البندقية تفرض على زائريها مبلغ 5 يوروات

سيطلب من السياح التسجيل على الإنترنت ودفع الرسوم ولو ليوم واحد

البندقية من أكثر المدن زيارة في العالم (نيويورك تايمز)
البندقية من أكثر المدن زيارة في العالم (نيويورك تايمز)
TT

البندقية تفرض على زائريها مبلغ 5 يوروات

البندقية من أكثر المدن زيارة في العالم (نيويورك تايمز)
البندقية من أكثر المدن زيارة في العالم (نيويورك تايمز)

في أكثر أيامها ازدحاماً تمتلئ مدينة البندقية بالسياح الذين يجوبون شوارعها الضيقة ويتركون وراءهم أكواماً من القمامة، وغالباً ما يثبطون همة السكان المحليين.

لذا فإن المدينة التي تتخللها القنوات المائية سوف تتصدى لذلك. ابتداء من 25 أبريل (نيسان)، ولمدة 29 يوماً أخرى موزعة في الأغلب حول الأعياد الوطنية وعطلات نهاية الأسبوع حتى منتصف يوليو (تموز)، يجب على عشاق الرحلات النهارية إلى الجزء التاريخي من البندقية أن يدفعوا 5 يوروات، نحو 5.40 دولار أميركي، في إجراء يأمل مسؤولو المدينة أن يشجع الناس على المجيء خلال أوقات أقل انشغالاً. سيتعين على جميع زوار مدينة البندقية أيضاً تسجيل وجودهم في المدينة في الأيام المحددة، وملء استمارة إلكترونية تساعد المسؤولين على معرفة عدد الزوار المتوقع، ووضع استراتيجيات لكيفية التعامل معهم. قال رئيس البلدية لويغي بروغنارو في الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون في البندقية حملة إعلانية عالمية: «الأمر لا يتعلق بجني المال - فتكاليف العملية أعلى مما سنكسبه». بدلاً من ذلك، قالت ميشيل زوين، المسؤولة عن الميزانية والاقتصاد في المدينة، إن الهدف هو «إدارة أعداد السياح بشكل أفضل وتثبيط السياحة الجماعية، وهو ما يسبب، على سبيل المثال، صعوبة العيش في هذه المدينة».

الازدحام الشديد في البندقية يقلق المسؤولين بالمدينة (نيويورك تايمز)

لن يضطر الزوار الذين يمكثون الليلة في البندقية إلى دفع المال، ولن يضطر الذين يسافرون إلى هناك إلى العمل، أو إلى زيارة الأقارب، أو إلى الدراسة. كما يتم إعفاء أي شخص ولد في المدينة، وكذلك القصر الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما. وقال بروغنارو إنه لن يكون هناك سقف لعدد الزوار المسموح لهم بالدخول. الواقع أن هذه المدينة، التي ترتفع على نحو غير مرجح عن مياه بحيرة البندقية، وتتسم بقدر ما من الرقة والجمال، قد كافحت في العقود الأخيرة لحماية ميزتها الفريدة والمهددة بفعل تغير المناخ وارتفاع مستوى البحار، فضلاً عن السياحة الجماعية. لمواجهة هذا التآكل المجازي والحرفي، وضعت المدينة بوابات عملاقة عند أربعة أفواه من البحيرة لإبقاء مياه البحر خارجاً والأرصفة جافة، وحظرت السفن السياحية من الوصول إلى القنوات الداخلية. وقد ساعدت هذه الجهود في إبقاء البندقية خارج قائمة اليونيسكو «للتراث العالمي المعرض للخطر» حتى بعد أن أثار خبراء في الوكالة مخاوف في العام الماضي من أن إيطاليا لم تبذل جهوداً كافية لحماية المدينة. منذ عام 1976 وحتى هذا العام، كانت إيطاليا قد خصصت أموالاً للمساعدة في حماية البندقية، انتقد بروغنارو الحكومة المركزية في البلاد لعدم تجديد هذا التمويل. وقال إنه طلب من الحكومة مبلغ 1.5 مليار يورو للسنوات العشر المقبلة للمساعدة في الحفاظ على مدينة ذات تراث فريد تستلزم صيانة مستمرة. وقال: «نحن بحاجة إلى ذلك التمويل».

تشهد البندقية زحمة سياح كبيرة (نيويورك تايمز)

في بعض الأحيان، كانت الأيام مزدحمة للغاية بالسياح لدرجة أن المدينة اضطرت إلى قصر بعض الشوارع على حركة مرور المشاة في اتجاه واحد. عن الإجراءات الجديدة، قالت سيمون فينتوريني، المسؤولة عن السياحة في المدينة: «سنكون أول مدينة في العالم تعرف بالضبط عدد السياح الذين سيأتون إلى البندقية في ذلك اليوم، سواء كانوا معفيين أو مدفوعين، وعليهم أن يسجلوا أنفسهم». بعد التسجيل على الموقع، سوف يحصل الزوار على رمز الاستجابة السريعة - صالح من الساعة 8:30 صباحاً إلى الساعة 4 مساءً الذي سيطلب منهم إظهاره عند الدخول إلى المدينة في نقاط مثل محطة القطار، وساحة بياتزالي روما، وموقف سيارات البلدية، وبعض مواقع على الشاطئ، وساحة القديس مارك. كما سيتم إجراء عمليات تفتيش فورية في جميع أنحاء المدينة. قال مسؤولون إنه في الوقت الراهن سوف يُسمح لأي شخص يصل إلى البندقية من دون رمز يسمح له بالدخول إلى المدينة بشرائه في اللحظة الأخيرة، سواء عبر الجوال أو من أكشاك أقيمت قبيل نقاط الدخول. وأوضح أن العمل بالمبادرة يجري حالياً على أساس تجريبي لتمكين المسؤولين في المدينة من الاطلاع على مدى كفاءة عمل النظام وكيفية تحسينه. وفي المستقبل، يمكن معايرة رسوم الدخول - «جدول أسعار متدرج»، كما قال العمدة بروغنارو - اعتماداً على اليوم. قال السيد بروغنارو: «نحن نطالب بالتعاون»، مضيفاً أن البيانات التي تم جمعها خلال الـ29 يوماً سوف تُعلن للعامة. وقال إن مسؤولين من مدن أخرى في جميع أنحاء العالم اتصلوا بإدارته لمعرفة المزيد عن نظام الدخول. حتى الآن، سجل أكثر من 50 ألف شخص أسماءهم عبر الموقع، يدفع ثلثهم تقريباً تكاليف زيارات ليوم واحد، بحسب المسؤولين. وقال فينتوريني في مقدمة الحملة الإعلانية، التي تضمنت رسالة فيديو من رئيس البلدية يتحدث بلغات مختلفة باستخدام ترجمة للكلام صادرة عن برنامج الذكاء الاصطناعي: «العالم كله يريد أن يأتي إلى البندقية». وختم العمدة بروغنارو كلامه بالاعتذار عن أي إزعاج قد يتسبب فيه النظام الجديد. ولكن، كما قال: «لا بد من حماية المدينة».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
سفر وسياحة البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة أسواق العيد في فرانكفورت (غيتي)

أسواق العيد الخمسة الأكثر روعة في أوروبا

مع اقتراب عيد الميلاد، قد يكون من السهل الوقوع في أحلام اليقظة حول عطلة شتوية مستوحاة مباشرة من السينما: عطلة تتميز بالطقس الثلجي المثالي، والشوكولاته الساخنة

مادلين فيتزجيرالد (نيويورك)
سفر وسياحة فندق ذا لانغهام جاكارتا (الشرق الأوسط)

أفكار لإقامة تليق بأعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

اكتشفْ سحر موسم الأعياد في فندق إنيالا هاربور هاوس بمالطا

«الشرق الأوسط» (لندن)

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
TT

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

أُعيد افتتاح نافورة تريفي الشهيرة، رسمياً، بعد أعمال تنظيف استمرت أسابيع، وقررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد، وفق ما أعلن رئيس بلدية روما، روبرتو غوالتيري، أمس الأحد.

وقال غوالتيري، أمام هذا المَعلم الذي اشتُهر بفضل فيلم «لا دولتشه فيتا»: «يمكن أن يوجد هنا 400 شخص في وقت واحد (...) والهدف هو السماح للجميع بالاستفادة إلى أقصى حد من النافورة، دون حشود أو ارتباك»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

وأشار إلى إمكان تعديل هذا العدد، في نهاية مرحلة الاختبار التي لم تحدَّد مدتها.

ولفت رئيس بلدية العاصمة الإيطالية إلى أن البلدية ستدرس، في الأشهر المقبلة، إمكان فرض «تذكرة دخول بسيطة» لتمويل أعمال مختلفة؛ بينها صيانة النافورة.

قررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد (رويترز)

وقال كلاوديو باريسي بريسيتشي، المسؤول عن الأصول الثقافية في دار البلدية، لـ«وكالة السحافة الفرنسية»، إن العمل على معالم روما، بما في ذلك نافورة تريفي، جرى بطريقة «تعيد إلى المدينة غالبية الآثار في الوقت المناسب لبدء يوبيل الكنيسة الكاثوليكية» الذي يبدأ في 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

سائح يلتقط صورة تذكارية بجانب النافورة (إ.ب.أ)

وأضاف: «استغرق العمل ثلاثة أشهر، بجهد إجمالي هائل سمح لنا بإغلاق المواقع، في وقت سابق (...) إنها عملية شاملة للتنظيف، وإزالة عناصر التدهور والأعشاب الضارة والترسبات الكلسية، وقد أثمرت نتائج استثنائية».

يزور النافورة سائحون يتراوح عددهم في الأوقات العادية بين عشرة آلاف واثني عشر ألف زائر يومياً (إ.ب.أ)

هذه التحفة الفنية الباروكية المبنية على واجهة أحد القصور تُعدّ من أكثر المواقع شعبية في روما، وقد اشتهرت من خلال فيلم «لا دولتشه فيتا» للمُخرج فيديريكو فيليني، والذي دعت فيه أنيتا إيكبيرغ شريكها في بطولة الفيلم مارتشيلو ماستروياني للانضمام إلى حوض النافورة.

وأُقيم الحفل، الأحد، تحت أمطار خفيفة، بحضور مئات السائحين، قلّد كثير منهم رئيس البلدية من خلال رمي عملات معدنية في النافورة.

تقليدياً، يعمد كثير من السياح الذين كان يتراوح عددهم في الأوقات العادية بين عشرة آلاف واثني عشر ألف زائر يومياً، إلى رمي العملات المعدنية في النافورة؛ لاعتقادهم أن ذلك يجلب لهم الحظ السعيد ويضمن عودتهم إلى روما.

التحفة الفنية الباروكية المبنية على واجهة أحد القصور من أكثر المواقع شعبية في روما (رويترز)

وفي العادة، تستردّ السلطات نحو 10 آلاف يورو أسبوعياً من هذه العملات المعدنية، تُدفع لمنظمة «كاريتاس» الخيرية لتمويل وجبات طعام للفقراء.