ارتفاع قياسي لعجز التجارة الأميركية وثقة فائقة للمستهلكين

TT

ارتفاع قياسي لعجز التجارة الأميركية وثقة فائقة للمستهلكين

ارتفع عجز تجارة السلع في الولايات المتحدة بشدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع تعافي الواردات، ما بدد أثر زيادة محدودة في الصادرات، لكن ما زال من المتوقع أن تكون التجارة دعمت النمو الاقتصادي في الربع الأخير من العام الماضي.
وقالت وزارة التجارة الأميركية الأربعاء إن عجز التجارة السلعية زاد 8.5 في المائة إلى 68.3 مليار دولار في الشهر الماضي. وانخفض عجز التجارة السلعية على مدى ثلاثة أشهر متتالية مدفوعا بتراجع الواردات.
وفي ديسمبر، ارتفعت الواردات السلعية 2.9 في المائة إلى 205.3 مليار دولار بعد أن انخفضت 1.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وزادت صادرات السلع 0.3 في المائة الشهر الماضي إلى 137 مليار دولار بعد أن ارتفعت 0.8 في المائة في نوفمبر.
وخصمت التجارة 0.14 نقطة مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث. ونما الاقتصاد بوتيرة سنوية 2.1 في المائة في الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول).
وفي غضون ذلك، قال مكتب الميزانية في الكونغرس الأميركي إن عجز موازنة الحكومة الاتحادية في طريقة لتجاوز عتبة التريليون دولار في السنة المالية 2020.
ويتوقع مكتب الميزانية، بحسب بيان مساء الثلاثاء، أن يرتفع العجز من 4.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 5.4 في المائة على مدى السنوات العشر القادمة، وأشار المكتب إلى أن العجز سيصل على المدى الطويل إلى مستويات لم يشهدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى، تراجعت طلبيات التوريد الجديدة على السلع الرأسمالية الأساسية المصنعة في الولايات المتحدة بأعلى وتيرة في ثمانية أشهر في ديسمبر الماضي، وانخفضت الشحنات، مما يشير إلى مزيد من الانكماش لاستثمارات الشركات في الربع الرابع من 2019 على نحو ما زال يثقل كاهل النمو الاقتصادي.
لكن حتى الآن، يبدو أطول نمو اقتصادي على الإطلاق في طريقه للاستمرار، إذ أظهرت بيانات أخرى الثلاثاء ارتفاع ثقة المستهلكين إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر في يناير (كانون الثاني)، وسط تفاؤل حيال سوق العمل. ينبئ ذلك بأن إنفاق المستهلكين قد يظل قويا نوعا ما في المدى القريب، ما سيخفف بعض الضرر على الاقتصاد الناتج عن ضعف استثمارات الشركات.
وقالت وزارة التجارة الأميركية إن طلبيات السلع الرأسمالية غير العسكرية عدا الطائرات، والتي تحظى بمتابعة وثيقة كونها مؤشرا على خطط إنفاق الشركات، هبطت 0.9 في المائة الشهر الماضي بفعل ضعف الطلب على الآلات والمعادن الأساسية والمعدات والأجهزة والمكونات الكهربائية. وهذا أكبر تراجع منذ أبريل (نيسان) الماضي.
وجرى خفض بيانات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتظهر زيادة طلبيات تلك السلع المعروفة بالرأسمالية الأساسية 0.1 في المائة، بدلا من 0.2 في المائة في القراءة السابقة. وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن تستقر طلبيات السلع الرأسمالية الأساسية دون تغير في ديسمبر الماضي. وارتفعت طلبيات السلع الرأسمالية الأساسية 0.8 في المائة في 2019 بأكمله. وانخفضت شحناتها 0.4 في المائة الشهر الماضي.
وفي تقرير منفصل الثلاثاء، قالت مؤسسة كونفرانس بورد إن مؤشرها لثقة المستهلكين ارتفع 3.4 نقطة إلى 131.6 في يناير الجاري، وهي أعلى قراءة منذ أغسطس (آب) الماضي. ويتوقع الاقتصاديون نزولا مؤقتا في ثقة المستهلكين في فبراير (شباط) المقبل بسبب فيروس تاجي قاتل راح ضحيته أكثر من 100 شخص في الصين مع تسجيل حالات إصابة في دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا واليابان.



انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل في بداية العام، رغم أن بعض العمال المسرحين لا يزالون يواجهون صعوبات في العثور على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء، إن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات انخفضت بمقدار عشرة آلاف، لتصل إلى 201 ألف طلب معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 218 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وقد تم نشر التقرير قبل يوم واحد من الموعد المقرر، حيث تغلق مكاتب الحكومة الفيدرالية، الخميس، تكريماً للرئيس السابق جيمي كارتر الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر ناهز 100 عام.

وعلى الرغم من أن طلبات الحصول على الإعانات تميل إلى التقلب في بداية العام، فإنها تتأرجح حول مستويات تدل على انخفاض حالات تسريح العمال، ما يعكس استقراراً في سوق العمل، ويدعم الاقتصاد الأوسع. وقد أكدت البيانات الحكومية التي نشرت، الثلاثاء، استقرار سوق العمل، حيث أظهرت زيادة في فرص العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وجود 1.13 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر (تشرين الأول).

وتُعد حالة سوق العمل الحالية دعماً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، وسط عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الاقتصادية المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وكان ترمب قد تعهد بتخفيض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، فضلاً عن ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وهي خطط حذر خبراء الاقتصاد من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.

وفي ديسمبر، خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة. ورغم ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنةً بأربعة تخفيضات كان قد توقعها في سبتمبر (أيلول)، عندما بداية دورة تخفيف السياسة. جدير بالذكر أن سعر الفائدة قد تم رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 بهدف مكافحة التضخم.

ورغم أن عمليات التسريح لا تزال منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية، فإن عمليات التوظيف شهدت تباطؤاً، مما ترك بعض الأشخاص المسرحين يواجهون فترات طويلة من البطالة. وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، قد زاد بمقدار 33 ألف شخص ليصل إلى 1.867 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر.

ويرتبط جزء من الارتفاع فيما يسمى «المطالبات المستمرة» بالصعوبات التي تتجاوز التقلبات الموسمية في البيانات. ومع اقتراب متوسط مدة البطالة من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، يأمل الخبراء الاقتصاديون في تحسن الأوضاع مع نشر تقرير التوظيف المرتقب لشهر ديسمبر يوم الجمعة المقبل.

وأظهرت توقعات مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية قد زادت على الأرجح بحوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مع تلاشي الدعم الناتج عن نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ»، وشركات طيران أخرى. وفي حين أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.