إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- لماذا تحصل الإصابة بالتهابات مجرى البول؟ ولماذا يتكرر حصولها؟ وهل عصير التوت البري مفيد في الوقاية منها؟
التوت البري والالتهابات البولية لدى النساء

- هذا ملخص أسئلتك عن التهابات المسالك البولية المتكررة التي تُعدّ أكثر شيوعاً عند النساء، ولدى كبار السن من الجنسين. ولاحظي أن الأعراض الرئيسية لهذه الحالة من العدوى الميكروبية في المسالك البولية هي: التبول المتكرر، والألم أثناء التبول، والشعور بالرغبة المُلحّة والمستعجلة بضرورة التبول. وربما يرافق ذلك أن يكون البول غائماً وله رائحة كريهة أيضاً. وغالباً، ومع تناول المضاد الحيوي الملائم وفق نصيحة الطبيب، يشعر المُصاب بالتحسن.
ولكن قد تتكرر الأعراض ويثبت بالتحاليل عودة الإصابة بعدوى التهاب المسالك البولية. وصحيح أن هذا ليس شيئا خطيراً صحياً في الغالب لدى النساء، وصحيح أنها من الحالات الشائعة نسبياً بينهن، وقد تتكرر الإصابة بها (ما بين 3 إلى 4 مرات في السنة)، لكن يظل الأمر مزعجا صحياً ويتطلب العمل على منع حصوله وكشف السبب وراء تكراره.
وكبار السن، من الذكور والإناث، هم أيضاً عُرضة لنفس المشكلة. وعندما يُصاب الرجال به، يكون في الغالب ثمة مشكلة تعيق تدفق البول، مثل حصاة الكلى أو تضخم البروستاتا أو عدم إفراغ المثانة بشكل كامل من البول، ما يُؤدي إلى بقاء البول في المثانة لفترة طويلة، وهو ما يشجع البكتيريا على النمو وحصول العدوى الميكروبية. وفي الغالب لا يحصل تكرار التهاب المسالك البولية لدى الرجال إذا تمت معالجته والسبب وراءه بطريقة سليمة، بينما لدى النساء ولدى كبار السن قد يتكرر. ولدى كبار السن من الرجال قد يتسبب تضخم البروستاتا مع عدم إفراغ المثانة بشكل كامل من البول، في تكرار الإصابات بالتهابات مجرى البول.
وبالأساس، فإن النساء أعلى عُرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية لأسباب تشريحية، تتعلق بقصر مجرى البول من المثانة إلى فتحة الإحليل، وقربها من المهبل، وسهولة وصول ميكروبات الجهاز الهضمي إليه.
والنساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة، لأن ثمة تغيرات تحصل في درجة الحموضة في المهبل ووجود حالة هبوط المثانة.
ووجود مرض السكري يرفع من احتمالات حصول التهابات المسالك البولية، لدى الرجال والنساء، وثمة عدة عوامل لذلك، منها: تدني المناعة بالعموم لدى مرضى السكري، وتسبب ارتفاعات نسبة السكر في الدم بارتفاع كمية السكر في البول، وتسبب بعض أنواع الأدوية الحديثة لمعالجة مرض السكري في زيادة إخراج السكر مع البول، وكلها تصنع ظروفاً مثالية لمرض التهاب المسالك البولية.
أما لماذا تعود هذه العدوى على الرغم من العلاج، فإن هناك مجموعة متعددة الأنواع من المضادات الحيوية التي يتم تناولها عن طريق الفم لمعالجة عدوى المسالك البولية. وفي بعض الأحيان، قد يصف الطبيب أحدها كدواء للمعالجة في البداية ثم ينتقل إلى دواء آخر بعد أن تُظهر مزرعة البول نوع البكتيريا المتسببة بالتهاب ونوع المضاد الحيوي الأفضل للتغلب عليها. ولذا يستغرق ضبط الدواء بعض الوقت، وقد تحدث الالتهابات المتكررة في غضون ذلك.
كما أن في كثير من الأحيان، يبدأ المصاب في الشعور بالتحسن، ويقرر التوقف عن تناول المضادات الحيوية (خلافاً لتعليمات الطبيب)، وتتبعها بالتالي إصابة أخرى في وقت قريب لاحق.
ولكن حتى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية كما يصف الطبيب، قد يصابون بالتهابات متكررة، كما تفيد بذلك مصادر طب المسالك البولية، ما قد يتطلب إضافة أدوية أخرى تقلل من تأثيرات العوامل التي تتسبب في ذلك التكرار للالتهابات، كاضطرابات المهبل لدى النساء الكبار في السن. وما قد يتطلب أيضاً إجراء الطبيب لفحوصات أخرى في الكلى أو المثانة أو أجزاء أخرى من الجهاز البولي.
وهناك خطوات متعددة يمكن اتخاذها للمساعدة في تقليل الإصابة بعدوى المسالك البولية، وتقليل احتمالات تكرارها. ومن أهمها وأبسطها وأعلاها جدوى هو شرب الكثير من الماء، إلى حد ضمان خروج بول لونه شفاف أو أصفر فاتح جداً، ما يشجع تكرار التبول والمساعدة في طرد البكتيريا وتقليل احتمالات تكوين حصاة الكلى.
وبالنسبة للنساء، يجدر الاهتمام باتباع عدد من ممارسات النظافة الشخصية، ذات التأثير المهم في تقليل عدوى التهابات المسالك البولية، ومنها:
- بعد إخراج الفضلات، مسح الأعضاء التناسلية من الأمام إلى الخلف لتقليل فرصة نقل البكتيريا من منطقة المستقيم إلى الفتحة الخارجية لمجرى البول.
- التبول مباشرة قبل وبعد اللقاء العاطفي مع الزوج.
- عدم إجراء غسول المهبل أو استخدم مزيلات العرق على الأعضاء التناسلية.
- انتقاء وارتداء نوعية الملابس الداخلية القطنية، وتغييرها.
- الحرص على إتمام إفراغ المثانة من البول، حتى لو تطلب الأمر تكرار التبول.
وبالنسبة لشرب عصير التوت البري لمحاربة عدوى المسالك البولية، فإن هناك نتائج طبية متضاربة، والغالب أن التوت البري لا يعالج وحده وبذاته العدوى الميكروبية في المسالك البولية، لكن قد يمكن أن يُساعد ذلك في منع الإصابة أو المساهمة في سرعة معالجتها عند تناول المضاد الحيوي. لذلك من الممكن استخدام هذه الوسيلة غير الضارة، مع الحرص على مراجعة الطبيب.
والسبب وراء الاهتمام بالتوت البري في شأن التهابات المسالك البولية، هو احتواؤه على مركب كيميائي نشط يمكنه منع تمسك والتصاق البكتيريا بجدار المثانة وبطانة الأجزاء الأخرى من المسالك البولية، وهو مركب بروانثوسيانيدينات من النوع إيه. ولكن نتائج الدراسات السريرية على فاعلية عصائر التوت البري للوقاية من عدوى المسالك البولية تتعارض، منها دراسات أظهرت تأثيراً مفيداً له، مثل تقلل عصير التوت البري من حدوث تكرار عدوى المسالك البولية مقارنة بالعلاج الوهمي لدى النساء المصابات بالتهابات المسالك البولية المتكررة، وأخرى لم تتمكن من إثبات ذلك. ولأن التوت البري بالأصل غذاء طبيعي مفيد ولا يضر، قد يكون من المفيد المحاولة إذا كانت المرأة تعاني من التهاب المسالك البولية المتكرر لأن المخاطرة في القيام بذلك منخفضة للغاية.
استشاري باطنية وقلب - مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.