وصول الغاز الإسرائيلي للأردن يفجّر رفضاً شعبياً ودعوات إلى التظاهر

TT

وصول الغاز الإسرائيلي للأردن يفجّر رفضاً شعبياً ودعوات إلى التظاهر

فجّر خبر بدء الضخ التجريبي للغاز الإسرائيلي إلى الأردن مواجهة جديدة بين الحكومة والرأي العام، لتجد القوى الحزبية والنقابية والنيابية نفسها أمام حتمية تنفيذ وعودها بالتصعيد لمواجهة تنفيذ اتفاقية الغاز التي يعدّها معارضون أردنيون تطبيعاً اقتصادياً مرفوضاً مع إسرائيل.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية (نيبكو)، في بيان مساء أول من أمس (الأربعاء)، عن بدء الضخ التجريبي للغاز الطبيعي المستورد من شركة «نوبل» (نوبل جوردان ماركيتينغ - NBL) بموجب الاتفاقية الموقّعة بين الطرفين عام 2016. ويستمر الضخ التجريبي لمدة ثلاثة أشهر، وفق المتطلبات الفنية والعقدية بين الجانبين.
وفيما صدرت دعوات شعبية لتنفيذ مسيرات واعتصامات للتنديد بإصرار الحكومة الأردنية على المضي بتنفيذ الاتفاقية التي تصفها قوى نقابية بـ«اتفاقية إذعان»، قالت فعاليات شعبية إن تنفيذ الاتفاقية من شأنه كسر صمود الشعب الفلسطيني ودعم نفوذ الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، دعت قوى حزبية على رأسها جماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في البلاد، وذراعها السياسية حزب «جبهة العمل الإسلامي»، إلى مسيرة حاشدة تنطلق، اليوم، من أمام الجامع الحسيني في وسط العاصمة عمّان. ومن المتوقع أن تنضم إلى هذه المسيرة قوى يسارية معارضة وحركات شعبية.
وأمام ذلك يجد مجلس النواب الأردني نفسه طرفاً في معادلة مواجهة الاتفاقية، بعد أن تعهد المجلس بتقديم مذكرة حجب الثقة عن الحكومة في حال أصرت على المضيّ بتنفيذ اتفاقية الغاز المطعون بها أمام المحكمة الدستورية، وهو ما يضع المجلس أمام تنفيذ وعوده التي أطلقها نواب في أكثر من مناسبة. وشهدت جلسة تشريعية، الأسبوع الماضي، سجالاً حاداً على خلفية قرب موعد وصول الغاز الإسرائيلي، حيث أحال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة مذكرة حملت «صفة الاستعجال» للمطالبة بإصدار قانون يمنع استيراد الغاز الإسرائيلي، بعد أن أفتت المحكمة الدستورية الأردنية بعدم جواز مرور اتفاقية الغاز على المجلس لكونها عبارة عن اتفاق بين شركات خاصة وتسهم الحكومة بحصة فيها.
وكانت حكومة هاني الملقي السابقة قد وقّعت اتفاقية الغاز مع شركة أميركية لاستيراد الغاز من إسرائيل عبر شركة الكهرباء الأردنية، ما فتح باب الجدل واسعاً وسط دعوات إلى إسقاط الحكومة شعبياً.
وما زاد حالة الاحتقان على مدار أكثر من عامين، تمترُس الحكومة السابقة ومن بعدها حكومة عمر الرزاز الحالية، خلف حجة سرّية الاتفاقية وعدم الكشف عن بنودها بذريعة تحمّل الأردن شرطاً جزائياً مالياً في حال كشف تفاصيلها، مع الدفاع عن الاتفاقية رسمياً في ظل انقطاع الغاز المصري مراراً عن المملكة. وفيما حاولت حكومة عمر الرزاز أن تلقي بمسؤولية العمل بالاتفاقية على حكومة هاني الملقي السابقة، ناور مجلس النواب منذ سنواته الانتخابية الأولى، للمطالبة بفتح البنود للمناقشة، وسط شكاوى نيابية من أن الاتفاقية غير مجدية اقتصادياً كما أنها تُخضع قرار تزويد الطاقة للبلاد لمزاج العلاقات المتوترة سياسياً مع إسرائيل.



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.