«سوبرمان» الجديد يُثير التساؤلات باكراً

كلِيب أثار زوبعة

«سوبرمان» في العناية الفائقة (وورنر)
«سوبرمان» في العناية الفائقة (وورنر)
TT
20

«سوبرمان» الجديد يُثير التساؤلات باكراً

«سوبرمان» في العناية الفائقة (وورنر)
«سوبرمان» في العناية الفائقة (وورنر)

في 2 أبريل (نيسان) الحالي، كشف مؤتمر «سينماكون» عن أول مُقدّمة إعلانية عن الفيلم المقبل «سوبرمان».

في الحقيقة ليست مقدّمة إعلانية كتلك التي نجدها على الإنترنت، بيد أنه فيلم من 5 دقائق يحتوي على مشهدين من الفيلم المنتظر عرضه في 11 يوليو (تمّوز) المقبل.

جرت العادة على عرض مقتطفات من الأفلام الكبيرة المقبلة، لأغراض تتعلَّق جزئياً بالإعلام، وأساساً بوصفه نوعاً من طمأنة العاملين في المهنة، وفي مقدّمتهم أصحاب صالات السينما، بالجديد والمتجدد.

المقطع الذي اختير يُرينا «سوبرمان» جديداً وهو مستلقٍ على بساط من ثلوج كوكب كريبتون. وجهه متورّم، والدماء تنزف من فمه وهو يئن من الألم.

هذا وحده كان مثار تعجُّب البعض: هل سوبرمان في كوكبه، وقبل نزوله إلى الأرض كان شخصاً يشعر بالألم ويئن من الألم؟ وما هو هذا الكلب «المريخي» الذي يقفز فوق صدر سوبرمان فيئن هذا بمزيد من الألم؟ ومن ثَمّ عندما تحيط به 4 روبوتات لعلاجه مما ألمَّ به (دون أن ندري بعد ما الذي حدث له)، ويخبرونه بأن أشعة «الشمس الصفراء» ستشفيه على الفور. هل سوبرمان هنا بحاجة فعلاً للروبوتات ليُعيدوه سالماً؟ ما الذي حدث للرجل المصنوع من الفولاذ؟

المخرج الخطأ

رغم عرض مشاهد أخرى سريعة لـ«سوبرمان إن أكشن»، نراه فيها يواجه وحشاً يبثُّ النار، ونُتابعه وهو يطير بمحبوبته ومن دونها، بيد أن المشهد المذكور أثار اللغط من حوله، فيما إذا كان الفيلم في سعيه للاختلاف والتَّجديد سيُقدِّم سوبرمان على نحوٍ يختلف عن التقليد إلى قدرٍ كبير ويناوئ ما اعتاد الجمهور عليه من بطله المفضل. سيُقدمه إنساناً يتألم ويضعف ويتعب. إذا ما كانت تلك المقدّمة هي أكثر من مجرد مشاهد أولى وأقرب لأن تكون عنواناً للصورة الجديدة المقبلة.

أثار المقطع انقساماً بين منتقدين وجدوه أقل تعبيراً عن سوبرمان، وآخرين وجدوا المقطع واقعياً لدرجة كافية، وأن المخرج جيمس غن (Gunn) يعلم ما يقوم به، ولا خوف من معالجة جديدة للبطل المغوار.

كلا الفريقين تفاعل سلباً أو إيجاباً، من دون سند أو معرفة؛ إذ لا يمكن لهذا المقطع الإفصاح عن فيلم ستمتد مدَّة عرضه لساعتين على الأقل. الغالب أن مُدمني الإنترنت سعوا لإسماع أصواتهم لمجرد الرغبة في ألا يبتعدوا عن دائرة النقد والانتقاد.

في كل الحالات، المهمّة المنتظرة لسوبرمان هي أصعب من المهام التي سيسردها الفيلم. ففي السنوات القليلة الماضية دُمج سوبرمان بين أبطال خارقين آخرين في فيلمين رديئين من إخراج زاك سنايدر، هما: «عصبة العدالة» (Justice League) في 2017، و«عصبة العدالة حسب زاك سنايدر» سنة 2021. وكان المخرج نفسه أنجز «رجل الفولاذ» سنة 2013، و«باتمان ضد سوبرمان» في 2016.

«سوبرمان» وغرام جديد على الأرض (وورنر)
«سوبرمان» وغرام جديد على الأرض (وورنر)

لكن زاك سنايدر لم يكن الاختيار الصحيح لدى المعجبين والمدافعين عن صورة سوبرمان على الشاشة. كعادة أفلامه السابقة (من بينها «300» و«أسطورة الحرس» و«فجر الموتى»)، يُركِّز المخرج على التقنيات ويهمل تناول الشخصيات بعمق أو الأحداث على النحو نفسه من الجدّية. أمرٌ يجيده ريدلي سكوت، وكريستوفر نولان، وجيمس كاميرون، ومخرج سلسلة «لورد أوڤ ذا رينغز» بيتر جاكسن.

تنافس بين عملاقين

هذه الصورة بلغت أوجها عندما حقّق ريتشارد دونر سنة 1978 فيلم «سوبرمان» من بطولة كريستوفر ريف، ونضجت أكثر عندما تسلم المهمّة ريتشارد ليستر في الجزء الثاني سنة 1980. هذان الفيلمان ما زالا أفضل عملين عن تلك الشخصية إلى اليوم، وفيهما مزج بليغ ما بين الأسطورة، والكوميديا، والبطولة، والرومانسية.

إلى ذلك، ما زال الممثل كريستوفر ريف (1952-2004) أفضل من مثَّل هذا الدور؛ إذ أجاد أداء الشخصية ذات الوجهين: البطل الطائر، والمصوّر الصحافي المتلعثم.

هذا الفيلم هو معالجة جيمس غن الأولى لشخصية الكوميكس المنشورة في مؤسسة «دي سي» (DC) التي هي المنافس الأهم لمؤسسة «مارڤل» (Marvel). «وورنر» هي الموزِّع والمموِّل لسوبرمان، في حين أن ديزني هي التي تُشرف على إنتاج شخصيات «مارڤل» وتوزيعها.

في السنوات الأخيرة عانت «وورنر» من نتائج تجارية مخيبة للآمال لعدد من شخصياتها مثل «ذَا فلاش»، و«شازام»، و«بلاك آدم»، وغالب ما حققه زاك سنايدر لحسابها. هذا ما حدا بها لطلب معونة المخرج غن في سلسلة «حرَّاس المجرَّة» لحساب «ديزني». حين انتقل غن إلى العمل لحساب «وورنر» نقل معه معرفة الكيفية التي تشتغل بها «ديزني» و«مارڤل»، وأسباب نجاح أفلامهما (من بينها شخصيات «كابتن أميركا»، و«فلاش غوردون» و«جستيس ليغ»).

هذا ما أرادته «وورنر» من غن، وهذا ما وفَّره المخرج لها، ما إن عُيِّن مسؤولاً مباشراً عن تحويل شخصيات «دي سي» إلى أفلام ناجحة، أولها مستقبلاً، هو هذا الفيلم الذي أراد المخرج أن يكون باكورة أعماله وقرر ألا يكتفي بدور المنتج بل اختار نفسه مخرجاً له أيضاً.

لا يمكن الحكم على التريلر أو على أي مقطع لا تزيد مُدَّة عرضه على 5 دقائق، لقراءة ما سيكون الفيلم عليه، لكن حسب ما تردَّد في «سينماكون» فإن «وورنر» واثقة بأنها ستُنجز نجاحاً غير مسبوق منذ أيام سوبرمان الأول في الثمانينات.


مقالات ذات صلة

جامعة عفت السعودية تتعاون مع أكاديمية الفنون المصرية في صناعة السينما

يوميات الشرق بعد توقيع اتفاقية التعاون بين الجامعة والأكاديمية (أكاديمية الفنون المصرية)

جامعة عفت السعودية تتعاون مع أكاديمية الفنون المصرية في صناعة السينما

وقّعت جامعة عفت السعودية بروتوكول تعاون مع  أكاديمية الفنون المصرية للتبادل العلمي والتدريب في مجال الفنون السينمائية وصناعة الأفلام، في مدينة جدة، الجمعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة السورية سلاف فواخرجي (إنستغرام)

مهرجان مصري يتضامن مع سلاف فواخرجي ويُكرّمها

تضامن مهرجان «همسة الدولي للآداب والفنون» مع الفنانة السورية سلاف فواخرجي، وقرر تكريمها ضمن فعاليات نسخته الثالثة عشرة، المقرر أن تُقام خلال شهر سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أعمال نجيب محفوظ تحوَّلت إلى السينما والدراما (متحف نجيب محفوظ)

مصر تحتفل بنجيب محفوظ في مسارح الأوبرا ومترو الأنفاق

نظمت مصر فعاليات عدة احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ، على مسارح دار الأوبرا، وفي مواقع مختلفة، مع عرض أفلام تسجيلية وإقامة معارض فنية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق 
المهرجان السينمائي في مركز «إثراء» في الظهران (الشرق الأوسط)

افتتاح مهرجان أفلام السعودية على وقع الألحان الأوبرالية الحية

على وقع الألحان الأوبرالية والنغمات الموسيقية، افتتح مهرجان أفلام السعودية دورته الجديدة بحفل فني جمع بين الصوت والصورة، وجمالية السينما والموسيقى.

إيمان الخطاف (الدمام)
الوتر السادس بشناق حائزة على جوائز عالمية عدة تشمل هوليوود وكندا (حسابها على {انستغرام})

سعاد بشناق لـ«الشرق الأوسط»: متعة العمل في مسلسل رمضاني تحضّني على إعادة التجربة

طبعك موسيقى مسلسل «البطل» الرمضاني من شارته، مروراً بمقطوعات ترافق أحداثه، وصولاً إلى جنريك النهاية. المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق نقلت مشاعر وذكريات خاصة بها،

فيفيان حداد (بيروت)

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
TT
20

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)

عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى الواجهة بمصر مجدداً، بعد تزاحم عدد كبير من المصورين بالهواتف المحمولة خلال تشييع جنازة الفنان المصري سليمان عيد، الجمعة، حيث لاحقت الكاميرات نجوم الفن، وأسرة الراحل، لتصوير لقطات خاصة أثناء دفن الجثمان.

وطالب عدد من الفنانين بمنع تصوير الجنازات، خصوصاً أن هوية المصور ليست معلومة؛ حيث كتب الفنان المصري طه دسوقي عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، منتقداً ما يحدث، وتساءل: «ما السبق الصحافي في تصوير جثمان... ولماذا يتم التصوير داخل المقابر؟».

ووجَّه دسوقي سؤاله للعاملين في المجال الإعلامي، قائلاً: «كيف يمكنني التعامل مع مَن يُصورني في حياتي اليومية، وأثناء حضوري مناسبات ليست لها علاقة بمجال عملي، وهل أتعامل معه على أنه صحافي أم متحرش؟».

كما عبَّرت الفنانة المصرية بدرية طلبة عن استيائها، وكتبت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: «مهزلة الجنازات وصلت إلى تصوير النعش وما بداخله، من أجل أسبقية النشر والحصول على مشاهدات، من دون اعتبار لحرمة الميت».

وتساءلت بدرية: «مَن هؤلاء؟ ولماذا يوجدون ويزاحمون أهل وأصدقاء المتوفى؟ وطالبت طلبة بالاطلاع على الأوراق التي تُثبت أن مَن يقوم بالتصوير صحافي أم أشخاص يتتبعون الجنازات للتصوير من أجل الربح».

الفنان الراحل سليمان عيد (حسابه بموقع «فيسبوك»)
الفنان الراحل سليمان عيد (حسابه بموقع «فيسبوك»)

ويؤكد الناقد الفني المصري رامي المتولي أن «ما يحدث هو ظاهرة سلبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مَن يقوم بهذا الأمر ليست لهم علاقة بمهنة الصحافة، وليسوا صحافيين بالأساس»، وإن كان المتولي يرى أن «جنازات وعزاءات المشاهير عموماً لا بد من توثيقها، من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ولكن دون إزعاج أو محاولة انتهاك الخصوصية، أو البحث عن سبق على حساب مشاعر الحزن التي تُخيّم على المكان».

وقبل عام، نشرت مواقع صحافية محلية لقطات من جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، ولنجله الفنان أحمد السعدني الذي انفعل بدوره على المصورين الذين تزاحموا خلال الجنازة وطالبهم بالابتعاد.

في حين طالبت نقابة الممثلين، في بيان لها بالتزامن مع أزمة تصوير جنازة السعدني، بعدم وجود الصحافيين والمراسلين في عزاء الفنان الراحل بناءً على رغبة أسرته.

وأكد بيان النقابة أن الفنان أشرف زكي سيضع شروطاً لحضور مراسم الدفن أو الجنازات سيتم الاتفاق عليها بين نقابتي الممثلين والصحافيين.

كما أصدرت وزارة الأوقاف أيضاً بياناً بمنع التصوير في أي جنازة، سواء حال دخولها أو خروجها وأثناء الصلاة على المتوفى، مراعاة لحرمة المسجد وحرمة الميت ومشاعر أهله.

لكن نقابة الصحافيين رفضت قرار «الأوقاف»، موضحة أنه ليس لأي جهة أو شخص الحق في حظر التصوير، وأن ذلك مخالف لنصوص الدستور والقانون، الذي يتيح لهم ممارسة العمل دون رقابة، وأن وضع القواعد من اختصاصها؛ حيث اجتمعت حينها مع نقابة الممثلين لتحديد ضوابط التصوير.

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (صورة متداولة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (صورة متداولة على «فيسبوك»)

في السياق؛ كتبت الشاعرة منة القيعي عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، تعليقاً على الأزمة المثارة: «أتمنى من الدولة إصدار قرار بمنع الصحافة من الحضور والتصوير والنشر في العزاء والجنازات».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أشار المتولي إلى أنه يجب تحديد مكان للمصورين، وعدم الاختلاط مع الحاضرين، والحفاظ على خصوصيتهم، وتقدير قيمة الحدث، وما يجري خارج هذا الإطار فليست له علاقة بالصحافة.

ويلفت الناقد الفني إلى أن «تغطية كثير من الصحافيين للجنازات تتم بشكل مهني، لكن وجود أفراد غيرهم لا يملكون ثقافة التعامل يعوق عملهم؛ ما يؤدي لاختلاط الأمور».