية لا يمكن للمرضى تحمّلها. ونتائجنا (من الدراسة التي استمرت 24 شهراً) مثيرة للاهتمام؛ لأن هناك حاجة ماسّة إلى علاجات أكثر فعالية». وتحديداً، أفاد الباحثون بأنه بعد 24 شهراً من المتابعة في الدراسة، تحسنت المعاناة من الألم المتوسط الشدة بنسبة 50 في المائة لدى 50 في المائة من متلقّي تحفيز النخاع الشوكي. وكذلك تحسنت المعاناة من الآلام العميقة بنسبة 65 في المائة لدى 90 في المائة ممن يعانون منها. كما أدت هذه المعالجة إلى تخفيف تأثيرات الألم على إعاقة الخلود إلى النوم بنسبة 66 في المائة. وقالت الدكتورة بيترسن: «هذا يدل على أن تخفيف الآلام عن طريق تحفيز النخاع الشوكي كان تأثيراً دائماً». وأضافت: «تُظهر النتائج أن تحفيز الحبل الشوكي بسرعة 10 كيلوهرتز يوفر علاجاً آمناً وفعالاً ودائماً لاعتلال الأعصاب السكري المؤلم والحراري، مع القدرة على تحسين الوظيفة العصبية»، كما أشارت إلى أن التحفيز عالي التردد يبدو أنه يوفر تخفيفاً أكبر للألم، مقارنة بالتحفيز منخفض التردد.
تحفيز الحبل الشوكي كهربائياً بجهاز تجري زراعته تحت الجلد، يقطع الطريق لوصول إشارات الألم من أطراف الجسم إلى الدماغ
اعتلال عصبي سكري
والاعتلال العصبي السكري هو أحد أنواع حالات تلف الأعصاب، الذي قد يصاحب الإصابة بمرض السكري. ووفق ما تؤكده المصادر الطبية، فإن الاعتلال العصبي السكري هو مُضاعفة خطيرة لمرض السكري، وقد يصيب، بدرجات مختلفة، نحو 50 في المائة من الأشخاص المصابين به. لكن الجيد في الأمر أنه غالباً ما يمكن لمرضى السكري الوقاية من الاعتلال العصبي السكري، أو إبطاء تقدُّمه، عن طريق التحكم الجيد والمستمر في مستوى السكر بالدم واتّباع نمط حياة صحي.
ويُعدّ ارتفاع مستوى سكر الغلوكوز في الدم الآلية التي تتسبب بتلف الأعصاب في مختلف أعضاء الجسم، ضمن الاعتلال العصبي السكري. وغالباً ما يحصل ذلك في أعصاب الساقين والقدمين، ولكن أيضاً يمكن أن يتسبب هذا الاعتلال العصبي في نشوء اضطرابات بعمل الجهاز الهضمي والمسالك البولية والأوعية الدموية والقلب، عن طريق تلف شبكة الأعصاب اللاإرادية «Autonomic Neuropathy»، التي تشكل التغذية العصبية لهذه الأجهزة في الجسم. ويفيد أطباء «مايو كلينك» بالقول: «تظهر الأعراض تدريجياً عادةً، وقد لا تلاحِظ أن هناك شيئاً خطأ، إلى أن يحدث تلف كبير في الأعصاب». ويضيفون: «السبب الدقيق لكل نوع من أنواع الاعتلال العصبي غير معروف. يعتقد الباحثون أنه بمرور الوقت، يؤدي ارتفاع سكر الدم غير المتحكَّم فيه إلى تلف الأعصاب، ويعوق قدرتهم على إرسال الإشارات العصبية، ما يؤدي إلى اعتلال الأعصاب السكري. كما يتسبب ارتفاع سكر الدم في ضعف جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب بالأكسجين والعناصر المغذية».
لذا تُصنِّف الأوساط الطبية هذه الحالات إلى 4 أنواع رئيسة من الاعتلال العصبي السكري. ومن المحتمل إصابة المريض بنوع واحد أو أكثر من أنواع الاعتلال العصبي، ومن ثم تعتمد الأعراض على نوع الاعتلال وعلى مكان الأعصاب التي تضررت بالتلف.
وتُوصي «المنظمة الأميركية لمرض السكري» ببدء إجراء فحص الاعتلال العصبي السكري، فور تشخيص المريض بمرض السكري من النوع الثاني، أو بعد 5 سنوات من تشخيص المريض بمرض السكري من النوع الأول. وبعد ذلك يُوصَى بإجراء الفحص سنوياً.
ويضيف أطباء «مايو كلينك»: «اتصل بطبيبك؛ لتحديد موعد طبي، في حال ظهور الأعراض التالية:
• جرح أو تقرُّح في القدم مصاب بالتهاب أو لا يلتئم.
• حرق أو نخز أو ضعف أو ألم في يديك أو قدميك يؤثر على الأنشطة اليومية أو النوم.
• تغيُّرات في الهضم أو التبوُّل أو الوظائف الجنسية.
• الدوخة والإغماء».
7 مضاعفات محتملة للاعتلال العصبي السكري
يلخص عدد من المصادر الطبية قائمة المضاعفات المحتملة للاعتلال العصبي السكري، ضمن 7 عناصر، وهي:
- انخفاض نسبة السكر في الدم، دون أي أعراض مرافقة تُنبه إلى ذلك. ومعلوم أن وصول نسبة سكر الغلوكوز في الدم إلى مستويات أقل من 3.9 (ثلاثة فاصلة تسعة) ملّيمول لكل لتر، أو أقل من 70 مليغراماً لكل ديسيلتر، يتسبب للشخص بالارتعاش والتعرُّق وسرعة نبضات القلب. لكن المصابين بالاعتلال العصبي اللاإرادي قد لا يشعرون بهذه المؤشرات التحذيرية.
- بتر إصبع في القدم أو القدم نفسها أو الساق. قد يتسبب تلف الأعصاب بفقد الإحساس في القدم، لذا قد تتطور أبسط الجروح إلى قروح ملتهبة بالميكروبات، دون أن يتنبه لها أو يلاحظها المُصاب بالاعتلال العصبي السكري. وقد تنتشر العدوى الميكروبية إلى العظم، أو تؤدي إلى موت الأنسجة، وحينها قد تكون إزالة (بتر) إصبع القدم أو القدم، أو حتى الجزء السفلي من الساق، أمراً ضرورياً في هذه الحالة.
- التهابات الجهاز البولي وسلَس البول: ويوضح هذا أطباء «مايو كلينك» بالقول: «إذا تعرَّضت الأعصاب المتحكِّمة في المثانة، للضرر، فقد لا تُفرَّغ المثانة بالكامل عند التبوُّل. ويمكن أن تتراكم البكتريا في المثانة والكلى، ما يؤدي إلى التهاب المسالك البولية. يمكن أيضاً أن يؤثر تلف الأعصاب في القدرة على الشعور بالحاجة إلى التبوُّل، أو القدرة على التحكُّم في العضلات التي تُخرِج البول، ما يؤدي إلى التسريب (سلس البول).
- الانخفاض الشديد في ضغط الدم: تلف الأعصاب المتحكِّمة في تدفق الدم عبر الشرايين، يمكن أن يؤثر في قدرة الجسم على ضبط ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية، أو اعتداله في الظروف التي تتطلب ارتفاعه (ضمن المعدلات الطبيعية). ويمكن أن يؤدي هذا إلى الانخفاض الحاد في ضغط الدم، ومن ثم يمكن أن يؤدي إلى الشعور بدوار الدوخة أو الإغماء، عند الوقوف بعد الجلوس لفترة طويلة، أو الوقوف بعد الاستيقاظ من النوم.
- اضطرابات عمل الجهاز الهضمي: ويوضحها أطباء «مايو كلينك» بالقول: «قد تُصاب بالإمساك أو الإسهال أو كليهما، في حال إصابة السبيل الهضمية بتلف الأعصاب، كما يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب المرتبط بداء السكري إلى الإصابة بخزل المعدة، وهي حالة مَرَضية تُفرَّغ فيها المعدة ببطء شديد، أو قد لا تُفرَّغ مُطلقاً. ويمكن أن يؤدي هذا إلى الإصابة بالانتفاخ وعسر الهضم».
- الضعف الجنسي: ويوضحون: «عادةً ما يؤدي الاعتلال العصبي المُستقلّ إلى تلف الأعصاب الذي يؤثر في الأعضاء الجنسية. فقد يُصاب الرجال بضعف الانتصاب. وقد تواجه النساء صعوبةً في التزليق والتهيج الجنسي».
- زيادة التعرّق أو نقص القدرة على إفراز العرق: وهي من المضاعفات المهمة والمؤثرة، وخصوصاً في الأجواء الحارّة، ولدى كبار السن؛ لأن تلف الأعصاب يؤدي إلى اختلال وظيفة الغدد العرقية، ما يُصعِّب على الجسم عملية التحكم في درجة حرارته بشكل سليم.
حقائق
أنواع مختلفة من تلف الأعصاب المرتبط بمرض السكري
وفق تصنيف الأوساط الطبية، ثمة عدة أنواع رئيسية من الاعتلال العصبي السكري. ووفق كل نوع، تختلف الأعراض والمضاعفات والتداعيات لدى المريض. لكن أهمها هو:
• اعتلال الأعصاب السطحي: وهو النوع الأعلى انتشاراً بين مرضى السكري. ويُؤثِّر على القدمين والساقين أولاً، ثم يتبعهما بالذراعين واليدين. وعادةً ما تزداد أعراض ومُؤشِّرات الاعتلال العصبي السكري السطحي سوءاً بالليل. وتشمل الأعراض كلاً من:
• خَدَر أو ضعف الشعور بالألم أو تغيرات درجة الحرارة.
• الإحساس بوخز أو حرقة جلدية.
• آلام حادَّة أو تقلُّصات عضلية مؤلمة.
• ضعف العضلات.
• فرط الحساسية للمس، بمعنى أن وضع أي وزن على القدم، حتى وزن شراشف ملاءة السرير، مؤلم جداً في القدم.
• الاعتلال العصبي المُستقلّي: وفيه يتضرر الجهاز العصبي، الذي يتحكم في ضبط ضغط الدم وسرعة القلب والتعرّق وحركة العينين وعمل المثانة والجهاز الهضمي والأعضاء التناسلية. وقد يسبِّب أعراضاً، منها:
• فقدان الوعي بسبب عدم التنبه لانخفاض مستويات السكر في الدم.
• انخفاض ضغط الدم عند النهوض من حالة الجلوس أو الاستلقاء، ما يؤدي إلى الشعور بدوخة أو إغماء.
• اضطرابات عمل المثانة في التحكم بالتبول، أو مشكلات في عمل الأمعاء.
• بطء إفراغ المعدة، ما يسبب الشعور بالغثيان والقيء والإحساس بالامتلاء وفقدان الشهية.
• صعوبة البَلع.
• تغييرات في طريقة تكيّف العينين مع الانتقال من بيئة مضيئة إلى بيئة مظلمة، أو من الأشياء البعيدة إلى القريبة.
• زيادة التعرق أو نقصه.
• مشكلات في الاستجابة الجنسية، مثل جفاف المهبل لدى النساء، وضعف الانتصاب لدى الرجال.
الاعتلال العصبي الطرفي... وسائل العلاج وتقليل المضاعفاتhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4347806-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D9%88%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81%D8%A7%D8%AA
الاعتلال العصبي الطرفي... وسائل العلاج وتقليل المضاعفات
تتفاقم اضطرابات الأعصاب بسبب أنماط الحياة العصرية
الاعتلال العصبي الطرفي هو حالة سريرية مزمنة، تؤدي إلى إتلاف الجهاز العصبي الطرفي. وتشمل أعراض المرض: تخدر الأطراف، بالإضافة إلى الشعور بالوخز والحرقان في اليدين والقدمين، ما يؤثر سلباً وبشكل كبير على حياة المصابين؛ حيث تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى إضعاف القدرات البدنية للمريض، وإصابته بالأرق ليلاً.
وتتفاقم اضطرابات الأعصاب أو الاعتلال العصبي الطرفي بسبب أنماط الحياة العصرية، التي تؤدي إلى ازدياد أعداد المصابين بالسكري، وازدياد معدلات السمنة وإدمان الكحول ونقص فيتامينات «بي».
شعار الندوة
ندوة طبية
نظمت «بي آند جي هيلث» (P&G Health) ندوة افتراضية بعنوان «تعزيز الوعي بمرض الاعتلال العصبي»، وذلك ضمن حملة «أعد الحياة ليديك Put Life Back in Your Hands»، وفي إطار الاحتفالات بأسبوع التوعية بالاعتلال العصبي 2023 (Neuropathy Awareness Week 2023).
وفي افتتاح الندوة، أعلن الدكتور طارق عبد العزيز، المدير العام لـ«بي آند جي هيلث» لـ«الشرق الأوسط»، الالتزام بالحفاظ على الريادة في مجال صحة الأعصاب، والحرص على تلبية الاحتياجات ذات الصلة، مرتكزين على الإرث في تجويد حياة المستهلكين منذ عام 1962.
ويأتي هذا الاحتفال في إطار الالتزام المجتمعي بأسبوع التوعية بالاعتلال العصبي لعام 2023، عبر تنظيم هذه الندوة بعنوان «تعزيز الوعي بمرض الاعتلال العصبي» بمشاركة لجنة متعددة التخصصات من الخبراء، يناقشون رؤاهم وتطلعاتهم حول أفضل الطرق والممارسات لتشخيص المصابين بالمرض، وتوفير أفضل العلاجات المتكاملة، بما فيها سلسلة فيتامينات «بي» المعروفة بدورها الحيوي في دعم وظائف الأعصاب على نحو صحي وإيجابي.
شارك في الندوة أكثر من 6000 متخصص في مجال الرعاية الصحية في آسيا والهند والشرق الأوسط وأفريقيا. وشهد هذا الحدث المميز الذي شاركت فيه 8 دول من منطقة الشرق الأوسط، منها السعودية، مناقشات هادفة حول أحدث الإرشادات الطبية ونتائج البحوث ذات الصلة بتشخيص ومعالجة مرض الاعتلال العصبي الطرفي (Peripheral Neuropathy, PN)، والحد من المخاوف المتزايدة من الإصابة به حول العالم. وحضرت «صحتك» الحدث، وسوف يتم تسليط الضوء هنا على أهم حقائق هذا المرض ومستجدات علاجه.
الاعتلال العصبي الطرفي
وهذه بعض الحقائق عن انتشار المرض:
• يعاني 1 من كل 10 أشخاص، و50 في المائة من مرضى السكري من الاعتلال العصبي الطرفي (Lancet Neurol 2018; 17). بلغ عدد المصابين بالسكري عام 2021 حوالي 393 مليوناً في مناطق آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 603 ملايين بحلول عام 2045 (IDF Diabetes Atlas. 10th edition; 2021).
• حوالي 80 في المائة من المرضى بالاعتلال العصبي غير مشخصين ولا يتلقون العلاج المطلوب، وتتشابه هذه النسبة عبر مختلف بلدان العالم. (J Diabetes Investig 2019; 10).
• يصيب الاعتلال العصبي السكري (PN) نسبة عالية جداً من المصابين بداء السكري في جنوب شرق آسيا. وتصل هذه النسبة في بعض البلدان إلى 60 في المائة تقريباً.
• أفادت دراسة من الفلبين عام 2000 والتي أجريت ضمن مشروع Diabcare-Asia، عن إصابة 42 في المائة من مرضى السكري بالاعتلال العصبي السكري، بناء على السجلات الطبية التي شملت 2708 مرضى في مراكز علاج السكري.
• يؤثر الاعتلال العصبي الطرفي على 34-35 في المائة من سكان الإمارات العربية المتحدة المصابين بداء السكري.
• المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الثانية في الشرق الأوسط، والسابعة في العالم، من حيث معدل الإصابة بمرض السكري. ويعاني أكثر من 65 في المائة من مرضى السكري في السعودية من أعراض الاعتلال العصبي الطرفي السكري المؤلم. (https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26206092)
• في إندونيسيا، ارتفع عدد مرضى السكري من 10.7 مليون عام 2019 إلى 19.5 مليون عام 2021، حيث انتقلت البلاد من المرتبة السابعة إلى الخامسة عالمياً من حيث عدد مرضى السكري فيها. وأظهرت دراسة أجريت في بالي على مرضى بداء السكري من النوع 2 والاعتلال العصبي، بناء على تخطيط لكهرباء العضل، أن 54 في المائة من المشمولين بالدراسة يعانون اعتلال الأعصاب السكري المؤلم (Purwata TE et al. J Pain Res2011; 4).
• في سنغافورة، تم الإبلاغ عن انتشار الاعتلال العصبي الطرفي السكري بنسبة 28 في المائة، وتمثلت عوامل الخطر المهمة في العمر والعرق الهندي واستخدام الإنسولين واعتلال الشبكية السكري.
• أظهرت دراسات وبائية من الهند انتشاراً واسعاً لمرض الاعتلال العصبي يتراوح من 5 إلى 2400 لكل 10000 نسمة في دراسات مجتمعية مختلفة. وتتفاوت تقديرات انتشار تلف الأعصاب في الهند من 13.1 إلى 45 في المائة في مجموعات سكانية مختلفة، الأمر الذي يعزى إلى أنواع مختلفة من مرض السكري.
• في ماليزيا، تم تشخيص 51 في المائة من مرضى السكري بالاعتلال العصبي الطرفي.
• غالباً ما يؤدي الألم الناتج عن الاعتلال العصبي الطرفي إلى تراجع إنتاجية العمل واحتمالية فقدان الوظيفة. أفاد 59 في المائة من المصابين العاملين بأنهم أقل إنتاجية في العمل.
• يتأثر حوالي 10 في المائة من سكان العالم بألم الأعصاب، ويعاني 50 في المائة منهم من عدم الحصول على العلاج الكافي.
• يتعرف 1/3 من الأطباء على علامات الاعتلال العصبي. وتؤدي الحالات غير المشخصة إلى رفع معدلات المرض والوفيات الناجمة عن مرض السكري. 50 في المائة من المرضى لا تظهر عليهم أعراض المرض، ما يؤدي بالتالي إلى عدم تشخيصهم وفقدانهم الإحساس كلياً عند التعرض لإصابة خارجية.
التشخيص والعلاج
حول وبائية المرض، تحدث في الندوة البروفسور راينر فراينهاغن (Prof. Rainer Freynhagen)، رئيس قسم التخدير والعناية المركزة وطب الألم في مستشفيات بنديكتوس توتزينج وفيلدافينغ الألمانية. وأوضح أن مرض الاعتلال العصبي الطرفي والألم المصاحب لأمراض الأعصاب ينتشر على نطاق واسع عبر المجتمعات العالمية. ويتعامل الأطباء يومياً مع ملايين الناس حول العالم الذين يعانون هذه الأمراض التي رغم سهولة تشخيصها لا يتوفر علاج متكامل لها، لا سيما في المراحل المتقدمة. ويعاني حوالي 10 في المائة من سكان الأرض من آلام الأعصاب، ويواجه 50 في المائة منهم تحديات ذات صلة بعدم الحصول على العلاج المناسب. وتؤكد الدراسات المنشورة في مختلف البلدان أن ما يصل إلى 80 في المائة من الحالات لم يتم تشخيصها، ولا تتلقى العلاج اللازم.
وحول التشخيص والعلاج المبكرين، قال الدكتور جلال نفاش (Dr. Jalal Nafach)، استشاري الغدد الصماء في مستشفى الإمارات ومركز دبي للسكري، إن الاعتلال العصبي الطرفي يشكل تحدياً هائلاً للمرضى والمتخصصين في مجالات الرعاية الصحية على حد سواء، حيث يعاني 1 من كل 10 أشخاص و50 في المائة من مرضى السكري حول العالم من الاعتلال العصبي. ومن الأهمية بمكان تعزيز الوعي بمشكلة الاعتلال العصبي الطرفي وتأثيره على حياة الأفراد. ويعتبر التشخيص المبكر والعلاج الشامل عنصرين ضروريين للحد من الآثار السلبية لهذا المرض، وضمان حياة أكثر صحة وجودة للمصابين بالعوارض.
كما تحدثت في الندوة الدكتورة أنكيا كوتزي (Dr. Ankia Coetzee)، اختصاصية الغدد الصماء والأستاذة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة ستيلينبوش ومستشفى تايغربيرغ في كيب تاون، جنوب أفريقيا، مشيرة إلى أن التواصل مع المرضى يعتبر فرصة استثنائية توفر لأطباء الرعاية الأولية إمكانية تشخيص مرض الاعتلال العصبي على نحو واضح وصريح.
ويواجه كثير من المرضى تحديات ذات صلة بقدرتهم على توصيف العوارض التي يعانونها بشكل صحيح، ما يعزز أهمية التحقيق الاستباقي في تحديد عوارض الاعتلال العصبي PN، مثل التنميل والحرقان والإحساس بالوخز أو الآلام التي تحاكي الصدمة الكهربائية. ومن السهل إجراء الاختبارات الحسية، مثل اختبار إدراك الاهتزاز (vibration perception testing) واختبار وخز الدبوس (pin prick test) واختبار الشعيرات الأحادية (monofilament test) وما إلى ذلك، والتي يمكن من خلالها تشخيص الإصابة وتوجيه المريض لاعتماد العلاج المناسب خلال دقائق معدودة، بينما تساعد الاختبارات المعملية في تحسين عملية التشخيص على النحو الأمثل.
وحول زيادة الوعي بالمرض، قال الدكتور آلوك أغراوال (Dr. Aalok Agrawal)، النائب الأول للرئيس في مناطق آسيا والهند والشرق الأوسط وأفريقيا، إن مشكلات الاعتلال العصبي وصحة الأعصاب لا تزال غير مشخصة وغير معالجة في منطقتنا. إننا نحاول من خلال «أسبوع التوعية بالاعتلال العصبي» مساعدة مزيد من الأشخاص في فهم ومعالجة الاعتلال العصبي الطرفي والمضاعفات المرتبطة به. سنعمل بشكل وثيق مع المتخصصين في الرعاية الصحية والمنظمات الطبية والسلطات والمستهلكين والمرضى، لزيادة الوعي من خلال عمليات التنشيط الإبداعية عبر الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت، ومعسكرات الفحص المادي واستخدام أدوات الفحص الذاتي الرقمية، لتحقيق التحديات اليومية التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون الاعتلال العصبي PN وتسليط الضوء على دور التشخيص المبكر والعلاج في الوقت المناسب.
احتواء المرض
• دراسة حديثة: تحدثت في الندوة الدكتورة إينا إيبرغر (Dr. Inna Eiberger)، رئيسة امتياز قسم (P&G) الطبي العالمي للعناية بصحة الأعصاب، وأكدت أن بعض فيتامينات «بي» تعتبر ضرورية لصحة الأعصاب؛ حيث تساهم في عملية تجديدها. يوفر فيتامين «بي1» الطاقة للأعصاب، بينما يساعد فيتامين «بي6» على نقل الإشارات بين الأعصاب، أما فيتامين «بي12» فيساهم في عملية تجديد الأعصاب. وأظهرت دراسة مخبرية أجرتها «بي آند جي هيلث»، تحسن صحة الخلايا العصبية على نحو ملحوظ عند زرع الخلايا العصبية، وتزويدها بالفيتامينات «بي1» و«بي6» و«بي12». وتبين الدراسة الدور الحيوي لهذه الفيتامينات في تحسين البيئة العصبية، حيث أدى استخدامها إلى إطالة الخلايا العصبية بنسبة 124 في المائة، وزيادة في إجمالي مساحة جسم الخلية بنسبة 55 في المائة. كما تضاعفت الشبكة العصبية للخلايا التي تتغذى على فيتامينات «بي1» و«بي6» و«بي12». كما أثبتت التجارب المخبرية أن فيتامينات «بي» تدعم عملية ترميم الخلايا العصبية بعد تلفها.
• درء المضاعفات: في حين أن الحفاظ على مستويات «الغلوكوز» في الدم في نطاق الهدف يمكن أن يمنع الاعتلال العصبي الطرفي ويمنعه من التفاقم، فإنه لا توجد أي علاجات يمكن أن تعكس مرض الأعصاب بمجرد حدوثه. فبمجرد اكتشاف الاعتلال العصبي ينصب التركيز على الحفاظ على صحة القدمين والساقين وإدارة الألم. لعلاج تلف الأعصاب. ستحتاج إلى الحفاظ على مستويات «الغلوكوز» في الدم في النطاق المستهدف، وإدارة الألم، وحماية القدمين. يصاب كثير من الناس بالاكتئاب عندما يكون لديهم تلف في الأعصاب، وقد يحتاجون إلى دواء للاكتئاب، بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
أما عن الأدوية، فتتوفر أدوية لتخفيف الألم وتقليل الحرق والخدر والوخز. يُعرف بعضها باستخدامها في حالات أخرى، ولكن يبدو أنها تساعد الأشخاص الذين يعانون تلف الأعصاب.
وأخيراً، فبالإضافة إلى الوعي بعدد الحالات المتزايد للاعتلال العصبي، يجب نشر المعلومات حول الأشخاص المعرضين للخطر، وعواقب الاعتلال العصبي (PN) ذات الصلة بجودة الحياة، وزيادة خطر الإصابة بتقرحات الأقدام، لتشجيع الإحالة الذاتية المبكرة. ومن الأهمية بمكان تثقيف المرضى بمخاطر الاعتلال العصبي عند تشخيصهم.
الاعتداء على الأطفال يؤدي إلى الوفاة المبكرةhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4347801-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D8%A4%D8%AF%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%83%D8%B1%D8%A9
الحوادث المأساوية في الطفولة تؤدي إلى سلسلة من الأمراض العضوية
كشفت أحدث دراسة نُشرت في «المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal» في مطلع شهر مايو (أيار) من العام الجاري، عن احتمال أن يؤدي الاعتداء الجسدي والجنسي على الأطفال إلى الوفاة المبكرة premature death لاحقاً (في المتوسط لأقل من 70 عاماً).
تعد هذه الدراسة تأكيداً جديداً يضاف إلى الكثير من الأدلة الطبية التي توضح مدى الخطورة الصحية للعنف الجسدي والجنسي سواء للفتيات بشكل خاص وللذكور أيضاً، كما أنها تسلط الضوء على أهمية توفير الرعاية النفسية المتخصصة للذين تعرضوا لإساءة معاملة في مرحلة الطفولة.
أمراض عضوية
أوضح الباحثون أن نتيجة الدراسة لا تعني بالضرورة أن كل طفل تلقى معاملة سيئة أو تم الاعتداء الجنسي عليه سوف يموت مبكراً، ولكن الحوادث المأساوية في الطفولة تؤدي إلى سلسلة من الأمراض العضوية يكون أثرها بالغ السلبية على الصحة العامة للإنسان وتزيد من فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني، فضلاً عن الكثير من الأمراض النفسية الأخرى مثل الاكتئاب المزمن والقلق والمخاوف المختلفة، كما أن عدم الاهتمام بالصحة العامة يمكن أن يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسرطانات المختلفة.
فحص الباحثون البيانات الخاصة بـ67726 من الممرضات الأميركيات، ومعظم من شملتهن الدراسة كنّ من الأصول البيضاء، اللاتي قمن بالمشاركة في دراسة بحثية تتعلق بصحة الممرضات بشكل عام Nurses' Health Study، وهي نوع من التتبع الدراسي المستمر لحالة هؤلاء الممرضات بدأت في عام 1989 منذ كانت الفتيات في مقتبل العمر.
وفي عام 2001 حينما كان عمر الممرضات يتراوح وقتها بين 37 و54 عاماً طُلب منهن استكمال استبيان يتعلق بالإيذاء نتيجة للعنف الجسدي والجنسي في مرحلة الطفولة (قبل سن 12 عاماً) والمراهقة (بين سن 12 و17 عاماً). وأيضاً قام الباحثون بعد ذلك بعمل حصر لهذه الاعتداءات كلها وربطها بالسجلات الطبية الخاصة بكل حالة وكذلك التاريخ المرضي والعلاجي، وبالنسبة إلى الوفيات تم الاطلاع على تقارير تشريح الجثث وشهادات الوفاة لتحديد العمر وسبب الوفاة.
حاولت الدراسة استبعاد العوامل الأخرى التي يمكن أن تكون قد لعبت دوراً في الوفاة، مثل: العِرق، والمستوى الاجتماعي، والمادي، ومستوى تعليم الوالدين، ومهنة كل منهم، والمكان الجغرافي الذي تعيش فيه كل ممرضة، وإمكانية أن يلعب ذلك دوراً في الإصابة بأمراض معينة، وأيضاً حجم النشاط البدني الذي تمارسه كل ممرضة بعيداً عن العمل والنظام الغذائي، وأيضاً إذا كانت أي من الممرضات تتناول الكحول أو تمارس التدخين، وتم سؤالهن جميعاً عن تعرضهن لأمراض نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو الفصام.
وفاة مبكرة
أظهرت النتائج وجود 2410 حالات وفاة مبكرة، وكان معدل الوفيات المبكرة أعلى في الممرضات اللائي كنَّ قد تعرضن لسوء المعاملة الجسدية الشديدة أو التحرش والانتهاك الجنسي في الطفولة والمراهقة من أقرانهن من الممرضات اللائي لم يتعرضن لمثل هذه الانتهاكات الجسدية والجنسية بمعدل بلغ (3.15 مقابل 1.83) في الطفولة، و(4 مقابل 1.9) في المراهقة، وذلك لكل 1000 حالة في السنة على التوالي.
بعد أن قام الباحثون بتثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتائج، مثل: عمر الممرضات وقت الدراسة، والحياة المتوقعة لكل منهن حسب العمر، والخصائص الشخصية لكل حالة، كانت معدلات الوفيات المبكرة كنسبة مئوية أعلى بنسبة 53%، وفي بعض الأحيان وصلت إلى 80% بين الممرضات اللائي تعرضن لإيذاء جسدي شديد أو الإجبار على ممارسة الجنس أو تم التحرش بهن في الطفولة والمراهقة مقارنةً بأولئك اللاتي لم يفعلن ذلك.
ارتبط العنف الجسدي في الطفولة بزيادة خطر الوفاة المبكرة بنحو 3 أضعاف بسبب الإصابات الخارجية والتسمم والانتحار كنوع من رد الفعل على الصدمة النفسية. وأيضاً زادت احتماليات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، كما ارتبط الاعتداء الجنسي في المراهقة أو الطفولة بزيادة خطر الوفاة بمقدار 2.5 ضعف الأشخاص العاديين بسبب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي ومخاطر أكبر للوفاة المبكرة بمقدار 4 أضعاف جراء محاولات الانتحار المتكررة.
وأوضحت الدراسة أن الاعتداء الجنسي والبدني المبكر والمتكرر يؤدي إلى تغيير في الوظائف الفسيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة ويجعله أقل مناعة وأكثر عُرضة للإصابة بالالتهابات والعدوى المختلفة مما يمهّد للإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة التي تؤثر بالضرورة بشكل سلبي على الصحة إلى جانب أن الأمراض النفسية لها تأثير كبير على السلوك الذي يؤدي إلى مخاطر صحية لاحقاً مثل إدمان الكحوليات أو المواد المخدرة والتدخين وعدم النوم بشكل كافٍ، وكلما تعرض الإنسان لهذه الضغوط النفسية والبدنية في عمر مبكر كان تأثيرها السلبي عليه أكبر.
وأوصت الدراسة بضرورة الامتناع نهائياً عن العقاب البدني للأطفال سواء في المنزل من الآباء وفي المدارس، وأيضاً طالبت المؤسسات المختلفة بضرورة نشر التوعية ضد مخاطر الاعتداء الجنسي والتحرش. ونصحت الآباء بدعم أطفالهم نفسياً وسؤالهم بشكل دائم عن صحتهم النفسية وهل هناك ما يعانون منه من عدمه، وعن تعرضهم للتنمر أو التحرش الجسدي من الآخرين، وملاحظة أي علامات على جسد الطفل تشير إلى تعرضه إلى الضرب، إذ في كثير من الأحيان يُحجم الأطفال عن إبلاغ ذويهم بتعرضهم للتعنيف خوفاً من المعتدي، خصوصاً الأطفال صغار العمر. وأكدت ضرورة التعامل مع الموضوع بجدية وتقديم الدعم النفسي الكافي للطفل.
دواء لعلاج الأرق يقلل الحركات اللاإرادية أثناء النوم
علاج للأرق يقلل الحركات اللاإرادية (بابلك دومين)
أظهرت نتائج دراسة صادرة (الخميس) شكلاً جديداً من العلاج لاضطراب نوم حركة العين السريعة (REM) الذي يعاني منه أكثر من 3 ملايين أميركي، معظمهم من البالغين فوق سن الخمسين، الذين يتصرفون بشكل لاإرادي أثناء النوم، عن طريق إصدار أصوات أو تحريك الذراع والساق بشكل مفاجئ وعنيف في بعض الأحيان، ما قد يؤدي إلى إصابات بالغة لأنفسهم أو لشركائهم في الفراش.
ويُعد اضطراب حركة العين السريعة اضطراباً يحاكي فيه المرضى فعلياً أحلاماً غير سارة أثناء النوم، ويسمى في بعض الأحيان باضطراب سلوك محاكاة الحلم.
وقدّمت الدراسة، المنشورة في دورية «نيورولوجي» لعلم الأعصاب، نموذجاً جديداً، وصفت فيه كيفية تطور هذا الاضطراب بسبب إصابات التنكس العصبي، عندما تفقد خلايا الدماغ وظيفتها مع مرور الوقت، وهو التنكس المرتبط بتراكم جسيمات تعرف بالبروتين تاو. وأوضحت أيضاً أن أدوية النوم المعروفة باسم مضادات مستقبلات الأوركسين المزدوجة، التي تستخدم عادة لعلاج الأرق، أو صعوبة النوم وصعوبة الاستمرار في النوم، يمكن أن تقلل بشكل كبير من هذا الاضطراب.
ويوفر هذا النموذج مؤشراً حيوياً مبكراً للتدهور الوشيك للدماغ، ما يمكن أن يوجهنا نحو الوقاية والعلاج مبكراً.
وتقتصر الخيارات العلاجية الحالية على الميلاتونين والكلونازيبام، المعروف أيضاً باسم كلونوبين، لذا تشير هذه النتائج إلى علاج جديد واعد، له آثار جانبية أقل، كما ورد في البيان الصحافي الصادر مع الدراسة.
وقال آندرو دبليو فارجا، أحد باحثي الدراسة، الأستاذ في طب النوم المساعد في كلية طب آيكان في «ماونت سايناي»: «حددنا نموذجاً جديداً يتطور فيه اضطراب السلوك النومي بحركة العين السريعة، بسبب التنكس العصبي المرتبط بتراكم بروتين تاو، كما قدمنا علاجاً جديداً يقلل من هذا الاضطراب».
واستخدم باحثو الدراسة نموذج فأر لدراسة الاضطرابات التنكسية العصبية عن طريق فحص الدماغ بعد حدوث ترسبات غير طبيعية من بروتين تاو، وهو بروتين يساعد عادةً على استقرار الهيكل العظمي الداخلي للخلايا العصبية في الدماغ، إلا إنه قد يشكل تكتلات خيطيّة شاذّة في أدمغة المُصابين بالتنكُّس العصبي.
وقام الباحثون بتحليل الحالات السلوكية أثناء اليقظة، ومراحل النوم مع الأحلام، والنوم من دون أحلام، وطول مدة النوم، وفترات الانتقال من الاستيقاظ إلى النوم، وكيفية ارتباط هذه العوامل بعمر المريض.
وأظهر ما يقرب من ثلث الأشخاص الأكبر سناً سلوكيات مثل ممارسة المضغ أثناء النوم وتمديد الأطراف. ولكن بعد إعطاء مضادات مستقبلات الأوركسين المزدوجة للمريض مرتين خلال 24 ساعة، لاحظ الباحثون أن الدواء لم يقلل فقط من الوقت الذي يستغرقه المريض لكي ينام، بل زاد من جودة ومدة النوم.
ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج التجارب المستقبلية لدى البشر، خاصة أن الدواء معتمد بالفعل من إدارة الغذاء والدواء الأميركية ومتاح لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الأرق.
دراسة: مستوى الأكسجين المنخفض في قمة إيفرست يطيل العمرhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4347601-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AE%D9%81%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%AA-%D9%8A%D8%B7%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1
دراسة: مستوى الأكسجين المنخفض في قمة إيفرست يطيل العمر
معسكر بقمة إيفرست (شاترستوك)
في «تجربة طبيعية» بالستينات والسبعينات من القرن الماضي، تم تكليف جنود من الجيش الهندي بخدمة 3 سنوات على ارتفاعات عالية جداً (3 أميال)، فوجد الباحثون أن هؤلاء الجنود كانوا محصنين من الإصابة بأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، مقارنة برفاقهم الذين يخدمون في مستوى سطح البحر.
ومنذ ذلك التاريخ، لم يفهم الباحثون ما هي الأسباب التي منحتهم هذه الميزة، غير أن دراسة جديدة اقترحت أنه ربما يكون السبب، في انخفاض الأكسجين، أو «تقييد الأكسجين» في تلك المناطق، واختبروا هذا الاقتراح في فئران التجارب المسنة، التي وضعوها في بيئة منخفضة الأكسجين تعادل مستويات هذا العنصر فوق قمة مرتفعات «إيفرست».
وخلال التجارب، التي قادها روبرت روجرز من معهد هوارد هيوز الطبي وقسم البيولوجيا الجزيئية بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بأميركا، ونُشرت في 23 مايو (أيار) في مجلة «بلوس بيولوجي»، تم مقارنة عمر الفئران التي تعيش في مستويات الأكسجين الطبيعية في الغلاف الجوي (حوالي 21 في المائة) مع أعمار الفئران التي تم نقلها، في عمر 4 أسابيع، إلى بيئة معيشية تحتوي على نسبة أقل من الأكسجين (11 في المائة، على غرار مرتفعات قمة إيفرست).
ووجد الباحثون أن الفئران في البيئة مقيدة الأكسجين عاشت حوالي 50 في المائة أطول من الفئران في مستويات الأكسجين العادية، بمتوسط عمر 23.6 أسبوع، مقارنة بـ15.7 أسبوع، كما تأخرت الفئران المقيدة بالأكسجين في ظهور العجز العصبي المرتبط بالشيخوخة.
ويقول روبرت روجرز، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم سابقاً إثبات أن تقييد الأكسجين يرتبط بعمر أطول في الخميرة والديدان الخيطية وذباب الفاكهة، وكانت آثاره على الثدييات غير معروفة، غير أن دراستنا الجديدة على فئران التجارب تدعم إمكانية مكافحة الشيخوخة عبر تقييد الأكسجين في الثدييات، بما في ذلك البشر».
وحول الأسباب التي تجعل تقييد الأكسجين أو ما يعرف بـ«نقص الأكسجة»، يؤدي هذه المزايا، يوضح أنه «في الوقت الحالي لا نعرف الآلية التي يؤدي بها نقص الأكسجة إلى إطالة العمر الافتراضي، ومطلوب مزيد من البحث في هذا الاتجاه».
ويضيف: «يذكرنا هذا الأمر بتقييد السعرات الحرارية، الذي اكتشف كسبب لإطالة العمر الافتراضي منذ ما يقرب من 90 عاماً، ومع ذلك ما زلنا لا نعرف الآلية الكاملة، ونعتقد أن تقييد الأكسجين قد يعمل بشكل مشابه عبر كثير من الآليات التي تؤثر على كثير من العمليات الخلوية وعلم وظائف الأعضاء الجهازي، ما يفسر التجربة التي تمت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي على جنود الجيش الهندي».
بينها الزنجبيل والبابونج... أطعمة تمنع الانتفاخ وتعزز صحة الجهاز الهضميhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4347051-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%AC%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%AC-%D8%A3%D8%B7%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AE-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B6%D9%85%D9%8A
بينها الزنجبيل والبابونج... أطعمة تمنع الانتفاخ وتعزز صحة الجهاز الهضمي
الانتفاخ عرض مزعج يؤثر على الجهاز الهضمي. ويحدث ذلك عندما تشعر المعدة بالامتلاء والضيق والتورم نتيجة الكثير من الغازات أو احتباس السوائل. وهناك مجموعة متنوعة من العلاجات الطبيعية المتاحة للمساعدة في تخفيف الانتفاخ ودعم صحة الجهاز الهضمي. ومن المهم ملاحظة أن رحلة التخلص من الانتفاخ تبدأ من الأكل اليقظ؛ لذلك يمكنك التفكير في تضمين بعض الأطعمة مع القدرة على تخفيف اضطراب المعدة.
ومن أجل المزيد من التوضيح لهذا الأمر ومعرفة الأطعمة التي تمنع الانتفاخ، كشف الدكتور مانوج فيثلاني استشاري الطب الباطني والسكري بمستشفيات HCG بأحمد آباد بغوجارات، قائمة بالأطعمة التي تساهم في التخلص من الانتفاخ، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص:
1 - الزنجبيل
يستخدم الزنجبيل لعدة قرون كعلاج طبيعي للعديد من مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك الانتفاخ.
ووفقًا لمجلة «جورنال فودز» تساعد المركبات النشطة مثل جينجيرول، في الهضم عن طريق إرخاء عضلات الأمعاء وتقليل الالتهاب.
يمكن تناول الزنجبيل بأشكال عديدة، بما في ذلك شاي الزنجبيل، والزنجبيل المبشور في وجبات الطعام أو حتى كمكمل غذائي.
2 - النعناع
يشتهر النعناع بخصائصه المهدئة للجهاز الهضمي. إذ يساعد على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي وتخفيف الانتفاخ وعدم الراحة.
يمكن لفنجان دافئ من شاي النعناع بعد الأكل أن يعزز الهضم الصحي ويقلل الانتفاخ بشكل فعال.
3 - الأناناس
وفقًا للمركز الوطني للصحة التكميلية، يحتوي الأناناس على إنزيم يسمى بروميلين يساعد في تكسير البروتينات ودعم الهضم. حيث يساعد هذا الإنزيم في تقليل الانتفاخ عن طريق تحسين عملية الهضم بشكل عام.
استمتع ببعض الأناناس الطازج كوجبة خفيفة لذيذة أو أضفه إلى عصيرك المفضل للحصول على لمسة استوائية.
البابايا هي فاكهة استوائية أخرى غنية بالأنزيمات تساعد على الهضم. إذ تحتوي على غراء يساعد في تكسير البروتينات وتقليل الانتفاخ.
يمكن أن تساعد إضافة البابايا إلى نظامك الغذائي في تخفيف الانزعاج الهضمي وتعزيز الانتظام.
5 - الشمر
يستخدم الشمر منذ فترة طويلة كمساعد في الجهاز الهضمي بسبب خصائصه الطاردة للريح، ما يعني أنه يساعد على طرد الغازات من الجهاز الهضمي. يمكن أن يخفف من الانتفاخ والتشنجات وعسر الهضم.
استمتع بالشمر عن طريق دمجه في السلطات أو الشوربات أو عن طريق مضغ البذور بعد الوجبة.
6 - الخيار
لا يعتبر الخيار مرطبًا فحسب، بل إنه فعال أيضًا في تقليل الانتفاخ. إذ يحتوي على نسبة عالية من الماء وهو غني بالألياف، ما يجعله ممتازا لتعزيز الهضم الصحي. أضف شرائح الخيار إلى السلطات أو انقعه في الماء للحصول على نكهة منعشة.
7 - الزبادي
يمكن أن يساعد الزبادي، خاصة ذلك الذي يحتوي على مستنبتات حية أو بروبيوتيك، في موازنة بكتيريا الأمعاء وتحسين عملية الهضم.
البروبيوتيك هي بكتيريا مفيدة تعزز بيئة الأمعاء الصحية وتقلل من الانتفاخ وغيرها من مضايقات الجهاز الهضمي.
8 - الهليون
الهليون هو مدر طبيعي للبول يمكن أن يساعد في تقليل احتباس الماء والانتفاخ. كما أنه يحتوي على ألياف البروبيوتك التي تغذي بكتيريا الأمعاء وتعزز صحة الجهاز الهضمي.
استمتع بالهليون على البخار أو محمصا قليلًا للحصول على إضافة لذيذة ومغذية لوجباتك.
9 - البابونج
شاي البابونج ليس فقط مهدئًا ومريحًا. لكنه يساعد أيضًا على الهضم. فهو يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن يساعد في تخفيف الانتفاخ وعسر الهضم. ارتشف كوبًا دافئًا من شاي البابونج بعد الوجبة لتهدئة معدتك وتعزيز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
يمكن أن يعطل الانتفاخ حياتنا اليومية ويسبب عدم الراحة، لكن لا يجب أن يكون معاناة دائمة. يمكن أن يساعد دمج هذه الأطعمة التسعة التي تساعد على التخلص من الانتفاخ في نظامك الغذائي في تخفيف ضائقة الجهاز الهضمي وتعزيز العافية بشكل عام.
تذكر أن تستمع إلى جسدك، وتتخذ خيارات طعام واعية وتحافظ على رطوبتك للحفاظ على نظام هضمي صحي وسعيد.
وقبل إجراء أي تغييرات في نظامك الغذائي، يُنصح بطلب التوجيه من ممارس طبي مسجل أو اختصاصي تغذية.
علماء يحددون أجساما مضادة قد تمهد للقاحات أكثر فاعلية للفيروساتhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/4347006-%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%AD%D8%AF%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D9%85%D9%87%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%AA
علماء يحددون أجساما مضادة قد تمهد للقاحات أكثر فاعلية للفيروسات
ساعد بحث جديد حول بنية مركب بروتين سكري لفيروس لاسا (GPC) في مجرى الدم البشري، الباحثين على تحديد تفاعلاته مع الأجسام المضادة الفعالة.
ففي كل عام، يصاب مئات الآلاف من الأشخاص بغرب أفريقيا بفيروس لاسا، والذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بحمى لاسا ويؤدي إلى مرض شديد أو آثار جانبية طويلة الأمد أو الوفاة. ولا توجد حاليًا علاجات أو لقاحات معتمدة على نطاق واسع لهذا المرض.
أما الآن، فقد حدد علماء معهد «سكريبس» هيكلا لمركب البروتين المهم الذي يسمح لفيروس لاسا بإصابة الخلايا البشرية.
وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة «Cell Reports» عن تحديد أجسام مضادة جديدة ترتبط بهذه البروتينات وتحيد الفيروس، ما يمهد الطريق نحو لقاحات وعلاجات أكثر فعالية لفيروس لاسا.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور أندرو وارد أستاذ البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية التكاملية بأبحاث سكريبس «هذا العمل هو خطوة كبيرة إلى الأمام في قدرتنا على عزل الأجسام المضادة الجديدة إلى المواقع ذات الصلة من قابلية التأثر بالفيروس، ويوفر أساسًا لإجراء تصميم عقلاني للقاح لحماية الناس على نطاق واسع من العديد من سلالات فيروس لاسا». مضيفا «هذه الكواشف الجديدة الموصوفة في الورقة يتم استخدامها بالفعل بشكل جيد وتحقق نتائج جديدة ومثيرة»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص .
ومثل العديد من الفيروسات، يوجد فيروس لاسا في مجموعة متنوعة من السلالات، لكل منها اختلافات طفيفة في جيناتها. وقد جعل هذا التنوع من الصعب تحديد الأجسام المضادة التي تتعرف على جميع إصدارات الفيروس. لذلك كافح العلماء أيضًا لعزل Lassa glycoproteins (البروتينات الشبيهة بالسرعات التي تحيط بالفيروس) وهي هدف معظم الأجسام المضادة؛ ففي الفيروس المعدي، توجد هذه البروتينات السكرية بمجمعات من ثلاثة تسمى Trimers. لكن، على الرغم من ذلك، لعقود من الزمان، كان العلماء قادرين فقط على عزل البروتينات السكرية في المختبر كبروتينات مفردة وليس في مجمعاتها. إلّا انه في عام 2022، اكتشف وارد وزملاؤه كيفية استخدام الجسيمات النانوية لتماسك البروتينات السكرية معًا في أجزاء مقسمة.
وفي العمل الجديد، استخدم وارد وزملاؤه هذه التقنية لعزل وتوصيف هيكلي لأجزاء البروتينات السكرية من أربع سلالات مختلفة من فيروس لاسا.
إلّا ان المثير للدهشة أن هياكل البروتين السكري من السلالات المميزة كانت متشابهة للغاية.
وفي ذلك، تقول هيلي بيريت طالبة الدراسات العليا بسكريبس للأبحاث المؤلفة الأولى للعمل «كنا نأمل أن نرى اختلافات أكثر وضوحًا تفسر سبب عدم تمييز الأجسام المضادة لجميع السلالات. وبدلاً من ذلك، وجدنا مستوى عاليا جدًا من الحفظ عبر مكونات بروتين الببتيد والسكر».
وفي هذا الاطار، يكشف علماء أبحاث سكريبس عن بنية بروتين فيروس لاسا الحرجة باستخدام نفس البروتينات السكرية المستقرة، حيث استخدموا بعد ذلك عينات دم من مرضى تعافوا من فيروس لاسا لعزل الأجسام المضادة ضد مقويات البروتين السكري. فوجدوا أجسامًا مضادة جديدة وميزت الأجسام المضادة المكتشفة سابقًا والتي تتعرف على سلالات مختلفة من بروتين سكري لفيروس لاسا؛ والتي قد تكون مفيدة في تطوير علاج أو لقاح وقائي ضد الفيروس. فيما يخطط الفريق بالفعل لتجارب مستقبلية لتحديد المزيد من الأجسام المضادة ضد البروتينات السكرية لفيروس لاسا، إضافة إلى تحليل هياكل البروتين لتحديد أماكن البروتينات السكرية المثالية لاستهداف الأدوية.
وتخلص بيريت الى القول «كانت أهدافنا ليست فقط محاولة تحديد بعض التفاصيل الهيكلية لفيروسات لاسا المختلفة هذه وتعريفها، ولكن توفير بروتوكولات وموارد أساسية للمجال». مؤكدة «نأمل أن تساعد مناهجنا ونتائجنا الأولية في دفع العلم في هذا المجال إلى الأمام».