القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية في 2020

تسلمت شعلة التنصيب من تونس

مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية في 2020

مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تسلمت مصر شعلة تنصيب مدينة القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2020. خلفاً للعاصمة التونسية، وذلك في الاحتفال الذي أقامته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بمدينة الثقافة في تونس.
وتسلم الشعلة من الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية في تونس، الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة المصري، والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية.
وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، في بيان صحافي أمس: «إن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية يهدف إلى توطيد أواصر العلاقات بين الشعوب التي تتشارك في كثير من المفردات والعناصر، من خلال إقامة حوار إبداعي بينها وتعزيز مجالات التواصل الفكري بين أبناء الأمة الإسلامية، كما يعمل على إبراز مضامين التراث الزاخر بالمفاهيم التي تدعو إلى التسامح والتعايش أمام العالم وتقديم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية العريقة».
وأعدت وزارة الثقافة المصرية برنامج أنشطة متنوعاً للاحتفال بهذه المناسبة، تشارك فيه جميع الهيئات والقطاعات بالوزارة، ويتضمن كثيراً من الفعاليات التي تعكس جانباً من شخصية الثقافة المصرية المتفردة. واعتبرت عبد الدايم اختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2020 «تأكيداً لمكانة مصر في قلب العالم الإسلامي، باعتبارها ملتقى للثقافات على مر العصور».
وتبنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية، الذي جاء على غرار البرنامج الذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الخاص باختيار عاصمة الثقافة العربية، وتقرر إسناده سنوياً إلى 3 مدن إسلامية عريقة، تمثل المناطق الإسلامية في كل من العالم العربي، أفريقيا وآسيا، إلى جانب العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين، وتمتد الاحتفالات والمظاهرات على مدار عام كامل.
وقد وُقّع الاتفاق على إقامة هذه المظاهرة منذ عام 2001. مع انعقاد المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة، واعتمد في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر عام 2004. وحملت مكة المكرمة اللقب الأول عام 2005. ثم تداولت المدن الإسلامية اللقب، وعلى التوالي انتقل إلى حلب في سوريا، وفاس في المغرب، والإسكندرية في مصر، والقيروان في تونس، وتريم في اليمن، وتلمسان في الجزائر، والنجف في العراق، والمدينة المنورة في السعودية، والشارقة في الإمارات، ونزوى في سلطنة عمان، والكويت في الكويت، والعاصمة الأردنية عمان، والمنامة عاصمة البحرين، وتونس (تونس)، حتى وصلت إلى القاهرة عام 2020، الذي اختارت منظمة «الإيسيسكو» خلاله أيضاً العاصمة الأوزبكية «بوخاري»، عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة الآسيوية، و«باماكو» في جمهورية مالي في أفريقيا.
وتعدّ مدينة القاهرة التاريخية من أهم المدن التراثية وأكبرها في العالم؛ وهي تضم عدداً كبيراً من الآثار والمباني التاريخية، بما يعبر عن تاريخ القاهرة الطويل بصفتها عاصمة سياسية وثقافية وتجارية كبيرة ورائدة في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وقد أدى موقع القاهرة الاستراتيجي على حافة الدلتا بين نهر النيل شرقاً، وجبل المقطم غرباً، إلى التفاعل البشري المستمر مع الموقع، وكانت الفترة منذ القرن التاسع إلى الخامس عشر – المعروفة أيضاً بعصر النهضة الإسلامية – عصراً ذهبياً للمدينة، عندما كان للرواد من العلماء والأطباء والفلكيين وعلماء الدين والكُتاب تأثير قوي ومكانة كبيرة امتدت لما يتجاوز حدود العالم الإسلامي.
والعاصمة المصرية القاهرة، تعد نموذجاً متميزاً للمعمار الإسلامي؛ حيث تضم كثيراً من النماذج المعمارية الفريدة، من عصور الأمويين والطولونيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، ونظراً لوفرة وثراء هذا المعمار الذي يزين القاهرة، فقد عرفها العلماء والمؤرخون والجمهور باسم «مدينة الألف مئذنة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.