المغرب يعلن تسوية ملفات المختطفين من قِبل «البوليساريو»

تنفيذاً لتوصيات هيئة «الإنصاف والمصالحة»

TT

المغرب يعلن تسوية ملفات المختطفين من قِبل «البوليساريو»

سلّم المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، أمس، تعويضات لـ80 من الضحايا المدنيين، أو ذوي المتوفين منهم، الذين اختطفوا من طرف عناصر «جبهة البوليساريو» الانفصالية في سبعينيات القرن الماضي، وذلك في إطار تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي قضت بتسوية ملف الضحايا البالغ عددهم 367 شخصاً.
وقدمت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اعتذاراً للمستفيدين من هذه التعويضات خلال استقبالهم أمس بمقر المجلس بالرباط عن التأخر، الذي حصل في تسوية ملفاتهم، وكذلك ملفات عدد من الضحايا أو ذوي حقوق المتوفين منهم.
وأوضحت بوعياش أن ملف هؤلاء المختطفين ليس ضمن ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ما بين 1956 - 1999، التي تتحمل أجهزة الدولة المغربية مسؤولية ارتكابها، ولا من موظفيها أو الأفراد التابعين لها، مبرزة أن ما تعرضوا له من اختطاف ضد مقتضيات القانون الدولي، وتعرضهم للتعذيب الممنهج طيلة اختطافهم، وحرمانهم من أبسط الضمانات القانونية وجهل أقربائهم بمصيرهم، ومكان وجودهم، ونكران الجهة المسؤولة عن اختطافهم. وبالنظر لما تعرضوا له كمدنيين وضحايا الاختفاء من أضرار مادية ومعنوية، تمثلت أساساً في المعاناة والألم والحرمان، فإن هيئة الإنصاف والمصالحة أوصت بجبر كافة أضرار الضحايا، أو ذوي حقوقهم.
وخاطبت بوعياش الضحايا قائلة: «الدولة المغربية، وإن كانت لم تقم بانتهاكات حقوقكم الأساسية، بما فيها الاختطاف والتعذيب، إلا أنها في الوقت نفسه لم تقم بحمايتكم منها، وأنتم تتعرضون للاختطاف داخل المغرب»، مشيرة إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان اعتمد «نظرية المخاطرة التي تعتبر أن الدولة مسؤولة عن حماية مواطنيها، وعن الأضرار التي تصيبهم حتى إن لم تكن هي المسؤولة عن الأفعال». كما أن اجتهاد القضاء الإداري بعدد من الدول، بما فيها المغرب، أقر إلى جانب المسؤولية التي ترتكز على الخطأ، مسؤولية الحماية من المخاطر، أخذاً بعين الاعتبار طبيعة الضرر الذي يصيب الأفراد، وتعويضهم عن ذلك، ضمن مبدأ مساواة المواطنين أمام الأعباء العامة.
وقدمت المسؤولة الحقوقية المغربية الشكر لفريق لجنة متابعة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، الذي سهر على متابعة تسوية الملفات، وعلى استكمال العمل بالملفات العالقة، وأيضاً إلى رئاسة الحكومة ووزارة المالية على تفاعلهم مع المجلس خلال الأسابيع الماضية قصد توفير الموارد المالية الضرورية.
كان المجلس قد أعلن الشروع الأولي في تسليم المقررات التحكيمية الخاصة بـ624 مستفيداً من الملفات، التي كانت عالقة، تتويجاً للمجهودات المبذولة خلال الأسابيع الماضية قصد تعبئة الاعتمادات المالية الضرورية، التي تقدر بنحو 87 مليون درهم، ويتعلق الأمر بـ39 مستفيداً كانت تنقص ملفاتهم بعض الوثائق، تم الإدلاء بها، و80 مستفيداً من الضحايا المدنيين الذين اختطفوا من طرف عناصر «البوليساريو»، و28 مستفيداً من ذوي حقوق ضحايا كانوا مجهولي المصير، أدلوا بالوثائق الضرورية لاستكمال إعداد ملفاتهم، و367 مستفيداً من مجموعة تلاميذ مدرسة أهرمومو، الذين قدموا ملفاتهم لهيئة الإنصاف والمصالحة، و110 من الضحايا أو ذوي الحقوق، المستفيدين من الإدماج الاجتماعي.
وتمكنت لجنة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، التي أشرفت على طي ملف الانتهاكات الجسيمة، من كشف مصير 801 متوفى من ضحايا الاختفاء القسري، أو الاعتقال التعسفي، أو الأشخاص المتوفين خلال أحداث اجتماعية مختلفة، وتحديد أماكن دفن رفات 385 حالة. ولم يتبق إلا 6 حالات من أصل 66 حالة تركتها الهيئة، لم تمكن التحريات المنجزة بشأنها من الوصول إلى حقائق مؤكدة. ومن بين الحالات العالقة، حالة المعارض اليساري المهدي بن بركة، الذي اختطف عام 1965 في باريس.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.