منتجعات برتبة قصور

جانب من منتجع أنانتارا
جانب من منتجع أنانتارا
TT

منتجعات برتبة قصور

جانب من منتجع أنانتارا
جانب من منتجع أنانتارا

> أعرق هذه المنتجعات وأكثرها شهرة هو منتجع Puente Romano الذي، منذ افتتاحه، يتمّيز بأسلوبه الفريد الذي يخرج عن المألوف في المنتجعات السياحية، وتنتشر غرفه والفلل بين حدائق غنّاء على الطراز الأندلسي، إلى جانب منشآت رياضية مشهورة عالمياً مثل نادي كرة المضرب الذي يختاره عدد من الأبطال العالميين لفترات التدريب والتحضير للمسابقات الدولية. وفيه 14 مطعماً يحار الذوّاقة بينها، وناد صحي فخم بإشراف إحدى أهم الشركات العالمية في مجال العناية الصحيّة بالماء spa، إضافة إلى ملعب للغولف كان لسنوات المقرّ الرئيسي الذي يتدرّب فيه فريق إسبانيا لكأس ديفيس الذي أعطى عشرات الأبطال العالميين في هذه الرياضة. ومن ميزات هذا المنتجع أيضا مسابحه الأربعة وسط حديقة نباتيّة تمتدّ حتى رمال الشاطئ الجميل الذي تتوفّر فيه كل وسائل الرياضات المائية.
من المنتجعات الكلاسيكية في ماربيا Don Carlos Resort الذي يضمّ ثلاث منشآت تلبّي جميع الاحتياجات: الواحة، لمن يبحث عن الهدوء والسكينة في فيلّاتها الحديثة وسط حديقة وارفة... والفندق، الذي يرتفع بناؤه الشاهق المطلّ على البحر وينبض بالحركة والنشاط والحفلات... والفيلّات الفخمة المخصصة للعائلات والمجهّزة بأحدث الوسائل كما في منازل السكن العادية. ويتميّز هذا المنتجع بحدائقه الاستوائية التي تزيد مساحتها على 20 ألف متر مربّع، ونادي كرة المضرب، وآخر مخصص للأطفال، إضافة إلى خمسة مسابح ونادٍ صحّي وخمسة مطاعم.
Marriott’s Marbella Beach Resort هو من المنتجعات المميزة على شاطئ ماربيا من حيث موقعه في وسط «كوستا دل سول» المحاط بالشواطئ الذهبية، وطرازه المعماري على شكل قرية صغيرة شبه مستقلّة بذاتها، فيها المطاعم والمقاهي والممرات والمسابح والنوادي الرياضية وسوق واسعة يتبضّع فيها سكّان الشقق المفروشة التي تطلّ جميعها على الحدائق الجميلة والمحاطة بعناية دائمة. ولعلّه أنسب المنتجعات بالنسبة للعائلات والأطفال، لخدماته وأسعاره المعقولة.
آخر الوافدين إلى كوكبة المنتجعات الفاخرة في ماربيا، والذي منذ افتتاحه بات يشكّل حالة متميّزة في عالم الخدمات السياحية الراقية، منتجع Anantara الذي يقع على أطراف بلدة Benahavis وتتوزّع منشآته وحدائقه حول فيلّا باديرنا المبنيّة على الطراز الإيطالي التوسكاني بين ثلاثة ملاعب فسيحة للغولف. ويضم المبنى نحو 1200 قطعة فنّية أصليّة، من لوحات ومنحوتات وأثاث قديم على الطرازين الإيطالي والأندلسي، تضفي عليه رونقاً ساحراً وسط حدائق بها أشجار السرو الباسقة التي تذكّر بالهضاب المحيطة بالعاصمة التوسكانية. وفي المنتجع نادٍ للفروسية وآخر للغطس تحت الماء، وحمّامات على الطراز الروماني القديم في النادي الصحّي الذي يقدّم عناية تجميلية وعلاجات طبية على يد أخصائيين عالميين، تجعله يستقطب الكثير من المشاهير والعائلات الحاكمة والأرستقراطية.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».