كشف تقرير طبي رسمي، اليوم (الأربعاء)، عن سبب وفاة الفتاة الفلسطينية إسراء غريب، والذي أثار جدلاً عربياً. وأوضح التقرير أن سبب الوفاة نجم عن مضاعفات نتيجة الإصابات المتعددة التي تعرضت لها.
ووفقاً للتقرير، فإن غريب توفيت بسبب «قصور حاد في الجهاز التنفسي، نتيجة تجمع الهواء في الأنسجة تحت الجلد في الصدر، نتيجة لمضاعفات الإصابات المتعددة التي تعرضت لها»، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة «معاً» الفلسطينية.
ووفقاً لتقارير إعلامية فلسطينية، فقد تعرضت إسراء غريب لإصابات بالغة في عمودها الفقري، بعد أن سقطت من شرفة منزلها في بيت ساحور قرب بيت لحم، بينما كانت تحاول الإفلات من هجوم أشقائها عليها، بعد نشرها مقطعاً مصوراً برفقة شاب تقدم لخطبتها من أهلها، وتوفيت يوم 22 أغسطس (آب) الماضي.
ونفت أسرة إسراء الاتهامات، وقالت في بيان إنها كانت تعاني من «حالة نفسية» وتوفيت بعد تعرضها لجلطة، بعد أن سقطت بفناء المنزل.
وأثارت الملابسات المحيطة بوفاة إسراء غضباً داخل الأراضي الفلسطينية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. ويطالب نشطاء حقوقيون بالتحرك ضد الجناة المزعومين، وتوفير الحماية القانونية للنساء، تحت وسم «#العدالة_من_أجل_إسراء».
وجاء في نص التقرير الطبي عن حالة غريب: «وجود كدمات قديمة وحديثة بأحجام مختلفة في مناطق متعددة من الجسم، بالإضافة لوجود جرح في طور الشفاء في الناحية اليمني للجبهة، وسحجات في طور الالتئام في الوجه والشفتين والأطراف العلوية والسفلية، وهي ناتجة عن عنف خارجي على الجسم، بالإضافة إلى وجود كسر في جسم الفقرتين القطنيتين الأولى والثانية».
وأسفر فحص السموم عن وجود مادة «الأولانزابين» في عينة البول، وعينة محتوى المعدة، وفي الارتشاح الصدري، والسائل من التجويف البطني، وأظهر كذلك وجود مادة «دايكلوروكسيلينول» في عينة من محتوى المعدة.
يذكر أن مادة «الأولانزابين» هي عقار طبي يستخدم لعلاج الذهان، أما المادة الأخرى فهي تستخدم للتعقيم.
وكانت وزارة العدل الفلسطينية قد أكدت أن اختصاصي الطب الشرعي في بيت لحم، الدكتور أشرف القاضي، قام بتسليم التقرير النهائي للطب العدلي، المُتعلق بإجراء الصفة التشريحية على جثة الفلسطينية إسراء ناصر يوسف غريب إلى النيابة العامة، صاحبة الاختصاص في التحقيق وتحريك الدعوى العمومية.
وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة، مساء أمس، عن عقد مؤتمر صحافي لعرض ما توصلت إليه من نتائج بملف الدعوى الخاص بالفتاة إسراء غريب، وذلك غداً الخميس في تمام الساعة 10.00 صباحاً في قاعة المؤتمرات الحكومية بوزارة الإعلام في رام الله.
وكانت النيابة قد أصدرت بياناً عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في نهاية الأسبوع الماضي، تؤكد فيه استمرار التحقيقات وسماع عشرات الشهود، وقامت بتوقيف ثلاثة أشخاص على خلفية واقعة الوفاة، للوقوف على حقيقة ما جرى خلال الأشهر الماضية من حياة غريب، وما تبعه من إصابات تعرضت لها وحتى إعلان وفاتها.
وفي الفترة الأخيرة، خرجت مظاهرات ببعض المدن الفلسطينية معبرة عن الغضب مما أثير حول ملابسات الوفاة، ومطالبة بسن قوانين جديدة لحماية النساء. ويطبق الفلسطينيون قانون عقوبات قديماً يرجع إلى ستينات القرن الماضي، يرى البعض أنه لا يوفر حماية للمرأة؛ بل فيه عقوبات مخففة لمن يقتل المرأة بقضايا تتعلق بجرائم الشرف.
ووفقاً للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمؤسسات النسوية، فقد لاقت 18 فلسطينية على الأقل حتفهن هذا العام، على أيدي أفراد أسرهن الغاضبين من سلوك يعتبرونه يمس شرفهم، والذي قد يشمل الحديث بألفة مع رجال، أو أي انتهاك للقيم المحافظة فيما يتعلق بالنساء.