تجدد التوتر في محافظة السويداء جنوب سوريا خلال الاحتفالات بعيد الأضحى قبل أيام، في ظل حالة من الفلتان الأمني، حيث شهدت المحافظة أخيراً عمليات اغتيال لقيادات وعناصر في الفصائل المحلية، وعمليات قتل لأشخاص متورطين في جرائم جنائية مختلفة، وعمليات خطف.
ورفع من حدة التوتر بث فصيل «قوات شيخ الكرامة» المحلي المعارض، مقطع فيديو يتضمن صوراً لوثائق وهويات ومحادثات صوتية قال إنها دليل على مسؤولية المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري و«حزب الله» اللبناني عن محاولة استهداف فاشلة تعرضت لها سيارة «فان» تُقل مجموعة عناصر من «قوات شيخ الكرامة» في محافظة السويداء.
كما شهدت محافظة السويداء خلال أيام عيد الأضحى جريمتي ثأر عشائري، راح ضحيتهما 5 أشخاص، إضافة إلى اشتباكات حدثت في محيط مفرزة الأمن التابعة للأمن العسكري في صلخد، تلاها الهجوم على عناصر من فصيل «قوات شيخ الكرامة» التي أصدرت بيانا أمس، نشرته على حسابها الرسمي في «فيسبوك»، قالت فيه إن «سيارة تابعة للفصيل تعرضت لكمين مسلح نصب لها على طريق صلخد - السويداء، فجر الأربعاء، والمجموعة نجت من الكمين بعد الرد على مصدر النيران».
وبث الفصيل فيديو يظهر الأدلة والوثائق التي عثر عليها في هاتف جوال بعد فرار المهاجمين وتمشيط المنطقة، ويعود لأحد أبناء المحافظة المرتبطين بـ«حزب الله»، حسبما تظهر محتويات حساباته الشخصية على «فيسبوك» و«واتساب»، ومضامين محادثات صوتية مع أشخاص قالت «قوات شيخ الكرامة» إنه كان ينسق معهم لتنفيذ عمليات اغتيال في السويداء بعلم رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في سوريا اللواء كفاح الملحم. كما أشار البيان إلى أن صاحب الهاتف الذي عثر عليه مرتبط بتجار مخدرات لبنانيين تابعين لـ«حزب الله»، ويقوم بتأمين طريق دخولهم إلى سوريا بالتنسيق مع ضابط في فرع المعلومات، وأكدت «قوات شيخ الكرامة» أن لديها ما يثبت صحة اتهاماتها.
وبالتدقيق في تلك الوثائق والاتهامات وجدت مصادر محلية في السويداء ثغرات عدة في الرواية التي أوردتها «قوات شيخ الكرامة» في بيانها، وحذرت من «فتنة كبيرة في الجبل تدفع إليها جهات عدة من خارج الجبل». ولم تستبعد المصادر أن يكون الكمين الذي نصب لـ«قوات شيخ الكرامة» هو «في ترك أدلة تقود إلى اقتتال داخلي». كما تحدثت المصادر «عن استفزاز رئيس مفرزة الأمن العسكري لـ(قوات شيخ الكرامة)، ومحاولة جرهم إلى القتال»، لافتة إلى أن «أهالي صلخد يعرفون أن الاشتباكات التي ادعى الأمن العسكري حصولها قبل أسبوع بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في محيط المفرزة، كانت وهمية، وأن أحداً لم يهاجم المفرزة، وتم افتعال ذلك لاتهام الفصائل المحلية وجرها إلى القتال».
وأضافت المصادر أن «محاولات الزج بالجبل في اقتتال داخلي لم تتوقف، ومؤخراً جرت محاولات لتحريض العشائر البدوية ضد الفصائل المحلية، ويجري العمل على تسليح وتجنيد أبناء العشائر في منطقة اللجاة، بزعم الحد من انفلات عصابات الخطف والجريمة، لكن الهدف الحقيقي هو مواجهة الفصائل المحلية الدرزية»، لذلك دعت المصادر المحلية في السويداء «الجميع» إلى «التروي وعقد (اجتماع عقلاء)، للنظر في تلك المعلومات والوثائق قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بعيداً عن ردود الفعل الحماسية».
يذكر أن العشائر البدوية (السنيّة) تتمركز في البادية في حرّة الشمّة بمحافظة السويداء التي يشكل الدروز الغالبية العظمى من سكانها.
تصاعد العنف في السويداء واتهامات لـ«حزب الله» والنظام بتسليح البدو
تصاعد العنف في السويداء واتهامات لـ«حزب الله» والنظام بتسليح البدو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة