القاهرة تطالب «علماء المصريات» بدعم جهودها في وقف تهريب الآثار

600 خبير دولي يعرضون آخر اكتشافاتهم بمصر

وزير الآثار المصري يلقي كلمته بالمؤتمر
وزير الآثار المصري يلقي كلمته بالمؤتمر
TT

القاهرة تطالب «علماء المصريات» بدعم جهودها في وقف تهريب الآثار

وزير الآثار المصري يلقي كلمته بالمؤتمر
وزير الآثار المصري يلقي كلمته بالمؤتمر

طالبت مصر علماء المصريات حول العالم بدعم جهودها في منع نهب وتهريب وبيع الآثار المصرية في صالات المزادات العالمية، وعدم الاكتفاء بدور الباحث والمنقب عن اكتشافات جديدة، فواجبهم العلمي «يحتم عليهم لعب دور في حماية التراث»، حسب المسؤولين المصريين.
وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، في كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الدولي لعلماء المصريات، والتي تستضيفها القاهرة في الفترة من 3 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إن «أعضاء الجمعية الدولية لعلماء المصريات يمكنهم لعب دور أكثر فاعلية في مساندة آثار مصر رسمياً من خلال مؤسساتهم، أو أدبياً في قضايا بيع ونهب وسرقة آثار مصر التي تباع على مرأى ومسمع من كل علماء المصريات، وللأسف بواسطة بعض المتاحف في بعض الأحيان، أو بصالات المزادات الأجنبية، دون إظهار أي سندات ملكية، لتذهب الآثار -التي تتحول إلى سلعة- إلى قصور بعض الأغنياء والتجار، حارمين الدارسين والزائرين والأجيال القادمة من مشاهدتها والتعرف على إرث هو ملك البشرية كلها».
وأضاف العناني: «كنا ننتظر في مصر أي دعم معنوي أو أدبي أو رسمي من أي مؤسسة علمية أو متحف أو عالم مصريات من خلال إظهار تحفظهم أو رفضهم لو حتى ببيان صحافي أو إرسال بريد إلكتروني للوزارة للتعبير عن التضامن مع الوزارة في قضاياها المشروعة».
وسبق أن طالبت مصر دول العالم عبر ممثلي بعثاتها الدبلوماسية بلعب دور في مساندة طلبها في استرداد الآثار المهربة، ووقف بيعها في أعقاب إعلان دار «كريستيز» للمزادات عن عزمها بيع رأس تمثال للإله آمون على هيئة توت عنخ آمون، ولم تنجح هذه المطالبات وتم بيع التمثال في يوليو (تموز) الماضي.
وأوضح العناني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر، أن «علماء المصريات عليهم أن يُثبتوا أنهم يحبون مصر التي يدرسون تاريخها، ويدعموا مطالبها المشروعة، فواجبهم الأدبي يحتم عليهم حماية التراث الذي يشتغلون به، وألا يقتصر دورهم على إجراء الأبحاث والدراسات». مشيراً إلى أن «حماية هذا التراث سيوفر مزيداً من الفرص للباحثين لدراسة علم المصريات بدلاً من أن نفقد قطعاً مهمة تظل حبيسة قصور وفيلات».
على مدار السنوات الماضية بذلت مصر جهوداً في مجال استرداد الآثار المهربة للخارج، خصوصاً تلك التي خرجت بطرق غير مشروعة، ودون أوراق تصدير، حيث كان القانون المصري يسمح بتصدير وإهداء الآثار قبل عام 1983.
وقال العناني إن «وزارة الآثار نجحت في استرداد أكثر من ألف قطعة أثرية من أكثر من 15 دولة حول العالم، من أشهرها التابوت المُذهب لنجم - عنخ، الذي يُعرض حالياً في المتحف القومي للحضارة المصرية»،
ويجتمع في القاهرة ما يقرب من 600 عالم وأستاذ ودارس ومحب لعلم المصريات من مصر من أكثر من 30 دولة، ويعرضون 375 ورقة بحثية حول أحدث الاكتشافات الأثرية والجديد في علم المصريات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التنقيب عن الآثار، وتاريخ مصر القديم، والأسس العلمية لإدارة المواقع الأثرية والترميم وعلوم الآثار والتكنولوجيا، والمتاحف، والحياة الاجتماعية في مصر القديمة، في مؤتمر تنظمه الجمعية الدولية لعلماء المصريات.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن «خبيئة العساسيف التي أُعلن عن اكتشافها مؤخراً هي واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن الحالي، حيث ضمت 30 تابوتاً ملوناً من عصر الأسرة الـ22»، مشيراً إلى أنه «سيتم نقلها إلى المتحف المصري الكبير».
وكشف وزيري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «سيتم الإعلان عن كشف أثري مهم قريباً في جبانة منف بالجيزة».
وهذه هي المرة الرابعة التي تستضيف فيها مصر المؤتمر الدولي لعلم المصريات، الذي يُعقد مرة كل أربع سنوات، حيث استضافته من قبل في دورته الأولى عام 1976، وبعد ذلك في عامي 1988 و2000. وخلال المؤتمر تم تكريم عدد من علماء الآثار لما بذلوه من جهود في مجال علم المصريات، وهم عالم الآثار الألماني د.ستيفان زايلدن مايو، مدير معهد الآثار الألماني بالقاهرة، وعالم الآثار الياباني ساكوچي يوشيمورا، وعالم الآثار الأميركي د.مارك لينر، والدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار المصري الأسبق.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».