«بولز»... طعام جنوب غربي آسيا والكاريبي في «طاسة»

مبدأ جديد بعنوان مميز في قلب سوهو اللندنية

ديكور بسيط ومريح
ديكور بسيط ومريح
TT

«بولز»... طعام جنوب غربي آسيا والكاريبي في «طاسة»

ديكور بسيط ومريح
ديكور بسيط ومريح

في زقاق ضيق صغير يحمل اسم «سانت آنز كورت» متفرع من أحد شوارع منقطة سوهو المعروفة بحيويتها في وسط لندن، يجذبك مطعم تُعرض على أحد جدرانه طاسات من السيراميك من مختلف الألوان والأشكال وأرائك خضراء ومدخل تزينه لوحة لسيدة رائعة الجمال مرسومة بطريقة عشوائية باللونين الأبيض والأسود وتبرز لون عيني السيدة الأخضر، وتخبئ اللوحة الجميلة وراءها غرفة خاصة مع نافذة غير حقيقية يضيئها مصباح يوهمك بأنك تجلس في مكان مفتوح تزينه الزهور والخضرة.
المطعم الجديد فتح أبوابه منذ نحو شهرين، ويحمل اسم «Bowls» أو «طاسات» وهذا ما يعلل سبب تعليق تلك الطاسات الجميلة على الحائط. وتقف وراء التسمية والفكرة الطاهية الروسية التركية ظريفة راغيموفا التي حصلت على أرفع شهادة من مدرسة «كوردون بلو» للطهي في باريس وكان حلمها افتتاح مطعم بمبدأ مختلف، فاختارت لندن بعد انتقالها للعيش فيها تاركة وراءها موسكو لتحقق حلم حياتها، وبعد زيارة المطعم وتجربة طاساته وتعرفنا على الطاهية راغيموفا تبين لنا أنها هي صاحبة العيون الخضراء في اللوحة الجميلة التي قدمها لها خطيبها الفنان في عيد ميلادها.
وتقول راغيموفا إن فكرتها ترتكز على استنباط أطباق من جنوب غربي آسيا وجزر الكاريبي وتقدمها في طاسات بدلاً من الصحون، والمبدأ يركز أيضاً على مشاركة الطعام الوفير في كل طاسة.
المطاعم في لندن عديدة والمنافسة قوية جداً والبقاء للأقوى وللأفكار الأجدد، وهذا ما يسعى إليه «بولز» من خلال التركيز على طريقة التقديم والكرم في الكمية.
وبرأي راغيموفا أنه من الضروري أن يترك الزبائن المطعم وهم يشعرون بالشبع والفرح والرغبة في العودة إليه مجدداً، فهي ترى أن الطعام يجب أن يكون غذاءً للجسد والروح، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه إلى جانب فريق العمل معها في المطبخ.
جرّبنا طبق الـ«فو» الفيتنامي الذي يحمل اسم «ظري - فو» تيمناً باسم صاحبة المطعم وطاسة من دجاج الـ«دجيرك» الكاريبي وكاري الماعز على الطريقة الجامايكية بالإضافة إلى أطباق شهيرة أخرى مثل «إنكريديبولز نيغروني» وسمك القد الأسود والـ«سيفيتشي».
الطعام لذيذ ولكنه دسم، فمن الضروري التأني في الاختيار ما بين الأطباق الدسمة وتطعيمها بأخرى تعتمد على السلطة والمكونات الخفيفة. فعلى سبيل المثال إذا اخترت طاسة «بيبيمباب» الكوري فمن الأفضل عدم طلب طاسة الأرز والدجاج الكاريبي، ولكن في كلتا الحالتين المذاق رائع وتستخدم فيه النكهات الأصلية للكاريبي أو كوريا، ويشار إلى أن الفلفل الحار يستخدم في عدد من الأكلات.
ميزة المطعم أنه صغير الحجم وأنيق في الوقت نفسه؛ فالديكور من تصميم «كانتور ماسترز» ويتحول فترة المساء إلى واحة جميلة للموسيقى الحية في حين أن موقعه يجعله في بحر الأسبوع مناسباً لغداء العمل ولكنه سرعان ما يتحول في فترة بعد الظهر إلى مكان هادئ تقدَّم فيه العصائر المبتكرة في أجواء جميلة وخدمة مميزة.
لائحة الطعام ليست طويلة ولكنها مختصرة ومفيدة، أما المطابخ المستخدمة في «بولز» قد تكون متناقضة بعض الشيء وقد تؤدي إلى حالة من الارتباك بالنسبة على الذواقة لأن المطبخ ليس موحداً على غرار المطاعم الأخرى. ولكن تبقى الأسعار المتهاودة ونوعية المنتجات والديكور الجميل خير جاذبة لمحبي الطعام المبتكر ولمطابخ آسيا المميزة. كما أن هناك سبباً آخر قد يروق لمحبي المأكولات الكاريبية خصوصاً أن هذا المطبخ ليس منتشراً بشكل كبير في أوروبا، فإذا كنت من محبي الدجاج على طريقة الباربكيو التي يقوم بها أهالي جامايكا فقد يكون «بولز» عنوان الطعام الجديد لك في لندن.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».