قضايا اللاجئين وترميم الأفلام يستحوذان على اهتمام مهرجان الجونة

إيناس الدغيدي لـ«الشرق الأوسط»: سأعود للسينما عبر إحدى روايات إحسان عبد القدوس

الفنانة الأردنية صبا مبارك والمخرج أمين درة في ندوة قضايا المهاجرين
الفنانة الأردنية صبا مبارك والمخرج أمين درة في ندوة قضايا المهاجرين
TT

قضايا اللاجئين وترميم الأفلام يستحوذان على اهتمام مهرجان الجونة

الفنانة الأردنية صبا مبارك والمخرج أمين درة في ندوة قضايا المهاجرين
الفنانة الأردنية صبا مبارك والمخرج أمين درة في ندوة قضايا المهاجرين

تركز الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي على عدد من القضايا السينمائية التي تشغل بال الصناع والمهتمين، ومن بينها ترميم الأفلام القديمة وقضايا اللاجئين. وخلال فعاليات أمس، نظّمت إدارة المهرجان أول لقاءات «سيني جونة» عن أهمية ترميم الأفلام القديمة عبر محاضرة ألقتها ساندرا شولبرج رئيس «مؤسسة أندي كولكت» التي قالت خلالها: «إذا نجحنا في صناعة أفلام جيدة، فليس علينا إلا إيجاد بنية تحتية قوية للحفاظ عليها وتخزينها»، مؤكدة أهمية إيجاد سبل دائمة للحفاظ على الإنتاج السينمائي الذي يجري إنتاجه. وأوضحت شولبرج أن ترميم النسخ الأصلية للأفلام يواجه تحديات كبرى بسبب ضعف التمويل، إذ تعتمد عمليات الترميم التي تجريها المؤسسة بشكل رئيسي على المنح من جهات مختلفة، على غرار ما تم أثناء محاولاتها لترميم بعض الأفلام القديمة التي تعود إلى إنتاج عام 1970، والتي ناقشت قضايا المرأة ذات الأصول الأفريقية بجانب قضايا الأميركيين السود، أو ذوي الأصول الآسيوية.
وترى شولبرج أن الحصول على النسخ الأصلية «نيغاتيف» للأفلام القديمة، يعدّ من أبرز الصعوبات التي تواجه مؤسستها لأن غالبية الأفلام تُخزّن بطريقة خاطئة، ولفتت: «لو نجحنا في الوصول لطرق جيدة لتخزينها وحفظها يمكننا الاحتفاظ بها لمدة لا تقل عن 300 سنة».
وتسيطر قصص الحروب والسحر والقوى الخارقة والقضايا العائلية على عروض أول أيام المهرجان. فالفيلم الفرنسي «اخوات السلاح» للمخرجة كارولين فورست، الذي يعرض ضمن العروض العالمية الأولى بالمهرجان.
وفي سياق متصل، ناقشت الجلسة الثانية من «سيني جونة»، تأثير صناعة الأفلام على قضية اللاجئين، التي عقدت تحت عنوان «أصوات اللاجئين في السنيما»، التي افتتحتها شادن خلف، رئيس وحدة السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالحديث عن كيفية لعب الأفلام والدراما دوراً كبيراً في تناول حياة اللاجئين، وقالت إن «إقليمنا العربي يستضيف نحو 40 في المائة‏ من حجم اللاجئين في العالم، بسبب الصراعات الإقليمية الدائرة منذ سنوات طويلة، سواء بسبب الحروب الأهلية أو النزاعات المسلحة».
ويشارك في المهرجان 12 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و9 أفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و23 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، وثلاثة أفلام في البرنامج الخاص، تتنافس جميعها على جوائز مالية تبلغ 224 ألف دولار أميركي. ويعرض المهرجان 21 فيلماً خارج المسابقة، وتعرض الأفلام بترجمة إنجليزية، ومعظمها مترجم للعربية أيضا، إضافة إلى ندوات مع صناع الأفلام، أو طاقم عمل الفيلم.
ويهتم المهرجان بشكل لافت بالجانب الإنساني في الأعمال الفنية، ما يميّزه عن غيره من المهرجانات المماثلة في العالم، إذ يجمع بين رسالة الفن والإنسانية، بجانب إتاحة منصة تهتم بالشباب للتّعبير عن قضاياهم المتعلقة بالنزاعات، واللجوء، والنزوح، وفق ثريا إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة منتور العربية المختصة بمتابعة الشؤون الإنسانية والعمل الاجتماعي.
وعبّر الممثل السوري قُصي شيخ نجيب، عن سعادته البالغة بعودة السماح بتصوير الأعمال الفنية مرة أخرى في بلاده، وقال إن القضايا التي سيهتم بها خلال الفترة الحالية والمقبلة هي مناقشة وعرض قضايا اللجوء والنزوح وما تخلفه من آثار عنيفة على الإنسانية ككل، وقال قُصي إن للاجئين قصصاً مهمة في الكفاح والنجاح والصمود في جميع المناطق التي نزحوا إليها، وهي إحدى أدوات دعم اللاجئين نفسياً، ومن هذه القصص حكاية أسرة من الأطباء لجأت إلى كندا، وفشلت في معادلة شهاداتها للعمل، لكن اليأس لم يطرق بابها وقرّرت صناعة نوع من الشوكولاته المنزلية سموه «السلام بالشوكولاته»، ووزعت في المتاجر الكبرى، وحققت أرباحا ضخمة، حتى تذوقها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو واشترى بعضها قبل زيارته الولايات المتحدة ثم عرضها في أحد اجتماعاته وقال، «هكذا يصنع اللاجئون... متى تتاح لهم الفرصة للسلام».
فيما روت الممثلة صبا مبارك عن تجربتها في مسلسل «عبور» الذي أنتجته ومثلت به، متناولة قصصا مختلفة لحياة اللاجئين في إحدى مخيمات الأردن، مستعرضة الجانب الإنساني لحياة اللاجئين، وأنها عاشت حياتهم بنفسها عبر حكاياتهم، وأن كل ما دار في المسلسل من سيناريو وحوار وقصص جاء بالفعل من رواة حقيقيين.
إلى ذلك افتتحت إدارة المهرجان أمس، معرض «مئوية ميلاد الكاتب الروائي إحسان عبد القدوس»، بحضور عدد كبير من أعضاء إدارة المهرجان إلى جانب عدد من النجوم من بينهم الفنانة يسرا وإلهام شاهين وهنا شيحة والمخرج عمرو عرفة، وقال انتشال التميمي مدير المهرجان، إن «عائلة الكاتب الراحل تعدّ مثالية جداً لحفاظها على تراثه كاملاً»، وتابع: «حينما ذهبنا إلى بيته نكتشف كنزاً حقيقياً، وأعتقد أن مقتنياته لا بد أن يُخصص لها متحف ليطالعها كل محبيه وتتعرّف عليه أجيال جديدة لم تعاصره».
من جانبها، قالت المخرجة إيناس الدغيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «كتابات إحسان عبد القدوس كانت محرّضة لها وهي تقرأها قبل احترافها الإخراج لاهتمامه بقضايا المرأة في كل كتاباته ودعوته إلى تحرّرها». وأضافت أنها لو أتيح لها اختيار إحدى رواياته لتحويلها إلى فيلم لاختارت رواية «أنف وثلاثة عيون»، لكنها ضدّ فكرة إعادة تقديم الأفلام مرة أخرى. وكشفت أنها اتفقت بالفعل مع نجله أحمد على إخراج فيلم مأخوذ عن إحدى رواياته التي لم تقدّم سينمائياً، رافضة التصريح باسم الرّواية حتّى يُتّفق نهائياً مع أسرته، مؤكدة أنها تتمنى العودة للسينما قريبا، بهذا العمل، بعد فترة طويلة من الغياب.


مقالات ذات صلة

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.