مشروعات صغيرة لإحياء صناعة «سجادة الصلاة» في مصر

عبر تقديم أشكال مبتكرة ولمسات عصرية وألوان جديدة

سجاد من تصميم شيماء فكري لتعويد الصغار على الصلاة
سجاد من تصميم شيماء فكري لتعويد الصغار على الصلاة
TT

مشروعات صغيرة لإحياء صناعة «سجادة الصلاة» في مصر

سجاد من تصميم شيماء فكري لتعويد الصغار على الصلاة
سجاد من تصميم شيماء فكري لتعويد الصغار على الصلاة

تمثل سجادة الصلاة قيمة روحانية وتاريخية تعكس أصالة الحضارة الإسلامية وثراءها؛ فهي ليست مُجرد بُساط لأداء فريضة الصلاة؛ لكنها بتصاميمها ونقوشها وألوانها وأنواعها تاريخ طويل من الفنون، وبوتقة لمزيج تراكمي لثقافات مختلفة، ولطالما شهد تصنيعها في المنطقة العربية مراحل كثيرة من الازدهار في الدول التي اشتهرت بصناعة السجاد، ولا سيما تلك الفترات التي تنامى فيها الاهتمام بالجماليات والزخارف الإسلامية بهذه الدول.
وقد اشتهرت مصر بصناعة السجاد اليدوي بحرفية عالية وجودة فائقة، وعرفت تصنيع سجادة الصلاة، حتى ذكر الرحالة الإيطالي ثيفانو في زيارته للقاهرة عام 1663، أنها تصنع السجاد بتوسع، وأن منتجاتها منه تمتاز بالجمال؛ ولذلك تصدره إلى القسطنطينية والممالك الأخرى. وفي العصر الحديث عرفت مصر تصنيع سجادة الصلاة في أماكن كثيرة، كانت في الغالب هي نفسها أماكن إنتاج السجاد اليدوي، مثل «أبو شعرة»، و«فوة» و«كرداسة» و«المحلة»، لكنّها تراجعت بوضوح ــ في إطار تراجع صناعة السجاد بوجه عام بعد الاعتماد على الاستيراد - إلى أن شهدت مصر أخيراً اهتماماً من جانب المشروعات الصغيرة بإحياء إنتاج سجادة الصلاة آلياً لتلقى إقبالاً من جانب المصريين، ولا سيما السجادة الخاصة بالسيدات والأطفال.
وقال المصمم رامي عبد المجيد، مدير أحد مصانع السجاد، لـ«الشرق الأوسط»: «أرى أن الاهتمام بإعادة إحياء سجادة الصلاة في مصر ينبع مما تمثله من قيمة وعلامة إسلامية وروحانية عظيمة تبعث على الطمأنينة، ولا يكاد يخلو منها بيت مصري، في الوقت الذي نرفض استيرادها وما ينتج منه ذلك من إنفاق الملايين من العملة الصعبة، ومن هنا قررنا في مصنعنا على سبيل المثال إنتاج سجادة صلاة تتمتع بالجودة العالية والإتقان الشديد»، لافتاً إلى أن سجادة الصلاة تتميّز بتنوع طرق حياكتها وألوانها وتصاميمها وعناصرها، وقد حرصنا عند تصنيعها على تقديم أشكال مبتكرة ولمسات عصرية وألوان جديدة، مع الحرص على تعزيز جماليتها من تشكيلات هندسية ونباتية، والمحافظة على أصالتها وقوام زخرفتها، وهو المحراب الكبير في وسط السجادة على شكل قوس، ويُشير إلى القبلة في مكة المكرمة، مضيفاً: «تصنع السجادة من القطيفة، وهي الأعلى سعراً لنعومة ملمسها عند ملامسة الوجه، ثم الشانيل والبوليستر والحرير الصناعي، وبعضها يكون لأداء الصلاة، والبعض الآخر يكون معلقات، والأخيرة نقوم بطباعة الآيات القرآنية عليها، وتعتمد سجادة الصلاة في تصنيعها على استخدام الكومبيوتر في التصميم والآلات الحديثة». صانع السجاد اليدوي خضر البسطويسي، قال إنه «على الرغم من عودة إنتاج سجادة الصلاة في مصر، فإنه يصعب إنتاجها يدوياً مثلما كان الأمر في الماضي؛ نظراً للارتفاع الشديد في أسعار الحرير الطبيعي؛ ما يعني أن السجادة الصغيرة سيتجاوز سعرها خمسة آلاف جنيه في حالة تصنيعها يدوياً؛ ولذلك لا يمكن إنتاجها بتوسع، إلا في حالة الطّلب والهدايا، وأدعو صانعي السجاد إلى التوسع في التصنيع الآلي؛ لأنّه سيؤدي حتماً إلى توفير ملايين الدولارات التي تنفق في استيرادها».
وتقول المصممة شيماء فكري لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت تصنيع سجادة الصلاة للأطفال في شهر رمضان السابق؛ وذلك بهدف تصحيح مفهوم الشهر الكريم عند البعض، وأردت ربطهم بالمواظبة على الصلاة ليستمروا بعد رمضان على أدائها؛ ولذلك قدمت لهم سجادة صلاة من القطيفة الناعمة والخفيفة التي تلائم بشرتهم وتتيح لهم حملها وطيها في حقائبهم، وبتصاميم وألوان مبهجة، ولاقت الفكرة إقبالاً شديداً من جانب الأسر المصرية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».