حفيدة أسمهان ياسمينة والموسيقي العالمي يارد يفتتحان «مهرجانات بيت الدين»

في دورتها الخامسة والثلاثين

المغنية ياسمينة جنبلاط حفيدة أسمهان في مهرجان بيت الدين الدولي الفني (رويترز)
المغنية ياسمينة جنبلاط حفيدة أسمهان في مهرجان بيت الدين الدولي الفني (رويترز)
TT

حفيدة أسمهان ياسمينة والموسيقي العالمي يارد يفتتحان «مهرجانات بيت الدين»

المغنية ياسمينة جنبلاط حفيدة أسمهان في مهرجان بيت الدين الدولي الفني (رويترز)
المغنية ياسمينة جنبلاط حفيدة أسمهان في مهرجان بيت الدين الدولي الفني (رويترز)

عاد المؤلف الموسيقي العالمي غابريال يارد، إلى «بيت الدين»، أول من أمس، برفقة ياسمينة، حفيدة أسمهان، لافتتاح الدورة الخامسة والثلاثين، ورحلة عامرة بالمحطات الموسيقية والفنية.
حفلات الافتتاح في المهرجانات اللبنانية دائماً بهيجة، ولم تشذ أمسية الخميس. ويارد المستضاف في بلده بعد عقود من الغربة، لم يدّخر جهداً ليقدّم أجمل ما عنده، خصوصاً أن خزائنه مليئة بالمقطوعات التي كلل عليها بجوائز عالمية، من بينها «الأوسكار» التي نالها على موسيقاه لفيلم «المريض الإنجليزي».
«لقاء على شرق جديد» هو اسم الحفل الذي أحيته ياسمينة ويارد، برفقة «الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية» ومعها موسيقيون من «الفرقة الشرقية»، وكورس «سيدة اللويزة»، بقيادة العالمي ديرك بروسيه. ومع أنّ المنتظر كان صوت ياسمينة، التي جاءت مع جدتها (أي ابنة أسمهان كاميليا) وأمها سهى، وابنتيها، اللواتي حيتهن الفنانة لوجودهن في الحفل، كخمسة أجيال امتداداً للكبيرة الراحلة أسمهان، فإن موسيقى يارد بقي سحرها طاغياً على كل ما عداه.
كثير من الموسيقى التصويرية التي كتبها يارد لكبار الأفلام، وقليل جداً من تراث أسمهان خلال الحفل، وأغنيات كتبتها ياسمينة بنفسها، وأدتها في هذه المناسبة التي تعتبر انطلاقتها الأولى في عالم الغناء. ومقطوعتان من موسيقى يارد عزفهما على آلة البيانو من وصفه الموسيقار بـ«النابغة»، وهو الشاب الموهوب اللبناني الأصل نيكولا سلوم، الذي يدرس الموسيقى في سويسرا.
شرح يارد أن لقاء جمعه بياسمينة قبل 15 عاماً، أعربت خلاله عن رغبتها في إعادة تقديم أغنيات جدتها؛ لكن يارد الذي وجد يومها أنّ معرفته بالموسيقى الشرقية لا تزال غير كافية، أجل المشروع 15 عاماً، ثم عاد للقائها والعمل معها. نصيحة غابريال يارد لياسمينة كانت هي أن تكتب، وقد فعلت، وتزاوجت موسيقاه مع كلماتها.
الحفل كان على مستوى الغناء، تجريبياً. فالإطلالات الأولى فيها كثير من المغامرة للفنان وجمهوره الذي جاء يريد أن يكتشف حفيدة أسمهان، والمحللة النفسية التي حلمت طويلاً بالغناء.
لكن ربما للتقليل من مخاطرة التجريب، قرّر يارد أن يقسم الحفل مناصفة بين موسيقاه التصويرية التي أمتعنا بها، وصوت ياسمينة. وسبق أن خصص لهذه الموسيقى حفلاً في بيت الدين. سمعنا هذه المرة، المقطوعات التي وضعها لفيلم «جبران» وأنتجته اللبنانية الأصل سلمى حايك، وفيلم «بيتي بلو» وغيرهما، بينما كان النجم الفرنسي جيرار دوبارديو في الصف الأول، ووجه له يارد تحية، كما صفق له الجمهور حين وقف يحييهم.
ودوبارديو يقدم حفلاً اليوم، يغني خلاله ريبرتوار صديقته باربرا.
غنت ياسمينة ثلاث أغنيات لجدتها: «يا حبيبي تعالى»، و«دخلت مرة في جنينة»، و«ليالي الأنس في فيينا»، وهي جميعها وزعت بطريقة من المفترض أنّها تلائم صوتها؛ لكنّ الأمر لم يكن على هذا النحو.
ولعل الأغنية التي بدت الأقرب إلى إحساسها وملاءمة لأسلوبها في الغناء، هي الأغنية الوحيدة التي كتبتها بالإنجليزية ولحنها لها يارد، وأدتها في هذا الحفل.
يبقى السؤال عن سبب إصرار يارد على أن تكتب ياسمينة كلمات أغنياتها بنفسها، وهل هو خيار صائب؟ فباستثناء الأغنية الظريفة، السريعة الإيقاع، الطريفة الكلمات «يوم أو يومين» فإنّ باقي الأغنيات لم تكن أفضل ما يمكن أن يقدم.
بين الطرب والتراث الأسمهاني والجديد الياسميني، والابتكارات الموسيقية الياردية، والفرقة الموسيقية البارعة، كان افتتاح بيت الدين هذه السنة حاشداً وأنيساً.


مقالات ذات صلة

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.