إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

الأطفال والنوم
- كيف أتأكد أن طفلي يأخذ القسط الكافي من النوم الليلي؟
- هذا ملخص أسئلتك عن نوم الأطفال. وصحيح ما ذكرت أن نوم الطفل العدد الكافي من الساعات يُساهم بشكل مؤثر جداً في نمو الجهاز العصبي والنمو البدني بطريقة صحية مفيدة لفترة طويلة من العمر. وقد ربطت الدراسات الطبية بين قلة النوم وتقلبات الحالة المزاجية وانخفاض الوظيفة الإدراكية، بما في ذلك صعوبات التركيز وانخفاض درجات الاختبار وانخفاض الأداء المدرسي الإجمالي، كما أن قلة النوم ترتبط أيضاً باضطراب عادات الأكل والسمنة.
ومن أبسط علامات نيل الطفل نوماً كافياً هو استيقاظه قبل المنبه، والعكس صحيح، إذا كان لا يزال عليك سحب الطفل من السرير رغم صوت المنبه وعدم ملاحظتك استيقاظه بكل ذلك. وأيضاً لتحديد ما إذا كان طفلك يحصل على قسط كافٍ من النوم، أجيبي بنفسك عن هذه الأسئلة:
- هل يحتاج طفلي إلى الاستيقاظ ثلاث إلى أربع مرات قبل أن يغادر الفراش فعلياً؟
- هل يشكو طفلي من التعب طوال اليوم؟
- هل يأخذ طفلي غفوة بعد الظهر؟
- هل يحتاج طفلي إلى النوم أطول في عطلة نهاية الأسبوع؟
إذا كانت الإجابة بنعم على أي من هذه الأسئلة، فإن طفلك ببساطة لا يحصل على قسط كافٍ من النوم. وهذا يعني أن عليك العمل على تكوين عادات نوم أفضل لطفلك، لأنه قد لا يحصل على قسط كافٍ من النوم.
وبداية، يحتاج الأطفال في سن المدرسة (من 5 إلى 12 عاماً) إلى ما بين 9 إلى 12 ساعة من النوم كل ليلة، لكن الكثير من الأطفال يحصلون فقط على 8 ساعات أو أقل في الليلة. وأحياناً قد يُعاني أحد الوالدين أو كلاهما من اضطرابات النوم، وبالتالي قد يعتقدون أن أعراض الحرمان من النوم طبيعية تماماً، ونتيجة لذلك، فهم لا يعلمون حتى أن أطفالهم لا يحصلون على ما يكفي من الاهتمام.
وأبسط الطرق في التعامل مع نوم الأطفال هو تعويدهم على النوم المبكر، عبر وضع موعد تقريبي محدد للذهاب الليلي إلى النوم. ومما يساعد في نجاح ذلك، تهيئة الظروف. وتشمل تهيئة الظروف عوامل عدة، منها:
- التأكد من إتمام الطفل أداء واجباته المدرسية، كالتحضير لاختبار أو مراجعة درس معين. وهذا يجعله يرتاح من ناحية متطلبات حضوره المدرسي صباح اليوم التالي.
- التأكد من تناول الطفل لوجبة العشاء، بمكونات مغذية ومريحة للمعدة ومُسهّلة للنوم، كالحليب والخبز والفواكه والبيض.
- تقليل تناول الطفل للمشروبات والمأكولات المحتوية على الكافيين، كالكولا والشوكولاته، من أواخر فترة ما بعد الظهر.
- تخفيف التعرض لشاشات الكومبيوتر والتلفزيون، وتحديداً يشير أطباء الأطفال في كليفلاند كلينك بالقول: «إيقاف تشغيل الشاشات الإلكترونية قبل 60 دقيقة على الأقل من وقت النوم».
- تعيين جدول نوم منتظم للنوم والاستيقاظ، لا يختلف فيه وقت نوم طفلك ووقت استيقاظه بأكثر من 30 إلى 45 دقيقة بين ليالي الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع، مع تحبيب الطفل في هذه المواعيد دون ضغط عليه.
- قضاء وقت مع الطفل قبل النوم لمساعدته على ذلك لإعطائه شعوراً من القرب من والديه، وجعل عملية إيقاظ الطفل مريحة ومحببة له دون صراخ أو فزع، مع عدم إخراجه من الفراش فعلياً وهو غير مستيقظ بعد بشكل كاف.
ويضيف أطباء الأطفال في كليفلاند كلينك: «كما هو الحال مع الكثير من العادات الصحية، من الضروري أن تكون قدوة جيدة لطفلك بجعل النوم أولوية بالنسبة لك».
ومع هذا كله، ثمة بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم، ما يتطلب مراجعة طبيب الأطفال، خاصة حينما يبدو أن الطفل يعاني من مخاوف مفرطة أو قلق حول النوم، أو يُصدر الشخير أثناء النوم، أو كثرة الاستيقاظ غير المبررة ليلا بالرغبة في دخول الحمام أو شرب الماء مثلاً، الشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار رغم ساعات النوم الكافية.
تحليل الدم الخفي في البراز
- هل تحليل الدم الخفي في البراز دقيق في تشخيص الأمراض؟
- هذا ملخص أسئلتك عن فحص وجود الكميات القليلة جداً من الدم في البراز، ومدى دقة دلالات نتائجه. والطبيب في الغالب قد يطلب هذا الفحص كوسيلة للكشف المبكّر عن الإصابة بسرطان القولون، وهو الذي يُنصح به بشكل روتيني بعد بلوغ المرء عمر 50 عاماً، إما سنوياً وإما كل بضع سنوات، وفق عدد من المعطيات الصحية. كما قد يطلب الطبيب هذا الفحص ضمن تقييم الأسباب المحتملة لفقر الدم، لتحديد ما إذا كان النزف في أحد أجزاء الجهاز الهضمي هو السبب في فقر الدم.
وقد يُؤثر تناول بعض أنواع الأطعمة، أو بعض الأدوية والمكملات الغذائية، في نتيجة هذا الفحص ليعطي إما بنتيجة إيجابية وإما بنتيجة سلبية بشكل خاطئ، ولذا يُطلب من المريض تجنب بعض الأطعمة أو الأدوية، لضمان دقة نتائج الفحص، مثل بعض الفواكه أو الخضراوات، واللحوم الحمراء، والمكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين «سي»، ومسكنات الألم مثل الأسبرين وإيبوبروفين. كما قد يُطلب تكرار إجراء هذا الفحص عبر بضعة أيام.
ورغم هذا، قد لا يكون الاختبار دقيقاً دائماً. بمعنى أن النتيجة السلبية لا تعني تماماً عدم الإصابة بسرطان القولون، لأن الورم السرطاني قد لا ينزف في فترة إجراء الفحص. كما يُمكن أن يُعطي نتيجة إيجابية، ليس بسبب وجود سرطان في القولون، بل نتيجة لنزف معوي من المعدة أو البواسير أو نتيجة بلع دم نزيف الفم أو الأنف. وهذا يمكن أن يؤدي خضوع المريض لفحوصات أخرى غير ضرورية، مثل منظار القولون أو منظار المعدة، أو تكرار إجراء تحليل الدم الخفي في البراز.
ومع هذا، لا يزال هذا الفحص مفيد جداً إكلينيكياً، وسهل الإجراء، وغير مكلف ماديا، ولكن قراءة نتائجه تتطلب تقييم الطبيب حالة الشخص ومراجعة نتائج فحوصات أخرى.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال