واشنطن ستبقي على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية

حاويات في ميناء يانغشان بشنغهاي الصينية (أرشيف - رويترز)
حاويات في ميناء يانغشان بشنغهاي الصينية (أرشيف - رويترز)
TT
20

واشنطن ستبقي على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية

حاويات في ميناء يانغشان بشنغهاي الصينية (أرشيف - رويترز)
حاويات في ميناء يانغشان بشنغهاي الصينية (أرشيف - رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة أمس (الثلاثاء) أنّها ستبقي على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية لأنّ الاتفاق التجاري الجزئي الذي تعتزم واشنطن توقيعه مع بكين اليوم (الأربعاء) لا ينصّ على إلغاء هذه الرسوم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية ومكتب ممثل التجارة الأميركية في بيان مشترك: «ليس هناك اتفاق على تخفيض التعريفات في المستقبل. أي شائعات تقول عكس ذلك هي خاطئة تماماً».
وأتى البيان المشترك بعد تقرير لوكالة «بلومبرغ» قالت فيه إن الرسوم الجمركية المفروضة على ما قيمته مليارات الدولارات من الواردات الصينية ستبقى سارية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وبعد ذلك يمكن إزالتها.
وتطالب بكين واشنطن بإلغاء كل أو جزء من الرسوم الجمركية العقابية المفروضة على صادراتها إلى الولايات المتّحدة.
وجاء البيان عشية توقيع البلدين على اتفاق تجاري جزئي يرسي هدنة في حربهما التجارية الدائرة منذ عامين، وتبادلت خلالها القوتان الاقتصاديتان الأكبر في العالم فرض رسوم جمركية مشدّدة على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية السنوية.
وأشعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتيل حرب تجارية مع بكين في 2018، خصوصاً بهدف إعادة التوازن إلى التجارة الثنائية، ما نتج عنه ردّ من الصين وقلق في الأسواق العالمية.
وبموجب الاتفاق الجزئي، ستواصل إدارة ترمب فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 25 في المائة على منتجات صناعية تساوي قيمتها 250 مليار دولار من الواردات الصينية السنوية، في حين ستخفّض إلى 7.5 في المائة أي النصف رسم الـ15 في المائة الذي كان مفروضاً على واردات صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار سنوياً.
كما وافق الرئيس الأميركي على إلغاء رسوم جمركية إضافية قدرها 15 في المائة كان مقرّراً فرضها اعتباراً من منتصف ديسمبر (كانون الأول) على ما قيمته 160 مليار دولار من السلع الصينية.


مقالات ذات صلة

بكين تُعدّ «قائمة سرية» بالسلع الأميركية المُعفاة من الرسوم

الاقتصاد حاويات في ميناء غوانغزو جنوب الصين (أ.ب)

بكين تُعدّ «قائمة سرية» بالسلع الأميركية المُعفاة من الرسوم

قال مصدران مُطّلعان إن الصين وضعت قائمة بالمنتجات الأميركية الصنع التي ستُعفى من رسومها الجمركية، وإن بكين تُبلّغ الشركات سراً بهذه السياسة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس الصيني شي جينبينغ وديلما روسيف رئيسة بنك التنمية الجديد لدى زيارة الأول لمقر البنك في مدينة شنغهاي الثلاثاء (رويترز)

الصين تطالب أميركا بـ«سحب فوري» للإجراءات الجمركية

شددت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، على ضرورة سحب الولايات المتحدة الإجراءات الجمركية أحادية الجانب بشكل فوري، والعودة إلى مسار الحوار والتعاون.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد آلاف الحاويات المعدة للشحن في ميناء قوانغتشو أكبر مركز شحن في جنوب الصين (أ.ب)

الصين تطلق خطاً بحرياً مباشراً إلى بيرو

افتتح ميناء قوانغتشو الصيني، أكبر مركز شحن في جنوب البلاد، يوم الثلاثاء، خطاً مباشراً إلى ميناء تشانكاي في بيرو

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيارات معدة للتصدير في ميناء نانجينغ شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تتعهد بعدم إغراق الأسواق في خضم حرب التجارة

أكد مسؤول صيني كبير أن بلاده لن تغرق أسواق الدول الأخرى ببضائعها في خضم حربها التجارية والجمركية مع الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين )
الاقتصاد الأجسام الرئيسية لطائرات بوينغ «737 ماكس» تنقل على عربات قطار في سياتل بولاية واشنطن الأميركية (رويترز)

بكين: الرسوم الأميركية أضرت بوينغ وشركات الطيران الصينية

قالت وزارة التجارة الصينية الثلاثاء إنّ الرسوم الجمركية الإضافية الباهظة التي فرضتها واشنطن مسؤولة عن قرار بكين تجميد تسلمها طائرات بوينغ.

«الشرق الأوسط» (بكين)

ألمانيا تتجنّب الركود... والبطالة تبلغ أعلى مستوى منذ الجائحة

موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)
موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)
TT
20

ألمانيا تتجنّب الركود... والبطالة تبلغ أعلى مستوى منذ الجائحة

موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)
موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)

حقّق الاقتصاد الألماني نمواً طفيفاً في الربع الأول من العام، مدعوماً بزيادة الاستهلاك والاستثمار، مما ساعده على تجنّب الدخول في ركود بعد انكماش سجله في نهاية عام 2024.

ووفقاً للتقديرات الأولية الصادرة عن مكتب الإحصاء، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بما يتماشى مع توقعات المحللين، مقارنة بانكماش نسبته 0.2 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي، الذي أثار -حينها- مخاوف من ركود اقتصادي وشيك. ويُعرف الركود عادةً بأنه تسجيل نمو سلبي لربعَيْن متتاليَيْن.

ورغم هذا التعافي الطفيف، تبقى ألمانيا الدولة الوحيدة ضمن مجموعة السبع الكبرى التي لم تسجّل نمواً خلال العامَيْن الماضييْن. وتُهدد الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتوجيه ضربة إضافية إلى اقتصادها، قد تضعه على مسار ثالث عام من الركود؛ وهو أمر غير مسبوق في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.

وفي السياق نفسه، ارتفع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا خلال أبريل (نيسان) بأقل من المتوقع، إلا أن معدل البطالة صعد إلى أعلى مستوياته منذ «جائحة كورونا»، في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية على سوق العمل رغم النقص المزمن في العمالة.

وأعلن مكتب العمل الاتحادي، يوم الأربعاء، أن عدد العاطلين ارتفع، بعد التعديل الموسمي، بمقدار 4 آلاف شخص ليصل إلى 2.92 مليون، وهو تقريباً مستوى شهر مارس (آذار) نفسه. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة بنحو 15 ألفاً.

وارتفع معدل البطالة المعدّل موسمياً إلى 6.3 في المائة مقابل 6.2 في المائة خلال الشهر السابق، وهو أعلى مستوى يُسجّل -باستثناء فترة الجائحة- منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015.

التحديات الاقتصادية أمام الحكومة الجديدة

تأتي هذه البيانات في الوقت الذي تستعد فيه حكومة جديدة بقيادة المحافظين لتولي مهامها الأسبوع المقبل مع «الاشتراكيين الديمقراطيين». وسيكون إنعاش أكبر اقتصاد في أوروبا أحد تحدياتها الرئيسية. ولتجنّب عام ثالث من الانكماش في عام 2025، يقول الاقتصاديون إن تعزيز الاستهلاك في ألمانيا أمر بالغ الأهمية.

ورغم تسجيل مبيعات التجزئة نتائج إيجابية خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، أظهرت بيانات نُشرت الأربعاء تراجعها بنسبة 0.2 في المائة خلال مارس مقارنة بالشهر السابق، وسط ارتفاع في أسعار الواردات، ما يُنذر بعودة الضغوط التضخمية. وكان محللون قد توقعوا انخفاضاً أكبر نسبته 0.4 في المائة.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هامبورغ التجاري»، سايروس دي لا روبيا: «بعد عامَيْن من الركود، وسيل الأخبار المقلقة التي تلاحق المواطنين يومياً، من الصعب توقّع عودة الثقة سريعاً، أو تحفيز المستهلكين على الإنفاق بسخاء».

في الوقت ذاته، يعاني قطاع الأعمال حالة من عدم اليقين، على خلفية الرسوم الجمركية الأميركية. وقد سحبت «مرسيدس-بنز»، الأربعاء، توقعاتها لأرباح العام، في حين حذّرت «فولكسفاغن» من أن هوامش الربح قد تنخفض إلى أدنى مستوياتها هذا العام.

وأشار مكتب الإحصاء الألماني إلى أن أسعار الواردات ارتفعت في مارس بنسبة 2.1 في المائة على أساس سنوي، وهي نسبة أقل من التوقعات البالغة 2.6 في المائة. ونظراً إلى اعتماد الاقتصاد الألماني على واردات المواد الخام والسلع الوسيطة، فإن هذا الارتفاع ينعكس على التضخم المحلي بفارق زمني.

ومن المنتظر أن تصدر، في وقت لاحق من الأربعاء، بيانات التضخم الوطنية لشهر أبريل، وسط توقعات بتباطؤ المعدل إلى 2.1 في المائة مقارنة بـ2.3 في المائة في مارس.