الكشف عن أقدم «خريطة جنائزية» في مصر القديمة

لوحان من الخشب يتضمنان الخريطة الجنائزية (دورية: الآثار المصرية)
لوحان من الخشب يتضمنان الخريطة الجنائزية (دورية: الآثار المصرية)
TT

الكشف عن أقدم «خريطة جنائزية» في مصر القديمة

لوحان من الخشب يتضمنان الخريطة الجنائزية (دورية: الآثار المصرية)
لوحان من الخشب يتضمنان الخريطة الجنائزية (دورية: الآثار المصرية)

وثقت دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «الآثار المصرية» لأقدم خريطة جنائزية معروفة في مصر القديمة، عُثر عليها في مقابر «دير البرشا» بمحافظة المنيا (300 كيلومتراً جنوب القاهرة). وحمل العدد الأخير من الدورية الصادرة عن دار النشر الأميركية «»SAGE مفاجأة، بشأن الخريطة المكتشفة عام 2012. والتي اتضح أنها «أقدم شكل معروف لهذا النوع من الخرائط».
وعثر صاحب الدراسة، البروفسور هاركو ويلمز الأستاذ بجامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا، ومدير المشروع الأثري في دير البرشا، على الخريطة داخل تابوت امرأة رفيعة المستوى تدعى عنخ، وهو واحد من القطع الأثرية القليلة الموجودة داخل المقبرة التي يعود تاريخها إلى نحو 4 آلاف عام، والتي نهبها لصوص القبور خلال زيارات متعددة منذ قرون.
وأوضح خلال الدراسة أن الخريطة نقشت على لوحين خشبيين استعادهما علماء الآثار، ويمثلان خطين متعرجين يفصلان طريقين يمكن للموتى استخدامهما للوصول إلى أوزوريس، (إله الموتى عند المصري القديم، في الحياة الأخرى أو ما بعد الموت). ونقش على اللوحين كلمات توضح أماكن وأسماء المخاطر التي يمكن أن يواجهها المتوفى، مثل «بحيرة النار»، و«الشخصيات الشريرة» أو «الشياطين»، وكانت هذه الكلمات مزيجاً من الهيروغليفية والرموز المعروفة لدى المصريين القدماء.
وتعود المقابر التي وجدت بها هذه الخريطة إلى «الدولة الوسطى»، ولكن التعويذات التي تضمنتها الخريطة لا تخص هذه الفترة الزمنية فقط، كما يقول بسام الشماع، الكاتب في علم المصريات.
ويضيف الشماع لـ«الشرق الأوسط»: «هذه التعويذات وجدت في نصوص الأهرام بالدولة القديمة، ولكن المختلف هو وضعها ضمن الخريطة التي ذهبت الدراسة إلى أنها هي أقدم خريطة معروفة من هذا النوع».
والخرائط في مصر القديمة لم تكن قاصرة على هذا الشكل الجنائزي الذي أشارت إليه الدراسة، ولكن المصري القديم عرف أيضاً الخرائط بشكلها المتعارف عليه حالياً، وفق الشماع الذي يوضح أن «من الخرائط الشهيرة، تلك الموجودة بالمتحف المصري في تورين بإيطاليا، وتعود إلى منتصف القرن الـ12 قبل الميلاد، إبان فترة حكم رمسيس الرابع، وتوضح بالتفصيل أماكن محاجر وادي الحمامات في الصحراء الشرقية».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.