لماذا يعتبر مارك زوكربيرغ «أخطر شخص في العالم»؟

مارك زوكربيرغ خلال القمة السنوية الثامنة لـ«فيسبوك» (أ.ف.ب)
مارك زوكربيرغ خلال القمة السنوية الثامنة لـ«فيسبوك» (أ.ف.ب)
TT

لماذا يعتبر مارك زوكربيرغ «أخطر شخص في العالم»؟

مارك زوكربيرغ خلال القمة السنوية الثامنة لـ«فيسبوك» (أ.ف.ب)
مارك زوكربيرغ خلال القمة السنوية الثامنة لـ«فيسبوك» (أ.ف.ب)

بصفته الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» التي تحظى باهتمام مليارات الأشخاص، يتمتع مارك زوكربيرغ بسلطة لا تصدق.
ووفقاً لسكوت غالواي، أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك، فإن الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك» هو «أخطر شخص في العالم»، حسبما صرح به لوكالة «بلومبيرغ» الاقتصادية.
وقال غالواي، المليونير العصامي، إن «فيسبوك» تتحرك لدمج خدمات المراسلة في مختلف المنصات (التطبيقات) التي تملكها؛ «فيسبوك»، و«إنستغرام» و«واتساب» و«ماسنجر»، حيث ستعمل جميعها بـ«البنية التحتية التقنية» نفسها، في حين سيظل العملاء قادرين على استخدام كل تطبيق للمراسلة بشكل فردي، وهي خطة زوكربيرغ التي سيتم تطبيقها نهاية هذا العام أو أوائل 2020.
ويرى غالواي أن خطر زوكربيرغ نابع من سيطرته بهذا الدمج على شبكة اتصالات واحدة تضم 2.7 مليار شخص حول العالم.
وحسب «فيسبوك»، فإن أكثر من 2.7 مليار شخص يستخدمون واحدة - على الأقل - من التطبيقات المملوكة للشركة كل شهر، وأكثر من 2.1 مليار شخص يستخدمون «فيسبوك ماسنجر» أو «إنستغرام» أو «واتساب» كل يوم في المتوسط.
ويشرح غالواي فكرته لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية قائلاً: «فكرة أن لدينا فرداً واحداً يقرر خوارزميات شبكة يبلغ عدد أعضائها 2.7 مليار شخص هو أمر مخيف، بغض النظر عن نوايا هذا الشخص... لأن مجموعة متنوعة من الأصوات ووجهات النظر هي التي تساعد في الحفاظ على صحة العملية الديمقراطية».
ويقول غالواي إن الضمان الأساسي لتوازن المجتمع هو تنوع وسائل الإعلام ووجهات النظر، مضيفاً أنه يجب أن يشعر الناس بالقلق من فكرة أن مجموعة واحدة من الخوارزميات، التي يسيطر عليها شخص واحد (لا يمكن إزالته من منصبه) سيكون لها تأثير كبير على النظام الأساسي الذي يستمد من خلاله مليارات من مستخدمي «فيسبوك» حول العالم معلوماتهم كل يوم.
ويضيف غالواي نقطة أخرى تثير القلق بشأن زوكربيرغ و«فيسبوك»؛ قائلاً إن الشركة واجهت بالفعل انتقادات كبيرة بشأن «تصرفات سيئة» مثل دعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016 باستخدام عملاق التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات الخاطئة وزرع الفتنة.
وقال زوكربيرغ تعليقاً على هذه الاتهامات وقتها إنه «تصرف بسرعة لمواجهة التدخل الروسي ودعم إصدار لوائح تنظيمية تشجع الشركات على الحد من انتشار المحتوى الضار».
وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي، قالت وزارة العدل الأميركية إنها ستفتح مراجعة في قضية مكافحة الاحتكار بشأن أكبر شركات التكنولوجيا، ورغم عدم تسمية أي شركة على وجه التحديد، فإن صحيفة «وول ستريت جورنال» سمت شركات مثل «فيسبوك» و«غوغل» و«أمازون» و«آبل».
ويقول غالواي إن زوكربيرغ يريد الوصول بعد دمج التطبيقات التي تملكها شركته إلى النقطة التي إذا حاولت الحكومة فيها تفكيك «فيسبوك» فإن الشركة ستدعي بأن ذلك أصبح غير ممكن دون انهيار نظام شبكة التواصل الاجتماعي بأكملها.
وقد تدعي «فيسبوك» أيضاً أنه إذا تم تقسيمها إلى أجزاء أصغر، فإنها لن تكون قادرة على التنافس مع عمالقة التكنولوجيا الصينية، مثل تطبيق المراسلة الصيني «WeChat»، وهي ما يسميها غالواي بـ«حجة البطل الوطني» في الاقتصاد.
وقد تواصلت «سي إن بي سي» مع «فيسبوك» للحصول على تعليق على حديث غالواي لكن الأخيرة لم ترد.


مقالات ذات صلة

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تدرس تطبيق نظام «البكالوريا» بدلاً من الثانوية العامة

وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

مصر تدرس تطبيق نظام «البكالوريا» بدلاً من الثانوية العامة

وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري في جولة تفقدية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)

طرح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر، محمد عبد اللطيف، مقترَحاً جديداً لتغيير نظام الثانوية العامة، واعتماد «شهادة البكالوريا المصرية» بدلاً منه، مقترِحاً تطبيق النظام الجديد بداية من العام المقبل على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي.

وأوضح الوزير خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، أبعاد النظام الجديد وتفاصيله، ووصفه بأنه «يعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية، بدلاً من الحفظ والتلقين»، كما يعتمد على التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين، وفق بيان لمجلس الوزراء.

ووجَّه رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي بمناقشة آليات تنفيذ هذا النظام في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعي قبل بدء التطبيق.

ويتكون هيكل «شهادة البكالوريا المصرية» المقترحة من مرحلتين، هما المرحلة التمهيدية (الصف الأول الثانوي)، والمرحلة الرئيسية (الصفان الثاني والثالث الثانوي)، وفق عبد اللطيف الذي يؤكد أنه يحظى بـ«اعتراف دولي» ويتيح فرصاً متعددة.

الوزير المصري قدَّم مقترحاً لتغيير نظام الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

وتتضمن المرحلة الأولى، ممثلة في الصف الأول الثانوي، عدداً من المواد الأساسية تدخل في المجموع الكلي، وتشمل مواد التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ المصري، والرياضيات، والعلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب، وفق البيان.

وأضاف الوزير أن المرحلة الرئيسية (الصف الثاني الثانوي) ستتضمن المواد الأساسية في جميع التخصصات، وهي مواد اللغة العربية، والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى المواد التخصصية ويختار منها الطالب مادة واحدة، وهي الطب وعلوم الحياة تشمل «الرياضيات/ الفيزياء»، والهندسة وعلوم الحساب تشمل «الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال تشمل «الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون تشمل «الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«الإحصاء».

وبخصوص مواد المرحلة الرئيسية (الصف الثالث الثانوي)، فإنها تتضمن في المواد الأساسية لجميع التخصصات مادة التربية الدينية، بالإضافة إلى المواد التخصصية وهي الطب وعلوم الحياة تشمل «الأحياء (مستوى رفيع)» و«الكيمياء (مستوى رفيع)»، والهندسة وعلوم الحساب تشمل «الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال تشمل «الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون تشمل «الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«إحصاء».

وزير التربية والتعليم المصري خلال طرح النظام الجديد للثانوية العامة (رئاسة الوزراء)

وكان وزير التربية والتعليم المصري الذي تولى الحقيبة الوزارية في يوليو (تموز) الماضي، قد أعلن في أغسطس (آب) عن تغييرات في نظام الثانوية العامة بتخفيض عدد المواد للصف الأول الثانوي من 10 إلى 6 مواد، والصف الثاني الثانوي من 8 إلى 6 مواد، والصف الثالث الثانوي من 7 إلى 5 مواد؛ الأمر الذي أثار جدلاً وقتها.

وسرعان ما تعرَّض مقترح الوزير إلى انتقادات عدة عبر «السوسيال ميديا»؛ إذ اعتبر متابعون وأولياء أمور أن «التغييرات المتتالية خلال السنوات الماضية في نظام الثانوية العامة أضرت بمستقبل الطلاب ولم تفدهم، وأن تغيير استراتيجيات التعليم يتطلب سنوات طويلة».

وبخصوص نظام «البكالوريا» الجديد، أشار الوزير، إلى مجموعة من القواعد العامة التي تخصّ المرحلة الرئيسية (الصفين الثاني والثالث الثانوي)، تضمنت أن الامتحانات تتاح بفرصتين في كل عام دراسي خلال شهري مايو (أيار) ويوليو لمواد الصف الثاني الثانوي، وشهري يونيو (حزيران) وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي، وأن دخول الامتحان للمرة الأولى يكون مجاناً، وبعد ذلك بمقابل 500 جنيه (الدولار يساوي 50.58 جنيه مصري) عن كل مادة، ويحتسب المجموع لكل مادة من مواد الثانوية السبع من 100 درجة.

الوزير يتابع العملية التعليمية بإحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم المصرية)

وعدّت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المصري) الدكتورة جيهان البيومي «النظام الجديد مقبولاً إذا كان يستهدف الخروج من فكرة حشو عقول الطلبة بالمعلومات والاعتماد على الحفظ والتلقين فقط، وهو أمر انتهى عصره في كل الدول»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أما الفكرة وآلية تطبيقها فهما ما نحتاج إلى مراجعته ومعالجة أساليب التطبيق؛ وهو ما يستدعي مناقشته مع الوزير ولجنة التعليم وأيضاً الاستماع إلى المناقشات المجتمعية للوصول إلى أفضل الحلول وأفضل تطبيق».

وتعرّض نظام الثانوية العامة في مصر لتغييرات على مدى سنوات، من بينها تغيير النظام من عام واحد رئيسي (الصف الثالث الثانوي) إلى عامين هما «الصفان الثاني والثالث الثانوي»، ثم عودة النظام القديم واحتساب المجموع لعام واحد فقط.

وخاض امتحان الثانوية العامة في العام السابق 2024 أكثر من 750 ألف طالب وطالبة في الشعبتين الأدبية والعلمية بشعبتيها (العلوم والرياضة)، وتمثل شهادة الثانوية محطة مفصلية في المسار التعليمي للطلاب، وتحظى باهتمام شديد من معظم الأسر المصرية.

ويتوقع أن يثير المقترح الجديد جدلاً وسعاً في مصر بسبب أهميته لمئات الآلاف من الأسر في جميع المحافظات.