بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

7 أسئلة حول اختبارات التصوير الطبي
من الأخطاء الشائعة عند بعض المرضى أن يلح على طبيبه المعالج ليجري له فحوصات متكررة بالأشعة السينية كي يطمئن على صحته وسلامته. ولا شك أن للتصوير بالأشعة السينية فوائد كثيرة إذا ما أجري بجرعات قليلة وكانت له دواعيه في تأكيد أو نفي التشخيص الطبي للمرض.
ومن المفترض أن يلتزم الطبيب المعالج بالاشتراطات العلمية لطلب الفحص بالأشعة وأن تتوفر في قسم الأشعة كافة متطلبات واشتراطات الحماية والسلامة سواء أثناء الانتظار أو أثناء القيام بعملية الفحص الإشعاعية. كذلك ينبغي أخذ الحذر بصورة أكبر للنساء الحوامل حفاظا على صحتهن وصحة الأجنة في بطونهن، وكذلك للأطفال كونهم أكثر عرضة لمخاطر الأشعة عن طريق إعطائهم أقل جرعة إشعاعية ممكنة وللضرورة فقط، وفقا للهيئة العامة للغذاء والدواء بالسعودية (sfda).
وأخيرا، أطلق اتحاد رؤساء السلطات الأوروبية المختصة بالوقاية من الإشعاعات (HERCA) حملة جديدة تهدف إلى زيادة الوعي بفوائد وأضرار الفحوصات الطبية الإشعاعية واستخدامها المناسب، وفقا للموقع الطبي يونيفاديس.
وفي الثامن من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي انطلقت حملة توعوية تحت عنوان «الحصول على الصورة المناسبة لمريضي Getting the Right Image for my Patient» لتتزامن مع اليوم العالمي للأشعة. وقد تم فيها تسليط الضوء على الأفكار والحجج البسيطة بطلب عمل التصوير الإشعاعي. وفي هذه الحملة تم طرح سبعة أسئلة، والمطلوب من الطبيب المعالج أن ينظر فيها قبل أن يقوم بطلب فحوصات التصوير، أيا كانت. الأسئلة هي كالتالي:
1- ما هي القيمة التي يمكن أن يضيفها الفحص الإشعاعي، إذا كان الطبيب المعالج قد تمكن من وضع التشخيص؟
2- لماذا أعرض مريضي لإجراء فحص إشعاعي آخر، إذا تم إجراء فحص مماثل له، أخيرا؟
3- ألا يمكن إجراء فحص آخر، للمريض، لا تستخدم فيه الإشعاعات المؤينة، بدلا من طلب فحص بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي؟
4- هل تم الشرح للمريض أن التصوير بالأشعة المقطعية لا يخلو من المخاطر؟
5- كيف يمكنني أن أتأكد من أن مريضي قد حصل على الفحص الأنسب من فحوصات التصوير الإشعاعي، ما يغنيه عن إعادة ذلك الفحص مرة ثانية؟
6- يجب أن نسأل المريضة «الأنثى» ما إذا كان من المحتمل أن تكون حاملا!
7- ما الذي يجب أن يفكر فيه الطبيب المعالج قبل أن يحيل مريضه «الطفل» لعمل فحص بالتصوير الإشعاعي؟
وقد عمل اتحاد رؤساء السلطات الأوروبية المختصة بالوقاية من الإشعاعات (HERCA) على توفير تفاصيل ومعلومات الحملة عبر الإنترنت بلغات متعددة تكون في متناول جميع الأطباء.
أخطاء يرتكبها أهالي المدمنين
يعيش أفراد أسر المدمنين فترة حرجة من حياتهم تتخللها ردود أفعال مختلفة تكون عادة غير صحية، كاستجابة طبيعية لمعالجة الأحاسيس السلبية الناتجة عن وجود مدمن فيما بينهم. الدكتور عبد الله الشرقي استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي يستعرض ويحلل أهم تلك الأخطاء:
- ميل جميع أفراد أسرة المدمن أو بعضهم لمحاولة إقناع النفس بالتقليل من حجم المشكلة وهي وسيلة دفاعية نفسية تجنب الأهل الإحساس بالقلق والتوتر من وجود مدمن داخل الأسرة، فتبدأ العائلة تقتنع بوعود المدمن بالتوقف، وتحاول غض الطرف عن بعض التصرفات غير المقبولة التي يرتكبها، وقد تصل هذه التغيرات إلى التركيز على السمات الجيدة للمدمن كتميّزه بالذكاء ونجاحه في العلاقات الاجتماعية كوسيلة نفسية لتشتت الانتباه عن أخطائه وعن إدمانه.
وقد ينتبه بعض المدمنين لطبيعة ردود أفعال الأهل ويستغلون ذلك لإقناعهم بالإقلاع عن التعاطي بينما هم مستمرون في تعاطيهم. إن مثل هذه الاستجابات لدى الأهل قد تعطل طلب المساعدة وتفاقم المشكلة مع مرور الوقت نتيجة لحصول مزيدٍ من التغيرات الدماغية الناتجة عن التعرض لمزيد من التعاطي.
- محاولة مكافأة المدمن بشكل مبالغ فيه، وذلك عند توقفه أو كمحاولة لتشجيعه على التوقف كالسماح له بالسفر أو حصوله على سيارة أو إعطائه مبلغا من المال دون التأكد من استقرار حالته. مثل هذا الأمر قد يزيد من حجم المشكلة وتشعبها وتأخير طلب العلاج، ويجب عند مكافأة المدمن على سلوكه الإيجابي أن يتم ذلك بشكل متوازن مناسب لشخصيته والمرحلة التي يمر بها.
- محاولة إلزام المدمن بأمر معين لإشغاله عن تعاطيه وهو غير مهيأ لذلك الالتزام، ومن ذلك البحث له عن عمل أو الاعتقاد بأن الزواج هو الحل، وغالبا ما تفشل مثل هذه الأساليب لأن المتعاطي لا يستطيع الالتزام بالعمل أو الاستمرار بالزواج فتزيد مثل هذه الأمور من إحساسه بالفشل والإحباط والتوتر، وينتهي به الأمر للعودة للتعاطي محاولة منه لمعالجة هذه الأحاسيس ويجب دائما التأكد من استقرار المدمن نفسيّا قبل إقحامه في التزامات هو ليس مهيأ لتنفيذها بعد.
- التشدد الزائد مع المدمن، كالطرد من المنزل أو الحبس أو غير ذلك من ردود الأفعال المبالغ بها وهي أساليب لا تصلح لجميع المدمنين، وقد تؤدي إلى زيادة الضغوط على المدمن وتهوره وتصرفه بطريقة تزيد من تعاطيه ومن رفضه للمساعدة.
- الحزم، رغم أهمية استخدامه مع بعض المدمنين، فإنه يجب أن يُطبّق بطريقة داعمة ومناسبة لوضع المدمن وظروفه ومرحلة تعاطيه.
ولتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء يجب على أهالي المدمنين محاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن موضوع الإدمان وتأثيراته وكيفية التعامل مع المدمن وتثقيف أنفسهم في هذا المجال، فسعي الأهل للحصول على مثل هذه المعلومات يساعد على تحسين ردود أفعالهم ويزيد من فرص الوصول إلى حلول مناسبة لمثل هذه المشاكل.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».