لطيفة لـ «الشرق الأوسط»: أحلم بالغناء في كل شارع بالوطن العربي

ميني ألبوم جديد وأكبر المشاريع الفنية على النار

لطيفة: خليط يشبهني ولا يشبه أحداً (الشرق الأوسط)
لطيفة: خليط يشبهني ولا يشبه أحداً (الشرق الأوسط)
TT

لطيفة لـ «الشرق الأوسط»: أحلم بالغناء في كل شارع بالوطن العربي

لطيفة: خليط يشبهني ولا يشبه أحداً (الشرق الأوسط)
لطيفة: خليط يشبهني ولا يشبه أحداً (الشرق الأوسط)

لم تَحُل المسافات التي لا تسمح باللقاءات وجهاً لوجه، دون حديثٍ قلباً لقلب مع الفنانة لطيفة. بحماسة لا تخلو من القلق والتوتّر، تستعدّ لإطلاق عملها الجديد: ميني ألبوم «لطيفة 22» الذي يضم 6 أغنيات تتعدّد لهجاتها وإيقاعاتها.
مَن قال إنّ تَراكُم التجارب والنجاحات والسنوات يروّض القلق والحلم؟ ثمّة دائماً حلمٌ جديد يلمع في رأس لطيفة. الفنانة التونسية التي سعت منذ بداية رحلتها الفنية إلى أن تجمع العالم العربي بصوتها، ها هي اليوم تضيف لهجة عربية إلى رصيد اللهجات المتعدّدة التي سبق أن غنّتها. فإلى جانب المصرية والتونسيّة، يحتوي الألبوم على أغنيتَين باللهجة العراقية التي تقدّمها للمرة الأولى.
وبالحديث عن الحلم، تقول لطيفة لـ«الشرق الأوسط» إنّ أحلامها الشخصية والفنية موحّدة: «لا أحلام شخصية لدي سوى أحلامي الفنية التي تحقق ذاتي وإنسانيّتي. أحلم بالغناء في كل حي وشارع في الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج. ثم أتمنى أن أجول حول العالم مع كل أغاني التي تعبت لإنتاجها وإنجازها».

لطيفة 2022

في رصيد لطيفة أكثر من 35 ألبوماً، وهي تضيف إلى ذلك الرصيد اليوم ألبوماً مصغّراً، بالتعاون مع شركة روتانا، تفتح من خلاله آفاقاً فنية جديدة لنفسها، متطرّقة إلى أفكارٍ مختلفة تُجاري نسخة 2022 من لطيفة، المثابرة على تقديم الفن الراقي منذ مشاركتها في برنامج «نادي المواهب» في تونس وهي بعدُ مراهقة.
عن «لطيفة 22» تقول إنّ «5 من الأغاني ستنزل في المرحلة الأولى، لتلحق بها الأغنية السادسة بعد شهرين». أما عن المحتوى، فتوضح أنه إلى جانب الأغنيتَين العراقيتَين اللتَين ألّفهما الشاعر تراث نمير والملحّن علي سالم، يضمّ العمل أغنية تونسية بنكهة عصرية وبموسيقى الـ«هاوس» عنوانها «طار طار» (تأليف رضا شعير)، و3 أغانٍ باللهجة المصرية

عبر منابرها على وسائل التواصل الاجتماعي، حمّست لطيفة جمهورها إلى العمل الجديد مستبقة صدوره بأيام، من خلال نشرِها مجموعة من فيديوهاتٍ وصور تعكس الهويّة العصرية التي اختارت أن تطلّ بها.
«تعاملتُ مع شعراء وملحّنين جدُد في بعض أغاني الميني ألبوم، فأنا منفتحة دائماً على المقترحات ونماذج الأغاني التي تصلني عبر واتساب والسوشيال ميديا وأسمع كل ما يرسله لي المؤلفون الشباب». ولدى سؤالها عن الانطباع الراقص الذي تُعطيه الفيديوهات المنشورة، توضح أن «ليست كل الأغاني راقصة، فأغنية (من بلدي) (تأليف كريم حكيم وخالد عبد الفتّاح) توجع، وهي تتطرّق إلى الغربة والاغتراب الذي يعيشه ويشعر به أشخاص كثيرون في هذا الزمن».
أما أغنية «أحسن أحسن» فتعاملت فيها مع كلٍ من عزيز الشافعي وتامر حسين. و«هنعيشها مرة واحدة» التي يرافقها فيديو كليب صيفي بامتياز، هي من كلمات ملاك عادل وألحان محمد يحيى.
تؤمن لطيفة بالفيديو كليب منذ أول ظهور لها: «في هذا الميني ألبوم صوّرت كل الأغاني بين دبي وبيروت ومصر. أعتبر أن الأغنية التي لا تُصوّر تُظلَم، وأنا حزينة لأن ثمة أغانٍ كثيرة من أرشيفي لم أصوّرها، لكنّي سأفعل وهذا من أهم المشاريع التي أفكر فيها». برأي لطيفة، الكليب مهم جداً ليس لإثارة عين المتلقّي فحسب، بل لإثراء الأغنية كذلك.

لا تميّز لطيفة بين أغنية وأخرى، وترفض اعتبار واحدة أقرب إلى قلبها من الثانية. توضح هذا الموقف قائلة: «كلما دخلت إلى الاستديو، تكون الأغنية التي سأسجّلها داخل قلبي. لا يمكن أن أنتج وأؤدّي بصدق وحب وإخلاص إلا إذا كانت الأغنية تسكنني».
هي لا تقاوم قناعاتها والمبادئ الفنية التي رسمتها لنفسها. ففي عزّ فورة وسائل التواصل الاجتماعي والأغنية السريعة، اختارت منذ أشهر قليلة أن تقدّم القصيدة العربية بقالبٍ طربيّ. بدت أغنية «حلم» التي تتخطّى الـ10 دقائق، وكأنها طالعة من زمنٍ آخر: «إنها من أجمل ما قدّمت. لا أغنّي إلا ما أنا مقتنعة به ولا أنتظر مشورة أحد، وقد يكون هذا من أهم الدوافع التي جعلتني أنتج لنفسي منذ بداياتي»، تقول لطيفة. وتتابع بثقة الفنانة التي جرّبت كل الأنواع الغنائية: «إن أغني قصيدة في زمن السوشيال ميديا قرارٌ لا علاقة له بكل هذه الأرقام التي لا تعنيني. أغني ما يمليه علي ضميري وحبّي للفن. أنا أقدّم القصيدة المغنّاة والأغنية الراقصة كذلك. هذا هو الخليط الذي يشبهني ولا يشبه أحداً».

الحلم الأكبر... على مشارف التحقيق

في بال لطيفة مشاريع كثيرة، قد يكون أقربها إلى التنفيذ الألبوم المقبل مع زياد الرحباني، وهو التعاون الثاني بينهما بعد «معلومات أكيدة».
بينها وبين الرحابنة حلمُ طفلة كبرت على أعمالهم، لتجد نفسها بعد سنوات بطلة على مسرح منصور الرحباني في مسرحية «حكم الرعيان». تضع تلك التجربة في خانة الأجمل: «كنت كل ليلة قبل صعودي إلى الخشبة في المشهد الأوّل، أصلّي وأشكر ربي لأنني واقفة تلك الوقفة أحقّق أحد أحلامي... أنا التي لطالما اعتبرتُ نفسي تلميذة في مدرسة الرحابنة».
حلمٌ آخر حققته لطيفة أمام عدسة يوسف شاهين، يوم أدّت دور البطولة في فيلمه «سكوت حنصوّر». تحنّ إلى أيام المجد تلك التي بات من الصعب تكرارها: «للأسف مع كل ما يمر به العالم العربي والعالم من أزمات منذ سنوات، ومع كثافة المنصات، تَراجع الطموح لإنجاز هكذا إنتاجات ضخمة. الجميع يستسهل وهذا محزن».

الفنانة لطيفة (الشرق الأوسط)

تتمنّى لطيفة أن تكرّر تجربتَي المسرح والتلفزيون، لكنها الآن منشغلة بالإعداد لمشروعها الفنّي الأكبر على الإطلاق. ولدى استيضاحها عمّا يدور في مخيّلتها، تجيب: «أفضّل ألا أفصح عن التفاصيل حالياً، لكن يمكنني اختصار هذا المشروع بالقول إنه عبارة عن وجود مسرحي مختلف... ليس فرقة وعازفين فحسب بل هو عرض كامل متكامل، وأنا أتحضّر حالياً لهذه المرحلة الجديدة من حياتي».
بانتظار أن تتوّج لطيفة أحلامها، وفي الأيام التي لا تكون فيها منشغلة بتسجيلٍ أو تصوير أو حفلات، تمضي معظم وقتها بهدوءٍ إلى جانب إخوتها ووالدتها: «أقدّم لها طعام الفطور، أرقص وأغنّي لها... أنا لم أنجب أطفالاً لكن أمي هي ابنتي»، تقول. وتتابع: «من غير أمي ما كنت لطيفة التي يعرفها الناس. يعود لها الفضل في كل شيء... في التزامي الفنّي، وفي ولائي لوطني، وفي إرادتي القوية. علاقتي بأمي تُشعرني بالأمان».
من والدتها تستمدّ لطيفة القوّة، ومن جمهورها كذلك. هذا الجمهور المتعدّد الجنسيات العربية، الذي تصفُه بالسند الحقيقي وتخاطبه راجية أن تكون عند حسن ظنّه. تصرّ على أنه، مهما تنوّعت المشاريع والأحلام، كل ما تريد أن تحافظ عليه هو بصمتها الفنية الصادقة التي تشبه روحَها.


مقالات ذات صلة

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

يصادف اليوم الرابع من شهر مايو (أيار)، مئوية الموسيقار عاصي الرحباني، أحد أضلاع المثلث الذهبي الغنائي الذي سحر لبنانَ والعالمَ العربيَّ لعقود، والعصي على الغياب. ويقول عنه ابن أخيه، أسامة الرحباني إنَّه «أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية». ويقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما، طريقة موحدة لتأليف موسيقاه المتنوعة، وهي البحث في تفاصيل الموضوعات التي يتصدى لها، للخروج بثيمات موسيقية مميزة. ويعتز خرما بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، التي تم افتتاحها في القاهرة أخيراً، حيث عُزفت مقطوعاته الموسيقية في حفل افتتاح البطولة. وكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في بطولة العالم للجمباز، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13»، الذي يجري عرضه حالياً في دور العرض المصرية. وقال خرما إنه يشعر بـ«الفخر» لاختياره لتمثيل مصر بتقديم موسيقى حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التي تشارك فيها 40 دولة من قارات

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا، الملك تشارلز الشهر المقبل، في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيلٌ لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت شركة التسجيلات «ديكا ريكوردز»، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو (أيار) في كنيسة وستمنستر، وأيضاً المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج، تحت عنوان «الألبوم الرسمي للتتويج»، وسيكون الألبوم متاحاً للبث على الإنترنت والتحميل في اليوم نفسه. وستصدر نسخة من الألبوم في الأسواق يوم 15 مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«دوري أبطال آسيا»: يوكوهاما يطيح أولسان... ويصطدم بالعين في «النهائي»

فرحة لاعبي يوكوهاما بعد التأهل إلى النهائي الآسيوي (رويترز)
فرحة لاعبي يوكوهاما بعد التأهل إلى النهائي الآسيوي (رويترز)
TT

«دوري أبطال آسيا»: يوكوهاما يطيح أولسان... ويصطدم بالعين في «النهائي»

فرحة لاعبي يوكوهاما بعد التأهل إلى النهائي الآسيوي (رويترز)
فرحة لاعبي يوكوهاما بعد التأهل إلى النهائي الآسيوي (رويترز)

تجاوز يوكوهاما مارينوس الياباني إهدار تقدمه بثلاثية نظيفة أمام ضيفه أولسان هيونداي الكوري الجنوبي وتفوّق عليه بركلات الترجيح 5-4 (3-3 بمجموع المباراتين)، ليبلغ الأربعاء نهائي دوري أبطال آسيا في كرة القدم حيث سيلاقي العين الإماراتي.

وبعد انتهاء ذهاب نصف النهائي بفوز أولسان، حامل لقب 2012 و2020، بهدف نظيف، حقق يوكوهاما الذي يدرّبه النجم الأسترالي السابق هاري كيويل بداية رائعة على أرضه.

تقدّم بسرعة بثلاثية بعد نصف ساعة على صافرة البداية، حملت توقيع أساهي أويناكا بهدفين والبرازيلي المخضرم أندرسون لوبيس.

وبينما كان وصيف 1990، عندما كان يحمل اسم نيسان يوكوهاما، يتّجه لتأهل مريح إلى النهائي، قلّص أولسان الفارق عبر البرازيلي ماتيوس ساليس من كرة رأسية.

وما زاد الطين بلّة ليوكوهاما طرد تاكومي كاميجيما بعد لمسه الكرة بيده داخل المنطقة، واحتساب ركلة جزاء ترجمها السويدي داريان بويانيتش، فقلّص أولسان الفارق إلى 2-3، وعادل نتيجة المباراتين 3-3.

أولسان حجز بطاقته إلى مونديال الأندية رغم الخسارة (أ.ب)

بقيت النتيجة على حالها في الشوط الثاني والشوطين الإضافيين، فاحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح تحت الأمطار.

خيّم التعادل قبل أن يُهدر كيم مين سو ركلة صدّها حارس يوكوهاما وليام بوب، ليسجل البرازيلي إدورادو ركلة الفوز 5-4 ويحجز بطاقة النهائي.

ويستضيف يوكوهاما ذهاب النهائي في 11 مايو (أيار)، فيما يحتضن العين الإياب في الخامس والعشرين منه.

وكان العين تغلب في نصف النهائي على الهلال السعودي حامل اللقب أربع مرات قياسية 5-4 في مجموع المباراتين.

ورغم خروجه، كان أولسان قد حجز بطاقته إلى مونديال الأندية الموسّع بمشاركة 32 فريقاً العام المقبل في الولايات المتحدة، بعد فوزه في ذهاب نصف النهائي.


عقوبات أميركية على قادة جماعات مسلحة لاحتجازهم رهائن بغرب أفريقيا

مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
TT

عقوبات أميركية على قادة جماعات مسلحة لاحتجازهم رهائن بغرب أفريقيا

مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)

أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان فرض عقوبات على قادة جماعات إرهابية مسلحة بسبب احتجازهم رهائن بينهم أميركيون في غرب أفريقيا.

وتأتي العقوبات المفروضة على قادة فرع «تنظيم القاعدة» الإرهابي في غرب أفريقيا، المعروف بجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وجماعة «المرابطون» المتطرفة، في الوقت الذي تسعى واشنطن، إلى الردع والمعاقبة على احتجاز مواطنيها في الخارج.

مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)

وتزعزع استقرار دول في غرب أفريقيا في السنوات الماضية، بسبب الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي رسخت أقدامها في مالي عام 2012، وانتشرت عبر منطقة الساحل رغم الجهود العسكرية المكلفة والمدعومة دولياً لمواجهتها، على ما أفادت وكالة «رويترز».

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: «لن نتردد في استخدام ما نملك من أدوات لإعادة المواطنين الأميركيين المحتجزين رهائن في الخارج، والحيلولة دون احتجاز مواطنينا رهائن في المستقبل، من خلال إجراءات للردع».

وقال برايان نيلسون وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان إن «(جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) تعتمد على أخذ الرهائن والاحتجاز غير المشروع للمدنيين، من أجل كسب النفوذ وبث الخوف».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن 2024 (إ.ب.أ)

وقال بلينكن إن وزارة الخارجية «فرضت عقوبات على سبعة من قادة جماعتي (نصرة الإسلام والمسلمين)، و(المرابطون) لضلوعهم في احتجاز رهائن أميركيين في غرب أفريقيا».

وأقرت وزارة الخزانة في الوقت ذاته، عقوبات على اثنين من قادة جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» المتمركزين في مالي وبوركينا فاسو، متهمة أحدهما بالمسؤولية عن احتجاز مواطن أميركي.

ويؤدي الإجراء الذي اتُخذ الثلاثاء إلى تجميد أي من أصول هؤلاء في الولايات المتحدة، ويمنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهم.


د.محمد الماجد... عالج «آلام المئات» ثم رحل

د.محمد الماجد... عالج «آلام المئات» ثم رحل
TT

د.محمد الماجد... عالج «آلام المئات» ثم رحل

د.محمد الماجد... عالج «آلام المئات» ثم رحل

برحيل الدكتور محمد بن إبراهيم الماجد، أحد أشهر استشاريّي طب الألم والتخدير في بلاده، فقدَ القطاع الطبي بالسعودية، أحد أمهر المتخصصين في مجال «التخدير وعلاج الألم»، بعد سنوات طويلة كانت تمتلئ عيادته في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، بالعشرات من المرضي الذين كان يعالجهم عن طريق الإبر أو غرف العمليات، إذ كان يشارك في تخفيف الألم من خلال التخدير ليصل الألم إلى درجة الصفر ثم يُجري العمليات.

نجح الماجد في تحقيق حضور لافت في «علاج الألم»، سواء في العيادات أو العمليات الجراحية التي تتطلب التخدير. وقاد تجربة من خلال تطبيق تخصص طبي حديث (علاج الألم) في علاج كثير من الحالات التى أجراها في مستشفى الملك خالد الجامعي، حيث عمل متفرغاً لعدة سنوات فيه، بالإضافة إلى عمله متعاوناً أو استشارياً غير مقيم في مستشفى «دله»، ومدينة الأمير سلطان الإنسانية، وحقق نجاحات لافتة في تطبيق هذا التخصص الجديد على مراجعي عياداته في المنشآت الطبية الثلاث.

حضرت عند الدكتور الراحل الماجد من خلال التخصص الطبي الحديث (علاج الألم)، ما يعرف بـ«الإشراق الداخلي الغريب»، عندما يتنبأ بعض الأشخاص بقرب نهايته، وقد تمثلت هذه الحالة في كثير من الشعراء وعباقرة الألم والإبداع، في بذرة وجودهم، وكان الشاعر طرفة بن العبد هو النموذج الأهم عند الدكتور الماجد، حيث أسقط الدكتور الماجد ذلك على حياة الشاعر الجاهلي صاحب المعلقة الشهيرة، من خلال تتبع آلامه التي رواها في معلقته بأبيات مؤثرة وبلغة عاطفية رائعة.

عاش الدكتور محمد الماجد الذي حصل على شهادة الدكتوراه من إحدى أعرق كليات الطب في كندا قبل عقدين، حياة هادئة، جمع فيها بين مهنته استشارياً ماهراً، وبين حياته الأسرية، وعلاقاته مع أقاربه والأصدقاء والمحبين وزملاء العمل، وتمكَّن من تحقيق نجاح في علاج حالات كثيرة بالتخصص الجديد (علاج الألم والتخدير). عشق مهنته طبيباً، من خلال عملة في عدة مستشفيات بالرياض، حيث يقيم، وكان قارئاً نهماً في تخصصه ويتابع كل المستجدات فيه، ويسرق وقت فراغه للقراءة ليضع متاعب العمل والألم بين دفتَي دواوين الشعر وكتب الأدب والفلسفة والشعر الفصيح والشعبي وأجاد في الجمع بين المشتركات بينهما.

وفي وداع مؤثّر عصر اليوم في الرياض، حضر العشرات من أسرة وأقارب وأصدقاء ومحبي الراحل بمسجد المهيني، لتأدية صلاة الجنازة عليه، ثم مواراته الثرى في مقبرة بالرياض، ولفت النظر حضور بعض الأطباء في المسجد وعند المقبرة بـ«البالطو الطبي»، إما لانشغالهم بالعمل ثم المشاركة في الصلاة والدفن، وإما «ترميزاً»، لما قدمه الراحل من حضور وتفرد في علاج الحالات التي مرَّت عليه خلال ركضه في مضماره الطبي الذي عشقه، حتى سقط وتوقف قبل أن يصل إلى نهايته.


لا وساطة تركية لحسم حكومة كركوك... المفاوضات بإشراف السوداني

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتصافحان خلال حفل ترحيب في أنقرة مارس الماضي (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتصافحان خلال حفل ترحيب في أنقرة مارس الماضي (أ.ب)
TT

لا وساطة تركية لحسم حكومة كركوك... المفاوضات بإشراف السوداني

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتصافحان خلال حفل ترحيب في أنقرة مارس الماضي (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتصافحان خلال حفل ترحيب في أنقرة مارس الماضي (أ.ب)

لم تحرك زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للعراق المفاوضات المجمدة لتشكيل حكومة محلية في كركوك، المدينة الغنية بالنفط، والتي تحظى باهتمام أنقرة السياسي؛ لوجود عراقيين من القومية التركمانية.

وأكد رئيس الجبهة التركمانية في العراق حسن توران أن «ملف كركوك معقد رغم التحركات الجارية»، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع عدد من القيادات السياسية في القصر الحكومي ببغداد»، لكن زيارته «لم تتضمن وساطة أنقرة لحسم ملف المدينة».

وفشلت القوى السياسية في اختيار حكومة محلية جديدة يشارك فيها العرب والكرد والتركمان، رغم مرور 5 أشهر على الانتخابات المحلية التي أفرزت نتائج متقاربة بين أحزاب المكونات الثلاثة.

وأوضح توران أن «رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يتابع شخصياً ملف كركوك»، وأشار إلى أن الأحزاب التركمانية اقترحت تسوية الخلافات بتداول السلطة بين المكونات، وقال إن حزب «الجبهة التركمانية» يأمل من الكرد القبول بهذا المقترح.

وقال توران: «لا يمكن القبول بأي حال من الأحوال بعودة الأوضاع في كركوك إلى ما قبل عام 2017».

جانب من اجتماع سابق للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية في كركوك فبراير الماضي (إعلام حكومي)

الحل في بغداد

وكان رئيس الحكومة العراقية ترأس سلسلة اجتماعات للقوى السياسية الفائزة في انتخابات كركوك المحلية التي كانت توقفت لمدة 15 عاماً بعد فشل القوى السياسية في تشكيل الحكومة المحلية.

وخلال شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار)، جمع السوداني مختلف القوى السياسية في المحافظة من أجل إيجاد مقاربة من شأنها الإسهام في تشكيل الحكومة المحلية هناك.

وأعلنت الحكومة خلال اجتماع فبراير اتفاق مبادئ تضمن «مراعاة خصوصية كركوك، والحفاظ على العيش المشترك، فضلاً عن أن يكون منهج الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء أساساً للعمل المشترك في محافظة كركوك».

وتضمن الاتفاق «تشكيل ائتلاف إدارة كركوك من كل القوى الفائزة في مجلس المحافظة، ويكون المظلة السياسية لها، وأن يترأس رئيس مجلس الوزراء جلسات الائتلاف لحين تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في تشكيل الحكومة المحلية، والاتفاق على البرنامج وآليته والنظام الداخلي للائتلاف».

وخلال شهر مارس الماضي، ترأس السوداني اجتماعاً آخر للقوى السياسية في كركوك؛ لغرض مواصلة النقاش بشأن كيفية تشكيل الحكومة المحلية في المحافظة المتنازع عليها بموجب المادة 140 من الدستور والمختلطة عرقياً ومذهبياً.

ومع أن الاجتماع الثاني تضمن الاتفاق على استمرار الحوارات الثنائية بين القوى السياسية الفائزة لمناقشة أوراق العمل التي تمّ تقديمها خلال الاجتماع؛ للخروج بورقة عمل واحدة خلال أسبوعين، لكنه من الناحية العملية لم يتم التوصل إلى حلول يمكن أن تسفر عن نتائج نهائية.

في عهدة السوداني

إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة كركوك عن الاتحاد الوطني الكردستاني ريبوار طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ملف كركوك في عهدة السوداني الذي التقى أكثر من مرة قيادات وممثلي مكونات كركوك؛ لغرض التوصل إلى حل».

وكشف طه عن «قرب عقد اجتماع جديد بين قيادات كركوك والسوداني؛ لأننا في الحقيقة نثق بالسوداني وحرصه الأكيد على البحث عن حلول وطنية لقضية كركوك، بعيداً عن أي تدخلات من هنا وهناك».

وأضاف طه أن «تشكيل الحكومات المحلية، بما فيها حكومة كركوك، سوف يكون داعماً لمشروع رئيس الوزراء في تقديم الخدمات والنهوض بواقع تلك المحافظات، من خلال مشاريع الإعمار التي يتبناها السوداني».

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في ضواحي كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)

ورجح النائب الكردي أن «تتكلل الاجتماعات التي يترأسها السوداني لقيادات كركوك بتشكيل حكومة محلية قادرة على النهوض بواقع المحافظة، سيما أن الانتخابات المحلية فيها توقفت لمدة 18 عاماً».

وقال طه إن «رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني يعمل مع الفاعلين على تشكيل حكومة كركوك بأسرع وقت، وأن تمثل جميع القوى السياسية». وبشأن موقف قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، أكد طه أن «الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني حريص على أن تتشكل هذه الحكومة بأسرع وقت، بحيث تمثل جميع القوى السياسية».

ويصرّ العرب والكرد على الظفر بمنصب المحافظ، في مقابل مطالبة التركمان (المكون الأقل عدداً) بصيغة للحكم التداولي على المنصب، موزعة على جميع الأطراف.

ورغم الصيغ المتعددة التي تطرح منذ أشهر، فإن الأمور ما زالت تراوح في منطقة الفشل، بالنظر لتمسك كل طرف بأحقيته في الحصول على منصب المحافظ.


شولتس: ألمانيا لا يمكن أن تقبل بالتجسس عليها

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
TT

شولتس: ألمانيا لا يمكن أن تقبل بالتجسس عليها

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن ألمانيا لا يمكن أن تقبل بتجسس الدول الأجنبية عليها، وإنها ستعمل على التأكد من تقديم المسؤولين عن ذلك للقضاء.

تأتي تصريحات شولتس بعد إلقاء القبض على مساعد لأحد السياسيين من تيار اليمين بتهمة التجسس لصالح الصين.

وأضاف شولتس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الاتهامات والادعاءات ضد سياسي ومسؤول في حزب البديل من أجل ألمانيا مقلقة للغاية.

وتابع قائلاً: «لا يمكننا أن نقبل بالتجسس علينا، من أي بلد».

وأكد أن الاعتقالات التي تتم لمشتبه في ضلوعهم بالتجسس «لا ينبغي أن تدعو للرضا عن الذات، وإنما يجب أن تدفعنا إلى تعقب كل من يتجسس في بلادنا».

وقال: «الادعاءات ضد حزب البديل من أجل ألمانيا مقلقة للغاية»، مضيفاً أنه لن يدلي بمزيد من التصريحات حتى لا يؤثر على الإجراءات القانونية.


التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
TT

التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)

تشير قضايا التجسس المنسوبة للصين في ألمانيا والمملكة المتحدة والتي كُشفت هذا الأسبوع إلى سعي بكين لنشر شبكة شاسعة من المخبرين في قارة غير مسلحة بما يكفي لمواجهتها، في صراع يكاد يكون غير متكافئ.

مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، أعلنت ألمانيا والمملكة المتحدة، الاثنين، توقيف أو توجيه التهم إلى خمسة أشخاص للاشتباه بأنهم يتجسسون لحساب الصين. كذلك، أوقف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ليس ثمة ما يربط بين القضيتين، أو يفسّر تزامن الكشف عنهما في مجال تسوّى الخلافات فيه تقليداً بعيداً عن الأضواء.

غير أنهما تشيران إلى ظاهرة تندد بها أجهزة الاستخبارات الأوروبية وتنفيها بكين بشدة، وهي أن الصين توظف موارد هائلة للتأثير على الآراء العامة والتجسس على الاقتصادات والشركات واختراق الهيئات والجامعات.

وقال ألكسندر بابايمانويل، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثمة تقليد طويل للاستخبارات الصينية موجّه إلى وضع اليد على رصيد معرفي وبراءات اختراع ومواد فكرية إستراتيجية».

وبقيت أوروبا لفترة طويلة غافلة لهذه الظاهرة أو متجاهلة لها. وأضاف بابايمانويل أن «إدراك ذلك جاء متأخراً، نتيجة عدد من العوامل، منها السذاجة وثقة مسرفة في عولمة مثالية واهمة».

«لا أحد يملك أرقاماً»

وكشف معهد مونتينيه في باريس في سبتمبر (أيلول)، عن أن الولايات المتحدة تستخدم «أدوات أمن اقتصادي تطمح من خلالها إلى الحفاظ على تقدمها على دول أخرى»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي «لا يملك هذا الدافع الاستراتيجي»؛ إذ إنه «بُني على قاعدة مبادئ التبادل الحر والتعددية».

غير أن الخطر حقيقيّ. ورأى بول شارون، خبير الصين في معهد البحث الاستراتيجي في المعهد العسكري في باريس، أن أجهزة الاستخبارات الصينية «من الأهم في العالم، إن لم تكن الأهم».

ويضم فرع الاستخبارات في وزارة الأمن العام الصينية 80 إلى 100 ألف عنصر، على حدّ قوله، بينما تشير بعض المصادر إلى عدد يصل إلى مائتي ألف عميل في وزارة أمن الدولة. لكن الباحث أضاف: «الواقع أن لا أحد يملك أرقاماً، ولا يبقى لنا سوى التكهّن».

وأقرّت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني العام الماضي أن الشبكة الصينية «تطغى على أجهزة الاستخبارات البريطانية وتطرح تحدياً على وكالاتنا».

وتتركز أنشطة الاستخبارات الصينية على استمرارية النظام الصيني وجمع المعلومات من سياسية واقتصادية وعلمية وعسكرية، والحرب المعلوماتية، وهو مجال ينخرط فيه جهاز الدولة برمّته.

وأدرج مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي في أغسطس (آب) الماضي بين الهيئات النافذة الصينية الجيش ووزارات أمن الدولة والأمن العام والخارجية والصناعة وهيئات مختلفة تابعة للحزب الشيوعي الحاكم.

ولفت مركز الأبحاث إلى «مشاركة مجموعة واسعة من الهيئات غير الرسمية وشبه الرسمية أيضاً، من القراصنة المعلوماتيين وحتى الشركات الخاصة».

وأنشطة التجسس أقل تنسيقاً مما يبدو ظاهرياً، فأجهزة الدولة الصينية مشرذمة بين المركزية والإدارة الذاتية للأقاليم، ما بين الدولة والحزب، وبين الإدارة والخلافات الآيديولوجية.

وقال بول شارون لوكالة الصحافة الفرنسية: «نتصوّر الصين دولة تملك جهازاً بيروقراطياً خنوعاً وشديد الفاعلية. هذا ما يودّ الصينيون إقناعنا به»، لكن الإدارة «تتصرف في غالب الأحيان بارتجال» مع «بعض الخطوط التوجيهية... التي تبقى فضفاضة وذات قيمة رمزية أكثر من أي شيء آخر».

ولم تكن القضايا التي كُشفت في الفترة الخيرة مفاجئة؛ إذ تندرج في سياق أنشطة وصفت بأنها متزايدة. لكن السؤال المطروح يتعلّق بمداها.

وأوضح بول شارون «نرصد المزيد من العمليات، أولاً لأن الأجهزة الصينية ازدادت نشاطاً بشكل واضح، إنما كذلك لأننا نبدي المزيد من الاهتمام. لا نعرف ما هو حجم الجزء الخفي من هذه الأنشطة. هل تمثل العمليات التي رصدناها 10 في المائة من أنشطتهم أو 60 في المائة منها؟ لا نعرف شيئاً عنها، وهذا يدل بصورة جليّة على ثغراتنا».

وتساهم قلّة المعلومات الغربية عن الصين وتعدّد الجبهات المفتوحة وفي طليعتها الإرهاب والحرب في أوكرانيا واشتعال الشرق الأوسط، في إضعاف أوروبا التي تفتقر إلى الوسائل المناسبة بمواجهة خصم يكثّف عمليات المراقبة وجمع المعلومات والتحليل.

وأوضح ألكسندر بابايمانويل أن «جودة جهاز استخبارات تقاس بالمعطيات التي يمكنه جمعها»، مشيراً إلى «أنشطة إلكترونية صينية هائلة لجمع كمّ كبير من البيانات الحساسة».

ورأى بول شارون أن «معظم أجهزة الاستخبارات الأوروبية وافقت على بذل جهود كبيرة لنشر شبكات فعالة لمكافحة التجسس، لكن الأجهزة الصينية على صعيد التنظيم والقدرات وآليات العمل، تبقى مجهولة إلى حدّ بعيد».

وأضاف أنه للتعويض عن هذه الثغرات «يشكل الاستقصاء الرقمي مصدراً حقيقياً للمعلومات المحتملة، علينا أن نستغله بشكل منهجيّ أكثر».


وزير الدفاع الإسرائيلي: نصف قادة «حزب الله» قُتلوا

مُشيعون يحملون نعش قائد حركة «أمل» وسيم موسى الذي قُتل خلال غارة جوية إسرائيلية في 20 أبريل خلال جنازته بقرية كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
مُشيعون يحملون نعش قائد حركة «أمل» وسيم موسى الذي قُتل خلال غارة جوية إسرائيلية في 20 أبريل خلال جنازته بقرية كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي: نصف قادة «حزب الله» قُتلوا

مُشيعون يحملون نعش قائد حركة «أمل» وسيم موسى الذي قُتل خلال غارة جوية إسرائيلية في 20 أبريل خلال جنازته بقرية كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
مُشيعون يحملون نعش قائد حركة «أمل» وسيم موسى الذي قُتل خلال غارة جوية إسرائيلية في 20 أبريل خلال جنازته بقرية كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن نصف قادة جماعة «حزب الله» قُتلوا، وأن الباقين مختبئون.

وأضاف الوزير، في حديث، خلال زيارة للشمال، أن الهدف الأساسي الذي وضعته إسرائيل نصب أعينها هو العودة الآمنة لسكان المنطقة الواقعة على الحدود مع لبنان، إلى منازلهم، بعد إجلائهم عنها في بداية الحرب، وفق ما نقل موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت».

وفي وقت سابق، اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالطيران والمدفعية 40 هدفاً لـ«حزب الله»، بينها منشآت تخزين وأسلحة وبنى تحتية في جنوب لبنان.

كان «حزب الله» قد أعلن أنه أُطلقت عشرات الصواريخ على بلدة حدودية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، في حين أفادت مصادر في لبنان، لوكالة «رويترز» للأنباء، بأن إسرائيل شنّت ضربات جوية مكثفة على بلدة حدودية لبنانية في أعقاب تصاعد العنف، خلال الأيام القليلة الماضية. وتدور أسوأ أعمال قتالية بين إسرائيل و«حزب الله» المتحالف مع إيران فيما يقرب من عقدين، منذ اندلاع الحرب بغزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما أثار المخاوف من خطر نشوب صراع أوسع نطاقاً وأكثر تدميراً بين الخصمين المدججين بالسلاح.

وذكر «حزب الله» أن هجومه بصواريخ كاتيوشا على بلدة شوميرا الحدودية الإسرائيلية كان رداً على الغارات الإسرائيلية على القرى اللبنانية، ومن بينها غارة استهدفت حنين، في اليوم السابق، وأسفرت عن مقتل شخصين على الأقل؛ من بينهما فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً. وقال مصدر أمني في لبنان إن إسرائيل شنت، اليوم الأربعاء، أكثر من عشر غارات جوية على بلدة عيتا الشعب اللبنانية على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات من شوميرا.


رانغنيك مدرب النمسا يكشف عن اتصالات لقيادة بايرن

رالف رانغنيك (رويترز)
رالف رانغنيك (رويترز)
TT

رانغنيك مدرب النمسا يكشف عن اتصالات لقيادة بايرن

رالف رانغنيك (رويترز)
رالف رانغنيك (رويترز)

قال رالف رانغنيك مدرب النمسا الأربعاء إن بايرن ميونيخ فاتحه لتدريب عملاق دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم خلفاً لتوماس توخيل.

وأضاف رانغنيك أنه يركز حالياً على خوض بطولة أوروبا 2024 التي تنطلق في ألمانيا في يونيو (حزيران).

وقال رانغنيك لموقع «90 دقيقة» النمساوي: «كان هناك اتصال من جانب بايرن ميونيخ، وأبلغت الاتحاد النمساوي لكرة القدم».

وتابع: «هناك ثقة كبيرة بيننا. وتركيزي ينصب على المنتخب النمساوي. نركز بشكل كامل على بطولة أوروبا».

وأضاف: «أشعر بسعادة كبيرة هنا. في الوقت الحالي لا يوجد سبب للانخراط بشكل مكثف في أي مفاوضات».

وفقد بايرن، الذي هيمن على الدوري الألماني خلال 11 موسماً متتالياً، لقب المسابقة هذا الموسم؛ إذ حقق باير ليفركوزن لقبه الأول على الإطلاق في الدوري قبل خمس مباريات من نهاية الموسم.

وسيغادر توخيل، الذي تولى تدريب بايرن قبل ما يزيد قليلا على عام، منصبه بعد موسم محلي مخيب للآمال شهد أيضاً خروج الفريق من كأس ألمانيا أمام ساربروكن المنتمي للدرجة الثالثة.


الجسد هرِم لكن القلب شباب... تعرف على «بارادوكس» تقدم المرأة بالعمر

عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها (أدوبي)
عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها (أدوبي)
TT

الجسد هرِم لكن القلب شباب... تعرف على «بارادوكس» تقدم المرأة بالعمر

عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها (أدوبي)
عمر الأربعين من المفترض أن تبدأ فيه المرأة كره وجهها وجسدها (أدوبي)

مع اقتراب المرأة من منتصف العمر، وخصوصاً عند تخطيها عتبة الأربعين، تبدأ الضغوط النفسية لديها من «بارادوكس» (تتناقض) الشيخوخة، وتعززها الإعلانات والتوجيهات على السوشيال ميديا التي تتحدث عن كيفية جعلها تبدو أصغر سناً، وأكثر صحة، وأكثر جمالاً.

الأربعون قد يكون العمر الذي من المفترض أن تبدأ فيه المرأة بكره وجهها وجسدها اللذين بدآ يهرمان، وغالباً ما تنشغل بكيفية جعل مظهرها رشيقاً وشبابياً، فتنفق وقتها وأموالها على أحدث المنتجات والإجراءات المضادة للشيخوخة التي ستجعلها تبدو في سن العشرين مرة أخرى في وقت قصير، بحسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

ووفق طبيبة علم النفس المعرفي أمبر واردل، يبدو أن سن الأربعين وما بعده «مليء بالتناقضات»، فمن جهة أبلغت الكثير من النساء عن شعورهن وكأنهن وجدن ذواتهن الحقيقية أخيراً بعد إنهاء سنوات العشرينات والثلاثينات، بعد أن اكتشفن أصالة خالية من الشعور بعدم الأمان والتوقعات. ومن جهة أخرى، شعرت بعض النساء أيضاً بالإهمال أو التهميش أو عدم الظهور مع تقدمهن في السن، ويكافحن من أجل العثور على هوية جديدة لا تعيش تحت التدقيق الدائم لنظرة الذكور لهن.

لكن كيف يمكن أن تشعر بثقة أكبر وأقل في الوقت نفسه؟

المرأة خلف القناع

وشرحت واردل أن هناك مصطلحاً يعود لعقود من الزمن يساعد في تفسير هذه المفارقة الغريبة، يطلق عليه تسمية «قناع الشيخوخة»، موضحة أن «قناع الشيخوخة» هذا يمثل التجربة الفينومينولوجية لبعض النساء مع تقدمهن في السن، «حيث لا يستطعن التوفيق بين ذواتهن الداخلية الشابة وأجسادهن الخارجية الهرِمة».

وهذا التناقض بين ما يشعرن به وكيف يبدو مظهرهن يمكن أن يكون مربكاً ومزعجاً، وفقاً لها، وفسّرت أن النساء من الداخل يشعرن بالشباب والحيوية، وبعد أن اكتسبن أيضاً الحكمة التي تعطيها تجربة الحياة، فإنهن يشعرن الآن بالشباب والحكمة على حد سواء، وهو مزيج ناجح من المؤكد أنه سيزيد من احترام الذات وصورتهن الذاتية.

وتابعت: «ولكن عندما ينظرن في المرآة ويرين امرأة تبدو حكيمة تماماً ولكنها ليست صغيرة جداً، فمن الصعب قبول عدم التطابق. إن انعكاسهن لهذه المرأة المسنة يعدّ بمثابة خيانة للمرأة الشابة التي ترتبط بها هويتهن الداخلية. ويصبح هذا التناقض تهديداً لقيمتهن الذاتية».

ورأت واردل أن هذا هو السبب وراء معاناة الكثير من النساء من مظهرهن مع تقدمهن في العمر، وتابعت: «نحن نعيش في ثقافة تصرّ على أن نبقى شباباً دائماً أو نفقد قيمتنا. ونتيجة لذلك؛ فإننا غالباً ما نتحمل إجراءات تجميلية مكلفة ومؤلمة، ونبالغ في الالتزام بإجراءات العناية بالبشرة التي تستغرق وقتاً طويلاً، ونحاول الضغط على أجسادنا التي تغير شكلها وحشرها في ملابس لم تعد تناسبنا».

وأشارت إلى أننا «بدلاً من احتضان الحرية التي تأتي مع العثور على ذواتنا الحقيقية مع تقدمنا في السن، فإننا نتراجع إلى جهود عقيمة لمكافحة الشيخوخة والتي لا يمكنها أن تفعل أكثر من مجرد شراء الوقت. لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء أبداً، ولن تثمر تلك الجهود بجلب الصورة الذاتية الإيجابية التي نسعى إليها».

واكدت واردل أن «دخول عتبة الأربعينات وما بعدها يمكنه أن يكون وقتاً للتحرر الهائل».

تغيير السيناريو

واردل رأت أنه لقد حان الوقت لكي تبدأ النساء في إعادة تشكيل السيناريو حول الشيخوخة، وربما يكون هذا العمل داخلياً، وتساءلت عما إذا كان الكثير من النساء في حاجة إلى القيام بالتشافي العميق لصورتهن الذاتية وقيمهن قبل البدء في محاولة تغيير الصور النمطية الراسخة في الثقافة عن النساء مع تقدمهن في العمر.

وللوصول إلى هذا التشافي حددت واردل بعض الحقائق التي يجب أن تتقبلها المرأة على عتبة الأربعين:

- النظرة الذكورية قمعية ولا تعطي شيئاً عن قيمة المرأة الفعلية.

- لا حرج في رؤية عدم التطابق بين مشاعر المرأة الداخلية ومظهرها الخارجي. تتغير الأجسام والوجوه مع التقدم في العمر، لكن عالمنا النفسي الداخلي يمكن أن يظل شاباً ما دمنا نرغب في ذلك.

- الشيخوخة أمر صحي وطبيعي رغم ما تريد «مصانع مكافحة الشيخوخة» التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات أن تقوله للنساء.

- تحدث المرأة بصوت عالٍ عن احتياجاتها وتجاربها هو الطريقة التي يمكنها من خلالها تطبيع المواقف الصحية تجاه شيخوخة المرأة ووضع حد للتمييز والتهميش والمحو.

وختمت بالقول: «عندما نتعلم كيف نحرّر هويتنا وقيمتنا الذاتية من هوس ثقافتنا المريض بالشباب، فسوف نصبح مناصرين أفضل لأنفسنا وللنساء».


وزير الطاقة الجزائري يبحث مع «هاربور إنرجي» البريطانية فرص التعاون مع «سوناطراك»

مقر شركة سوناطراك بالعاصمة الجزائرية (من الموقع الإلكتروني لـ«سوناطراك»)
مقر شركة سوناطراك بالعاصمة الجزائرية (من الموقع الإلكتروني لـ«سوناطراك»)
TT

وزير الطاقة الجزائري يبحث مع «هاربور إنرجي» البريطانية فرص التعاون مع «سوناطراك»

مقر شركة سوناطراك بالعاصمة الجزائرية (من الموقع الإلكتروني لـ«سوناطراك»)
مقر شركة سوناطراك بالعاصمة الجزائرية (من الموقع الإلكتروني لـ«سوناطراك»)

بحث وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، الأربعاء، مع المديرة التنفيذية لشركة هاربور إنرجي البريطانية ليندا كوك، فرص التعاون والاستثمار في مجال الطاقة وآفاق تطويرها، ولا سيما في مجال التنقيب عن النفط، واستغلال وتطوير حقول الغاز الطبيعي مع شركة سوناطراك الجزائرية.

وذكرت الوزارة، في بيان، أن الجانبين بحثا أيضاً إمكانيات التعاون وفرص الاستثمار في مجال الصناعات البترولية والغازية، وكذا خفض الانبعاثات، والتقاط وتخزين الكربون وتقليل البصمة الكربونية.

ووفقاً للبيان، عبّرت كوك عن اهتمام هاربور إنرجي الكبير بقطاع الطاقة في الجزائر، ورغبتها في تحديد مشروعات محددة بمجال النفط والغاز.

في هذه الأثناء، أعلنت شركة سوناطراك توقيع بروتوكول تعاون مع شركة أبراج لخدمات الطاقة العمانية، لبحث فرص التعاون في مجال أنشطة حفر وصيانة وخدمات الآبار، بالإضافة إلى خدمات المشاريع المتكاملة.

وقالت «سوناطراك»، المملوكة للحكومة، في بيان، إن توقيع بروتوكول التفاهم على طموحاتها لتطوير التعاون في مجال أنشطة الخدمات النفطية على الصعيد الدولي، وتعزيز الشراكة أكثر مع الشركات العُمانية من خلال تبادل التجارب.

و«أبراج لخدمات الطاقة» إحدى الشركات الرئيسية في السلطنة التي تعمل بقطاع خدمات النفط والغاز.