سامح حسين: «راجل وست ستات» نقطة انطلاقي الحقيقية

الفنان المصري سامح حسين
الفنان المصري سامح حسين
TT

سامح حسين: «راجل وست ستات» نقطة انطلاقي الحقيقية

الفنان المصري سامح حسين
الفنان المصري سامح حسين

يقدم الفنان المصري سامح حسين حالياً مسرحية «المتفائل» على خشبة المسرح القومي بالقاهرة لأول مرة. ورغم تخليه عن الإطار الكوميدي الذي يتميز به، في هذا العرض فإنه يؤكد أنه نال إشادة الجمهور. حسين قال في حواره مع «الشرق الأوسط» إن مسلسل «راجل وست ستات»، الذي شارك فيه مع الفنان أشرف عبد الباقي ولقاء الخميسي وانتصار، يعد نقطة انطلاقه الحقيقية بجانب «مسلسل اللص والكتاب» الذي قام ببطولته.
وعن اختياره تقديم مسرحية «المتفائل» على المسرح القومي، قال: «كان هناك مشروع مقترح بيني وبين المخرج إسلام إمام لتقديم عرض مسرحي بالتعاون معاً، وكنا نبحث عن رواية جيدة نقدمها للجمهور، واستغرقت عملية البحث وقتا طويلاً، حتى وقع اختيار إسلام على رواية (كانديد) للأديب الفرنسي فولتير، والتي تعد من أشهر رواياته، ثم قمنا بالإعداد والعمل على الرواية من خلال ورش عمل تجمعنا معاً، حتى توصلنا إلى الشكل النهائي للعرض الحالي، ومن ثم بدأنا البروفات على المسرحية والتي استغرقت 9 أشهر، وتدور أحداث المسرحية حول شاب نشأ وترعرع في منزل خاله، الذي أسند تعليمه إلى أحد المعلمين، وقام الأخير بتعليمه قيماً ومبادئ تتمثل في العطاء والحب والخير، في انعزال كامل عن العالم الخارجي، الأمر الذي يجعل كانديد يكتشف نقيضه عندما يطرده خاله من القصر لرغبته في الزواج من ابنته الوحيدة».
وأوضح أنه شارك في اختيار باقي فريق العمل مع مخرج المسرحية، الذي عمل معه من قبل في 15 عملاً مسرحياً.
وعن الاختلاف بين المسرح القومي والمسارح الأخرى، قال: «بالفعل يوجد اختلاف كبير من حيث إدارة المسرح، والانضباط والالتزام، بجانب الرقي في التعامل بين الفنيين والفنانين لصالح المسرح القومي، كما أن إمكانيات المسرح القومي وبنيته التحتية تفوق المسارح الأخرى، وأهم ما يميز العاملين به دقة المواعيد والوفاء بها».
وبرر اختياره تجسيد رواية أجنبية وليست مصرية، بأنه يريد تقديم عمل مختلف ومميز وراق، مشيراً إلى أنه قدم رواية مصرية على «البيت الفني للمسرح» منذ 4 سنوات، وأوضح: «ما جذبني في رواية (كانديد) هو أنني أردت أن أقدم رسالة للجماهير وهي أن فعل الخير هو الدائم، وأن الإنسان لا بد أن يتفاءل مهما واجهته صعوبات».
وعدّ حسين وقوفه على خشبة المسرح القومي شرفاً كبيراً له يحمّله مسؤولية كبيرة في مشواره الفني: «أتمنى أن أكون نقطة مضيئة في تاريخ المسرح القومي تؤثر وتترك فيه بصمة، وأن أحافظ على رونق وهيبة أسماء الفنانين الذين سبقوني في الوقوف عليه».
وعن أصعب مشاهد العمل يقول: «كل المشاهد كانت صعبة في أثناء البروفات، ولكن الأكثر صعوبة بالنسبة لي، هو مشهد طردي من القصر والذي يتطلب أن يكون مؤثراً للغاية، والمشهد الآخر عندما قمت بإعطاء كل ثروتي للمحتاجين على الجزيرة المجهولة، في الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى هذه الثروة لأحرر حبيبتي من العبودية كما في الرواية».
وعكس الكثير من الفنانين يرى حسين أن هناك أعمالاً كوميدية جيدة تقدَّم في الدراما أو السينما، قائلاً: «لا يخلو موسم من الأعمال الكوميدية، بل أغلب الأعمال المقدمة كوميدية، ولكننا نعاني من نقص في عدد الأفلام السينمائية بشكل عام».
وعن الدور الذي يتمنى تجسيده في الفترة المقبلة، أوضح أنه لا يوجد دور بعينه يرغب في تقديمه، لكنه يتمنى تجسيد أي دور يمس المجتمع المصري والعربي، ويهتم بالإنسان.
ويؤكد الفنان المصري أن لديه معايير محددة في اختيار الأعمال الفنية من بينها أن تلاقي الفكرة استحسان الجمهور عند عرضها، وأن يكون العمل مشرفاً له، قائلاً: «أراعي دائماً في اختياراتي طبيعة الأدوار التي أقدمها حتى أحافظ على جمهوري خصوصاً أن لديّ جمهوراً عريضاً من الأطفال، وبالتالي أراعي بشدة اختيار الموضوعات التي أقدمها، حتى تفيد من يشاهدها من الأسر المصرية باختلاف أعمارهم».
واختتم الفنان سامح حسين حديثه بتأكيد أهمية مواقع «السوشيال ميديا» في حياة الفنان، ويرى أنه ينبغي التعامل معها بذكاء شديد وأن يطوّعها فيما يخدمه ولا يضره، خصوصاً في ظل موجة الشائعات التي تنتشر من خلالها.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».