كالعادة، ومع حلول موعد بطولة كأس أفريقيا، تبدأ الأندية الأوروبية إعلان تذمرها من مغادرة لاعبيها الأفارقة للمشارَكة مع منتخبات بلادهم، وهذه المرة ومع تنظيم المغرب النسخة الـ35 خلال منتصف الموسم الكروي، علت نبرة الغضب من أندية الدوري الإنجليزي التي ستفتقد جهود عدد من أبرز نجومها لأسابيع.
ويرى ديفيد مويز، مدرب إيفرتون، أن اللاعبين المتجهين للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية يجب أن يغادروا بموافقة رسمية من أنديتهم، وعلى الاتحاد الدولي مراجعة روزنامة بطولاته. وستتأثر غالبية أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل أو بآخر بالبطولة الأفريقية التي تضم 24 منتخباً، وتقام في المغرب بداية من يوم الأحد المقبل وحتى 18 يناير (كانون الثاني).
ومع عدم وجود فترة راحة في منتصف الموسم في الدوري الإنجليزي، ستفتقد الأندية جهود اللاعبين المشاركين في البطولة الأفريقية نحو 6 جولات، إضافة إلى الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي، ومباريات دور الـ8 لكأس الرابطة المحترفة.
وسيعاني سندرلاند الصاعد حديثاً للدوري الممتاز، والذي يقدم عروضاً لافتة بالبقاء في النصف العلوي من جدول الترتيب، من خسارة كثير من نجومه الأفارقة، وسيكون الفريق الأكثر تضرراً، إذ يفتقد جهود 6 لاعبين، كما سيتعين على فرق مثل فولهام، ومانشستر يونايتد، وبيرنلي، وكريستال بالاس أيضاً التعامل مع غياب كثير من الأساسيين المؤثرين.
وسيفتقد مويز ثنائي السنغال، إدريسا غاي وإليمان ندياي، وقال بعد مباراة إيفرتون التي خسرها أمام تشيلسي السبت الماضي: «توجه لاعبانا الأفريقيان إلى منتخبهما، كما هي الحال مع كثير من أندية كرة القدم الأخرى، علينا أن نحترم البطولة الأفريقية تماماً».
وأضاف: «يتعين على اللاعبين الذهاب واللعب لمنتخبات بلادهم، وهذا حقهم. إنه لأمر رائع أن يتم اختيارهم لمنتخبات بلادهم. نتمنى لهم التوفيق».
وبدوره سيفتقد مانشستر يونايتد الثلاثي: الكاميروني برايان مبويمو، والمغربي نصير مزراوي، والعاجي أماد ديالو. وشارك الثنائي مبويمو وديالو، مساء الاثنين، في مباراة الفريق أمام بورنموث التي انتهت بالتعادل 4 - 4، بينما رفض الاتحاد المغربي السماح لمزراوي بالبقاء مع فريقه الإنجليزي. وأعرب يونايتد عن شعوره بالاستياء من مسؤولي منتخب المغرب، الذي يستهل مشواره في البطولة التي يستضيفها أمام منتخب جزر القمر يوم الأحد المقبل، لأن مشاركة مزراوي كانت من الممكن أن تغير نتيجة مباراة فريقه أمام بورنموث. وأكد مانشستر يونايتد أنه سيرفع الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يشعر بأنه عوقب بشكل غير عادل؛ بسبب وضع هذا الجدول الخاص بالمباريات.
وكان البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني ليونايتد، يتوقَّع أن يكون مزراوي، الذي تدرب مع زملائه يوم الأحد الماضي، قبل رحيله عن الفريق، جاهزاً للمشاركة، كما حدث مع مبويمو وأماد ديالو اللذين سمح لهما مع اتحادي الكاميرون وكوت ديفوار بالمشاركة.
ويشارك أكثر من 40 لاعباً محترفاً في إنجلترا في كأس الأمم الأفريقية، بمَن في ذلك الثلاثي النيجيري المؤثر في فولهام، أليكس إيوبي وكالفين باسي وسامويل تشوكويزي. وقال البرتغالي ماركو سيلفا مدرب فولهام: «نحن نتحدث عن 3 لاعبين أساسيين، لكننا نعلم أن ذلك سيحدث. لن نصاب بالذعر بشأن تأثيرهم». وسيكون التأثير الأبرز على سندرلاند الذي سيفتقد جهود بيرتراند تراوري (بوركينا فاسو) وآرثر ماسواكو ونواه صديقي (جمهورية الكونغو الديمقراطية) ورينيلدو (موزمبيق) وشمس الدين طالبي (المغرب).
وربما يشارك بالبطولة أيضاً السنغالي حبيب ديارا رغم عدم مشاركته في أي مباراة منذ سبتمبر (أيلول)؛ بسبب إصابة.
وقال ريغيس لو بري مدرب سندرلاند: «القرار ليس قرارنا، سنكتشف مدى عمق تشكيلتنا خلال فترة غيابهم». ولا يواجه المتصدر آرسنال مثل هذه المخاوف لعدم توجه أي من لاعبيه إلى البطولة، لكن الوضع يختلف بالنسبة للأندية التي تكافح في قاع الترتيب.
ويشهد ولفرهامبتون واندرارز، متذيل الترتيب، مشاركة إيمانويل أجبادو (كوت ديفوار)، وتاواندا تشيريوا (زيمبابوي)، كما يشهد بيرنلي صاحب المركز قبل الأخير مشاركة أكسل توانزيبي (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، ولايل فوستر (جنوب أفريقيا) وحنبعل المجبري (تونس).
ويشارك من وست هام يونايتد صاحب المركز الـ18 آرون وان-بيساكا مع (جمهورية الكونغو الديمقراطية) والحاج مالك ضيوف (السنغال). وربما يتمثل أحد التأثيرات غير المقصودة لبطولة كأس الأمم في تهدئة العاصفة المحيطة بنجم ليفربول محمد صلاح، الذي سيتوجَّه للمشارَكة مع المنتخب المصري في البطولة الأفريقية، وكذلك مواطنه عمر مرموش مهاجم مانشستر سيتي.


